مدينة قازان.. حيث تلتقي المآذن بأجراس الكنائس
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
قازان (تتارستان)- ابراهيم الهادي
على ضفاف نهر الفولغا، تقف قازان شامخة كإحدى أقدم مدن روسيا وأكثرها تميزًا، ليست فقط بتاريخها العريق، بل بتعددها الثقافي والديني الفريد، حيث تتعانق المآذن بأجراس الكنائس في لوحة تعكس قرونًا من التعايش والتسامح
في هذه المدينة، يتجاور جامع قول شريف وكاتدرائية البشارة داخل كرملين قازان، الذي يُعد من أبرز معالم المدينة، والمُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي حيث يعكس الكرملين مشهدًا نادرًا في العالم إذ يتقابل رمزان دينيان، إسلامي ومسيحي، في احترام وانسجام تاريخي قلّ نظيره
جامع قول شريف، الذي دُمّر في القرن السادس عشر وأُعيد بناؤه بعد قرون أصبح اليوم رمزًا لنهضة جمهورية تتارستان بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، في حين لا تزال كاتدرائية البشارة تحتفظ بهيبتها كأحد أقدم الأبنية الأرثوذكسية في المنطقة
مدينة تصنع.
.. لا تستهلك
بعيدًا عن الرمزية الدينية والثقافية، تكشف قازان عن وجه آخر لا يقل أهمية، الوجه الصناعي الحديث، فالمدينة تُعد من أبرز المراكز الصناعية في روسيا، حيث تُنتج معدات ووسائل نقل ومنظومات تقنية بأيدٍ وخبرات محلية 100%.
وما يميز هذه الصناعات هو أنها عملية إنتاج متكاملة، من التصميم حتى التصنيع، باستخدام تقنيات طُوّرت محليًا، ما يعكس حجم الاستثمار في الموارد البشرية والتقنية.
صناعة الطيران.. رمز التفوق التكنولوجي
ومن بين أبرز الصناعات في قازان، تبرز صناعة الطيران كدليل على مدى التقدم الذي حققته المدينة، فهي تحتضن منشآت متخصصة في إنتاج الطائرات، إلى جانب قطاعات أخرى تشمل تصنيع المركبات، الجرافات، القوارب النهرية، والروبوتات الصناعية التي تُستخدم ضمن خطوط الإنتاج الحديثة، اضافة الى البطاريات الحديثة التي تجاوزت الاثيوم
كما تمتلك قازان شبكة لوجستية فعّالة تربط هذه الصناعات بالأسواق الروسية والدولية، ما يعزز مكانتها كقاعدة اقتصادية متكاملة لا تقتصر على الاستهلاك فقط، بل تشارك بفعالية في دعم الاقتصاد الوطني الروسي
جامعة قازان الفيدرالية.. منارة علم ومعرفة
في قلب هذا المشهد المتكامل، تبرز جامعة قازان الفيدرالية كواحدة من أعرق مؤسسات التعليم العالي في روسيا، حيث تأسست عام 1804، وتخرّج منها رموز علمية مثل العالم ديميتري مندليف، واضع الجدول الدوري
وتلعب الجامعة اليوم دورًا محوريًا في تطوير البحوث العلمية ودعم القطاعات الصناعية من خلال الأبحاث التطبيقية، لا سيما في مجالات الطب، التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والفيزياء
وعلى الصعيد الدولي، تواصل الجامعة تعزيز علاقاتها العلمية، من خلال شراكات أكاديمية فعالة، من أبرزها التعاون القائم مع جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان، والذي يشمل تبادل الأساتذة والطلاب، ومشاريع بحثية مشتركة في الطاقة، البيئة، والتكنولوجيا الحيوية
قازان.. نموذج روسي للتكامل الحضاري والتنموي
تُجسّد مدينة قازان نموذجًا نادرًا لمدينة تجمع بين الهوية الثقافية العريقة والنهضة الصناعية الحديثة، حيث تتلاقى الأديان في سلام، وتزدهر الصناعات بعقول محلية، وتُبنى شراكات دولية على أسس من التعاون العلمي والتقني.د
وبهذا التنوع والتكامل، تُعد قازان محطة واعدة للتعاون الدولي، وركيزة اقتصادية ومعرفية محورية ضمن المشهد الروسي المعاصر، ووجهة تستحق أن تحظى بالاهتمام العالمي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جامعة مدينة السادات تشارك في الملتقى الطلابي "قادة الغد"
شاركت جامعة مدينة السادات، في الملتقي الطلابي تحت شعار (قادة الغد) لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية خلال الفترة من 12 اكتوبر حتي 14 اكتوبر 2025م بمقر معهد إعداد القادة بحلوان.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وإشراف الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، وفي ضوء اهتمام الدولة ببناء وعي الشباب وتعزيز الهوية الوطنية، وبتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية نحو تمكين طلاب الجامعات من قيادة المستقبل بفكر مستنير وروح وطنية واعية، نظم قطاع الأنشطة الطلابية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومعهد إعداد القادة ملتقى "قادة الغد" لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية خلال الفترة من 12 حتى 14 أكتوبر 2025 بمعهد إعداد القادة لتعزيز وعي الشباب وبناء الشخصية الوطنية .
وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن ملتقى "قادة الغد" يجسد رؤية الدولة في تمكين الشباب، وإعداد جيل واعٍ مؤمن بدوره في النهوض بالمجتمع وصناعة التنمية .
وأوضح الدكتور كريم همام، بأن الملتقى يأتي في إطار رؤية وزارة التعليم العالي نحو إعداد جيل واعٍ بقضايا وطنه، قادر على مواجهة التحديات المعاصرة، مؤمن برسالته في حماية الوطن وصناعة نهضته، حيث يجتمع طلاب الجامعات المصرية في بيتهم الكبير "معهد إعداد القادة" للمشاركة في فعاليات تمتزج فيها الثقافة والحوار والإبداع الوطني بروح الانتماء والمسؤولية المجتمعية.
جاءت مشاركة جامعة مدينة السادات بوفد مكون من طالبان وطالبتان، والدكتور السيد بدوي مشرفا مرافقا تحت رعاية الدكتور أحمد عزب، رئيس جامعة مدينة السادات، والدكتور خميس محمد خميس، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وإشراف عام الأستاذحافظ زايد، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب، وحرصا وتشجيعا من رئيس الجامعة، والدكتور خميس محمد خميس نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، لقادة وقيادات الغد منتسبي الجامعة بهذا الملتقي الفكرى والحوارى والذي يجمع طلاب الجامعات لصناعة وعي مستنير ومواجهة الشائعات والأفكار الهدامة.
ويضم برنامج الملتقى عددًا من المحاضرات التوعوية والجلسات الحوارية وورش العمل التي تتناول موضوعات تمس وعي الشباب، من بينها محاضرة حول الأمن القومي المصري ومكافحة الشائعات، تهدف إلى تعزيز إدراك الطلاب بخطورة الشائعات على استقرار المجتمع وأمنه الفكري، فضلًا عن محاضرة القيادة الاجتماعية وصناعة القرار التي تركز على تطوير مهارات الطلاب القيادية وغرس قيم العمل الجماعي والمسؤولية الوطنية.
كما تضمن الملتقى ورش عمل تطبيقية حول المبادرات المجتمعية وريادة الأعمال، لتمكين الشباب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية تسهم في التنمية المستدامة، إلى جانب أنشطة فنية وثقافية ورياضية تُبرز روح الإبداع والمواهب الطلابية وتدعم العمل الجماعي وروح الفريق.
وتُعد الجلسة الحوارية المقرر عقدها مع فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إحدى أبرز فعاليات الملتقى، حيث يتناول فضيلته موضوعًا غاية في الأهمية تحت عنوان «تجديد الخطاب الديني وبناء وعي الشباب لتحقيق الأمن الفكري»، بهدف توضيح الدور الحقيقي للدين في ترسيخ القيم الوطنية والفكر المستنير ومواجهة الفكر المتطرف.
وأكد الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن ملتقى قادة الغد يمثل خطوة جوهرية في بناء شخصية الطالب المصري، مشيرًا إلى أن المعهد سيظل منارة فكرية ووطنية تسعى إلى إعداد جيل جديد من القادة يمتلك الوعي والقدرة على التغيير والبناء، مضيفًا أن الشباب المصري هم شركاء الدولة في الحاضر وصُنّاع المستقبل.