بوابة الوفد:
2025-10-14@22:10:01 GMT

حكم استعمال ماء زمزم في غير الشرب

تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT

ماء زمزم.. قالت دار الإفتاء المصرية إن استعمال ماء زمزم في غير الشرب في شيء ليس فيه امتهان للماء عند استعماله كالوضوء والاغتسال جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، أما استعماله في شيء يُنبئ عن امتهان الماء عند الاستعمال مثل إزالة النجاسة به -مثلًا- فيكون حينئذٍ مكروهًا ينبغي تركه، وذلك ما لم يتعين استعماله فيها، فإن تعين لعدم وجود غيره فلا حرج في استعماله حينئذٍ للحاجة التي تدفع الكراهة بها.


فضل وبركة ماء زمزمسرش:

وأوضحت الإفتاء أن ماء زمزم ماءٌ مبارك، أكدت نصوص الشرع على خصوصيته وأفضليته، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال عن مياهها: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» رواه مسلم.

قال القاضي عياض في "إكمال المُعْلم" (7/ 506-507، ط. دار الوفاء): [ومعناه: يغنى شاربها عن الطعام، أي: أنها تصلح للأكل... ويكون طعم جمع طعوم، أي: أنها تشبع من كثر أكله، وقيل: يكون معناه: طعام مسمن، ومن أسمائها أيضًا: شفاء السقم، ومصونة، وبرة وطيبة، وشراب الأبرار] اهـ.

بركة ماء زمزم
ومن بركته أنه ينفع الشارب في الأغراض التي يشربه من أجلها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذًا عَاذَكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ» رواه الحاكم في "المستدرك"، ورواه ابن ماجه، وأحمد من رواية جابر رضي الله عنه بألفاظ متقاربة.

قال العلامة الصاوي في "حاشيته على الشرح الصغير" (2/ 44، ط. دار المعارف): [قوله: «ماء زمزم لما شرب له»: أي: فيحصل ما قصده بالنية الحسنة لنفسه أو لغيره] اهـ.

ولهذه الأفضلية نَصَّ العلماء على استحباب الإكثار من شرب ماء زمزم.

قال الإمام الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل للخرشي" (2/ 330، ط. دار الفكر): [(ص) وكثرة شرب ماء زمزم، ونقله (ش) أي: ومما يستحب لكل من بمكة أن يكثر من شرب ماء زمزم... ويكثر من الدعاء عند شربه، وليقل: اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، وشفاءً من كل داء، وصحح «ماء زمزم لما شرب له»، ابن عيينة من المتقدمين، والحافظ الدمياطي من المتأخرين] اهـ.

حكم استعمال ماء زمزم في غير الشرب

أما عن استعماله في غير الشرب، فهذا الاستعمال لا يخلو من أمرين: إما أن يكون في شيء ليس فيه امتهان للماء عند استعماله كالوضوء والاغتسال، وإما أن يكون في شيء يُنبئ عن امتهان الماء عند الاستعمال كنحو إزالة النجس به مثلًا.

فإذا كان استعماله في شيء لا يوحي بامتهان الماء عند استعماله كالوضوء والاغتسال فإن جمهور الفقهاء على جواز استعماله بلا كراهة، ونص بعضهم على استحبابه في الوضوء والغسل كالمالكية.

قال الإمام الطحطاوي الحنفي في "حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح" (ص: 21-22، ط. دار الكتب العلمية): [فائدة: يجوز الوضوء والغسل بماء زمزم عندنا من غير كراهة بل ثوابه أكبر، وفصَّل صاحب "لباب المناسك" آخر الكتاب فقال: يجوز الاغتسال والتوضؤ بماء زمزم إن كان على طهارة للتبرك] اهـ.

وقال الإمام الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل للخرشي" (2/ 330): [ومما يستحب لكل من بمكة أن يكثر من شرب ماء زمزم ويتوضأ ويغتسل به ما أقام بمكة] اهـ.

وقال الإمام الروياني الشافعي في "بحر المذهب" (1/ 46، ط. دار الكتب العلمية): [لا يكره الوضوء والغسل بماء زمزم] اهـ.

ماء زمزم
وقال الإمام البهوتي الحنبلي في "دقائق أولي النهى لشرح المنتهى" (1/ 16، ط. عالم الكتب): [ولا يكره الوضوء منه ولا الغسل على المذهب] اهـ.

وإذا كان استعماله في شيء يُنبئ عن امتهان الماء عند الاستعمال كنحو إزالة النجس به مثلًا، فإن هذا الاستعمال مكروه، تشريفًا للماء، كما نص على ذلك فقهاء المذاهب، وذكر بعضهم حرمته.

قال الإمام ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 625، ط. دار الفكر): [مطلب في كراهية الاستنجاء بماء زمزم (قوله: يكره الاستنجاء بماء زمزم) وكذا إزالة النجاسة الحقيقية من ثوبه أو بدنه، حتى ذكر بعض العلماء تحريم ذلك] اهـ.

وقال الإمام الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 48-49، ط. دار الفكر): [وقفت على كلام ابن شعبان في "الزاهي"، ونصه في أول كتاب الطهارة: ولا يستعمل ماء زمزم في المراحيض، ولا يخلط به نجس، ولا يزال به، ولا يغسل به في حمام، ولا بأس أن يتوضأ به من سلمت أعضاء وضوئه من النجس، وكذلك يغتسل به من الجنابة من ليس بظاهر جسده أذى، وإن أصاب الفرجين إذا كانا طاهرين انتهى. قال في باب الحج: ويتوضأ منه ولا يغسل به نجس انتهى. والله أعلم. وإنما أطلت الكلام في هذه المسألة لاضطراب النقول فيها فأردت تحرير ما ظهر لي من كلام أهل المذهب فيها] اهـ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماء زمزم فضل ماء زمزم شرب ماء زمزم شرب ماء زمزم ماء زمزم فی قال الإمام بماء زمزم فی شیء فی غیر

إقرأ أيضاً:

ضبط خليجي لإشعاله النار في غير الأماكن المخصصة لها بمحمية الإمام فيصل بن تركي الملكية

ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي مواطنًا خليجيًا مخالفًا لنظام البيئة، لعدم الالتزام بتعليمات وإرشادات المحافظة على الغطاء النباتي بإشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها في محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية، وطُبقت الإجراءات النظامية بحقه.

وأكدت القوات أن عقوبة إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها في الغابات والمتنزّهات الوطنية غرامة تصل إلى (3,000) ريال، حاثة على الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية على الرقم (911) بمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية، و(999) و(996) في بقية مناطق المملكة، وستعامل جميع البلاغات بسرية تامة دون أدنى مسؤولية على المبلّغ.

البيئةنظام البيئةمحمية الإمام فيصل بن تركي الملكيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • حكم رفع الصوت أثناء المشي في جنازة الميت
  • وفد بريطاني يزور مسقط رأس الإمام أحمد عمر هاشم لتقديم العزاء
  • هل تجوز الصلاة بصوت إمام في الراديو؟.. الإفتاء توضح حكم الشرع
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • حكم الدعاء بآية من القرآن الكريم أثناء السجود
  • ضبط خليجي لإشعاله النار في غير الأماكن المخصصة لها بمحمية الإمام فيصل بن تركي الملكية
  • “عدل” تبيع المحلات التجارية في هذه الولايات!
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي بمحمية الإمام عبدالعزيز الملكية
  • هل وفاة الجنين يشفع لوالديه؟ دار الإفتاء تجيب