حذر باحثون من البرازيل، من أن بعض المحليات الصناعية قد تسبب عواقب غير متوقعة على صحة الدماغ على المدى الطويل.

واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من المحليات الصناعية عانوا من تدهور أسرع في مهارات التفكير والذاكرة مقارنة بمن تناولوا كميات أقل، علاوة على ذلك، بدا هذا الارتباط أقوى لدى مرضى السكري.

وأجرى الدراسة باحثون من قسم طب الشيخوخة، كلية الطب، جامعة ساو باولو في البرازيل، ونشرت نتائجها في مجلة علم الأعصاب (Neurology) في 3 سبتمبر/أيلول الجاري وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.

درس الباحثون استهلاك 7 محليات صناعية موجودة عادة في الأطعمة فائقة المعالجة، مثل المياه المنكّهة، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والزبادي، والحلويات منخفضة السعرات الحرارية.

كانت بدائل السكر والكحوليات السكرية التي خضعت للدراسة هي: أسيسلفام-ك، وأسبارتام، وإريثريتول، وسكرين، وسوربيتول، وتاجاتوز، وإكسيليتول، وهي محليات موجودة في بعض المنتجات الغذائية وتستخدم كمحليات.

قالت الدكتورة كلوديا كيمي سويموتو، مؤلفة الدراسة من جامعة ساو باولو، في بيان: "غالبا ما ينظر إلى المحليات منخفضة السعرات الحرارية أو خالية السعرات الحرارية على أنها بديل صحي للسكر، إلا أن نتائجنا تشير إلى أن بعض المحليات قد يكون لها آثار سلبية على صحة الدماغ مع مرور الوقت".

تتبع مهارات اللغة والتفكير

شملت الدراسة أكثر من 12 ألف شخصا بالغا من جميع أنحاء البرازيل، تراوحت أعمارهم في بداية الدراسة بين 35 و74 عاما، لا يعانون من الخرف. بلغ متوسط أعمارهم 52 عاما، وتمت متابعة المشاركين لمدة 8 سنوات في المتوسط.

أكمل كل مشارك استبيانات حول نظامه الغذائي في بداية الدراسة، موضحا بالتفصيل ما تناوله وشربه خلال العام الماضي، ثم قسمهم الباحثون إلى 3 مجموعات بناء على إجمالي كمية المحليات الصناعية التي استهلكوها.

إعلان

بلغ استهلاك المجموعة الأولى 20 ملغ يوميا في المتوسط ومثلت المجموعة الأقل استهلاكا، بينما استهلكت المجموعة الأعلى استهلاكا 191 ملغ يوميا في المتوسط، وكانت المجموعة الأخيرة المجموعة التي استهلكت كمية متوسطة.

كانت أعلى كمية استهلاك للأسبارتام تعادل علبة واحدة من مشروب الصودا الدايت، وسُجل أعلى استهلاك للسوربيتول، بمتوسط 64 ملغ يوميا.

خضع المشاركون لاختبارات معرفية في بداية الدراسة ومنتصفها ونهايتها لتتبع مهارات الذاكرة واللغة والتفكير مع مرور الوقت، وقيّمت الاختبارات جوانب مثل الطلاقة اللفظية، والذاكرة العاملة، وتذكر الكلمات، وسرعة المعالجة.

بعد وضع عوامل مثل العمر والجنس وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية في الاعتبار، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين استهلكوا أكبر كمية من المحليات أظهروا انخفاضا أسرع بنسبة 62% في مهارات التفكير والذاكرة العامة مقارنة بمن استهلكوا أقل كمية.

وشهد الأشخاص في المجموعة متوسطة الاستهلاك انخفاضا أسرع بنسبة 35% من المجموعة الأقل استهلاكا.

صرح سويموتو لمجلة نيوزويك: "نفترض أن المحليات الصناعية قد تحفِّز عمليات مثل التهاب الأعصاب، أو التنكس العصبي، أو اضطراب محور الدماغ والأمعاء".

الوقاية خير من العلاج

وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن الأسبارتام قد يؤدي إلى التهاب عصبي، بينما قد تغير الكحولات السكرية مثل الإريثريتول والسوربيتول ميكروبات الأمعاء وتضعف الحاجز الدموي الدماغي.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما والذين تناولوا كميات كبيرة من المحليات أظهروا انخفاضا أسرع في الطلاقة اللفظية والإدراك العام مقارنة بمن تناولوا أقل كميات.

وأضاف سويموتو، مشيرا إلى أن هذه النتيجة كانت مفاجئة: "هذا يؤكد أهمية فهم العادات الغذائية في مرحلة مبكرة من البلوغ، حيث يمكن للإستراتيجيات الوقائية أن تحقق أكبر تأثير."

وقد وجدوا أيضا أن الارتباط بتسارع التدهور المعرفي كان أقوى لدى المشاركين المصابين بداء السكري منه لدى غير المصابين به.

عند دراسة المحليات الفردية، ارتبط تناول أسيسلفام-ك، والأسبارتام، والإريثريتول، والسكرين، والسوربيتول، والإكسيليتول مع تدهور أسرع في الإدراك العام، وخاصة في الذاكرة.

وأكد سويموتو: "في حين وجدنا روابط بين التدهور المعرفي لدى الأشخاص في منتصف العمر، سواء المصابين بداء السكري أو غير المصابين به، فإن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لاستخدام المحليات الصناعية كبدائل للسكر".

وفي حين تظهر الدراسة وجود صلة بين استخدام بعض المحليات الصناعية والتدهور المعرفي، إلا أنها لا تثبت أن المحليات الصناعية هي السبب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المحلیات الصناعیة

إقرأ أيضاً:

دراسة: الامتناع عن الفطور يرفع خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة طوكيو للطب عن وجود علاقة واضحة بين تخطي وجبة الإفطار وزيادة احتمالات الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو أحد أكثر الأمراض انتشارًا في العالم خلال السنوات الأخيرة، ويُصيب ملايين الأشخاص دون أن تظهر عليهم أعراض واضحة في البداية.

ليلة لن تتكرر.. كاتي بيري نجمة تتلألأ تحت أضواء الأهرامات في أولى حفلاتها بمصر دليل مرضى القلب لمواجهة فيروسات الشتاء والحفاظ على الصحة أبرز الأمراض التي تهدد مرضى القلب خلال فصل الشتاء مع دخول فصل الشتاء.. تحذير لمرضى القلب من مخاطر البرد "عاهة هتفضل معايا طول عمري".. رحمة حسن تنهار بعد خطأ طبي فادح (صور صادمة) بيصلي على كرسي.. أول ظهور لتامر حسني بعد استئصاله جزء من الكلى (صور) قائمة المشاركين ‏بمنصة الأفلام بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم ‏القصير ‏ فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا بعد الهجوم عليها.. بدرية طلبة تتوعد المسيئين بالقانون حسام حبيب يحسم الجدل حول صورته مع شيراز.. "شائعات ارتباطنا غير صحيحة"

وبحسب الدراسة، التي شملت أكثر من 9 آلاف مشارك تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عامًا، تبيّن أن الأشخاص الذين لا يتناولون الإفطار بانتظام يعانون بنسبة أعلى من اضطرابات التمثيل الغذائي، مما يؤثر بشكل مباشر على تراكم الدهون على الكبد وأوضحت النتائج أن الجسم يعتمد بشكل كبير على وجبة الصباح في تنظيم مستويات السكر والدهون في الدم، وأن تخطيها يؤدي إلى خلل هرموني يزيد من مقاومة الأنسولين، وهي أحد أهم العوامل المسببة للكبد الدهني.

 

وأشار الباحثون إلى أن الامتناع المتكرر عن الإفطار يجبر الجسم على الدخول في حالة “الجوع الصباحي”، ما يجعله يخزن الدهون بصورة أكبر خلال الوجبات التالية، خاصة إذا كانت غنية بالكربوهيدرات أو الدهون المشبعة. كما لاحظت الدراسة أن المشاركين الذين لا يتناولون الإفطار كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول الضار مقارنة بمن يلتزمون بوجبة صباحية متوازنة.

 

ووفقًا للخبراء، فإن وجبة الفطور المثالية يجب أن تحتوي على مزيج من البروتينات الخفيفة، مثل البيض أو الزبادي، بالإضافة إلى الألياف الموجودة في الفواكه والشوفان، مع تقليل السكريات السريعة التي تسبب ارتفاعًا مفاجئًا في السكر ثم انخفاضه سريعًا، مما يزيد من الشعور بالجوع طوال اليوم. كما نصحت الدراسة بضرورة تناول الإفطار خلال ساعة من الاستيقاظ للحصول على أفضل استفادة.

 

وأكد الأطباء المشاركون في البحث أن تناول وجبة الفطور لا يقتصر دوره على تحسين الطاقة والتركيز خلال اليوم فحسب، بل يلعب دورًا محوريًا في حماية الكبد والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي. وأضافوا أن الوقاية من الكبد الدهني تعتمد على عدة عوامل، أبرزها الالتزام بمواعيد الوجبات، وممارسة النشاط البدني، وتقليل استهلاك الدهون الصناعية والسكريات.

 

وتأمل الجهات الصحية أن تساهم هذه النتائج في رفع الوعي بأهمية وجبة الفطور، خاصة بين الشباب الذين يتجاهلونها بسبب ضيق الوقت أو العادات اليومية السريعة، مؤكدين أن الاهتمام بتلك الوجبة قد يكون خطوة بسيطة لكنها فعالة للحفاظ على صحة الكبد على المدى الطويل.

مقالات مشابهة

  • دراسة: الإفراط في تناول الملح يوميًا يرفع خطر شيخوخة الخلايا
  • توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
  • دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة
  • دراسة: الحسابات المزيفة على الإنترنت تحول المعلومات المضللة إلى سوق سوداء مزدهرة
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!
  • دراسة: المشي بعد تناول الطعام مباشرة يقلل مستويات السكر في الدم
  • دراسة تكشف تأثيرًا مفاجئًا للطهي بالمقلاة الهوائية على صحة القلب
  • دراسة: الامتناع عن الفطور يرفع خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني
  • أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟
  • دراسة في أكسفورد تحذر: آلاف الحيوانات مهددة بالانقراض نتيجة الحرارة وتوسع الأنشطة البشرية