لبنان – شنت إسرائيل امس هجوم على منطقة المصيلح جنوبي لبنان واحدثت دمار هائل فيها وُصف بأنه “أكبر عدوان جوي” منذ حرب الـ66 يوما على البلاد.

وأظهرت صور حجم الدمار الهائل والأضرار الكبيرة التي لحقت بآليات الحفر والبناء، من حفارات وجرافات، والتي احترقت وتدمرت جراء غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت صالات عرضها في منطقة المصيلح جنوب لبنان، إضافة إلى تضرر محيط موقع الاستهداف.

وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل شخص وإصابة آخرين، بالإضافة إلى دمار واسع لعشرات الآليات، بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة.

ودان الرئيس اللبناني جوزيف عون هذا الهجوم، مطالبا المجتمع الدولي بإسناد لبنان بوقف لإطلاق النار شبيه بنموذج غزة.

كما أصدرت حركة الفصائل اللبنانية بيانا دانت فيه هذا الهجوم، مؤكدا أن “هذا العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر ولا بدّ من مواجهته”، وأنه  يجب “على ‏الدولة أن تتحمّل مسؤولياتها ‏الوطنية تجاه شعبها والقيام بدورها الحامي والحاضن ‏والراعي له”.

وأشارت الحركة إلى أن ذلك يستدعي من اللبنانيين جميعا تضامنا وطنيا ومن الدولة موقفا حازما يرتقي ‌‏إلى مستوى التحديات ‏والتهديدات القائمة، ويتطلب حركة دبلوماسية وسياسية مكثّفة، ‏ورفع الصوت عاليًا في كل ‏المحافل العربية ‏والدولية، والتقدم بشكوى عاجلة إلى ‏مجلس الأمن ‏للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف اعتداءاته وانتهاكاته.

وصفت “الوكالة الوطنية للإعلام” في لبنان هذا الهجوم بأنه “أكبر عدوان جوي منذ انتهاء حرب الـ66 يوما”، لافتة إلى أن الطائرات الإسرائيلية شنت أكثر من 10 غارات مباشرة على معارض للجرافات والحفارات، ما حوّل المنطقة إلى كتلة نارية هائلة، وأدى إلى احتراق وتدمير نحو 300 آلية بينها أكثر من 100 جرافة صغيرة.

 

المصدر: RT + “الوكالة الوطنية للإعلام”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: هذا الهجوم

إقرأ أيضاً:

رغم مجازر غزة .. وثائق سرية مسربة تفضح كواليس أكبر تحالف للعدو الإسرائيلي مع ست دول عربية في التاريخ الحديث

في الوقت الذي تصاعدت فيه الإدانات العربية العلنية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفعت فيه شعارات التضامن مع القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، تكشف وثائق أمريكية مسرّبة حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست، عن واقع مغاير تمامًا يدور خلف الكواليس، من تعاون عسكري واستخباراتي سري وغير مسبوق بين العدو الإسرائيلي وست دول عربية رئيسية، هي السعودية، الإمارات، قطر، مصر، الأردن، والبحرين.

يمانيون / تقرير / خاص

 

الوثائق، التي تم إعدادها ضمن إحاطات سرية للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، تكشف أن هذا التعاون تم ضمن إطار دفاعي إقليمي يحمل اسم البناء الأمني الإقليمي، ويهدف بالأساس إلى مواجهة النفوذ الإيراني، الذي أسمته في إحاطتها المذكورة في الوثائق إيران ووكلائها الإقليميين بمحور الشر، حيث تُظهر خرائط تُشير إلى التهديدات الصاروخية في غزة واليمن، من خلال شبكات استخباراتية موحدة، وتدريبات عسكرية مشتركة، ومنصات سيبرانية متكاملة تربط إسرائيل بالدول العربية المشاركة، بدعم وإشراف مباشر من واشنطن.

