على الخريطة.. ماذا يعني أمر إسرائيل بإخلاء كامل مدينة غزة؟
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
(CNN)-- أمرت إسرائيل، الثلاثاء، بإخلاء كامل لمدينة غزة التي يقطنها نحو مليون فلسطيني، تمهيدا للسيطرة العسكرية المثيرة للجدل عليها.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفلسطينيين، الاثنين، لإخلاء مدينة غزة، قائلاً: "هذه ليست سوى بداية المناورة البرية المكثفة". وجاء هذا التحذير بعد ساعات من تكثيف الجيش غاراته الجوية على المنطقة.
واستهدفت إسرائيل الأبراج الشاهقة في المدينة المكتظة بالسكان في الأيام الأخيرة، في إطار خططها لاحتلالها متحديةً المعارضة المحلية والدولية.
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، من أن التصعيد الإسرائيلي في مدينة غزة من شأنه أن يؤدي إلى "مزيد من النزوح القسري الجماعي، والمزيد من القتل، والمزيد من المعاناة التي لا تطاق، والتدمير غير المبرر والجرائم الفظيعة".
ووسّع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته في الأسابيع الأخيرة للسيطرة على مدينة غزة، التي يعتبرها مفتاحًا لهزيمة حماس، ويزعم الآن سيطرته على حوالي 40% من أكبر مدن القطاع.
وحتى يوم الأربعاء، لم يُجْلَ سوى 70 ألف فلسطيني - أي أقل من 10% من سكان مدينة غزة البالغ عددهم مليون نسمة تقريبًا - وفقًا لمسؤول إسرائيلي كبير، أي ما يُشكل أقل من 10% من إجمالي عدد السكان.
وصرح مصدر مطلع لشبكة CNN في وقت سابق أن إسرائيل تُخطط لوقف عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية فوق مدينة غزة، والحد من دخول شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع، وهي خطوة يبدو أنها تهدف إلى دفع سكان القطاع إلى المغادرة من خلال حرمانهم من الوصول إلى الغذاء.
في الشهر الماضي، أعلنت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية (COGAT)، المسؤولة عن إدارة تدفق المساعدات إلى غزة، أنها ستوفر للفلسطينيين في غزة خيامًا قبل نقلهم إلى جنوب القطاع.
لكن مسؤولًا إسرائيليًا رفيع المستوى صرّح، الثلاثاء، بأنه لم يدخل القطاع بأكمله سوى 3000 خيمة، مضيفًا أن الهدف هو تسليم 100 ألف خيمة خلال ثلاثة أسابيع. وقال المسؤول: "نريد إغراق غزة بالخيام".
وفي غضون ذلك، تخطط الولايات المتحدة وإسرائيل لتوسيع عدد مواقع توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المثيرة للجدل من أربعة إلى ستة عشر موقعًا، وفقًا لما صرح به مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN الشهر الماضي، وأوضح المسؤول أن أيًا من هذه المواقع الجديدة لن يكون في مدينة غزة. ولا يوجد حتى الآن ما يشير إلى إنشاء جميع المواقع الجديدة.
عندما أُعلن عن خطط الاستيلاء، صرّح بعض سكان مدينة غزة لشبكة CNN بأنهم يفضلون الموت في منازلهم على النزوح مرة أخرى.
إسرائيلانفوجرافيكقطاع غزةنشر الأربعاء، 10 سبتمبر / ايلول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: انفوجرافيك قطاع غزة مدینة غزة
إقرأ أيضاً:
اقتصاد غزة تحت الركام.. ماذا عن إسرائيل؟
مرت عامان منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنه حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ما أدى إلى اندلاع حرب مدمرة ما زالت آثارها مستمرة حتى اليوم، هذه الحرب لم تكن مجرد صراع عسكري، بل أدت إلى تدمير شامل للبنية التحتية والمرافق الاقتصادية والاجتماعية، مع خسائر بشرية واقتصادية هائلة.
