ثمَّة إدراك مُفتاحي يجب أن يُعين آفاق الحركة الإنسانية، جوانية وبرانية؛ وهو إدراك مُستقى من آية سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). هذا الإدراك يجعل كل تصور إنساني لأي أفق توقيفي للحركة الآدمية، أو تصور نهائي لمآل دنيوي مُعين لها؛ ليس سوى وهمٍ من الأوهام البشريَّة.
والجلي أن مدلول "التمكين" نفسه قد التبس على أجيال المُحدَثين بفعل تصورات بعض ذراري المسلمين المشوَّهة وعلو صوتهم. ثم أزاح هذا الالتباس المشوه مركزيَّة الخلاص الإنساني بالدين/ العبادة من وعي المسلم وروعه، بوصفه غاية الوجود والحركة؛ وزيَّن له نهاية أخرى وأفقا ماديّا آنيّا سماه زورا بـ"التمكين".
والتمكين من الشيء لغة هو الإعانة عليه، والتمكين فيه جعل السلطة والقدرة على الشيء للمُمَكَّن. ويُقال مَكُنَ الرجل أي صار ذا منزلة وشأن ومكانة، ومَكُنَ البناء أي صار قويّا مكينا. وهو وصفٌ صار يُفيد الاستقرار والتوقُّف والسكون عند المحدَثين، أي أن هذا التمكين أمسى عندهم غاية ونهاية بذاته. بيد أن عين الأمثلة القرآنية التي يستند إليها الحداثيون أصحاب الرؤية "التمكينية" الدنيوية؛ لا تُفيد إلا الحركة والفعل، والذي يعقُب منَّة "التمكين" التوفيقي ويتلوه مباشرة. وسوف نحاول تبيُّن "نتائج" التمكين القرآني المفترضة، قبل أن نستكنه مدلول التمكين نفسه في تلك الآيات، بل لعل نتيجة التمكين في الكتاب العزيز تكون مما يُعين المدلول الرباني ويُحدده.
يقول جلَّ شأنه (سورة الحج؛ 41): "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَر وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ". ويقول (سورة النور؛ اﻵية 55): "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ". ويقول سبحانه (سورة الكهف؛ اﻵية 84): "إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبا".
ففي الأولى كانت حركة المؤمنين التالية على التمكين إقامة لشعائر الإسلام الأساسية؛ من صلاة وزكاة وأمر بمعروف ونهي عن المنكر: أي تمكين لأمر الله من نفوسهم ومجتمعهم. وفي الثانية كان إفراد المولى سبحانه بالعبادة رديفا لتمكين دين المؤمنين الذي ارتضاه جل شأنه، مع التوكيد على أن الاستخلاف/ التكليف شطر التمكين. وفي الثالثة، يُقرر القرآن الكريم حركة ذي القرنين في الآية التالية مباشرة: "فَأَتْبَعَ سَبَبا"؛ أي اتبع سببا من الأسباب التي أوتيها من لدن من مكَّن له في الأرض سبحانه، فصار الأخذ بها نتيجة لهذا التمكين منها.
وللوهلة الأولى، ثمة ثلاث ملاحظات تتجلَّى بداهة من هذه الآيات المباركات: الأولى أنه لا يوجد ما يُسمَّى بـ"التمكين" المادي مُجرَّدا؛ فإن "التمكين" لفظة استعمَلَها القرآن للدلالة على تمكين الله لدينه في نفوس المؤمنين وفي الواقع، وهو تمكينٌ يقتضي تيسير الأدوات الماديَّة التي تُعينهم على مهمتهم وحركتهم في الوجود. أما تمييز بعضهم بين تمكين "مادي" وآخر "معنوي" فهو تلاعُبٌ مُلبِس مُضِل. فقد سمى المولى "بسط" الرزق المادي وتيسيره للكفار بأسماء أخرى غير التمكين؛ فهو: ابتلاء، إمداد، عطاء.. إلخ. والثانية أن هذا "التمكين" للدين وللمؤمنين قد يكون جزءا من رحلة "خلاصهم"، وقد لا يكون؛ فإنه مآل توفيقي لا توقيفي، منوطٌ بأمر الله تعالى واطلاعه سبحانه على حال العُصبة المؤمنة، ومعرفته جلَّ شأنه بما يُصلحها. والثالثة أن هذا التمكين الإلهي التوفيقي ينبني على التزام من المكلَّف وفي الوقت نفسه يُغذي هذا الالتزام، وليس مُجرَّد شعارٍ هوياتي، أو انتماء أجوف، أو ثمن مُقابل وضع لافتة فوق جبين الفرد أو المجتمع.
