رئيس مدغشقر يـتمسك بالسلطة ويحّل الجمعية الوطنية
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
أنتاناناريفو"أ.ف.ب": انتقلت الأزمة السياسية في مدغشقر من الشارع إلى مواجهة على مستوى المؤسسات، إذ أصدر الرئيس أندري راجولينا المتمسك بالسلطة اليوم الثلاثاء مرسوما بحّل الجمعية الوطنية، مستبقا بذلك تصويتا يهدف إلى تنحيته عن منصبه في خضمّ احتجاجات شعبية ضده.
وبعد أن أضعفه انضمام الجيش في نهاية هذا الأسبوع إلى الاحتجاجات التي تشهدها مدغشقر، ولجوئه إلى مكان مجهول، استبعد راجولينا استقالته في خطاب بُثّ مباشرة عبر فيسبوك، هو الأول له منذ هذا التطوّر، وحضّ فيه على "احترام الدستور".
الى ذلك ، قال كولونيل في جيش مدغشقر اليوم الثلاثاء إن الجيش تولى مسؤولية الدولة الإفريقية الجزرية بعد فرار الرئيس أندري راجولينا من البلاد.
وذكر الكولونيل مايكل راندريانيرينا للإذاعة الوطنية "تولينا السلطة"، مضيفا أن الجيش حل جميع المؤسسات باستثناء مجلس النواب في البرلمان الذي صوت على عزل راجولينا قبل دقائق فقط من إعلان راندريانيرينا.
وكان راندريانيرينا قاد تمردا لجنود انضموا إلى المحتجين من الجيل زد المناهضين للحكومة.
وأعيد انتخاب راجولينا في 2018 و2023 في انتخابات شهدت معارضة ومقاطعة واسعتين.
وكان راجولينا الذي انتُخب عام 2018 ثم وسط مقاطعة المعارضة عام 2023 لولاية من خمس سنوات، مُهدّدًا بتصويت يستهدف تنحيته لـ"عجزٍ موقت"، وهو قرار يتطلّب غالبية الثلثين في الجمعية الوطنية.
وجاء في مرسومٍ نُشر على صفحة الرئاسة على "فيسبوك" وأكّدت أوساط الرئيس لوكالة فرانس صحته: "عملا بأحكام المادة 60 من الدستور، تُحلّ الجمعية الوطنية".
وفي منشور لاحق على وسائل التواصل الاجتماعي، علّل خطوته بأنها "قرار ضروري لإعادة النظام إلى بلدنا وتعزيز الديمقراطية".
وكان نواب من المعارضة يؤكدون أنهم تمكنوا من جَمع ما يكفي من التواقيع لإجراء تصويت خلال جلسة استثنائية، معللين هذه الخطوة بحصول شغور في السلطة، نظرا إلى أن رئيس الدولة غادر مدغشقر الأحد بطائرة عسكرية فرنسية، وفقا لإذاعة فرنسا الدولية.
وكانت وحدة "كابسات" في الجيش والتي أدت عام 2009 دورا رئيسيا في إيصال راجولينا إلى السلطة بانقلاب أعقب حراكا شعبيا، دعت في نهاية هذا الأسبوع قوات الأمن إلى "رفض إطلاق النار" على المتظاهرين، ثم انضمت إلى المحتجين في وسط العاصمة.
وما لبثت معظم القوات المسلحة أن حذت حذوها، ومن بينها قوات الدرك التي كانت سابقا في طليعة قمع المظاهرات.
وأفادت الأمم المتحدة بمقتل 22 شخصا على الأقل وإصابة نحو 100بجروح في الأيام الأولى للتظاهرات.
وينص الدستور على وجوب إجراء الانتخابات التشريعية "بعد ستين يوما على الأقل وتسعين يوما على الأكثر من إعلان حل الجمعية الوطنية".
وفاقمت هذه التطورات غموض الوضع في هذه الجزيرة الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي، حيث تجمع آلاف المتظاهرين مجددا اليوم الثلاثاء في أنتاناناريفو.
كذلك انتشرت اللافتات المعادية لفرنسا، بحسب ما لاحظ فريق وكالة فرانس برس في عاصمة مدغشقر، ومما كُتب عليها: "اخرجي يا فرنسا"، "ويا راجولينا وماكرون اخرجا".
وخلال مشاركته في قمة حول غزة في منتجع شرم الشيخ في مصر، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اليوم السابق ردّا على سؤال في شأن تهريب أندري راجولينا "لا أؤكّد شيئا اليوم".
ولمدغشقر تاريخ طويل من الانتفاضات الشعبية التي أعقبتها تولّي حكومات عسكرية انتقالية السلطة.
ويعيش 80 بالمائة على الأقلّ من سكان مدغشقر البالغ عددهم 32 مليون نسمة بأقلّ من 15 ألف أرياري يوميا (2.80 يورو)، أي تحت خط الفقر الذي يحدده البنك الدولي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجمعیة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
رئيس مدغشقر يعلن فشل «محاولة استيلاء غير مشروعة على السلطة»
أعلن رئيس مدغشقر، أندريه راجولينا، اليوم الأحد، عن وجود محاولة للاستيلاء على السلطة بشكل غير قانوني وبالقوة، وذلك بعد يوم من انضمام فرقة من الجنود إلى آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في العاصمة.
وقال راجولينا في بيان رسمي عبر مواقع التواصل: «تود رئاسة الجمهورية إعلام الشعب والمجتمع الدولي بوجود محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة، بما يخالف الدستور والمبادئ الديمقراطية على أراضي البلاد».
وأكد بيان راجولينا أن «الحوار هو السبيل الوحيد للمضي قدما».
وطالب الجنود المتمركزون في ضواحي أنتاناناريفو، صباح أمس السبت، وحدات الأمن بتوحيد صفوفها ورفض أوامر إطلاق النار، رافضين بذلك حملة القمع العنيفة التي شنتها قوات الأمن على احتجاجات الشباب التي هزت الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي لأكثر من أسبوعين.
واشتبك الجنود مع رجال الدرك خارج ثكنة عسكرية، ثم دخلوا المدينة بمركبات عسكرية للانضمام إلى المتظاهرين في ساحة 13 مايو الرمزية أمام مبنى بلدية أنتاناناريفو، حيث استُقبلوا بالهتافات ودعوات لاستقالة رئيس مدغشقر، أندريه راجولينا.
وضمنت الحكومة، مساء أمس السبت، بقاء راجولينا في البلاد وإدارة شؤونها الوطنية، بينما قال رئيس الوزراء المعين حديثا، إن الحكومة صامدة ومستعدة للتعاون والاستماع.
وينتمي الجنود الذين طالبوا الجيش بالكف عن قمع المتظاهرين إلى وحدة «كابسات» من الضباط الإداريين والفنيين في منطقة سوانيرانا على مشارف أنتاناناريفو.
وكانت قاعدة سوانيرانا العسكرية قادت تمردا عام 2009 خلال الانتفاضة الشعبية، التي أوصلت أندريه راجولينا إلى السلطة.
ولم يتضح عدد الجنود الذين انضموا إلى دعوتهم، أمس السبت.
اقرأ أيضاًاستمرار عمليات البحث عن السفينة المفقودة بين مدغشقر وجزر القمر
مدغشقر: ارتفاع ضحايا إعصار جود إلى 5 قتلى وأكثر من 100 ألف متضرر
مدغشقر: العثور على قاربين منجرفين قرب نوزي بي لمهاجرين صوماليين.. ونجاة 48 شخصا