فطر الكمأة كنز ثمين من باطن الأرض إلى أطباق الملوك
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
في السنوات الأخيرة، اكتسح فطر الكمأة (الترافل) عالم الطهي ومواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح أحد أكثر المكونات شهرة وإغراءً في وصفات الطعام الفاخرة. لم يعد وجوده مقتصرا على المطاعم الراقية، بل انتشر في محتوى الطهاة والمؤثرين الذين يتنافسون على تقديم أطباق تتوّج بشرائح الكمأة أو قطرات من زيتها العطري الفاخر.
ومن المقاطع القصيرة على "تيك توك" و"إنستغرام" إلى وصفات "يوتيوب"، تحول هذا الفطر النادر إلى رمز للترف والمذاق الاستثنائي، حيث تُغمر المعكرونة والبيتزا، وحتى البطاطا المقلية، بلمسته العطرية المميزة التي باتت تُلهم ملايين المتابعين حول العالم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2علامات الجبن الطبيعي.. دليلك لاختيار الطعم الأصيلlist 2 of 210 فواكه عليك تناولها أسبوعيا في مقدمتها "القشطة"end of listالكمأة أو الترافل هي فطر أرضي نادر ينمو في باطن التربة دون أن يظهر له جسم ثمري فوق السطح. تنتمي إلى عائلة التيوبرِيسي ضمن المملكة الفطرية، وتعيش في علاقة تكافلية مع جذور أشجار مثل البلوط والبندق والصنوبر، حيث تمتص المغذيات منها وتمنحها في المقابل عناصر تساعدها على النمو والتوازن البيئي.
تاريخ الكمأةذُكرت الكمأة لأول مرة في النصوص السومرية القديمة، ثم في كتابات الإغريق والرومان، حيث ارتبطت بالسحر والحكمة، وعُدّت غذاءً فاخرًا.
في العصور الوسطى، تراجع انتشارها بين عامة الناس، لكنها ظلت عنصرا نادرا على موائد الطبقة الثرية. ومع عصر النهضة، عادت لتتألق خاصة في فرنسا وإيطاليا، لتصبح علامة فارقة في المطبخ الراقي وولائم الملوك.
يعود تاريخ استخراج الكمأة إلى آلاف السنين، إذ عرفها الإنسان منذ العصور القديمة بوصفها طعاما نادرا وذا مكانة خاصة. وقد تناولتها الحضارات القديمة في وصفاتها وطقوسها، وتناقلت عنها الأساطير والرموز المرتبطة بالخصوبة والرخاء.
أقدم الإشارات إلى الكمأة ظهرت في الكتابات السومرية والنقوش المصرية القديمة، حيث عُرفت كغذاء فاخر كان يُقدّم للنبلاء، ويُعتقد أنها كانت تُطهى بالسمن أو الزيت وتُستخدم لأغراض علاجية.
إعلانأما الإغريق والرومان فقد نظروا إلى الكمأة كرمز للقوة والسحر والحكمة، وعدّها الفيلسوف بلوتارخ نتاجا لتفاعل البرق والمطر مع الأرض. وقد اعتبرها الرومان "هدية من الآلهة"، وكانوا يقدمونها في ولائم الملوك والأباطرة.
تراجع انتشار الكمأة في القرون الوسطى بسبب الخرافات التي أحاطت بها، إذ ظنّ البعض أنها "ثمرة شيطانية" لأنها تنمو في الظلام تحت الأرض. ورغم ذلك، ظلت حاضرة على موائد النبلاء وضمن المأكولات الراقية في قصور أوروبا.
مع عصر النهضة، استعادت الكمأة مكانتها في المطبخ الأوروبي، خاصة في فرنسا وإيطاليا، حيث أصبحت جزءًا من المائدة الراقية ورمزًا للترف. وفي القرن السابع عشر، أُطلق عليها اسم "جوهرة المائدة" وأصبحت عنصرا أساسيا في الولائم الملكية.
وفي القرن التاسع عشر، بدأ المزارعون في فرنسا وإسبانيا تجارب لاستزراع الكمأة عبر زراعة أشجار البلوط المطعّمة بفطر الكمأة، مما أدى إلى ازدهار إنتاج الكمأة السوداء.
