دينا جوني (دبي) 

أخبار ذات صلة «دبي للثقافة» تفتح باب التسجيل للمشاركة بـ«منتدى القوز للريادة الإبداعية» «الحكومة الذاتية».. إنجاز محوري بمسيرة أبوظبي في الذكاء الاصطناعي

أكدت فاطمة الحمادي، رئيس تبنّي التكنولوجيا والإنتاجية الرقمية في وزارة التربية والتعليم، على هامش معرض «جيتكس جلوبال 2025»، أن منصة تمكين أخلاقيات الذكاء الاصطناعي تمثّل خطوة تكاملية مع مسار الوزارة في دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، مشيرة إلى أنها أُطلقت لضمان أن يكون استخدام الطلبة لأدوات الذكاء الاصطناعي مبنياً على الوعي والمسؤولية لا على العشوائية أو الاعتماد المفرط على التقنية.


وأوضحت أن المنصة تهدف إلى غرس ثقافة الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية، بما يمكّن الطلبة من التعامل السليم مع التطبيقات الذكية، خصوصاً في أداء الواجبات المدرسية، والمراجعات، وإعداد المشاريع، والتعامل مع الامتحانات. وأضافت أن المنصة لا تُغني عن المنهج المطبّق في المدارس، وإنما تعمل كمظلّة داعمة لتطبيقه من خلال تزويد الطلبة والمعلمين بإرشادات عملية وتفاعلية حول آليات الاستخدام الرشيد.
وبيّنت الحمادي أن المنصة تعتمد على مبادئ أساسية تشمل الصدق الأكاديمي، واحترام الملكية الفكرية، والوعي بمصادر المعلومات، والتمييز بين المساعدة التقنية والإبداع الذاتي، كما تشجع الطلبة على إدراك الحدود بين ما تقدمه أدوات الذكاء الاصطناعي من دعم وبين الجهد الشخصي الذي يعكس الفهم الحقيقي للمعارف.
وأكدت أن المبادرة تأتي تجسيداً لرؤية الوزارة في إعداد جيل رقمي واعٍ يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين، ويستطيع توظيف التقنيات الحديثة ضمن قيم أخلاقية وإنسانية راسخة، مشيرة إلى أن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المنظومة التعليمية المستقبلية في دولة الإمارات، بالتوازي مع تطبيق منهج الذكاء الاصطناعي عبر جميع المراحل الدراسية.
بدورهما، أوضحت الطالبتان حور صلاح الريّس والهنوف محمد بن ماضي أن منصة «تمكين أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» تضم نحو 84 درساً موزعة على 15 وحدة دراسية تقريباً، مشيرتين إلى أن جميع الدروس تفاعلية، وتتيح للطلبة متابعة مستوى تقدمهم بشكل دقيق.
وبيّنتا أن المنصة توفّر أدوات لقياس نسبة إنجاز الطالب في كل تطبيق، والدرجات المحققة، إلى جانب عرض أفضل النتائج العامة، كما تعتمد على الكاميرا الذكية في الجهاز لقياس درجة انتباه الطالب أثناء الدرس.
وأضافتا أن المنصة تتيح أيضاً مؤشرات شاملة للأداء العام تشمل نسبة استكمال الوحدات الدراسية، ومتوسط الأداء الكلي، ومعدل الانتباه العام عبر الدروس كافة. كما يتضمن كل درس اختباراً قصيراً ختامياً يساعد الطالب على التأكد من استيعابه للمفاهيم المطروحة قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
وفي حال عدم تمكن الطالب من الفهم الكامل لمحتوى الدرس، تقوم المنصة بإعادة تقديم المادة التعليمية بأسلوب مختلف تلقائياً حتى يتمكن من استيعابها بشكل تام، ما يعزز مبدأ التعلّم التكيّفي الذكي الذي يستجيب لاحتياجات كل متعلم على حدة.
وتأتي مشاركة «التربية» فرصة لإبراز ريادة دولة الإمارات في بناء منظومة تعليمية رقمية متكاملة تُواكب متطلبات المستقبل، وتعكس ثقة الدولة بقدرات أبنائها على الابتكار والتطوير.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي فاطمة الحمادي وزارة التربية والتعليم جيتكس جلوبال الإمارات معرض جيتكس جلوبال دبي معرض جيتكس جيتكس أخلاقیات الذکاء الاصطناعی أن المنصة

إقرأ أيضاً:

هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟

 

 

أمل بنت سيف الحميدية **

يشهد التعليم العالمي تحوّلًا مُتسارعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية مساعدة؛ بل أصبح محركًا رئيسًا يُعيد تشكيل العملية التعليمية؛ ففي العقود الماضية كان التعليم يعتمد على التلقين والمناهج الثابتة، أما اليوم فقد دخلت أدوات التحليل الذكي والتعلم التكيفي والفصول الافتراضية إلى المدارس والجامعات، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة والمعلمين.

هذا التحول ليس خيارًا ترفيهيًا؛ بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر ومتطلبات بناء رأس مال بشري قادر على المنافسة، وهو ما أكدته رؤية "عُمان 2040" التي وضعت التعليم أولوية وطنية للتنمية.

