الدوحة- حذر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، من تعقيدات مناقشة قضايا حساسة مثل أسلحة حركة حماس، مشيرًا إلى أن هذه المحادثات أُرجئت لعدم استعداد الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق شامل.

وأوضح الشيخ محمد، في مقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الأحد، أن حماس أبدت انفتاحًا على مناقشة سبل تجنب تشكيلها تهديدًا لإسرائيل، لكن الوسطاء قرروا تأجيل المفاوضات حول ترسانة الحركة بعد نجاحهم في التوسط لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي أوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفق وكالة سبوتنيك الروسية.

وقال في تصريحات أدلى بها الجمعة في باريس عقب لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من وزراء خارجية دول عربية وأوروبية: "لو سعينا إلى مفاوضات شاملة، لما تمكنا من تحقيق هذه النتائج".

وأكد أن "حماس مستعدة لمناقشة كيفية عدم تهديدها لإسرائيل"، دون تقديم تفاصيل حول نطاق أو توقيت هذه المحادثات.

وتاريخيًا، رفضت حماس نزع سلاحها، مشددة على ضرورة حوار وطني فلسطيني لتحديد مستقبل غزة. في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستنزع سلاح حماس وتجعل غزة منطقة منزوعة السلاح "بالدبلوماسية أو بالقوة"، مضيفًا: "سيتم ذلك إما بالطريقة السهلة أو الصعبة".

وأشار الشيخ محمد إلى أن إحدى التحديات الرئيسية تتمثل في تحديد الجهة التي ستتسلم أسلحة حماس، لافتًا إلى "فارق كبير" بين تسليمها إلى سلطة فلسطينية إصلاحية أو جهة أخرى.

وأوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار أرجأ قضايا جوهرية مثل مصير أسلحة حماس وإدارة غزة بعد الحرب إلى مرحلة لاحقة، لأن "إسرائيل وحماس لم تكونا جاهزتين لاتفاق سلام شامل، لذا ركزنا على إتمام تبادل الرهائن بسرعة".

وأضاف الدبلوماسي القطري أن هناك انقسامات داخل حماس حول مستقبل الحركة، حيث يعارض بعض قادتها نزع السلاح، بينما يتبنى آخرون نهجًا أكثر براغماتية.

وأشار إلى أن "حماس خسرت إحدى أهم أوراقها التفاوضية ضد إسرائيل بإطلاق سراح آخر الرهائن".

وتستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية، اليوم الإثنين، قمة للسلام بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، حسبما أعلنت الرئاسة المصرية.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

بعد تحرير الرهائن والأسرى.. "قضايا معقدة" بين إسرائيل وحماس

بدأت إسرائيل وحركة حماس تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الإثنين، عبر تبادل الأسرى والرهائن، في خطوة جددت الآمال بإمكانية أن يمهّد الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المدمّرة المستمرة منذ عامين في القطاع.

لكن قضايا أكثر تعقيدا ما زالت عالقة، من بينها مصير سلاح حماس، وهوية الجهة التي ستتولى حكم غزة، ومستقبل الدولة الفلسطينية.

تحديات المرحلة المقبلة

تظل أبرز القضايا العالقة مطالبة إسرائيل بنزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة طالما بقيت القوات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية.

كما تبقى مسألة إدارة غزة غامضة. فوفق الخطة الأميركية، من المقرر تشكيل هيئة دولية تدير القطاع عبر حكومة تكنوقراطية فلسطينية، مع نشر قوة أمنية عربية – دولية ترافقها شرطة فلسطينية، تنسحب القوات الإسرائيلية تدريجيًا مع انتشارها.

وتتضمن الخطة أيضًا احتمال دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحات واسعة، بينما يشير الاتفاق إلى إمكانية بحث قيام دولة فلسطينية لاحقًا، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة.

ورغم الأجواء التفاؤلية التي رافقت بدء تنفيذ الاتفاق، يدرك المراقبون أن الطريق إلى سلام دائم لا يزال طويلًا، وأن نجاح المرحلة الأولى لا يعني بالضرورة نهاية الحرب التي أعادت رسم موازين القوى في الشرق الأوسط.

ترامب يحتفل بالاتفاق ويدعو إلى "سلام دائم"

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة للاحتفال بالاتفاق، وألقى خطابًا في الكنيست الإسرائيلي دعا فيه النواب إلى "اغتنام فرصة السلام".

وقال: "لقد حققت إسرائيل بمساعدتنا كل ما يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية، والآن حان الوقت لتحويل هذه الانتصارات إلى جائزة السلام والازدهار لكل الشرق الأوسط".

وفي القاهرة، شارك ترامب إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزعماء أكثر من 20 دولة في قمة تناولت مستقبل غزة والمنطقة بعد الحرب.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي غاب عن قمة القاهرة، قال أمام البرلمان إن الاتفاق "ينهي الحرب بتحقيق جميع أهدافها".

وأضاف أن إسرائيل لن توقف عملياتها قبل تحرير جميع الرهائن وهزيمة حماس نهائيا، رافضا الاتهامات بأنه أطال أمد الحرب لأسباب سياسية.

احتفالات بعودة الأسرى والرهائن

في إسرائيل، أعادت عملية إطلاق سراح آخر 20 رهينة أحياء شعورا بالارتياح والفرح بين عائلات المحتجزين، واعتبرها كثيرون نهاية رمزية لحرب طويلة يرون أن حماس فرضتها عليهم. ومع ذلك، تعهّد آخرون بمواصلة الضغط لاستعادة جثامين الرهائن الذين ما زالوا في غزة.

أما في غزة، فعمّت الفرحة الشوارع مع عودة الأسرى الفلسطينيين، لكنّ مشاعر الفرح امتزجت بالحزن في ظل الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب، إذ دُمّر معظم القطاع واقتصاده، وتدهورت الخدمات الأساسية، فيما يظلّ من غير الواضح من سيتولى تمويل إعادة الإعمار التي قد تستغرق سنوات.

في الضفة الغربية وقطاع غزة، استقبلت حشود ضخمة الأسرى المفرج عنهم، الذين رفعوا شارات النصر وسط الهتافات والأغاني.

وقال الأسير المحرر محمود فايز، الذي أُطلق سراحه بعد احتجازه العام الماضي: "الحمد لله الذي أكرمنا بالحرية والفرح بعد هذا الظلم الطويل".

وضمت قائمة المفرج عنهم نحو 1900 أسير، بينهم 250 محكومين بالمؤبد، و1700 آخرين اعتقلوا خلال الحرب دون محاكمة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقلص دخول المساعدات لقطاع غزة لعدم إفراج حماس عن الجثث
  • إسرائيل: معبر رفح سيظل مغلقا غدا الأربعاء
  • المتحدث باسم الخارجية القطرية: الخطوات التالية بعد اتفاق غزة ستكون صعبة
  • بعد تحرير الرهائن والأسرى.. "قضايا معقدة" بين إسرائيل وحماس
  • عاجل. انطلاق أعمال قمة شرم الشيخ.. ترامب: سنوقّع وثيقة شاملة بشأن الاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • بدء عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وتل أبيب تُعيد النظر في أسماء الأسرى الفلسطينيين
  • قطر : الوسطاء في اتفاق غزة قرروا تأجيل القضايا الأصعب لوقت لاحق
  • عاجل | رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري لنيويورك تايمز: الوسطاء قرروا تأجيل القضايا الأصعب لأن الأطراف لم تكن جاهزة
  • "تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