ما وراء التحركات الأمريكية البريطانية شرق اليمن
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
الجديد برس:
ارتفعت وتيرة التحركات العسكرية الأمريكية والبريطانية شرق وجنوبي اليمن خلال شهر أغسطس الحالي ونشرت قوات من الوحدات العسكرية الخاصة في محافظات شبوة و حضرموت والمهرة.
في 2 أغسطس 2023 : زار الملحق العسكري للسفارة البريطانية “بيتر ليجايسك” يرافقه كبير مستشاري الأمن “ماكس جاندل” وفد من الخارجية البريطانية محافظة مأرب.
الوفد البريطاني عقد لقاءات مع قيادات عسكرية و في السلطة المحلية ولكن أهمها اللقاء الذي جمعهم مع رئيس هيئة الأركان في الجيش المدعوم من السعودية “صغير بن عزيز” وبطريقة مستغربة وغير معهودة قام بتكريم الملحق العسكري البريطاني.
في 14 أغسطس- 2023 :
وصل نائب السفير البريطاني لدى اليمن (تشارلز هاربر) والملحق العسكري (بيتر لي جاسيك) إلى #عدن جنوبي اليمن والتقيا بمقر مصلحة خفر السواحل وكيل المصلحة، وتفقدا موقع ومنشآت من بينها الرصيف العائم وعدد من المنشآت والتي جاءت بالتزامن مع نشر قوات بريطانية محدودة في عدن. بالتزامن مع التحركات الأمريكية البريطانية المشتركة في خليج عدن وطول الشريط الساحلي جنوبي اليمن .
مصادر متعددة وتقارير استخباراتية أكدت تواجد قاعدة عسكرية مشتركة بين قوات البحرية البريطانية وقوات البحرية الأمريكية في جزيرة “ميون” التي تبعد عن 150 كيلو متر عن مدينة عدن والتي سيطرت عليها الإمارات عبر مليشيات الانتقالي الموالية لها.
في 19 أغسطس 2023 :
أفادت مصادر محلية عن نشر قوات بريطانية في غيل باوزير – تقع في الشمال الشرقي تبعد مسافة 45 كيلومتر عن مدينة المكلا- بمحافظة #حضرموت شرق #اليمن وأفادت المصادر أن القوات البريطانية التي اخترت منطقة مزارع الشين وهي منطقة زراعية يمتلكها الأهالي وصلت ترافقها قوات وحماية من مليشيات الإمارات “النخبة الحضرمية” و المليشيات المدعومة من السعودية “درع الوطن”.
أشار مراقبون أن ذلك يأتي ضمن مساعي القوات البريطانية لإنشاء قاعدة عسكرية لها في غيل باوزير والتي تعتبر من المناطق القريبة للساحل.
في 21 أغسطس 2023 :
– عقد محافظ شبوة عوض الوزير – المتواجد في دولة الإمارات – لقاء مع “تشارلز هاربر” القائم بأعمال سفير المملكة المتحدة بريطانيا عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة بحضور ملحق السفارة العسكري والذي نوقش فيه جوانب عسكرية وأمنية.
ألمحت مصادر مقربة من المحافظ أن القائم بأعمال السفير البريطاني “هاربر” طلب السماح بنشر وحدات بريطانية في شبوة بالقرب من المناطق النفطية مبرراً أن ذلك تعزيزاً لدور الإمارات في استتاب الأمن والاستقرار.
تزامن ذلك مع تغيير الإمارات بشكل كامل للقيادات العسكرية التابعة لها في ميناء بلحاف لتصدير الغاز بعد تعرض القاعدة الإماراتية في بلحاف لهجوم بسبب خلافات مع قبائل المنطقة كما تشير إلى توجه إماراتي لتصدير الغاز اليمني المسال مع تعزيزها تواجد الميليشيات الموالية لها في محيط المنشأة الواقعة ضمن مديرية رضوم الساحلية في محافظة #شبوة.
في 25 أغسطس 2023 :
أفادت مصادر إعلامية وصول طائرة عسكرية بريطانية تحمل تعزيزات لقوات بريطانية إلى مطار الغيضة الخاضع للقوات السعودية بمحافظة المهرة شرق اليمن والمحادة لسلطنة عُمان .
كشفت تقارير نشرتها صحف بريطانية عن تواجد قوات بريطانية في مطار الغيضة وذلك ماذكره الشيخ علي سالم الحريزي وكيل محافظة المهرة السابق في 2019 عن استحداث منشآت ومباني ومواقع عسكرية داخل مطار الغيضة تستخدمها القوات البريطانية.
في 28 أغسطس 2023 :
وصلت فجر الاثنين، فرق عسكرية أميركية على متن طائرة عسكرية سعودية إلى مدينة سيئون بوادي حضرموت شرقي اليمن.
أحيطت الزيارة بسرية كبيرة خاصة وأن مسؤول أمني كبير في سفارة أمريكا باليمن ضمن الوفد الذي لم يكشف عن سبب زيارته .
خلال يوم الاثنين زار مدينة تريم التاريخية ومستشفى سيئون العام ويتولى حماية الفريق الامريكي حراسة خاصة من المارينز الامريكي بالإضافة إلى مدرعات سعودية وآليات من المنطقة العسكرية الأولى الموالية للسعودية .
ويوم الثلاثاء 29 أغسطس ظهرت فرقة حراسة من المارينز الامريكي أثناء زيارة الوفد الامريكي إلى قرية الغرفة – تبعد 8 كيلومتر – عن سيئون بوادي حضرموت.
عززت الولايات المتحدة الامريكية من تواجدها في سواحل اليمن وكشف البنتاغون الامريكي في فبراير الماضي امتلاك واشنطن قواعد عسكرية شرق وجنوبي اليمن وبين أن القاعدتين تتبعان جهاز الاستخبارات الامريكي CIA احدهما في المكلا بمحافظة حضرموت والأخرى لم يكشف عن موقعها، ويرجح أنها في المهرة شرقي اليمن.
كما أعلنت الدفاع الامريكية في 17 يوليو الماضي إعادة نشر قوات إضافية في الشرق الأوسط وارسلت بارجات وقوات من المارينز إلى خليج عدن ومضيق هرمز والبحر الأحمر والتي اعقبتها في ذات الاسبوع الزيارة المفاجأة لسفير أمريكا في اليمن ستيفن فاجن إلى مدينة عدن الخميس 20 يوليو 2023 برفقة فريق عسكري واستخباراتي أمريكي – لايزال متواجد في قصر المعاشيق المفروض عليه حراسة مشددة منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا – .
يحمل الملف اليمني أهمية استراتيجية لدى امريكا وبريطانيا بسبب الموقع الجغرافي المهم للبلد والذي يأتي مع تصاعد الصراع الدولي المحموم وتسابق على مناطق السيطرة والنفوذ الدولية والتحاولات العالمية. كما أنه يكشف حقيقة عن التنسيق البريطاني الامريكي المشترك في الملف اليمني برؤية احتلالية واستعمارية تهدف لتقاسم الموانئ والجزر بما يعزز قدرتيهما لقطع الطريق أمام الطموح الصيني للتوسع في عدن وتقليص نفوذها في خليج عدن و البحر الاحمر، كما أن هذه التحركات في المناطق النفطية شرقي اليمن وخاصة في شبوة تكشف عن صراع أمريكي بريطاني أخر مع أوروبا وفرنسا من خلال تعزيز التواجد البريطاني في شبوة و ميناء بلحاف الذي كانت تديره شركة توتال الفرنسية.
كما أن أمريكا وبريطانيا تلعبان دوراً كبيراً في إطالة الحرب علي اليمن والضرورة الملحة للتدخل والتواجد العسكري للقوات الانجلو امريكية المباشر على الأرض في شبوة وحضرموت والمهرة قد يأتي لتخفيف حدة التوترات البارزة بين وكلائهما الاقليميين في تحالف السعودية والإمارات والذي كرس منذ بداية الحرب على اليمن في مارس 2015 على خلق ولاءات عبر مليشيات تابعة لكل منهما بينها مليشيات ذات توجه ديني متشدد مرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي والتي تتخذها أمريكا وبريطانيا ذريعة لتواجدهما على الأرض.
كما يلعب دور في تقسيم مناطق النفوذ والحدود بين أدواتهما المحلية ومليشيات المرتزقة المواليين للرياض وأبوظبي بعد تراجع بريطانيا عن تمرير قرار في مجلس الأمن يسمح بنشر قوات عسكرية أممية في مناطق الثروات على غرار ما جرى في الحديدة 2018.
*تقرير – أحمد فوزي
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: قوات بریطانیة أغسطس 2023 فی شبوة
إقرأ أيضاً:
طائرات مسيرة تستهدف مليشيا الانتقالي في شبوة
وذكرت تلك الوسائل أن طيرانًا مسيَّرًا، يُرجَّح أنه سعودي، هاجم تعزيزات عسكرية للانتقالي في شبوة، ما أسفر عن تدمير 7 مدرعات وطقم عسكري، فيما لم يكشف الانتقالي بعد عن عدد القتلى والجرحى.
وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الخلافات والتوترات بين الاحتلال السعودي والإماراتي، حيث تحاول السعودية الضغط على الإمارات لسحب ميليشياتها من الهضبة الشرقية لليمن، بينما تسعى الميليشيا لفرض واقع جديد داخل تلك المحافظات.
وعلى صعيد متصل، كشف الخائن رشاد العليمي عن انعكاسات اقتصادية متسارعة وصفها بـ"الخطيرة" نتيجة التصعيد في المحافظات اليمنية الجنوبية الشرقية، منوهاً إلى أن أولى هذه التداعيات تجلت بتعليق صندوق النقد الدولي لبعض أنشطته الحيوية في اليمن، في خطوة تعكس تراجع مستوى الاستقرار اللازم لعمل المؤسسات الاقتصادية، الأمر الذي يفاقم الضغوط على الوضع المالي لحكومة المرتزقة.
ويأتي هذا التحذير بعد تصريحات سابقة للعليمي أكد فيها أن التحركات العسكرية للانتقالي لا تهدد فقط أمن المناطق الخاضعة لحكومته، بل تمتد آثارها إلى الخدمات العامة وحتى انتظام مرتبات الموظفين.
واعتبر سياسيون تابعون للانتقالي التابع للإمارات أن هذه التصريحات "تسييس" للواقع الاقتصادي الذي تعيشه المناطق اليمنية المحتلة جنوب وشرق اليمن، متهمين العليمي باستخدام الظروف المعيشية كورقة ضغط سياسية.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت قبل نحو شهر عن مصادر في البنك المركزي بعدن أن حكومة المرتزقة تواجه أزمة مالية خانقة، في ظل تزايد التوترات العسكرية والسياسية.
ومع تصاعد هذه الأزمات، شهدت مدينة عدن اليوم شكاوى واسعة من المواطنين بعد ارتفاع الأسعار في عدد من السلع الأساسية والاستهلاكية، حيث وصلت الزيادة في بعضها إلى نحو 20%، ما ضاعف الأعباء المعيشية على السكان الذين يواجهون أصلاً ظروفاً اقتصادية صعبة وانعداماً للاستقرار المالي.
وتشير التطورات المتلاحقة إلى أن استمرار التصعيد بين الميليشيات الموالية لتحالف العدوان ينذر بالمزيد من الضغوط الاقتصادية، وسط غياب أي مؤشرات على انفراج قريب في الأزمة.
وفي السياق، عادت أزمة الوقود لخنق مدينتي عدن والمكلا، الخميس، مع تجدد الصراع الإقليمي بالوكالة وفشل تنفيذ اتفاقات الانسحاب في شرق اليمن.
وقالت مصادر محلية إن المواطنين في عدن والمكلا بحضرموت، اصطفوا في طوابير طويلة للحصول على أسطوانة غاز منزلي سعة 20 لترًا، فيما قفزت أسعار الوقود في السوق السوداء إلى مستويات قياسية، رغم انفراج محدود شهده الوضع مؤخرًا.
وتكشف العودة السريعة للأزمة عن عجز المجلس الانتقالي عن إيجاد حلول فعّالة، رغم سيطرته على منابع النفط في شبوة وحضرموت، وفشله في تلبية احتياجات السكان في عدن، على الرغم من عقد اجتماعات مع إدارة شركة بترومسيلة ومصافي عدن لمناقشة بدائل لتزويد السوق المحلية من مأرب.