مسرحية تغيير الوجوه.. الأجهزة العدلية في قبضة “الكيزان” مجددا
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
مسرحية تغيير الوجوه وأعادة تدوير المناصب التي لجأ إليها البرهان هي حيلة للإيحاء بعزل منسوبي النظام السابق من الأجهزة العدلية- كما يرى مراقبون.
التغيير- نيروبي: أمل محمد الحسن
بين يوليو ومطلع سبتمبر الحالي؛ تمت تسمية قيادات الأجهزة العدلية في السودان، حيث أصدر رئيس وزراء الحكومة المسيطر عليها من الجيش كامل إدريس، قرارا بتعيين “محمد عبد الله درف” وزيرا للعدل في يوليو الماضي، فيما عين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان “وهبي محمد مختار” رئيسا للمحكمة الدستورية في نهاية أغسطس المنصرم و”انتصار أحمد عبد العال” نائبة عامة للدولة خلال سبتمبر الجاري.
مصدر عدلي: بعض المستشارين “دبابين” والبعض الآخر ارتدى الكاكي في الحرب الحالية
تدوير المناصب
تعيينات الأجهزة العدلية أثارت جدلاً في الأوساط القانونية؛ لجهة ارتباط الأسماء المذكورة بنظام الإنقاذ البائد، وتم إقصاؤهم من المؤسسات بواسطة لجنة تفكيك التمكين إبان الفترة الانتقالية المنقلب عليها.
وشغل وهبي محمد مختار منصب رئيس المحكمة الدستورية منذ العام 2014 حتى سقوط نظام المخلوع عمر البشير. أما وزير العدل فقد كان عضواً في هيئة الدفاع عن الرئيس المخلوع البشير، إلى جانب دفاعه عن قتلة الشهيد محجوب، فيما عملت انتصار عبد العال في النيابة العامة منذ العام 1988م وتقلدت رئاسة عدد من النيابات لا تمنح إلا لـ”الكيزان”- وفق مصدر عدلي فضل حجب اسمه.
وقال المصدر العدلي لـ(التغيير)، إن الإقالات التي شملت النائب العام السابق الفاتح طيفور إلى جانب مساعديه ياسر بشير البخاري وعامر محمد إبراهيم وياسر أحمد محمد وأحمد علي المتكسي، ما هي إلا خطوة لإيهام المجتمع الدولي بعزل منسوبي النظام السابق من الأجهزة العدلية.
(بعض المستشارين كانوا دبابين، والبعض ارتدى “الكاكي” وحمل السلاح في الحرب الحالية).
وأكد المصدر العدلي أن التخلص من الكيزان حيلة لا يصدقها أي متابع للأجهزة العدلية “رجعوا أكثر قوة وسيطرة خاصة داخل وزارة العدل”.
وكشف عن وجود بعض مديري الإدارات في العاصمة المصرية القاهرة حيث يصرفون جميع استحقاقاتهم من هناك دون أن يباشروا مهامهم الوظيفية.
مصدر عدلي: رفض تعيين رئيس المحكمة الدستورية لأنه كوز “مراهقة سياسية”
أهمية المحكمة الدستوريةمن جانبه، أشار مصدر عدلي- فضل حجب اسمه- إلى أهمية المحكمة الدستورية، واصفاً رفض تعيين وهبي لانتمائه للحركة الإسلامية بـ”المراهقة السياسي”!
وقال لـ(التغيير)، إن المحكمة لديها قانون صادر في العام 2005م مختص بالفصل في الطعون الدستورية والرقابة على دستورية القوانين واللوائح والنصوص المخالفة للدستور والحقوق والحريات.
وأضاف أنها الجسم الوحيد الذي لديه الحق في محاكمة رئيس الدولة ونائبه ورئيس المجلس التشريعي.
وأكد المصدر العدلي عدم أهمية انتماء رئيس المحكمة الدستورية لجهة أن القرار يتم اتخاذه بالأغلبية من مجموع 9 قضاة يتم ترشيحهم عبر مفوضية الخدمة القضائية.
ووصف البلاد بأنها في حالة فوضى يتم فيها إهدار الحريات والحقوق الأمر الذي يستدعي تكوين المحكمة الدستورية.
وضرب المصدر مثلاً بأحكام الإعدام التي تصدر في مواجهة المتهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وقال إن الحكم إذا تم تأييده من المحكمة العليا يتم الطعن فيه لدى المحكمة الدستورية.