ومن أسف أن مدلولات "التمكين" المشوَّهة قد شاعت بسبب توظيف "الإسلاميين" لها لا بسبب سوء تأولات الزنادقة أو العلمانيين. إذ حرف الإسلاميون الكلم عن مواضعه انسياقا وراء الأوهام الحزبيَّة، ورغبتهم بالاندماج في الحياة السياسية الحديثة، مهما كان الثمن. لقد شُوِّه مدلول اللفظة في خطابهم المعاصر تحت سطوة المخيلة البروتستنتية، التي تجعل من العلو المادي في الأرض دليلا على رضا الإله؛ وهو وهم لا يُعبر عن التصور الإسلامي أصلا، بل ولا يدخل في أفق التكليف إلا توفيقا؛ أي أنه ليس غاية يُعمَلُ لها، بل مكافأة عاجلة قد ينالها بعض المكلَّفين، ولا ينالها بعضهم الآخر؛ فإن جزاء الإخلاص الموعود للمؤمنين هو الجنة فقط: فردوس الآخرة الحق، لا الفردوس الأرضي الموهوم!
وقد أفضى التعلُّق بأوهام الفردوس الأرضي البروتستنتية/ اليهوديَّة إلى هيمنة تصورات مشوهة فاسدة عن "تمكين" توقيفي لكل أحد، وفي كل زمان ومكان؛ كأنه نتيجة مُباشرة لصفقة ماديَّة لا تمييز فيها بين مؤمن وكافر. وهو ما أفضى إلى غياب تصورات الخلاص الدنيوي والأخروي، الذي يجعل من التمكين التوفيقي أفقا أوسع وأكثر إنسانيَّة، بل واحتمالية أعظم رُجحانا لإخلاص المؤمن في رحلة خلاصه. فكأن الانهمام بالأرض والتمكُّن منها يُشقي، والتعلُّق بأمر السماء والخلاص بتعاليمها يُهدي سلطان الأرض كله لمن زهد فيه ابتداء!
وبعبارة أخرى، فكأن تعلُّق المؤمن بصفات الربوبيَّة مُجرَّدة مؤد إلى خزي لا يُصيب الكافر في الدنيا؛ فإن العبد المؤمن الذي استجاب لكونه خُلق للعبادة يتعلَّق بصفات الألوهيَّة أولا طلبا لخلاصه، فإن ما دونها من تيسيرٍ مكفولٌ بحول الله تعالى لكل أحد.
لقد جعل المولى سبحانه وتعالى من "التمكين" هيمنة كليَّة للوحي على اجتماع بني آدم، بِيَد دُعاة إلى الله ارتضى لهم هذا الدور، وعلم مقدرتهم على التجرُّد في الاضطلاع به. أما نيل العوائد الماديَّة أو أسبابها؛ فهو ليس تمكينا، وإنما هو النتيجة المقدورة في نواميس الله لكل من سعى في الأرض واجتهد في أسبابها. وهاهُنا أيضا يفترق مفهوم "عمارة الأرض" عمَّا شاع بسبب هؤلاء المشوَّشين؛ فإن المكلَّف المخلص هو الذي استُخلف واستُعمِر لأنه مؤمن قادر على الانسجام بحركته العابدة مع الكون العابد المهيأ بالقهر، وتعميره بالعبادة مُختارا. فليست عمارة الأرض ها هنا هي اتخاذ المصانع والمعابد والمساكن الفخمة، وإنما هي استكمال "معزوفة" العبادة التي قُهِرَ عليها الكون كله، بعبادة المكلَّف مُختارا مُريدا؛ فهذا السعي المخلص للخلاص هو وحده الذي يرفع قدر الإنسان، ليصير مُعمرا للأرض قائما بواجب الاستخلاف فيها.
وإذا كانت التشوهات الدلاليَّة والعقديَّة ساوت اليوم بين المؤمن والكافر، وجعلت "عمارة الأرض" مهمة يتساويان فيها بالطاعة والمعصية، وسوَّت بين الخلاص والتمكين، بوصفهما -في التحليل الأخير- "مسعى مادي" مجرَّد! فقد صار طالب "التمكين" اليوم باحثا عن العلو المادي في الأرض، وموجَّها له دون غيره، حتى صار غير مستعد لأي تضحيات أو مكابدات أو مُعاناة لا "يُثاب" عليها في أفق دنيوي منظور. وإذا كان الأمر كله -عند هؤلاء- معلَّقا بهذه الدار، والمسعى كله في سبيل فردوس أرضي؛ فإن أية تأجيل للثواب إلى أجل غير مُسمَّى يصيرُ مرفوضا وصارِفا لا عن السعي فحسب، وإنما عن الملَّة والتكليف جُملة. ولأن هذا التصور الفردوسي حلولي في جوهره؛ حلَّ "تمكين" الدين التوفيقي في تمكين "المؤمن" التوقيفي وأزاحه، وصارت نُصرة "الديانة" مُعلَّقة بتطلُّعات أجيال هذا "التمكين" الماديَّة، وبمقدرتها على غزو الواقع البراني وإخضاعه. فإذا فشل هذا الغزو؛ تبدَّت هشاشة إيمان هذه الأجيال التي تتحطَّم بسرعة لأنها لم تؤمن -على الحقيقة- بشيء يتجاوزها ويتجاوز تطلُّعاتها المادية/ الحزبيَّة. لقد أخفق "الإيمان" الهش برغباتها وأطماعها، إذ لم يبلغ بها فردوس "التمكين المادي"؛ فراحت هذه الأجيال تخرج من دين الله كما تفشَّى ذلك عقب فشل ما سُمي بـ"الربيع العربي". وهذا ما سنتناول بعضه في مقال لاحق، إن شاء الله.
x.com/abouzekryEG
facebook.com/abouzekry
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء التمكين إيمان اسلام إيمان تمكين قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الأرض أن هذا
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: تمكين الشباب وبناء الوعي أساس التنمية وصناعة المستقبل
استقبل الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، اليوم الأحد، الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين دار الإفتاء المصرية والوزارة في قضايا الشباب، وترسيخ الوعي، ومواجهة الظواهر المجتمعية السلبية.
وأكد فضيلة المفتي أن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص دار الإفتاء على بناء شراكات فعّالة مع المؤسسات الوطنية المعنية بصناعة الوعي وتعزيز الانتماء، مشددًا على أن الشباب يمثلون الركيزة الأساسية لبناء الوطن وصناعة المستقبل وقيادة قاطرة التنمية، وأن دار الإفتاء مستعدة للتعاون الكامل مع وزارة الشباب في تنفيذ برامج مشتركة وورش عمل ولقاءات موجهة للشباب.
وبحسب بيان، أوضح الدكتور نظير عياد أن دار الإفتاء تمتلك منظومة بحثية وعلمية واسعة تسهم في دعم هذا التوجه، مشيرًا إلى مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش الذي يُعد أحد أهم الأذرع العلمية للدار في تعزيز مفهوم المواطنة وإبراز نماذج التعايش التي أنتجها التاريخ الإسلامي. ولفت إلى أن المركز يعمل وفق رؤية منهجية ترتكز على قراءة واعية للتراث وقدرة على مخاطبة تحديات العصر، بما يقدّم نموذجًا معرفيًا قادرًا على صناعة وعي مشترك بين أتباع الديانات والثقافات.
وأضاف المفتي أن وحدة "حوار" بدار الإفتاء تقوم بدور محوري في تفكيك الشبهات الفكرية والرد على الانحرافات المتطرفة من خلال إنتاج معرفي رصين يقوم على تحليل السياقات الفكرية المعاصرة، بما يقدّم خطابًا علميًّا يعكس وسطية الإسلام ويحمي الوعي العام من الأفكار الهدّامة.
واستعرض جهود مركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا، الذي يقدم مقاربات بحثية وتحليلية شاملة لمواجهة التطرف، ويساهم في تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام في الداخل والخارج، إضافة إلى دوره في إصدار المؤشر العالمي للفتوى الذي يرصد اتجاهات الفتوى حول العالم ويدعم الفتوى الرشيدة.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء تولي اهتمامًا واسعًا بنشر المعرفة ومعالجة القضايا المجتمعية من خلال إصدارات علمية متخصصة مثل موسوعة الأسرة وكتاب "فتاوى الشباب"، فضلًا عن برامج التدريب الخاصة بالمفتين والباحثين داخل مصر وخارجها، إلى جانب الحضور القوي للدار على منصات التواصل الاجتماعي، الذي تجاوز 14.5 مليون متابع، ما يعزز وصولها إلى الشباب وتقديم محتوى توعوي مؤثر، بالإضافة إلى التوسع في فتح الفروع بالمحافظات لتوفير الفتوى الرشيدة للمواطنين.
من جانبه عبر الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، عن تقديره لفضيلة المفتي وجهود دار الإفتاء في خدمة قضايا الفكر والوعي، مؤكدًا حرص الوزارة على تعزيز التعاون المؤسسي مع الدار لما تمتلكه من خبرة علمية كبيرة وقدرة مؤثرة في مخاطبة الشباب.
وشدد صبحي على أن تعزيز الوعي يعد هدفًا استراتيجيًا تتكامل فيه جهود مؤسسات الدولة كافة، معلنًا تطلع الوزارة لإطلاق برامج نوعية ومبادرات مشتركة تعتمد على خبرات دار الإفتاء في تصحيح المفاهيم ومعالجة الظواهر السلبية وبناء شخصية شابة واعية وقادرة على المساهمة في نهضة الوطن.
واتفق الجانبان على عقد ورش عمل واجتماعات تنسيقية خلال الفترة المقبلة، لوضع آليات تنفيذية لبرامج التعاون المشترك، بما يحقق الأثر الإيجابي المستهدف في دعم الشباب وتعزيز الوعي المجتمعي.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
محمد عياد مفتي الجمهورية صناعة المستقبل أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
مفتي الجمهورية: تمكين الشباب وبناء الوعي أساس التنمية وصناعة المستقبل
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
22 12 الرطوبة: 30% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية