عربي21:
2025-12-12@08:03:11 GMT

الوسيط السليط

تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT

جاء توماس برّاك إلى السياسة من المال، وفي المال الغني دائماً على حق. وهاجر رحلة من لبنان إلى أميركا، وبين الدول الحق للأقوى. وبسبب قلة تجاربه الدبلوماسية، لم يصل بعد إلى الدرس الأهم، وهو أن الوسيط يُصغي ولا يتكلم، وإذا تكلّم، ففي صوت غير مسموع.

نسف الموفد الرئاسي الأميركي، في لحظة غضب، كل ما كان قد بناه في أعقد حرائق الشرق الأوسط.

شهور من المساعي والأسفار، واللقاءات، ورفع التقارير إلى رئيسه، و«تدوير الزوايا»، ثم فجأة طفح كيله وصرخ في الصحافيين: حيوانات...!

وهذا في لغة الحيوان: مثل البقرة التي تحلبها صاحبتها إلى ما قبل النقطة الأخيرة. وعند النقطة الأخيرة، ترفس الوعاء بكل ما حلبت.

عندما جاء برّاك يعلن ما وصل إليه حتى الآن من نتائج المساعي، ضجّ الصحافيون ضجيجهم كعادتهم في لحظات السباق، ونسي الوسيط أن هذا «سلوكهم» في مثل هذه الحالات. فصرخ بهم: تصرف حيوانات!

أحرج الوسيط جميع الناس: المهمة الهشّة، والمرحلة البالغة الدقة، والهشاشة، والموقف الأميركي، والقصر الجمهوري الذي يداري المساعي مثل أم المولود الجديد.

أُصيبت بعثة برّاك بنيران صديقة أضعفتها وضربت من حولها الشك. وبدل أن يكمل الموفد مهمته في الجنوب براحته، اضطر إلى استخدام الهليكوبتر للوصول إلى نقطة سالكة وآمنة وخالية من مظاهرات «الأهالي»، وهو الاسم الحركي لمؤيدي «حزب الله».

معروف أن برّاك من أقرب الناس إلى الرئيس ترمب، ليس بسبب الشرق الأوسط، بل بسبب رفاقية «الغولف»، وهي لعبة، مثل الشطرنج، تقوم على الصبر والتمهل والتمعن. ولذا يجيدها غالباً كبار السن والمتقاعدون. لا نعرف ماذا سيكون مستقبل برّاك سواء موفداً أو لاعب غولف. لكن المهام التي بين يدَيْه لا تحتمل ردود الفعل التي بلا ضوابط. كيف سينظر المتأملون واليائسون إلى الانفجار العصبي، بينما هم يتلمّسون أي بادرة، أو نبأ جيد، أو شبه جيد؟

ليست أعصاب برّاك وحدها على الحافة. الجميع خائفون، ولو ليس إلى الدرجة التي يرون فيها الصحافيين في حالة غليان، وقلق، وتدافع، ولا يجدون في ذلك سوى سلوك حيواني. يحسن بالموفد الكريم أن يشتغل أكثر على مفرداته.

في العمل الدبلوماسي يبحثون عادة عن عبارات مواربة، أو عن صمت طويل. أي شيء أفضل من «قاموس المحامي الغاضب»...

الشرق الأوسط

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه لبنان لبنان الولايات المتحدة ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“موسكو فيلم كلاستر” يقدّم عرضه الأول في “سوق البحر الأحمر 2025”

 

أعلن مجمّع موسكو السينمائي “موسكو فيلم كلاستر”، أحد أكبر المنظومات الإنتاجية في أوروبا الشرقية، عن مشاركته الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال حضوره في النسخة الـ5 من سوق البحر الأحمر 2025 في جدة، خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر.

ويعرض المجمّع في مشاركته بنيته الإنتاجية المتكاملة التي تشمل مواقع التصوير، والخدمات اللوجستية، والقدرات التقنية، والمواهب الإبداعية، إضافة إلى حوافز موجّهة لصنّاع السينما الدوليين.

ويُعد سوق البحر الأحمر المنصة المهنية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ويجمع نخبة من المنتجين ووكلاء المبيعات المتخصصين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا وأفريقيا وأوروبا، مقدّماً مساحة لعرض المشاريع السينمائية في مرحلتي التطوير والإنتاج.

وقال جورجي بروكوبوف، الرئيس التنفيذي لموسكينو فيلم كلاستر: “يشكّل سوق البحر الأحمر فرصة مهمة لتعزيز تعاوننا مع المنطقة. فعلى مدى العامين الماضيين، استقبلنا وفوداً من مختلف دول الشرق الأوسط خلال أسبوع موسكو الدولي للأفلام، ونجحنا في إبرام اتفاقات ملموسة، من بينها مذكرات التفاهم مع جمعية منتجي التلفزيون والسينما في تركيا ولجنة مصر للأفلام. نحن منفتحون على شراكات جديدة ونسعى لتأكيد مكانة موسكو كوجهة إنتاج موثوقة للمحترفين حول العالم”.

وتدعم موسكو صُنّاع السينما بحوافز تُعدّ من الأكثر تنافسية في المنطقة، إذ يتيح برنامج الاسترجاع المالي ما يصل إلى 45% من التكاليف المؤهلة، بواقع 30% خصماً مباشراً و15% إضافية عبر المنح والتخفيضات على الخدمات والإقامة والتنقل والتأشيرات، مع اشتراط حد أدنى للإنفاق المحلي يبلغ 175 ألف دولار. ويمكن للإنتاجات الدولية الاستفادة من هذه الحوافز عبر التعاون مع استوديو خدمات إنتاجية في موسكو أو شريك محلي مشارك في الإنتاج، بما يضمن دعماً تشغيلـياً كاملاً.

ويُعد غوركي فيلم ستوديو الذراع الإنتاجية الأبرز للمجمّع، إذ يوفّر منظومة متكاملة تغطي مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج. ويُعدّ الاستوديو من أبرز المؤسسات السينمائية التاريخية في روسيا منذ تأسيسه عام 1915، وقدّم أكثر من 1000 عمل سينمائي نال الاعتراف محلياً ودولياً. وتضم منشآته 16 استوديوً رقميًا، سيُشغّل 10 منها بحلول نهاية 2026، إضافة إلى مخزون يضم أكثر من 200 ألف قطعة أزياء وإكسسوارات ومرافق تقنية متقدمة.

كما يعمل المجمّع على تطوير مشروع مدينة الأفلام “فيلم سيتي”، الذي يمتد على مساحة تتجاوز 350 هكتاراً، ويضم مواقع تصوير داخلية وخارجية، ويهدف ليصبح إحدى أهم وجهات التصوير العالمية بحلول 2030.


مقالات مشابهة

  • ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
  • نائب مهدّد ويتجوّل فرحا بالأعياد؟!
  • تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"تكييف" الإماراتية ضمن خطة هيكلة شاملة
  • عاجل | الشرق الأوسط للتأمين يوقف تأمين المركبات لهذا السبب
  • الكويت… دبلوماسية الحكمة في زمن الأزمات
  • العاصفة”بايرون” تضرب عدة دول في الشرق الأوسط بينها الاردن
  • “موسكو فيلم كلاستر” يقدّم عرضه الأول في “سوق البحر الأحمر 2025”
  • «فوربس الشرق الأوسط» وقمة «بريدج» تطلقان البرنامج الحواري «التوقيع»
  • ضم قيادات نسائية بالشبكة الإقليمية للطاقة في الشرق الأوسط