أما اليوم، فتُجمع الكمأة باستخدام الكلاب المدرّبة أو الخنازير لاكتشاف رائحتها النفاذة، في عملية دقيقة تُعرف باسم "صيد الكمأة"، وهي مهنة تقليدية متوارثة في مناطق مثل بيريغورد الفرنسية وألبا الإيطالية.
لماذا تُعدّ الكمأة من أغلى أنواع الفطر في العالم؟تنمو الكمأة في أعماق التربة متشابكة مع جذور أشجار مثل البلوط والبندق، مما يجعل العثور عليها مهمة شاقة تتطلب خبرة وأدوات خاصة. ورغم محاولات المزارعين لزراعتها في مزارع مخصصة، فإن نموها يظل غامضًا وغير منتظم، حتى في أكثر البيئات رقابة وتنظيمًا.
وتكمن أسباب ارتفاع سعرها في مجموعة من العوامل المتداخلة:
ندرتها الطبيعية: لا تنمو الكمأة إلا في تربة غنية ومع مناخ محدد وبالقرب من أنواع معينة من الأشجار.
موسمها القصير: تُجمع خلال فترة زمنية محدودة من العام، مما يجعل توفرها محدودا، فالكمأة البيضاء الإيطالية مثلًا تُحصد في الخريف والشتاء.
صعوبة زراعتها: حتى في المزارع المتخصصة قد تمر سنوات قبل ظهور المحصول، ودون ضمان نجاح دائم.
العمل اليدوي الشاق: يتطلب البحث عنها تدريب كلاب أو خنازير لاكتشاف رائحتها، ثم استخراجها يدويا ونقلها بسرعة لأنها تفقد جودتها خلال أيام قليلة.
قيمتها الثقافية والذوقية: تُعد رمزا للفخامة في المطبخ العالمي، ويزداد الطلب عليها في مواسم الأعياد والمناسبات الخاصة.
للكمأة عمر قصير جدا بعد جمعها، إذ يمكن أن تفقد نكهتها خلال خمسة أيام إن لم تُحفظ جيدًا، في حين يمكن أن تدوم أسبوعين فقط إذا تم تخزينها بعناية.
هذه العوامل مجتمعة تجعل من الكمأة كنزا أرضيا نادرا لا يقدر بثمن، يجمع بين الندرة والمذاق الفريد والفخامة التاريخية.
قد يتجاوز سعر الكيلوغرام من الكمأة البيضاء الإيطالية 10 آلاف دولار أميركي في بعض المواسم.
أما الكمأة السوداء "بيريغورد" فهي أقل سعرًا من البيضاء لكنها تبقى مكلفة، إذ تتراوح أسعارها بين 1200 و2300 دولار أميركي للكيلوغرام. وقد تختلف الأسعار بحسب النوع والحجم والموسم ومكان البيع.
المذاق والرائحةتتنوع نكهات الكمأة بحسب نوعها، وتشمل نكهات الجوز والبلوط والمالح "الأومامي". أما رائحتها، فيشبهها البعض بعطر الكستناء المحمصة أو الزيتون الأسود أو اللحم المجفف، وهي رائحة ترتبط ارتباطا وثيقا بمذاقها.
إعلانوتُقدّم الكمأة البيضاء خصوصا نيئة أو مبشورة فوق الطعام الساخن لتطلق عطرها، لكن الحرارة العالية تؤدي إلى إضعاف رائحتها.
استخداماتها في المطبختُعتبر الكمأة إضافة فاخرة للأطباق مثل: المعكرونة والريزوتو والبيض واللحوم والأسماك والشوربات والأجبان والزيوت والزبدة المنكّهة.
وتُستخدم أيضًا في منتجات مثل الملح بالكمأة أو المستحضرات المجففة، مما يجعلها عنصرا يجذب عشاق التذوق الفاخر في المطاعم الراقية.
الفوائد الصحيةرغم محدودية الأبحاث، فإن الكمأة تُظهر فوائد غذائية وصحية منها:
غناها ببعض البروتينات والأحماض الأمينية والمعادن. احتواؤها على مضادات أكسدة تحارب الجذور الحرة. نشاطها المحتمل ضد بعض البكتيريا والالتهابات. رائحتها المميزة قد تُحفز الشهية وتحسن تجربة تناول الطعام.الكمأة ليست مجرد فطر نادر، إنها رمز للترف والتميز، تجمع بين التاريخ العريق والجمال الحسي. أسعارها المرتفعة انعكاس لرحلة معقدة تبدأ من أعماق الأرض وتنتهي في أطباق الملوك وعشاق النكهات الفريدة. ولمن يبحث عن تجربة لا تُنسى، فإن قطعة صغيرة من الكمأة قد تحمل عالما كاملا من السحر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات من الکمأة
إقرأ أيضاً:
برمز الأسد.. المستشار طاهر الخولي يتقدم بأوراق ترشحه لانتخابات مجلس النواب عن دائرة مصر القديمة وا
كتب- أحمد عبدالمنعم:
تقدم المستشار طاهر الخولي، المحامي بالنقض والإدارية العليا، اليوم الخميس، بأوراق ترشحه إلى انتخابات مجلس النواب 2025، مرشح مستقل في دائرة مصر القديمة والمنيل، بمحكمة جنوب القاهرة.
وحصل "الخولي"، على الرقم 1 والرمز الانتخابي الأسد، حيث يخوض الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى على مقعد فردي مستقل بالدائرة السادسة عشر مصر القديمة والمنيل.
وقال المستشار طاهر الخولي، عقب ترشحه بأوراق انتخابه، إنه يخوض السباق الانتخابي لأول مرة كمستقل، من أجل تمثيل حقيقي لصوت أهالي دائرة مصر القديمة والمنيل، وتعبيرًا عن احتياجاتهم وطموحاتهم، والسعي بكل قوة لتحقيق مطالبهم تحت قبة البرلمان.
وأضاف "الخولي"، أن دائرة مصر القديمة والمنيل تُعد واحدة من أهم الدوائر الانتخابية، ليس فقط لمكانتها التاريخية العريقة، ولكن لدورها الحيوي وقوة صوتها الانتخابي بكل الفئات العمرية، مؤكدًا أن ترشحه يعكس إيمانه بأن صوت الناس يجب أن يُسمع ويُعبر عنه بصدق وأمانة وعدالة داخل البرلمان، وأن يُترجم إلى قرارات وتشريعات تٌلبي احتياجاتهم وتعبر عن تطلعاتهم.
وأكد إيمانه الكامل بأن القانون يمثل ضمانة أساسية للعدل والمساواة، واعدًا أنه سيكون صوت الناس والقانون معًا، مدافعًا عن الحقوق، وحارسًا لتطبيق مبادئ العدالة في كل ما يُطرح من سياسيات وتشريعات.
واختتم، :"أعد أهالي دائرة مصر القديمة والمنيل بأن أكون على قدر ثقتهم، وأن تظل مصلحة المواطن على رأس أولوياتي".
يُذكر أن المستشار طاهر الخولي، ابن منطقة المنيل ويعمل محامي بالنقض والإدارية العليا من مواليد مايو 1966، ولد في حي المنيل حصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة، وعمل في السلك القضائي وكيلاً للنائب العام منذ عام 1989، ثم تدرج في مناصب قضائية لمدة 25 عامًا، حتى تقلد منصب المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا، ثم تم ترقيته رئيسًا لمحكمة استئناف القاهرة لمدة عامين.
وفي نوفمبر 2013، تقدم باستقالته للقضاء ليمتهن مهنة المحاماة وأسس مكتب المستشار طاهر الخولي للمحاماة والاستشارات القانونية، ومحاضرًا في العديد من المراكز القضائية المتخصصة.
تولى الدفاع عن العديد من القضايا الشهيرة أبرزها وأهمها قضية فساد المليار دولار، ولقب وقتها بمحامي أموال الشعب لكشفه الفساد، تولى الدفاع عن العديد من القضايا الشهيرة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
المستشار طاهر الخولي انتخابات مجلس النواب 2025 المستشار طاهر الخولي برمز الأسد دائرة مصر القديمة والمنيل المستشار طاهر الخولي مرشح مستقل طاهر الخولي أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك:
إعلان
أخبار
المزيدإعلان
برمز "الأسد".. المستشار طاهر الخولي يتقدم بأوراق ترشحه لانتخابات مجلس النواب عن دائرة مصر القديمة وا
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
29 22 الرطوبة: 31% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك