في ذكرى مولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله .. آن للأمة أن تنهض للجهاد ونصرة غزة
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
في أشد لحظات الأمة وجعًا ، تطلّ علينا ذكرى مولد النبي محمد صلوات الله عليه وآله، الحدث الأعظم في تاريخ البشرية، الذي غيّر وجه الأرض، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الطغاة إلى عبادة رب العباد، لكن ما أقسى أن تأتي هذه الذكرى اليوم، فيما دماء الأطفال في غزة تنزف، وأشلاء الأبرياء تحت الركام ما تزال تصرخ، والعدوان الصهيوني الوحشي يواصل جرائمه أمام صمت مريب وخذلان عربي وإسلامي مخجل، من هنا، لا يمكن أن تمرّ هذه المناسبة العظيمة مرورًا عابرًا، دون أن يعيد فيها الشعوب العربية والإسلامية حساباتهم ومواقفهم وأن يقفوا وقفة جادة وصادقة مع النفس.
يمانيون/ تقرير / طارق الحمامي
إن المولد النبوي الشريف ليس مجرد تذكير بمولد نبي عظيم صلوات الله عليه وآله ، بل هو تجديد للميثاق مع الرسالة، وإعادة ربط الأمة بنبيها، لا بالشعارات، بل بالعمل والفعل والموقف.
وهذا التقرير يسلّط الضوء على هذه الرابطة المنسية، محاولًا الإجابة على سؤال للأمة وهي تستعد لاستقبال مولد النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله ، وهي تتخلى عن واجبها الشرعي في نصرة المستضعفين من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ،دون أن تترجم الولاء لمحمد بن عبد الله صلوات الله عليه وآله ، إلى مواقف حقيقية تجاه غزة وفلسطين؟ وما هو دور الشعوب الإسلامية اليوم في ظل خيانة الأنظمة وغياب القرارات الشجاعة؟ ومَن الذي يُجسّد القدوة والامتثال الفعلي لتوجيهات الله ورسوله في واقعنا المعاصر؟
المولد النبوي الشريف .. محطة تجديد العهد
ليس المولد النبوي مجرد مناسبة للاحتفال والابتهال، بل هو محطة لإعادة تقييم موقع الأمة من قضاياها المركزية، وعلى رأسها قضية فلسطين، لقد وُلد الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله، في زمن الجهل والظلم، فجعل من رسالته منارة للتحرر والكرامة والعدل، وسار على درب المواجهة والصبر والثبات.
واليوم، تُستدعى هذه الروح المحمدية من جديد، في وجه العدو الصهيوني المحتل، الذي يرتكب أبشع المجازر ضد شعب أعزل لا يملك إلا إيمانه وكرامته.
الشعب اليمني .. قدوة في الولاء والامتثال
في هذا السياق، يبرز الشعب اليمني كنموذج فريد في الولاء العملي للرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله، إذ يحيي مناسبة المولد النبوي الشريف كل عام بزخم جماهيري هائل ومظاهر حب صادقة تُجسد التفاعل الحقيقي مع رسالة النبي وقيمه.
لكن الأهم من الاحتفال هو أن هذا الشعب يُجسّد الامتثال لتوجيهات الله ورسوله صلوات الله عليه وآله، عبر مواقفه المشرفة من قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لقد برز اليمن في السنوات الأخيرة كأحد أشد الأصوات صدحًا ضد العدوان الصهيوني، من خلال المسيرات، الخطابات، الدعم المعنوي، بل والمشاركة العسكرية الميدانية عبر استهداف سفن العدو في البحر الأحمر، وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة إلى قلب كيان العدو، دعمًا لغزة ومقاومتها.
وهكذا، يُظهر اليمنيون أن الولاء للنبي صلوات الله عليه وآله ، لا يكون فقط بالاحتفال، بل بالامتثال العملي لما دعا إليه، من مقاومة الظلم ونصرة المستضعفين والوقوف في وجه الطغيان.
شعوب الأمة أمام مسؤوليتها
في خضم الجرائم اليومية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق شعب غزة المقاوم، لم يعد السكوت خيارًا مقبولًا، ولا الحياد موقفًا يُغتفر، لقد تجاوز العدوان كل الحدود، وكشف عن وجه العدو القبيح، وعن عجز وتواطؤ الأنظمة، ما يجعل العبء الأكبر على عاتق الشعوب الحرة، التي ما زال في قلوبها بقايا من الإيمان والكرامة والانتماء.
