تحولت بعض ولايات السودان لغزة أخرى تكافح الكوليرا والأوبئة من جانب والإبادة بالجوع من جانب آخر ووقع السودان ضحية حرب منسية فيما تركز عدسات الإعلام على القطاع المحاصر بالإبادة على مدار 678 يوما.
كانت الفاشر عاصمة ولاية دارفور حتى وقت قريب قبل تمركز ميليشيا الدعم السريع فيها قبلة الجميع فهى حاضرة الولاية لكنها وقعت وأهلها أسرى الميليشيا الإرهابية يحاصرهم الموت قتلا وجوعا فيما وقفت المنظمات الإنسانية عاجزة عن انقاذ حياة مئات الآلاف من السودانيين هناك.


أصبح الطعام فى المدينة نادرًا كما أن الأسعار ارتفعت بشكل هائل، لدرجة أن المبلغ الذى كان يكفى لشراء وجبات أسبوع كامل، أصبح لا يكفى الآن إلا لشراء وجبة واحدة، بينما تدين منظمات الإغاثة الدولية ما تصفه بالاستخدام الممنهج للتجويع كسلاح حرب.
ومنذ أكثر من عام ترزح مدينة الفاشر غرب السودان تحت حصار خانق من الدعم السريع، مع تحذيرات متزايدة من خطورة الأوضاع الإنسانية.
وتترافق التحذيرات مع نداءات لتدخّل عاجل من أجل تقديم مساعدات إنسانية بسبب تفشى الأمراض والجوع ونقص الغذاء بين سكان المدينة والنازحين فيها.
وأطلقت شبكة أطباء السودان الأهلية فى بيان نداء استغاثة عاجل للسلطات المحلية والمنظمات الدولية لإنقاذ الفاشر بسبب وصول الجوع إلى المرحلة الثالثة.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن القلق إزاء التقارير الواردة من مدينة الفاشر المحاصرة فى ولاية شمال دارفور بشأن وفاة أكثر من 60 شخصا بسبب المجاعة وسوء التغذية فى أسبوع واحد فقط.
وأكد المكتب الأممى أنه وثق وقوع المجاعة لأول مرة فى مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور قبل نحو عام، مؤكدا أنه يتوقع أن تمتد المجاعة إلى مناطق أخرى.
وقالت الأمم المتحدة أن شركاءها المحليين أبلغوا عن أكثر من 5300 حالة مشتبه بها ومؤكدة لمرض الكوليرا، مع وقوع 84 وفاة ذات صلة بالمرض منذ 21 يونيو الماضى، معظمها فى محلية طويلة، حيث يقيم 330 ألف نازح من مخيم زمزم ومدينة الفاشر.
وأشارت إلى أن الاكتظاظ والوضع المتدهور للصرف الصحى والوصول الإنسانى المحدود وموسم الأمطار المستمر كلها عوامل تعجّل بانتشار المرض وتعيق إيصال المساعدات.
وكشفت منظمة الصحة العالمية، عن الإبلاغ عما يقرب من 100 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا فى جميع أنحاء السودان منذ يوليو 2023، مع مواجهة أزمة إنسانية مدمرة ناجمة عن الصراع المسلح المستمر،
وقال تيدروس «أدهانوم غيبريسوس» المدير العام لمنظمة الصحة العالمية فى مؤتمر صحفى فى جنيف: انتشر وباء الكوليرا فى جميع ولايات السودان، ورغم أن الاتجاهات الأخيرة تشير إلى انخفاض فى أعداد المصابين، إلا أن هناك فجوات كبيرة فى رصد الأمراض، ويظل الوضع محفوفا بالمخاطر.
وأغرقت الحرب بين الجيش السودانى، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، والدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، السودان فى حالة من الفوضى منذ أبريل من العام الماضى، وقتل عشرات الآلاف، بينما يعانى ملايين آخرون من النزوح والجوع والمرض.
ورفض مجلس الأمن الدولى إعلان ميليشيا الدعم السريع الشهر الماضى عن تشكيل حكومة موازية فى أجزاء من السودان تسيطر عليها، محذرا من أن هذه الخطوة تهدد وحدة البلد الافريقى وتفاقم الصراع بين الميليشيا والقوات الحكومية.
واعرب أعضاء المجلس فى بيان أورده مركز أنباء الأمم المتحدة، عن قلقهم إزاء إعلان ميليشيا الدعم السريع عن إنشائها سلطة حكم موازية فى المناطق الخاضعة لسيطرتها. محذرين من تداعيات هذه الإجراءات التى تمثل تهديدا مباشرا لسلامة أراضى السودان ووحدته، وتنذر بتفاقم الصراع الدائر، وتفتيت السودان وتؤجج القتال، وتفاقم الوضع الإنسانى المتردى.
وشدد أعضاء مجلس الأمن، فى بيانهم، على دعم سيادة السودان واستقلاله ووحدته..داعين قوات «الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية للعودة إلى محادثات لوقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة، تهدف إلى حكومة مدنية قادرة على قيادة السودان نحو انتخابات ديمقراطية ومستقبل مستقر.
وأشاروا إلى قرار المجلس رقم 2736 لسنة 2024 والذى يطالب برفع حصار الفاشر ووقف القتال، مع السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، محذرا من تزايد خطر الجوع وانعدام الأمن الغذائى فى المدينة المحاصرة منذ أبريل 2024.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان تشكيل حكومة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مقتل قائد ميداني في “الدعم السريع” سخر من أطفال الفاشر الجوعى

متابعات- تاق برس- في مشهد يجسد معنى العدالة الإلهية، لقي القائد الميداني في قوات الدعم السريع، عطية النضيف مصرعه، الثلاثاء، خلال معارك عنيفة في مدينة الفاشر.

وقتل عطية بعد ساعات فقط من تداول مقطع فيديو يظهر فيه وهو يسخر فيه من أهالي المدينة واعتمادهم على وجبة “الأمباز” – وهي علف مخصص للأبقار – كمصدر للغذاء بسبب الحصار الخانق المفروض على المدينة.

 

هذا المقطع أثار موجة غضب واسعة، حيث أظهر النضيف وهو يطلق عبارات ساخرة بحق سكان الفاشر، متجاهلًا الظروف القاسية التي يعيشونها منذ شهور.

ويواجه المدنيون في الفاشر نقصًا حادًا في الغذاء والدواء نتيجة منع دخول الإمدادات، مما أجبر الكثيرين على تناول “الأمباز” للبقاء على قيد الحياة.

 

مقتل النضيف يمثل ضربة معنوية مؤلمة لقوات الدعم السريع، خاصة بعد أن سخر من معاناة المدنيين في الفاشر، مما يظهر الهوة العميقة بين قادة المليشيا والواقع الإنساني المرير في المدينة المحاصرة.

الأمبازالفاشرحصار الفاشر

مقالات مشابهة

  • بريطانيا توجه اتهامات حادة إلى “الدعم السريع”
  • السودان يرحب ببيان أممي يدين خطط الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية
  • الأمم المتحدة: الدعم السريع ترتكب فظائع بحق المدنيين في الفاشر
  • شاهد بالفيديو.. جنود مرتزقة يقاتلون مع الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • مقتل قائد ميداني في “الدعم السريع” سخر من أطفال الفاشر الجوعى
  • مجلس الأمن يدعو لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر السودانية
  • مجلس الأمن يرفض إنشاء سلطة حكم موازية فى مناطق ميليشيا الدعم السريع بالسودان
  • مأساة الكوليرا تضرب النازحين في دارفور.. «المشتركة» تتصدى لهجوم الدعم السريع على الفاشر
  • للمرة 228.. قوات الدعم السريع تفشل في دخول الفاشر