وتكمُن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدرته على جعل العملية التعليمية أكثر عدلًا وتخصيصًا ومرونة. فقد أوضحت منظمة اليونسكو في تقرير "الذكاء الاصطناعي في التعليم" الصادر عام 2023، أنَّ النماذج التعليمية الذكية تتيح مُتابعة تقدم الطلبة بشكل فردي، وتقديم محتوى يتناسب مع مستوياتهم وسرعتهم في الاستيعاب. كما إن الاستثمار في هذه الأدوات يدعم المعلمين في أدوارهم التربوية والإبداعية، ويحررهم من المهام الروتينية مثل إعداد الاختبارات أو متابعة الحضور. وفي السياق العُماني، يعدّ هذا التحول مُتسقًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تستهدف بناء نظام تعليمي متطور قادر على استيعاب الثورة الرقمية.

ويُؤكد تقرير الثورة الرقمية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم العالي، عبر أدوات تحليل البيانات التعليمية والتنبؤ بمعدلات النجاح وتخصيص المناهج. كما يشير تقرير المسارات الرقمية للتعليم "تمكين أثر أكبر للجميع" الصادر عن البنك الدولي عام 2023، إلى أنَّ بناء بيئة تعليمية رقمية متكاملة يتطلب خططًا استراتيجية طويلة المدى تشمل البنية التحتية والتشريعات والتدريب المستمر للكوادر.

وبحسب الدليل الصادر عن منظمة اليونسكو بعنوان الذكاء الاصطناعي والتعليم: دليل لصانعي السياسات (صدر عام 2021)، فإنه يوضح كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بصورة أخلاقية تكفل العدالة وتكافؤ الفرص. ويشير إلى ما ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي من مخاطر وفوائد، داعيًا إلى استخدامه بما يضمن المساواة والشمولية. كما يتناول قضايا التحيُّز في الخوارزميات وضرورة معالجتها عند تصميم النظم التعليمية، ويؤكد على خضوع السياسات ذات الصلة لمبادئ أخلاقية تراعي الأبعاد المجتمعية، ويربط ذلك بحق التعليم العادل وإتاحة فرص متكافئة لجميع المتعلمين.

ومن الأمثلة التطبيقية، استعرضت دراسة كمالوف وزملاؤه عام 2023 المنشورة على منصة (arXiv) نماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، مثل أنظمة التدريس التكيفي، التي تقوم على تخصيص عملية التعليم وفق احتياجات كل طالب، إضافة إلى الاختبارات الذكية التي تكيّف أسئلتها وفق مستوى المُتعلِّم؛ وهي نماذج يمكن أن تجد طريقها إلى المدارس في سلطنة عُمان.

إنَّ التحولات الرقمية تطرح تحديات موازية، من أبرزها الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، واحتمال انحياز الخوارزميات، وضعف جاهزية المعلمين للتعامل مع الأدوات الجديدة. وقد شددت منظمة اليونسكو في تقريرها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، على أهمية تطوير سياسات واضحة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، مع التركيز على مبادئ الأخلاق والشفافية وإتاحة الوصول للجميع. وتؤكد رؤية "عُمان 2040" ضرورة بناء قدرات وطنية في البحث العلمي والتعلم الرقمي، وهو ما يعزز مكانة المعلم كشريك أساسي في التحول، وليس مجرد منفّذ للتقنية.

وبناءً عليه، يمكن صياغة خارطة طريق محلية لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم في سلطنة عُمان. تبدأ هذه الخارطة بتقوية البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، ثم تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، يلي ذلك إطلاق برامج تجريبية في عدد من المؤسسات التعليمية لتقييم جدوى النماذج المختلفة، وأخيرًا توسيع التطبيق على نطاق وطني مع مراجعة دورية للنتائج. وهذا التدرج يتوافق مع ما أوصى به تقرير التقنيات المتقدمة من أجل التعليم الصادر عن البنك الدولي عام 2023، الذي أكد أن نجاح دمج التقنيات الحديثة يتطلب التوازن بين الابتكار والبُعد الإنساني.

إنَّ مستقبل التعليم في سلطنة عُمان يسير نحو نموذج ذكي ومستدام يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يُراد له أن يكون بديلًا عن المُعلِّم؛ بل شريكًا يسهّل مهمته ويعزز دوره في بناء القيم وتوجيه التفكير. ويبقى الهدف الأسمى إعداد جيل قادر على التكيّف مع متغيرات العالم الرقمي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يصنع الأدوات، أمَّا التعليم فهو الذي يصنع الإنسان القادر على توظيفها لخدمة التنمية والمجتمع.

** كاتبة وباحثة تربوية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • أكثر من 65 ألف متدرب ضمن "مبادرة سمّاي" لتعليم الذكاء الاصطناعي بعسير
  • معلمة تتعرض للرشق بالحجارة.. ومسؤولة ترد: (عادي)
  • الذكاء الاصطناعي يحل لغزًا فيزيائيًا استعصى على العلماء لأكثر من قرن
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • جامعة السلطان قابوس تفتح باب الترشح في المجلس الاستشاري الطلابي
  • مدير الكلية البحرية: تدريبات عالمية وتحديث المنظومة الدراسية بعد إدخال أسلحة حديثة