إن الحديث عن نصرة فلسطين اليوم لا يمكن أن يُختزل في المشاعر ولا البيانات الموسمية، بل يجب أن يتحول إلى مواقف عملية تعبّر عن الولاء الحقيقي لله ولرسوله صلوات الله عليه وآله ، وللمستضعفين من عباده، وتُعيد للأمة بوصلتها، فالشعوب الإسلامية والعربية أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تنهض بمسؤولياتها التاريخية والدينية، وتفرض إرادتها على أنظمتها، وترفع صوتها بالحق دعمًا للمقاومة، أو تبقى رهينة الصمت والتبعية والخوف، وتكون شريكة في الجريمة بصمتها وتخاذلها.
المسؤولية اليوم لا تقتصر على الحكومات والجيوش، بل تبدأ من كل فرد في هذه الأمة، من الطالب في جامعته، إلى التاجر في سوقه، والعامل في مصنعه، والإعلامي في منصّته، والعالم في منبره، كل هؤلاء يمكنهم أن يكونوا جنودًا في معركة الوعي والموقف، معركة الكلمة، والدعاء، والتعبئة، والمقاطعة، والضغط، والتحشيد، بل ومعركة الفعل الشعبي إذا اقتضى الأمر.
زمن التبرير انتهى .. من الضغط الشعبي تبدأ التغييراتمن غير المقبول أن تستمر الشعوب في تبرير عجزها بضعف الإمكانات أو قمع الأنظمة، لقد أثبتت تجربة الشعب اليمني، أن الشعوب عندما تتحرك بصدق، تغيّر المعادلات، وإن الوقوف مكتوفي الأيدي في زمن تُستباح فيه غزة، وتُباد عائلات بأكملها، ليس حيادًا، بل خيانة لتكليف إلهي، وركون إلى الذين ظلموا، والله سبحانه وتعالى يقول ???? وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْـمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِـمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)،
ولذا فقد بات واضحًا أن أغلب الأنظمة الحاكمة اليوم لا تمثّل نبض الأمة ولا إرادتها، بل تمضي في دروب التطبيع والخيانة، وتغلق المنافذ بوجه أي دعم فعلي للمقاومة، مما يجعل الضغط الشعبي ضرورة لا ترفاً .
الجهاد في سبيل الله الفريضة الغائبة
قال تعالى في محكم كتابه: ( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْـمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ )(التوبة – 120)، في هذه الآية الكريمة، يوجّه الله تعالى نداءً واضحًا إلى الأمة كلها، ألا تتخلّف عن الصفّ المحمدي المقاوم، وألا تفضل راحتها وسلامتها على نصرة دين الله ورسوله صلوات الله عليه وآله، هذا النداء ما زال قائمًا، والجهاد لم يُرفع تكليفه، سواء كان بالنفس أو بالمال أو بالكلمة أو بالموقف.
على درب محمد صلوات الله عليه وآله
في ذكرى المولد النبوي الشريف ، لا بدّ أن نُعيد تعريف علاقتنا برسول الله صلوات الله عليه وآله ، لا كمجرد شخصية تاريخية نحتفي بها سنويًا، بل كرسول وقائد وقدوة، أُمرنا باتباعه، والانتصار لقيمه، والسير على خطاه، لقد كان صلوات الله عليه وآله ، رمزًا للصبر في وجه الأذى، والثبات أمام الباطل، والكرامة في زمن الانكسار، والجهاد في سبيل الله دون تردد أو مساومة، إن الاحتفاء الحقيقي بهذه المناسبة يكون بـالصدق في الولاء، ووضوح الموقف، والالتزام بالفعل، وقد آن للأمة أن تُترجم محبتها لرسول الله صلوات الله عليه وآله، إلى وقوف صريح مع المستضعفين في غزة، وأن تتعامل مع العدو الصهيوني كعدو شرعي وإنساني وحضاري، لا كجهة تفاوض أو تطبيع.
وليكن الشعب اليمني، الذي رفع راية النصرة دون خوف، نموذجًا يُحتذى، في زمن تكالبت فيه قوى النفاق والخيانة. وليكن صوت الشعوب أداة الضغط القادمة، وسلاح التغيير الأهم، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وختامًا .. يقول الله سبحانه وتعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، على درب محمد صلوات الله عليه وآله نمضي، نصرةً للحق، وجهادًا في سبيل الله، ووفاءً لدماء غزة، ورفضًا لكل أشكال الخنوع والخيانة، فالطريق واضح، والحق أبلج، والجهاد اليوم، فرض عين على كل مسلم ومسلمة.المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المولد النبوی الشریف صلوات الله علیه وآله الشعب الیمنی فی زمن
إقرأ أيضاً:
بحضور رئيس الوزراء .. الإدارة المحلية تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف
الثورة نت /..
شارك رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، في فعالية المولد النبوي الشريف التي أقامتها اليوم السبت ، وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية اليوم، ابتهاجا بقدوم مولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، للعام 1447هـ.
ونوه رئيس مجلس الوزراء بهذه الفعالية التي تأتي في إطار التحضير الرسمي للاحتفاء المركزي بمولد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في 12 ربيع الأول المقبل.
وقال ” نريد ان يكون احتفال هذا العام أكبر من احتفالاتنا في العام الماضي وهو ما يحتم على الجميع التحشيد للمشاركة المشرفة والواسعة في هذا الاحتفال الذي يتميز ويتفرد به اليمنيون أحفاد الأوس والخزرج”.
وأضاف “على العالم أن يعرف أن الشعب اليمني يحتفل بأعظم شخصية وقائد عرفه التاريخ أخرج الناس من الظلمات إلى النور وجسد ودعا إلى قيم الخير والصلاح والأخلاق الفاضلة والعدل ومقارعة الظلم”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء على أهمية “أن نقتدي بالقيم والأخلاق النبوية المحمدية وإدارته للأمور، وأن نتأسى بها قولا وعملا في مختلف جوانب حياتنا اليومية”.
وأشار إلى الإعلان الواضح لمجرم الحرب “نتنياهو” بشأن مشروع الدولة الصهيونية التوسعية “إسرائيل الكبرى” بدعم من الإدارة الأمريكية الصهيونية.. موضحا أن العدوان الاجرامي وحرب التطهير التي يشنها العدو الاسرائيلي على قطاع غزة وأهلها لأكثر من 22 شهرا ما هي إلا البداية لإعادة احتلال بقية الأراضي الفلسطينية ومن ثم الانتقال إلى احتلال الأراضي العربية المحددة من قبل العدو.
واستنكر الرهوي صمت أنظمة وشعوب الدول التي تدخل في إطار الخارطة التوسعية المعلنة من قبل مجرم الحرب نتنياهو على ذلك النحو الفج والمستفز لكل عربي حر أصيل.. معتبرا هذا الإعلان دليلا إضافيا وجليا على النهج العدواني للكيان الصهيوني الغاصب ضد المنطقة برمتها.
وبين أن الأنظمة العربية إذا صمتت عن هذا النهج العدواني التوسعي فإن اليمن لن يصمت وسيرفع صوته ويحرك قدراته العسكرية ضد العدو الصهيوني ويستخدم كافة الإمكانات والآليات المتاحة في هذه المواجهة.
وذكر أن اليمن يفرض اليوم سيادته على البحر ومضيق باب المندب بقدراته وإمكاناته الذاتية وقادر بعون الله على إيلام العدو على نحو أكبر وأشد.
فيما ألقى نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني في الفعالية التي حضرها نائبا رئيسا مجلسي النواب عبد الرحمن الجماعي، والشورى محمد الدرة، كلمة أكد فيها أن الشعب اليمني يحتفي بأعظم وأجّل إنسان في تاريخ البشرية، ابتهاجاً بنعمة الله عز وجّل الذي بعث خير خلقه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
وأشار إلى أن إحياء هذه المناسبة إلى جانب كونها تعبير عن الفرحة بنعمة الله ورحمته وفضله، فإنها أيضا زكاةً للنفس وتجسيدا عمليا لتعظيم وإجلال الشعب اليمني لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين، تنفيذاً لتوجيهات الله الذي أمر بتعظيمه وتبجيله.
ولفت المداني إلى أن ذكرى المولد النبوي، تُعد مناسبة ثقافية وتنويرية، لتعزيز الارتباط برسول الله ومنهجيته، واستلهام سيرته العظيمة واتباع رسالته السماوية، والاسترشاد بها في سياق التوجه العملي لمسيرة الشعب اليمني التحررية من التبعية والهيمنة.
وأفاد بأن صدق الاقتداء برسول الله يستوجب التأسي بمواقفه في كافة الأمور خاصة فيما يتصل بتحمل المسؤولية والتضحية والصبر والثبات.
وأشار إلى تزامن احتفاء الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي الشريف مع ما يحدث في غزة الصامدة من جرائم وحشية وحصار جائر علي أيدي المحتلين الصهاينة وداعميهم من الأمريكان وغيرهم.. مؤكداً أن الشعب اليمني الصامد المجاهد سيظل يسير على ذات مسار التعبئة والجهاد.
وفي الفعالية التي حضرها وزراء الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان، والخارجية والمغتربين جمال عامر، والكهرباء والطاقة والمياه الدكتور علي سيف، والشباب والرياضة الدكتور محمد المولَّد، ونائب وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية ناصر المحضار، وأمين العاصمة الدكتور حمود عباد، وعدد من محافظي المحافظات، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور طه المتوكل أن هذه المناسبة تأتي في توقيت مهم والأمة تعاني من المؤامرات والمكر الكبير على المستوى العالمي، حيث تريد أمريكا واسرائيل فرض مشروع التوسع الإسرائيلي في المنطقة والذي أعلنه نتنياهو.
