سرقات وتفلتات أمنية في الحصاحيصا وسط السودان
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
سرقات المركبات و”المواتر” والبيوت وقطع الطرقات ونهب السابلة باتت ظواهر مألوفة في الحصاحيصا وضواحيها رغم توقف الحرب فيها وسيطرة الجيش.
الحصاحيصا: التغيير
تصدرت سرقة الدراجات النارية (المواتر)، مشهد التفلتات الأمنية التي انتشرت مؤخراً في مدينة الحصاحيصا وضواحيها بولاية الجزيرة- وسط البلاد، والتي تعيش حالة من الفوضى رغم سيطرة الجيش والقوات المتحالفة معه عليها منذ عدة أشهر.
وعلى الرغم من أن سرقة (المواتر) ارتبطت ارتباطا لصيقاً بقوات الدعم السريع إلا أن الظاهرة عادت مجدداً وبكثافة.
ومع سيطرة الجيش وخروج الدعم السريع من الجزيرة وعموم مناطق وسط السودان، كان من المتوقع أن تنحسر ظاهرة سرقة المركبات والمواتر، بحكم عودة سيادة حكم القانون، وبحكم صعوبة استخراج أوراق للمركبات المسروقة بعيداً عن الجهات النظامية المعنية باستخراج مثل هكذا مستندات، لكن الأمر لم يتوقف.
وفي ظل تمدد الظاهرة وانتشارها، تتداعى التساؤلات عند المواطنين حول مصير تلك (المواتر) المسروقة وطريقة تصريفها، وما إذا كان يُعاد ترخيصها وفق أوراق جديدة ليتم تسويقها في مناطق بعيدة عن أماكن السرقات، وهو ما يؤشر إلى فساد في الجهات المعنية بإصدار تلك الأوراق، أم انها تُفكك لتُعاد إلى الأسواق المحلية على شكل قطع غيار بعد الاستغناء عن الهياكل بواسطة عصابات متخصصة استفادت من “تكنيك” مليشيات وعصابات الدعم السريع..!
ويبدو الدور الأمني والشرطي في سبات عميق وفق الاحتمالين، خاصة وأن مظاهر التفلتات لم تتوقف عند سرقة المركبات، بل تجاوزتها لسرقة البيوت وقطع الطرقات ونهب السابلة، حيث شكا مواطنون كثر من تعرضهم لهذه الحوادث المتكررة.
بينما تتواتر فضائح عن اغتصاب للجنسين في مناطق كثيرة من السودان من عناصر محسوبة على المتقاتلين.
ولازال كثير من المجرمين يتسترون وراء الانتماء للمليشيات الفاعلة في الحرب التي لا زالت قائمة في السودان حالياً.
وبات استغلال النفوذ العسكري هو المتسيّد للمشهد الغارق حتى أذنيه في الفساد والانتهاكات، خصما على الشعب وحقوقه، في بلد ضاع أمل شعبه في تغيير حقيقي يتعامل مع قضايا الأمن والصحة والتعليم.
الوسومالأمن الجزيرة الجيش الحصاحيصا الدعم السريع السودان الشرطة المليشيات النهبالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمن الجزيرة الجيش الحصاحيصا الدعم السريع السودان الشرطة المليشيات النهب الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مقتل 30 سودانيا إثر قصف الدعم السريع مركز إيواء للنازحين في مدينة الفاشر
قتل عشرات السودانيين العزّل جراء قصف بطائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدف مركز إيواء دار الأرقم وجامعة أم درمان الإسلامية السبت، داخل مدينة الفاشر الت تشهد أوضاعا مأساوية بفعل المعارك الضارية بين طرفي الصراع.
وأكدت مصادر محلية سودانية أن مئات القتلى والجرحى سقطوا داخل الأحياء نتيجة استمرار القصف المكثف من قبل الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي تشهد أوضاعاً إنسانية متدهورة. وأعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 13 مدنياً وإصابة 19 آخرين بجروح متفاوتة، جراء قصف استهدف مناطق مأهولة بالسكان في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأوضحت الشبكة أن الهجوم طال أحياء سكنية مكتظة، ما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء، إلى جانب تدمير منازل ومرافق عامة، وقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وأصيب سبعة آخرون، إثر قصف مماثل نُفذ الجمعة على مخيم أبو شوك للنازحين وحي درجة أولى كما شمل القصف بعض المواقع التابعة للجيش السوداني ومناطق واسعة غربي مدينة الفاشر.
وأفادت مصادر طبية ووكالات دولية بأن القصف أصاب مستشفى في الفاشر التي تعاني من حصار خانق واشتباكات متواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذكرت مصادر طبية لوكالة "فرانس برس" أن القصف الأخير نُفذ بواسطة طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، واستهدف بشكل مباشر قسم النساء والتوليد في المستشفى.
وأشارت المصادر إلى أن الهجوم لم يخلف ضحايا فقط، بل تسبب أيضاً بأضرار جسيمة في مباني المستشفى ومعداته، ما زاد من تفاقم الأزمة الصحية في المدينة المحاصرة، ويعد هذا الاعتداء حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات التي طالت المرافق الحيوية في الفاشر من قبل الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية متزايدة من تحول المدينة إلى بؤرة كارثة إنسانية كبرى.
ولا يزال الرجال والنساء والأطفال يقعون جثثا على الطريق الترابي الذي يصل بين مدينة الفاشر وبلدة طويلة في شمال دارفور، في صورة تعبر عن مأساة آلاف المدنيين السودانيين الذين حاولوا الفرار من حصار خانق، ولم يجدوا أمامهم سوى السير نحو المجهول، وتفرض قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، الحصار على مدينة الفاشر، حيث إنها تمنع دخول الغذاء والدواء، وتكثف الغارات الجوية والبرية، مستخدمة الطائرات المسيرة.