ورغم حرص هذه الحكومات على إنكار أي شكل من أشكال التطبيع العسكري العلني مع إسرائيل، إلا أن التفاصيل الواردة في الوثائق من مشاركة في مناورات مشتركة، إلى تبادل مباشر للمعلومات الاستخباراتية، ودمج بيانات الرادار، تضع علامات استفهام كبرى حول حقيقة المواقف الرسمية، وتكشف عن مستوى متقدم من التنسيق الأمني والعسكري كان يجري على مدى ثلاث سنوات في الخفاء.

ويكتسب التقرير خطورته من أنه يكشف نقضًا مباشرًا للمواقف السياسية العلنية لهذه الدول، ما يهدد بثقة الشارع العربي بها ويطرح تساؤلات أخلاقية حول التزامها بالقضية الفلسطينية، و لأنه يُظهر أن العدو الإسرائيلي، في ذروة حربها على غزة، كانت تخوض معارك موازية بغطاء تنسيقي عربي  أمريكي من تحت الطاولة، بما في ذلك تدريبات على تدمير الأنفاق، وهي إحدى أبرز أدوات المقاومة الفلسطينية، ولأن التعاون امتد إلى مشاركة قطر  الوسيط الرئيسي مع حماس  في ذات الهيكل الأمني، قبل أن تندلع أزمة حادة مؤخرًا إثر غارة للعدو الإسرائيلي على شخصيات حمساوية داخل الدوحة، تمت بدون علم واشنطن وأثارت توترًا كبيرًا في أروقة هذا التحالف السري.

 

 مظلة تعاون سرية

بحسب الوثائق التي حصلت عليها واشنطن بوست بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، فإن كلاً من السعودية، الإمارات، قطر، مصر، الأردن، والبحرين شاركت في مبادرة دفاعية سرية تحت مسمى البناء الأمني الإقليمي، تم إنشاؤها بتنسيق مباشر مع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).

وتهدف هذه المبادرة إلى مواجهة ما تعتبره الولايات المتحدة ودول الخليج تهديدًا إقليميًا مشتركًا، متمثلًا  بحسب التقرير الأمريكي ما أسموه بالنفوذ الإيراني وأذرعه في المنطقة،  وتأسيس بنية تحتية دفاعية متكاملة تشارك فيها إسرائيل والدول العربية جنبًا إلى جنب، حيث وصفت إحاطات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) المذكورة في الوثائق إيران ووكلائها الإقليميين بمحور الشر، حيث تُظهر خرائط تُشير إلى التهديدات الصاروخية في غزة واليمن،

كما تم إدراج الكويت وسلطنة عمان كشركاء محتملين في المستقبل، مما يشير إلى مساعٍ أمريكية لتوسيع دائرة هذا التحالف غير المعلن.

 

قنوات استخباراتية وتدريبات مشتركة

تتضمن المبادرة تبادلًا سريًا للمعلومات الاستخباراتية، وتنسيقًا عملياتيًا مباشرًا، إضافة إلى تدريبات عسكرية مشتركة جرت في عدة مواقع، منها الأردن والبحرين وقطر، بالإضافة إلى قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي الأمريكية.

من أبرز تلك التدريبات، مناورات ركزت على كشف الأنفاق وتدميرها، وهي تقنية تُستخدم بكثافة في غزة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس.

في إحدى الوثائق، تم توثيق مناورة عسكرية جرت في مصر في سبتمبر الماضي، بمشاركة واسعة شملت الولايات المتحدة، إسرائيل، السعودية، الأردن، قطر، مصر، بالإضافة إلى قوات من بريطانيا والهند واليونان.

 

شبكات معلوماتية ومنصات تواصل سرية

الوثائق المسربة أشارت إلى أن الدول المشاركة بدأت منذ عام 2022 بدمج بيانات راداراتها وأجهزة استشعارها في شبكة دفاعية أمريكية تهدف إلى التصدي للهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية.

كما أنشئت منصة دردشة مشفرة تستخدم من قبل هذه الدول للتواصل الآني مع القيادة المركزية الأمريكية، وعواصم الدول الشريكة، لتبادل المعلومات بسرعة وكفاءة.