الوضع البشري والإنساني قُتل ما لا يقل عن 67,160 فلسطينياً منذ بداية الحرب، وفق وزارة الصحة في غزة. نزح أكثر من مليونَي شخص، فيما فقدت 288 ألف أسرة منازلها. تعيش مئات الآلاف في مخيمات مزدحمة وأراضٍ مفتوحة، مع نقص حاد في الغذاء والمياه وانقطاع إمدادات الصرف الصحي. الوضع الصحي، التعليمي والخدمي في القطاع تعرض لضربة موجعة، مع 38 مستشفى و494 مؤسسة تعليمية خرجت عن الخدمة. حجم الخسائر الاقتصاديةالتقديرات الأولية تشير إلى خسائر مباشرة تقارب 68-70 مليار دولار، موزعة على القطاعات الحيوية:
الإسكان | 28 | تدمير شامل للبنية التحتية والمساكن |
الصحة | 5 | تدمير المستشفيات والمراكز الطبية |
التعليم | 4 | المدارس والجامعات ومرافق التعليم |
الصناعة | 4 | توقف الإنتاج الصناعي بالكامل تقريباً |
التجارة | 4.5 | انهيار نشاط التجارة المحلي |
الزراعة | 2.8 | 94% من الأراضي الزراعية غير صالحة للاستغلال |
النقل والمواصلات | 2.8 | تدمير نحو 2.8 مليون متر من الطرق |
الاتصالات والإنترنت | 3 | انقطاع الخدمات الحيوية |
الخدمات والبلديات | 6 | توقف الخدمات الأساسية |
الكهرباء | 1.4 | انقطاع التيار وفشل البنية الكهربائية |
القطاع المنزلي | 4 | محتويات المنازل مدمرة |
الترفيه والفنادق | 2 | خسائر في البنية السياحية والترفيهية |
الإعلام | 0.8 | تدمير وسائل الإعلام |
القطاع الديني | 1 | المساجد والكنائس والمقابر متضررة |
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، د. محمد اشتية:
تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 80 مليار دولار، مع 20 مليار دولار عاجلة لتوفير الخدمات الأساسية (ماء، كهرباء، مساكن مؤقتة) خلال السنوات الثلاث الأولى. الأولويات العاجلة تشمل وقف نزيف الدم، إدخال المواد الغذائية بانتظام، وإعادة شبكات المياه والكهرباء لتأمين الحد الأدنى من الحياة. تمتلك السلطة الوطنية الفلسطينية 19 ألف عنصر أمني وأكثر من 18 ألف موظف مدني جاهزين لإدارة المؤسسات فور توفر الدعم السياسي والدولي. ضرورة توفير ضمانات دولية ملزمة لمنع استخدام إعادة الإعمار كأداة ابتزاز سياسي من أي طرف، وضمان إشراف فلسطيني كامل وشفافية في الصرف والمتابعة.إسرائيل تغرق في خسائر اقتصادية هائلة بعد عامين من حرب غزة
بعد عامين على حرب السابع من أكتوبر، لا تقتصر تداعيات النزاع على غزة فحسب، بل امتدت لتلقي بظلالها على الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعيش واحدة من أعمق أزماته منذ تأسيس الدولة. تقديرات متعددة تكشف عن فاتورة مالية هائلة تتجاوز مئات المليارات من الشواكل، تؤثر على الموازنة العامة وسوق العمل والقطاع العقاري، وحتى على السياسات النقدية لبنك إسرائيل.
وبحسب بنك إسرائيل، بلغت الكلفة الإجمالية للحرب نحو 330 مليار شيكل (ما يعادل 100 مليار دولار)، أي ما يضع عبئاً نظرياً يقدّر بـ111 ألف شيكل لكل أسرة (33.6 ألف دولار). وفي الوقت نفسه، يقدر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، تكلفة الحرب بنحو 300 مليار شيكل (89.4 مليار دولار).
وتمتد الخسائر لتشمل النفقات العسكرية الضخمة التي بلغت 168 مليار شيكل (51.3 مليار دولار) في 2024، بزيادة تفوق الضعف مقارنة بعام 2022، إضافة إلى دمار البنية التحتية وتراجع النشاط في قطاعات حيوية مثل السياحة والتجارة والصناعة، كل ذلك أثر مباشرة على الاحتياطيات المالية وأضعف قدرة الاقتصاد على الصمود، ما دفع بنك إسرائيل إلى خفض توقعاته للنمو إلى 2.5% مقابل تقديرات سابقة بلغت 3.3%.
تقديرات معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب تشير إلى أن الخسائر المباشرة تتجاوز 60 مليار دولار، في حين قد يكون الأثر الحقيقي أكبر بكثير بالنظر إلى تأثير الحرب على الصناعة والتجارة والسياحة والعقارات.
كما أصاب النزاع قطاعات استراتيجية مثل التكنولوجيا والابتكار، التي كانت تشكل دعامة للنمو وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما أدى إلى تراجع وتيرة الاستثمارات الدولية وصفقات التمويل، وزيادة نقص الكفاءات بسبب استدعاء الاحتياط، ما أضعف إنتاجية الشركات وأربك المشاريع. كما تراجعت صادرات التكنولوجيا نتيجة اضطراب سلاسل الإمداد.
قطاع الطاقة والغاز الطبيعي تلقى ضربة قاسية مع توقف الإنتاج في بعض الحقول البحرية وتعليق الصادرات إلى مصر والأردن، ما كبّد الحكومة خسائر بمليارات الدولارات وأثر على الإيرادات وزاد المخاطر الأمنية حول مشاريع الغاز الإقليمية. أما قطاع السياحة، فشهد انهياراً شبه كامل بعد تراجع أعداد الزوار وإلغاء الفعاليات الكبرى، ما سبب خسائر تقارب 12 مليار شيكل (3.4 مليارات دولار)، وانعكس ذلك على سوق العمل والدخل العام، فيما شهد قطاع الطيران تحوّلاً في حركة النقل بسبب تراجع الشركات الأجنبية وارتفاع حصة الشركات المحلية، في مؤشر على تصاعد العزلة الجوية للبلاد.
كما تأثرت الاستثمارات والتجارة الدولية بعد إلغاء مؤتمرات وصفقات بمليارات الدولارات، بينما تلقت الصناعات العسكرية ضربة قوية بعد إلغاء عقود تسليح من دول أوروبية وآسيوية، ما أدى إلى فقدان إسرائيل جزءاً من أسواقها الدفاعية.
الخسائر المالية انعكست أيضاً على المؤشرات الاقتصادية الكلية؛ حيث بلغ العجز في الموازنة العامة أكثر من 5% من الناتج المحلي، وارتفع الدين العام إلى نحو 70%، ما دفع وكالات التصنيف الائتماني العالمية إلى خفض التصنيف مرتين متتاليتين، في ظل تباطؤ النمو وانكماش قطاعات الإنتاج.
آخر تحديث: 7 أكتوبر 2025 - 13:29