وأشار إلى أن ذكرى المولد تأتي كمناسبة يستشعر فيه الجميع المسؤولية لمواجهة هذا المشروع الخطير.. لافتا إلى ما يرتكبه اليهود الصهاينة بحق الأشقاء في غزة من قتل وحصار وتجويع فيما الأمة الإسلامية ساكتة.
وأوضح المتوكل أن الشعوب العربية والإسلامية ما تزال ساكته وهي تسمع المجرم “نتنياهو” وهو يعلن بأنه يريد أن يتوسع على مستوى الأردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق وأجزاء من الحجاز ونجد.. مؤكدا أنه لا يمكن مواجه هذا المشروع إلا تحت راية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال “في هذه المرحلة يتوجب علينا التحرك الواسع لأن الأمة إذا لم تتحرك في هذا الظرف الصعب فمتى ستتحرك”.. معتبرا ذكرى المولد النبوي مناسبة مهمة من أجل تقييم الوضع والتحرك السليم لمواجه المشروع الصهيوني الذي يمكن أن يقف إلا بمشروع القرآن ومشروع أعلام الهدى.
وأكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله على أهمية الاستمرار في الموقف اليمني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي رفع شأن المسلمين وأوجد لهم مكانا في المواجهة، عندما خنع الزعماء وخنعت الشعوب.. لافتا إلى أن الشعب اليمني يقف اليوم على أعتاب انتصار كبير على مشروع الضلال والمعتقدات المنحرفة لأنه يحمل المشروع الصحيح الذي وعد الله بنصره.
من جانبه أشار العلامة فؤاد ناجي إلى أن ذكرى المولد النبوي هي المناسبة العظيمة والغالية والمتميزة والاستثنائية في يمن الإيمان والحكمة الذي يتميز بإحيائها بين سائر الشعوب العربية والإسلامية، كما يتميز بموقفه المساند لغزة لأنه ارتبط بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعاد إليه.
وقال “إن التمسك بالنبي الأكرم هي نقطة الخلاف بيننا وبين اليهود والعداوة على أشدها تعود إلى إيماننا به وانتمائنا إليه”.. لافتا إلى أن المعركة الدائرة اليوم في قطاع غزة وفلسطين ماهي إلا عرض من أعراض تلك العداوة القديمة والمستمرة.
وأوضح العلامة ناجي أن هذه الذكرى العظيمة هي مناسبة جامعة ووحدوية لا يختلف عليها اثنان من المسلمين ولا يغتاظ منها إلا اليهود الذين يرون في إحيائها عودة إلى الرسول والرسالة وصحوة تلوح آثارها وأنوارها في الأفق ولذلك يحاولون أن يفصلوا بين الأمة ونبيها.
وأكد على ضرورة الحرص في هذه المناسبة على تقوية وتوثيق الارتباط بالنبي في الوقت الذي يريد الأعداء أن يربطوا أبناء الأمة بأعلام الضلال والجور والطغيان.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني يعبر في هذه المناسبة عن شكره لله وفرحه بما أمر الله بالفرح به، ويعبر عن حبه وولائه وتمسكه بإسلامه وقادته ورموزه ودينه.
وأضاف “وكما أن موقف اليمن من غزة هو حجة على كل الشعوب فإن إحيائه الكبير والمليوني لهذه المناسبة هو أيضا حجة على كل الشعوب كونه يمثل دعوة لها للعودة إلى صاحب الرسالة والارتباط به”.
وبين أن القرآن الكريم قدم الجانب الجهادي المهم في شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليرسخ في أذهان الأمة أن محمدا كان مجاهدا وأن أمته يجب أن تكون كذلك لأن الجهاد هو الحل الذي يمكن أن يدفع عن الأمة الأخطار وينقذها.. وقال ” إن كان البعض قد ارتضى لنفسه الذل والخنوع والخضوع ورأى في التطبيع حلا فهذا شأنه ولا يمت إلى الرسول والرسالة بصلة، فالنبي كان مجاهدا وهو الذي نكل باليهود أيما تنكيل عند بدور أدنى مخالفة ونقض للعهود”.
كما أكد العلامة فؤاد ناجي أن رسول الله قدم للأمة طوق النجاة وخارطة الفوز والفلاح والعزة والكرامة وهذا هو النموذج الحقيقي الذي يجب أن تقتدي به الأمة
تخللت الفعالية التي حضرها رئيسا جامعتي صنعاء الدكتور محمد البخيتي، وصعدة الدكتور عبدالرحيم الحمران، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ونواب الوزراء ووكلاء وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية والوزارات ومديرو المديريات، فقرة إنشادية لفرقة محافظة تعز وقصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز.