دعوة برلمانية عاجلة للمجتمع الدولي لمحاسبة المسئولين عن جرائم الاحتلال في غزة
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
أدان النائب الصافي عبد العال، عضو مجلس النواب، التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح، واصفًا إياها بأنها محاولة جديدة لتبرير سياسات الإكراه والتهجير القسري تحت مسميات زائفة.
إدانة النهج التوسعي الإسرائيلي
وأشار عبد العال، في بيان صحفي له اليوم، إلى أن هذه التصريحات تعكس النهج التوسعي الإسرائيلي الرامي لتغيير الهوية الديموغرافية للفلسطينيين وطمس حقوقهم التاريخية، مؤكدًا أن محاولات إسرائيل لتقديم التهجير على أنه خيار "طوعي" هي تضليل سياسي ومخالفة واضحة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأضاف عضو مجلس النواب أن الأحداث الأخيرة في غزة فضحت أمام العالم حجم الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين، من قصف عشوائي للمنازل والمستشفيات والمدارس، إلى قطع المساعدات الإنسانية وتجويع السكان، مشددًا على أن هذه الممارسات تجعل إسرائيل دولة مارقة عن القانون الدولي.
مصر لن تكون طرفًا في أي مخطط لتهجير الفلسطينيين
وأكد الصافي عبد العال أن مصر لن تكون طرفًا في أي مخطط لتهجير الفلسطينيين، وأن معبر رفح يظل شريانًا إنسانيًا لنقل المساعدات والإغاثة الطبية، موضحًا أن القاهرة ستواصل حماية المدنيين الفلسطينيين وعدم السماح لأي محاولات لتصفية قضيتهم تحت أي ضغط أو ابتزاز.
ودعا نائب الإسكندرية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوضع حد للممارسات الإسرائيلية، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية ضد المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في غزة، مؤكدًا أن السكوت أو الاكتفاء بالإدانات لا يكفي، وأن هناك ضرورة لوضع حد لسياسات التطهير العرقي المحتملة.
واختتم النائب الصافي عبد العال بيانه بالتأكيد على أن مصر ستظل حاضنة للحق الفلسطيني وداعمة لنضاله المشروع من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن كل محاولات الاحتلال للضغط أو التشويه ستبوء بالفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني ووضوح الموقف المصري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة فلسطين تهجير الفلسطينيين البرلمان أخبار البرلمان عبد العال
إقرأ أيضاً:
غزة بين جرائم العدو الإسرائيلي وآمال التهدئة .. ماذا بعد موافقة المقاومة على خطة ترامب؟
بين دوي الانفجارات وغبار الدمار، عادت أنظار العالم إلى غزة مجددًا، وهذه المرة ليس فقط بفعل القصف المتواصل، والإبادة التي لم تتوقف، بل بسبب تطور سياسي غير متوقع أربك حسابات العدو الإسرائيلي، إعلان حركة حماس، وفصائل المقاومة الفلسطينية، موافقتها المشروطة على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في القطاع، الخطة التي كان المجرم نتنياهو نفسه من ساهم في صياغتها ، ظناً منه أن المقاومة لن تتجاوب معها ، فكانت الصدمة ..
يمانيون / تقرير / خاص
في هذا التقرير، نستعرض معكم تسلسل الأحداث، ومضمون الخطة، ومواقف الأطراف المختلفة، والتطورات الميدانية، إلى جانب التوقعات بشأن مدى التزام إسرائيل بوقف عدوانها.
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، يعيش القطاع تحت حصار ناري خانق خلف آلاف الشهداء والجرحى، وشرد مئات الآلاف، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية، في المقابل، استمرت الفصائل الفلسطينية في إطلاق الصواريخ وشن عمليات نوعية ضمن معركة الدفاع عن الحقوق والثوابت.
ورغم الجهود المتكررة من وسطاء إقليميين ودوليين لوقف إطلاق النار، لم تنجح أي مبادرة بشكل كامل حتى اللحظة، وهنا جاءت خطة ترامب الجديدة .
الخطة التي طرحها ترامب بدعم أمريكي وخليجي ومصري تتكون من عدة مراحل والتي لم تكن علنية بالكامل، لكن تم تسريب معظم بنودها عبر وسائل إعلام غربية وعربية، فيما تحفظت بعض الأطراف على كشف التفاصيل الدقيقة وقتها.
في خطوة فاجأت الكثيرين، أعلنت حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، مساء الجمعة، موافقتها المشروطة على الخطة.
وأبرز ما جاء في الرد ، الترحيب المبدئي بالخطة كأرضية للنقاش، والاستعداد الفوري لتبادل الأسرى والرهائن ضمن صفقة شاملة، والقبول بتسليم إدارة القطاع لجهة فلسطينية توافقية بشرط ألا تُقصى حماس أو تُفرض وصاية خارجية،
وأكدت حماس أنها سلمت ردها الرسمي للوسطاء، وأعربت عن جاهزيتها للدخول في مفاوضات فورية لاستكمال بحث بقية تفاصيل الاتفاق.
وعلى الرغم من ردود الأفعال الإيجابية على رد حماس إلا أن رد الكيان الإسرائيلي كما كان متوقعاً ، لم تُظهر الحكومة الإسرائيلية حماسًا مماثلًا.، والتطورات على الأرض لم تعكس أي تهدئة، وجيش العدو يواصل قصفه لمناطق متفرقة في القطاع وارتكاب أبشع الجرائم، فيما اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو عبّر عن رفضه التام لأي صفقة تشمل وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
خلافات داخل حكومة العدو الإسرائيلي بدأت بالظهور، ووسائل إعلام عبرية تحدثت عن انقسامات تهدد استقرار الائتلاف الحاكم إذا ما تم التقدم في تنفيذ الخطة.
مصادر دبلوماسية تحدثت عن ضغوط أمريكية مباشرة على حكومة الكيان، لبدء تنفيذ المرحلة الأولى، إلا أن التزام العدو الإسرائيلي غير وارد حتى اللحظة.
جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة تؤكد استحالة التزامه بالسلام في تناقض صارخ مع الحديث عن هدنة أو مفاوضات، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر وتشديد الحصار الخانق على القطاع، في مشهد يُظهر بوضوح أن السلام لا يندرج ضمن أولوياته الفعلية.
استهداف المنازل المكتظة بالسكان في الشجاعية ورفح وخان يونس ، وكل مكان في القطاع، عشرات الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال، منع دخول المساعدات الإنسانية والدوائية، مما فاقم الكارثة الصحية، وتسبب في وفاة جرحى ومصابين لغياب الرعاية، واستهداف متكرر للمستشفيات وسيارات الإسعاف، وقطع متعمد للاتصالات لعزل القطاع عن العالم.
القراءة السياسية لهذه الانتهاكات تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي بعد موافقة حماس أو قبلها ، لا يتعامل مع خطة ترامب كطريق للسلام، بل كوسيلة لكسب الوقت، واستكمال أهدافه العسكرية تحت غطاء دبلوماسي.
رد الفصائل لم يتأخر، إذ أكدت حماس أن ما يجري على الأرض يفقد المفاوضات مصداقيتها، ويحمل الاحتلال المجرم وحده مسؤولية تعطيل أي تهدئة محتملة.
هل يمكن أن يلتزم الاحتلال بوقف العدوان؟، هذا هو السؤال الأبرز حاليًا، من خلال قراءة المشهد، تبدو الصورة معقدة، فالعدو الإسرائيلي وإن كان تحت الضغط الدولي ، إلا أنه يعتمد على الغطاء والدعم الأمريكي المستمر، حتى وإن بادر ترامب بتصريح هنا أو هناك فهو ، بمثابة ذر الرماد على العيون ، ولن يكون للولايات المتحدة موقف يخالف الإرادة الصهيونية على الإطلاق، وفي الداخل الصهيوني ، حكومة نتنياهو مهددة من أقطاب اليمين المتطرف الرافضين للخطة.
وما بين الواقع الصعب والأمل السياسي، تقف غزة على مفترق طرق، فهي أمام صلف صهيوني مستمر وجرائم إبادة لا تتوقف ، وموقف دولي لا يبارح البيانات والتصريحات، ومرواغة أمريكية تمنح العدو الإسرائيلي ما يكفي ليستمر في جرائمه ، وموقف عربي وإسلامي مسلوب الارادة وضع نفسه في تحت تصرف أمريكا وإسرائيل .