الإعلام والفن في حرب أكتوبر.. معركة النصر مصدر إلهام للكلمة واللحن والدراما
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
عرضت قناة «إكسترا نيوز»، تقريرا تليفزيونيا بعنوان «الإعلام والفن في حرب أكتوبر.. الكلمة واللحن في معركة النصر».
وأفاد التقرير: « بصيحات التكبير والتهليل، حطم جنودنا البواسل في أكتوبر صمت الجبهة وسطروا بها بداية ملحمة العبور العظيمة، ملحمة وصل صداها الى كل مكان، ليحمل فنانون وأدباء ومفكرون مصر لواء الجبهة الداخلية، يشيدون بها حائطاً صلباً، استند اليه الجيش في معركة المجد والشرف، حرب السادس من أكتوبر».
وأضاف: «وبينما كان جنودنا يخوضون حرب العزة لتحرير الأرض، خاض فنانون وأدباء وإعلاميون مصر حربا أخرى موازية لشحذ الهمم واستنهاض العزائم، يوحدون بها الجبهتين العسكرية والشعبية على قلب رجل واحد».
وتابع: «ليسارع كل مصري في موقعه، ما بين متبرع بالدم أو متطوع في المستشفيات أو فنان ومفكر وإعلامي سخّر منبره وقلمه وفنه بإبداع رفيع لشد أزر جنودنا في ساحة المعركة، ومؤكداً محو الهزيمة بنصر مبين».
واستطرد التقرير: «هذا النصر شكّل محطة إلهام للشعراء والملحنين، إذ أطلق فنانو مصر عشرات الأغاني والأناشيد الوطنية التي تخلد نصراً لن ينساه التاريخ، حيث أشعل الموسيقار بليغ حمدي فتيل أغاني العبور، لينير بأنشودته الشهيرة «بسم الله الله أكبر» طريق لقلوب ملايين المصريين، ويشعل حماسة الجنود على الجبهة، لينطلق بعدها في تقديم العديد من الروائع منها رائعته «على الربابة» للفنانة وردة، كما تقدم عبد الحليم حافظ مطرب مصر خلال هذه الفترة المكيدة، حيث قدم وحده نحو 18 أغنية بعد العبور لعل أشهرها «عاش اللي قال»».
واختتم التقرير: «وكما الغناء كانت الدراما سبّاقة في توثيق وتخليد بطولات نصر أكتوبر المجيد، فتسابق العديد من صناع الدراما لإنتاج أعمال توثق وتخلد الدور الوطني والتضحيات الجليلة لأبطالنا البواسل، منذ العبور وحتى أيامنا هذه، منها «أبناء الصمت» و«الرصاصة لا تزال في جيبي» و«حتى آخر العمر» وغيرها، فضلاً عن توثيق أعمال وبطولات الإعداد للحرب، أمثال «رأفت الهجان» و«دموع في عيون وقحة» و«السقوط في بئر سبع» وغيرها».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أكتوبر حرب أكتوبر حرب العزة إكسترا نيوز
إقرأ أيضاً:
إلهام أبو الفتح تكتب: المناظرة الكبري
استمتعت بمناظرة رائعة بين عالم الآثار العالمي الدكتور زاهي حواس وعاشق الآثار المصري د. وسيم السيسي، وكان يديرها الإعلامي المتميز حمدي رزق.. بحضور كوكبة من المتخصصين الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق ود. محمد حسن استاذ الآثار المصرية والكاتب الصحفي ايهاب الحضري مدير تحرير الاخبار
مناظرة لم تكن عادية، ولم تكن مجرد نقاش علمي جاف، بل مساحة مفتوحة للفكر، وللحب، وللاختلاف المحترم.
المناظرة كانت عميقة، طرحت موضوعات مهمة جدًا، لكنها في جوهرها كانت مواجهة جميلة بين مدرستين: مدرسة العلم الصارم القائم على الدليل، ومدرسة الشغف التي تحاول أن تُقرّب التاريخ من الناس،.
د. زاهي حواس، بخبرته ومكانته العالمية، قدّم الرأي العلمي الواضح، الحاسم، الذي لا يقبل إلا ما تثبته الأدلة. هذا دوره، وهذا ما نحترمه فيه، لأنه يحمي التاريخ من التزييف، ويضع حدودًا فاصلة بين العلم والخيال.
وفي المقابل، د. وسيم السيسي… نعم، هو طبيب، وليس عالم آثار ، لكننا جميعًا نعلم أنه من أكثر عشّاق المصريات قدرة على جذب الناس. يتكلم بحب، بشغف، لا يشرح فقط، بل يحكي، ويُثير الفضول، ويشعل الخيال، ويجعل المشاهد يشعر أن هذا التاريخ يخصه هو، صحيح أن بعض تصريحاته ربطت العلم بالخيال، وصحيح أن الحديث عن أنبياء في وادي الملوك أو عن قادمين من الفضاء لا يستند إلى أساس علمي، لكن هذا النوع من الطرح ليس جديدًا على ثقافتنا. قاله من قبل د. مصطفى محمود حين تحدث عن النبي إدريس، وقاله أنيس منصور في "الذين هبطوا من السماء". وجميعهم يقولون ذلك بحب وعشق لمصر وآثارها.
وليس مطلوبًا من د. وسيم السيسي أن يكون مترجمًا للبرديات أو منقّبًا في المواقع الأثرية. دوره يشبه دور الفنان أو الروائي: يزرع الانتماء، ويزيد إعجاب الناس والعالم بالحضارة المصرية.
بينما يظل دور عالم الآثار العالمي د. زاهي حواس وزملاءه من العلماء والمتخصصين ومنهم وزيرين سابقين للآثار د.زاهي حواس ود. ممدوح الدماطي هو الفحص والتدقيق وإعلان الحقائق الأثرية بالأدلة العلمية
جمال المناظرة أن كل طرف التزم بمساحته، واحترم مساحة الآخر.. الإعلامي حمدي رزق أدار الحوار بحرفية، واستمع للجميع وأذاعها في حلقة من برنامجه "نظرة " علي قناة صدي البلد فخرجت كما يجب أن تكون: راقية، ثرية، ومفيدة.
هذه المناظرة أحبّها الناس، لأنها لم تُقصِ العلم، ولم تُجرِّم الشغف. احترمت العقل، ولم تقتل الخيال. وأثبتت أن الحضارة المصرية واسعة بما يكفي لتحتمل عالمًا صارمًا، وعاشقًا حالمًا، في مشهد واحد..
نتمنى أن تتكرر مثل هذه المناظرات، على هذا المستوى من الاحترام والعمق، لأننا في زمن نحتاج فيه إلى العلم.. بأدلته وحقيقته ولكننا نحتاج أيضًا إلى الشغف وكلنا في تاريخ مصر عشاق.