دراسة تحذر من أن المُحليات الصناعية قد تسرع التدهور الإدراكي
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
حذر باحثون من البرازيل، من أن بعض المحليات الصناعية قد تسبب عواقب غير متوقعة على صحة الدماغ على المدى الطويل.
واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من المحليات الصناعية عانوا من تدهور أسرع في مهارات التفكير والذاكرة مقارنة بمن تناولوا كميات أقل، علاوة على ذلك، بدا هذا الارتباط أقوى لدى مرضى السكري.
وأجرى الدراسة باحثون من قسم طب الشيخوخة، كلية الطب، جامعة ساو باولو في البرازيل، ونشرت نتائجها في مجلة علم الأعصاب (Neurology) في 3 سبتمبر/أيلول الجاري وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.
درس الباحثون استهلاك 7 محليات صناعية موجودة عادة في الأطعمة فائقة المعالجة، مثل المياه المنكّهة، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والزبادي، والحلويات منخفضة السعرات الحرارية.
كانت بدائل السكر والكحوليات السكرية التي خضعت للدراسة هي: أسيسلفام-ك، وأسبارتام، وإريثريتول، وسكرين، وسوربيتول، وتاجاتوز، وإكسيليتول، وهي محليات موجودة في بعض المنتجات الغذائية وتستخدم كمحليات.
قالت الدكتورة كلوديا كيمي سويموتو، مؤلفة الدراسة من جامعة ساو باولو، في بيان: "غالبا ما ينظر إلى المحليات منخفضة السعرات الحرارية أو خالية السعرات الحرارية على أنها بديل صحي للسكر، إلا أن نتائجنا تشير إلى أن بعض المحليات قد يكون لها آثار سلبية على صحة الدماغ مع مرور الوقت".
شملت الدراسة أكثر من 12 ألف شخصا بالغا من جميع أنحاء البرازيل، تراوحت أعمارهم في بداية الدراسة بين 35 و74 عاما، لا يعانون من الخرف. بلغ متوسط أعمارهم 52 عاما، وتمت متابعة المشاركين لمدة 8 سنوات في المتوسط.
أكمل كل مشارك استبيانات حول نظامه الغذائي في بداية الدراسة، موضحا بالتفصيل ما تناوله وشربه خلال العام الماضي، ثم قسمهم الباحثون إلى 3 مجموعات بناء على إجمالي كمية المحليات الصناعية التي استهلكوها.
إعلانبلغ استهلاك المجموعة الأولى 20 ملغ يوميا في المتوسط ومثلت المجموعة الأقل استهلاكا، بينما استهلكت المجموعة الأعلى استهلاكا 191 ملغ يوميا في المتوسط، وكانت المجموعة الأخيرة المجموعة التي استهلكت كمية متوسطة.
كانت أعلى كمية استهلاك للأسبارتام تعادل علبة واحدة من مشروب الصودا الدايت، وسُجل أعلى استهلاك للسوربيتول، بمتوسط 64 ملغ يوميا.
خضع المشاركون لاختبارات معرفية في بداية الدراسة ومنتصفها ونهايتها لتتبع مهارات الذاكرة واللغة والتفكير مع مرور الوقت، وقيّمت الاختبارات جوانب مثل الطلاقة اللفظية، والذاكرة العاملة، وتذكر الكلمات، وسرعة المعالجة.
بعد وضع عوامل مثل العمر والجنس وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية في الاعتبار، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين استهلكوا أكبر كمية من المحليات أظهروا انخفاضا أسرع بنسبة 62% في مهارات التفكير والذاكرة العامة مقارنة بمن استهلكوا أقل كمية.
وشهد الأشخاص في المجموعة متوسطة الاستهلاك انخفاضا أسرع بنسبة 35% من المجموعة الأقل استهلاكا.
صرح سويموتو لمجلة نيوزويك: "نفترض أن المحليات الصناعية قد تحفِّز عمليات مثل التهاب الأعصاب، أو التنكس العصبي، أو اضطراب محور الدماغ والأمعاء".
وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن الأسبارتام قد يؤدي إلى التهاب عصبي، بينما قد تغير الكحولات السكرية مثل الإريثريتول والسوربيتول ميكروبات الأمعاء وتضعف الحاجز الدموي الدماغي.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما والذين تناولوا كميات كبيرة من المحليات أظهروا انخفاضا أسرع في الطلاقة اللفظية والإدراك العام مقارنة بمن تناولوا أقل كميات.
وأضاف سويموتو، مشيرا إلى أن هذه النتيجة كانت مفاجئة: "هذا يؤكد أهمية فهم العادات الغذائية في مرحلة مبكرة من البلوغ، حيث يمكن للإستراتيجيات الوقائية أن تحقق أكبر تأثير."
وقد وجدوا أيضا أن الارتباط بتسارع التدهور المعرفي كان أقوى لدى المشاركين المصابين بداء السكري منه لدى غير المصابين به.
عند دراسة المحليات الفردية، ارتبط تناول أسيسلفام-ك، والأسبارتام، والإريثريتول، والسكرين، والسوربيتول، والإكسيليتول مع تدهور أسرع في الإدراك العام، وخاصة في الذاكرة.
وأكد سويموتو: "في حين وجدنا روابط بين التدهور المعرفي لدى الأشخاص في منتصف العمر، سواء المصابين بداء السكري أو غير المصابين به، فإن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لاستخدام المحليات الصناعية كبدائل للسكر".
وفي حين تظهر الدراسة وجود صلة بين استخدام بعض المحليات الصناعية والتدهور المعرفي، إلا أنها لا تثبت أن المحليات الصناعية هي السبب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المحلیات الصناعیة
إقرأ أيضاً:
مركز دراسات يصدر دراسة تحليلية حول تحولات صورة حركة "حماس" الدولية
غزة - صفا
أصدر المركز الفلسطيني للدراسات السياسية، اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025، دراسة تحليلية موسعة بعنوان: “تحوّل صورة حماس الدولية: بين الواقعية السياسية وثوابت المقاومة”، تناولت كيفية إدارة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمعادلة معقدة تجمع بين مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والانخراط في العمل السياسي الدولي.
وأوضحت الدراسة أن الحركة تمكنت خلال السنوات الأخيرة من إعادة تعريف صورتها على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل حرب الإبادة على قطاع غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن حماس اعتمدت خطابًا مزدوجًا يوازن بين الثوابت الوطنية والبراغماتية السياسية، مع اتباع استراتيجيات دقيقة في التعامل مع الوسطاء الدوليين والإقليميين.
وتتناول الدراسة أربعة محاور رئيسية:
إعادة تعريف الصورة الدولية للحركة وتعزيز حضورها السياسي.
الخطاب المزدوج بين البراغماتية والتشدّد.
استراتيجيات حماس في مخاطبة واشنطن واستثمار الملفات الإنسانية والسياسية.
التحديات والفرص في الحفاظ على التوازن بين المقاومة والسياسة.
وأكدت الدراسة أن تجربة "حماس" الأخيرة في إدارة التفاوض مع الوسطاء الدوليين والإقليميين أظهرت قدرتها على الموازنة بين مصالح الشعب الفلسطيني والضغوط الدولية، مع الحفاظ على شرعيتها الداخلية والخارجية، ما يعكس نضجًا سياسيًا واستراتيجيًا متزايدًا في أدواتها الإعلامية والسياسية.
وقال المركز الفلسطيني للدراسات السياسية، "إن هذه الدراسة تأتي ضمن جهود المركز المستمرة لتقديم تحليلات معمقة ومحدثة حول المشهد السياسي الفلسطيني، وتعزيز فهم الرأي العام المحلي والدولي للتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية"، مشددًا على أن الدراسة تمثل إضافة نوعية لإصدارات المركز التي تهدف إلى تمكين صانعي القرار من فهم أعمق للمعادلات السياسية والاستراتيجية في غزة.
وأشار المركز إلى أن أهمية هذه الدراسة تتزايد في ظل الظروف المعقدة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، والتحديات الإقليمية والدولية التي تحيط بالقضية الفلسطينية، ما يجعل من فهم تحولات صورة حماس عنصرًا أساسيًا في قراءة المشهد السياسي الراهن.