مدير مركز السودان لحقوق الإنسان: أحمد هارون وغيره يشاركون في اجتماعات المؤتمر الوطني والسلطات لا ترغب بتسليمهم للجنائية
انعدام أمل “الجنائية”الأشخاص الذين تم تعيينهم في مفاصل الأجهزة العدلية لديهم مواقف ضد الثورة- وفقاً لمدير مركز السودان لحقوق الإنسان منعم آدم، الذي أكد ارتباطهم بعلاقات وطيدة مع نظام البشير.
وأكد آدم انقطاع أي أمل في تسليم المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية، على رأسهم الرئيس المخلوع عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون.
وقال إن هارون وغيره من رموز النظام البائد يشاركون في اجتماعات المؤتمر الوطني دون أن يعلن أي مسؤول في الدولة أو المؤسسات العدلية عن رغبة في تسليمهم.
وأضاف مدير مركز السودان لحقوق الإنسان لـ(التغيير)، أن هناك حالة وحيدة يمكن أن يسلم فيها البرهان المطلوبين للجنائية وهي التخلص من خصومه للوصول إلى السلطة وإرضاء بعض الأطراف الدولية.
واستدرك: لكن واقع الميدان العسكري الذي يحارب فيه الإسلاميون في جميع الجبهات لن يمكنه من التضحية بعلاقته بهم كونهم ذراع أساسي في المعركة.
منعم آدم: لا يحق للبرهان ولا حميدتي تأسيس سلطات مدنية
انعدام الشرعيةوطعن المحامي المهتم بحقوق الإنسان منعم آدم، في شرعية السلطة القائمة ببورتسودان والتي أساس توليها للسلطة مبني على انقلاب اكتوبر 2021 “لا يحق للبرهان ولا حميدتي تأسيس سلطات مدنية”. مشدداً على أن الاعتراف النسبي الذي يحوزه البرهان والوعود التي ربما تلقاها حميدتي لن تضفي شرعية على نظاميهما.
كما شكك في توفر الكفاءة الكافية لتحقيق العدالة، مشيراً إلى أن أهم مرتكزاتها القدرة والرغبة “هذه العوامل غير متوفرة في الأشخاص الذين تم تعيينهم لجهة عدم توفر سلطة شرعية منذ الانقلاب”.
مهدي رابح: الانتهازيون واللصوص من الإسلاميين هم فقط من يدعمون البرهان
علاقة البرهان بالإسلاميينالتفرقة في العلاقة بين البرهان والإسلاميين خطأ- وفق القيادي بالمؤتمر السوداني مهدي رابح- الذي أكد أن البرهان عنصر مركزي في تحالفات السلطة والثروة وهو التعريف الحقيقي للإسلاميين “عدا مجموعة صغيرة مؤمنة بالفعل بالمشروع الأيديولوجي”.
البرهان لديه مشروع واضح منذ سقوط البشير في أنه يريد الاستمرار في السلطة- بحسب رابح- الذي أشار إلى إخراجه مظاهرات حاملة صورته مروراً بالانقلابات منذ فض الاعتصام حتى اكتوبر، رابطاً استمراره في السلطة بتيارات لديها نفوذ عسكري واقتصادي.
“هذا يجعل من يدعمونه لا يخرجون من فئتين: الانتهازيين واللصوص”.
رابح: الإسلامويين مازالوا يسيطرون على مفاصل الدولة والحرب بالنسبة لهم وجودية
وقال رابح لـ(التغيير)، إن التغييرات التي يقوم بها البرهان تقوم على ملء الكراسي بمجموعة من الانتهازيين والإسلامويين، والفرق الوحيد قدرته على تغيير الوجوه بدون العودة لمراكز القرار الإسلاموية.
وأعاد رابح توفر هذه القدرة لضعف التيار الإسلامي الذي يقرأ وفق الوضع الجيوسياسي الإقليمي المتمثل في القضاء على حماس وحزب الله والضغوطات الممارسة ضد إيران.
“أثر هذا في قدرته على استيراد السلاح وتمويل الحرب”.
وأكد رابح أن سيطرة الإسلامويين على مفاصل الدولة ما تزال موجودة وأن الحرب بالنسبة للتنظيم وجودية.
وأضاف: بعد سقوطهم الأخلاقي لن يكون لهم وجود فيبدأوا المتاجرة بالدماء والحرب.
“البرهان سيذهب في اتجاه تحقيق حلمه في حكم السودان ولو على الركام!”.
الوسومالبرهان السودان القضاء المحكمة الدستورية المخلوع عمر البشير النائب العام النيابة انتصار أحمد عبد العال حميدتي عبد الله درف مركز السودان لحقوق الإنسان منعم آدم مهدي رابح نظام الإنقاذ وهبي محمد مختارالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان السودان القضاء المحكمة الدستورية النائب العام النيابة حميدتي مركز السودان لحقوق الإنسان نظام الإنقاذ المحکمة الدستوریة الأجهزة العدلیة لـ التغییر مصدر عدلی
إقرأ أيضاً:
“بعثات محمد بن راشد الحكومية”تعلن بدء التسجيل للالتحاق ببرامجها الأكاديمية 2026
أعلنت مبادرة “بعثات محمد بن راشد الحكومية” ، عن بدء التسجيل للالتحاق ببرامجها الأكاديمية والتي تبدأ في مارس العام 2026، بالتعاون مع نخبة من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية إقليمياً وعالمياً، بهدف تعزيز جاهزية حكومة الإمارات للعقد المقبل عبر إعداد كوادر حكومية مؤهلة لمواكبة متطلبات المستقبل وقيادة ملفات النمو الاقتصادي والتحول الرقمي وصناعة السياسات المبنية على المعرفة والابتكار.
وتتضمن المبادرة حزمة من المبادرات الحكومية، وتشمل أولى مشاريعها منحا دراسية لدراسة كل من برنامج الماجستير في الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسـات الدولية، وبرنامج الماجستير في الذكاء الاصطناعي فـي القطاع الحكومي”، ويمكن للراغبين بالالتحاق بالبرامج التسجيل من خلال الموقع الالكتروني www.mbrgs.ae علماً بأن آخر موعد للتسجيل 28 ديسمبر الجاري.
وتوفر مبادرة “بعثات محمد بن راشد الحكومية” فرصة الانضمام للبرنامج الأكاديمي الماجستير في الذكاء الاصطناعي التطبيقي، بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي واحدة من أفضل 20 جامعة في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، فيما يعد هذا البرنامج هو الأول من نوعه وتم تطويره حصريًا للمهنيين الحكوميين، ويجمع بين الجانبين العملي التطبيقي، والأكاديمي المتطور، ويشمل مختبرات عملية مكثفة، وهاكاثونات، ومحاضرات يقدمها مختصون زائرون، ومهارات داعمة ذات صلة بالقطاع، وتُعقد معظم الجلسات في أوقات مسائية خلال عطلة نهاية الأسبوع في حرم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بأبوظبي، ومن المقرر أن تبدأ الدراسة في مساقاته اعتباراً من مارس 2026، ولمدة 24 شهراً.
وسيتمكن الملتحقون بهذا البرنامج من بناء مهارات عملية متقدمة لتصميم حلول مستدامة بالذكاء الاصطناعي وإطلاق مبادرات قائمة عليها، وتعزيز قدرات تحليل البيانات والتفكير النقدي وحل المشكلات المعقّدة للأدوار القيادية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي عبر الصناعة والبحث والتطوير والجهات الحكومية الحيوية، وقيادة فرق متعددة التخصصات، بالإضافة إلى الإسهام في الأهداف الوطنية الاستراتيجية والاستفادة من مجتمع “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي” البحثي وشبكته.
كما أعلنت مبادرات “بعثات محمد بن راشد الحكومية” عن البرنامج الأكاديمي ماجستير العلوم في الاقتصاد، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، وسيتم تقديم هذا البرنامج كجزء من مبادرة بعثات محمد بن راشد الحكومية.
وتبدأ الدراسة في مساقاته اعتباراً من مارس 2026، ولمدة: 18 شهراً ، بالإضافة إلى 7 أسابيع من الدورات التحضيرية، ويوفر فرصة للتعلم على أيدي هيئة تدريس عالمية المستوى في جامعة نيويورك، ويجمع بين الأسس النظرية والمشروعات الواقعية والمساقات التطبيقية، ويبدأ بدورات تمهيدية تتضمن مقررات مخصصة حسب احتياجات كل مجموعة طلابية.
ويُمكِّن البرنامج الملتحقين به من إتقان أدوات تحليلية وكمّية متقدمة لفهم القضايا الاقتصادية المعقّدة، وتحويل النظرية إلى ممارسة عبر مقررات تطبيقية، ومشروع تخرج بإشراف أكاديمي، وتفاعل مباشر مع الواقع، وتعزيز التفكير النقدي والتواصل المؤثر لتحويل الرؤى إلى قرارات، واكتساب منظور عالمي عبر شبكة جامعة نيويورك العالمية وأعضاء الهيئة التدريسية.
ومن ضمن البرامج التي أعلنت المبادرة بدء التسجيل بها دبلوم أكسفورد التنفيذي في الذكاء الاصطناعي للأعمال، بالتعاون مع جامعة أكسفورد – كلية سعيد لإدارة الأعمال، وتبدأ الدراسة بهذا البرنامج اعتباراً من مارس 2026، ولمدة عام واحد، وسيتضمن البرنامج مكونات جديدة تم تطويرها حصريًا لمبادرة “بعثات محمد بن راشد الحكومية”، لتطوير المهنيين الحكوميين، ويتيح للطلاب اكتساب مهارات تحويل الذكاء الاصطناعي إلى ميزة استراتيجية، من خلال أربع وحدات مكثفة في أكسفورد ودبي، ويربط بين الابتكار في الذكاء الاصطناعي والتحوّل الواقعي في عالم الأعمال، ويتميز بتوفير صيغة مرنة للدراسة، ودوام جزئي مصمَّمة للمديرين التنفيذيين وأصحاب الخبرات.
ويمثل البرنامج فرصة لفهم أسس الذكاء الاصطناعي، وإدراك إمكاناته وحدوده، واكتساب مهارات تحويل مفاهيم الذكاء الاصطناعي إلى استراتيجيات مؤثرة في مختلف القطاعات، وتطوير نهج مسؤول وأخلاقي لاتخاذ القرارات المعتمدة على البيانات، بالإضافة إلى الانضمام إلى شبكة عالمية من القادة التنفيذيين وخريجي أكسفورد الذين يصيغون مستقبل الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال.
ويهدف أول مشاريع مبادرة “بعثات محمد بن راشد الحكومية” إلى تمكين الكـفاءات الوطنية الواعدة في الجهات الحـــكومية على مستوى الدولة، من خلال الالتحاق ببرامج أكاديمية متقدمة بالتعاون مع عدد من أرفع الجامعات العالمية، وأكثرها كفاءة في مجالات تصميم وإدارة وابتكار الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسـات الدولية والذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، وذلك حسب أحدث التصنيفات العالمية للجامعات للعام 2026 ، وتقييم تميّزها الأكاديمي وخبرتها في تصميم برامج موجهة للقيادات الحكومية “.
ويتيح أول مشاريع المبادرة لكافة الجهات في الحكومة ترشيح الكفاءات المواطنة الواعدة لدراسة كل من برنامج الماجستير في الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسات الدولية وبرنامج الماجستير في الذكاء الاصطناعي التطبيقي في القطاع الحكومي، بهدف تمكين مجموعة من الكفاءات الوطنية في الجهات الحكومية على مستوى الدولة، عبر الالتحاق ببرامج أكاديمية متقدمة بالتعاون مع جامعات محلية وعالمية.
وتسهم البرامج المتخصصة التي سيقوم المرشحون بدراستها ، في بناء قدرات عميقة في مجالي السياسات الاقتصادية والذكاء الاصطناعي، بما يعزز جاهزية الكوادر الحكومية لمواكبة متطلبات المستقبل، ويُمكّنهم من المساهمة الفاعلة في قيادة ملفات النمو الاقتصادي، والتحول الرقمي، وصناعة السياسات المبنية على المعرفة والابتكار، في حين من المقرر الإعلان عن مسارات جديدة للبرامج يتم تطويرها والإعلان عنها سنوياً.
ويتم تنفيذ أول مشاريع المبادرة بالشراكة مع عدد من الجامعات المحلية والعالمية المتميزة على في مجال دراسة السياسات الاقتصادية والذكاء الاصطناعي، بناء على التصنيف العالمي للجامعات، بالإضافة إلى تقييم تميّزها الأكاديمي وخبرتها في تصميم برامج موجهة للقيادات الحكومية، لتصميم محتوى أكاديمي وتطبيقي عالي المستوى يتناسب مع طبيعة العمل الحكومي وتحدياته المستقبلية.وام