وتشير الوثائق إلى أن دولتين عربيتين، لم يُكشف اسمهما، قامتا بتبادل مباشر للمعلومات مع سرب القوات الجوية الأمريكية، في إشارة إلى مستوى عالٍ من التعاون الذي يجري في الخفاء، بعكس المواقف الرسمية العلنية.

 

تناقضات .. سرية الخطاب والممارسة

رغم هذا التعاون الوثيق، فإن الخطاب السياسي العلني للدول العربية المشاركة لا يعكس حقيقة هذا الانخراط العسكري، فقد وصف أمير قطر ما يحدث في غزة بأنه حرب إبادة، بينما اتهمت السعودية إسرائيل بممارسة التطهير العرقي وتجويع الفلسطينيين.

ويشير محللون إلى أن هذا التناقض يعكس حالة من التوازن الحرج الذي تحاول هذه الدول الحفاظ عليه بين الرأي العام العربي، والضغوط الاستراتيجية الأمريكية.

البروفيسور توماس جونو من جامعة أوتاوا، علق على ذلك قائلًا: تخشى دول الخليج من إسرائيل المتفلتة، لكنها تعتمد على الولايات المتحدة، وتخشى من تنامي قوة إيران.

 

من أبرز ما ورد في التقرير المسرب، أن العلاقات داخل هذا الهيكل السري شهدت أزمة حادة الشهر الماضي، على خلفية غارة جوية إسرائيلية استهدفت مسؤولين في حركة حماس داخل العاصمة القطرية الدوحة.

ووفق الصحيفة، فإن الهجوم الإسرائيلي تم دون تنسيق مسبق مع واشنطن، ما دفع الإدارة الأمريكية، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاعتذار، في مكالمة هاتفية مباشرة من المكتب البيضاوي.

اللافت، بحسب المسؤولين الأمريكيين، أن أنظمة الرادار المتقدمة في المنطقة لم ترصد الطائرات الإسرائيلية، كونها موجهة بشكل رئيسي لرصد التهديدات الإيرانية، وليس إسرائيل.

 

خطط مستقبلية .. مراكز سيبرانية ودمج رقمي

تشمل الخطط المستقبلية للمبادرة السرية إنشاء مركز سيبراني للشرق الأوسط، إضافة إلى مركز دمج معلومات إقليمي، بهدف تسريع وتيرة تبادل البيانات الدفاعية وتدريب الخبراء العسكريين العرب والإسرائيليين على تقنيات الدفاع الرقمي.

 

ورغم النفي العلني لأي تطبيع عسكري مع العدو الإسرائيلي من قبل عدد من الدول المشاركة، تؤكد الوثائق أن هذه العلاقات  آلية تنسيق سرية، تصر واشنطن على بقائها طي الكتمان لتفادي تداعيات سياسية في الداخل العربي.

ويُظهر هذا التقرير حجم التبدل الاستراتيجي في أولويات عدد من الدول العربية، التي باتت تعتبر التهديد الإيراني وتحديات الأمن السيبراني والصواريخ المسيرة، أهم من الانخراط في نزاع مفتوح مع إسرائيل، رغم استمرارها في إدانة ممارساتها في غزة والضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • مقتل 19 شخصًا في هجومٍ لمسلحين شرقي الكونغو الديمقراطية
  • هجوم روسي عنيف على ثاني أكبر مدينة أوكرانية
  • لبنان أمام استحقاق المفاوضات مع إسرائيل وتشديد دولي على التوافق الداخلي
  • 26 أكتوبر محاكمة "قمر الوكالة" بتهمة الالفاظ الخادشة
  • هل يزور رئيس أكبر دولة إسلامية الاحتلال الإسرائيلي؟
  • رغم مجازر غزة .. وثائق سرية مسربة تفضح كواليس أكبر تحالف للعدو الإسرائيلي مع ست دول عربية في التاريخ الحديث
  • رئيس «الأعلى للإعلام» يلتقي المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب
  • رئيس الأعلى للإعلام يلتقي المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب
  • هجوم على مرشح في نيويورك.. ما علاقة حزب الله؟ (فيديو)