ماذا أفعل إذا أردت أن أكون محبوبًا لله؟ .. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه:إن الله تعالى قال: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }.
. علي جمعة: بـ 6 كلمات أكثروا ترديدها
ونوه انه وضع هنا مقياسًا ومعيارًا للحب؛ فالحب قد يكون دعوى مجرَّدة عن دليل، ولابد من كل قضيةٍ أن يكون لها دليل حتى تكون صادقةَ البرهان.
فعندما تقول: "إني أحب الله"؛ هذه قضية، تُخبر فيها عن نفسك بحب الله. فلابد أن يُرى هذا الحب في سلوكك، لأن الحب الصادق دليله الاتباع.
شكل الحب ومقياسه
فالحب هذا، ما شكله؟ ميلٌ في القلب، وعطفٌ في القلب.
وهذا الحب، ما مقياسه؟ تحب أن تنظر إليه { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ }، تحب أن تكون في معيته، والله سبحانه وتعالى وضع شروطًا حتى تكون في معيته، ووضحها في القرآن: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ } و{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ }.
فقال: { وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }، فلا تكن مفسدًا وتقول إنك تحب ربنا.
وقال: { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }، فيجب أن تكون محسنًا.
وقال: { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }، فيجب أن تتوكل على الله.
وقال: { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }، فلا تكن مسرفًا... وهكذا.
تابع: هكذا أرشدنا الله تعالى في كتابه إلى أن قربك من الله بقدر قربك مما يحب، وبعدك عنه بقدر ما تفعل مما لا يحب.
ومفتاح هذا كله قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }.
ماذا تفعل اذا أردت أن تكون محبوبًا لله
فإذا أردت أن تكون محبوبًا لله، وأن تُظهر صدق حبك له، فعليك أن تتبع سيدنا رسول الله ﷺ، كما قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }،
وقال: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }،
وقال: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }.
إذًا، دعوى الحب دليلها الاتباع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحب حب الله الله الرسول علي جمعة ا أردت أن علی جمعة محبوب ا أن تکون
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: العفو كان خلق النبي والانبياء من قبله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار اللعماء بالأزهر الشريف، إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن العفو كان خلق إخوانه الأنبياء من قبله، فعن ابن مسعود رضي الله تعالى قال: (كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء وقد ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) .
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية فيسبوك، أنه لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لكظم الغيظ، حتى يتمكن الإنسان من العفو فقد ورد عن صلى الله عليه وسلم: ( ما جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد , ما كظمها عبد إلا ملأ الله جوفه إيمانا ) . [ابن أبي الدنيا].
وكذلك ورد عنه صلى الله عليه وسلم: ( من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا, وإيمانا, ومن ترك لبس ثوب جمال, وهو يقدر عليه تواضعا كساه الله حلة الكرامة, ومن زوج لله توجه الله تاج الملك ). [أبو داود]
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث صاحب الحق في القصاص على العفو، فعن أنس رضي الله تعالى عنه: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه شيء فيه قصاص إلا أمر فيه بالعفو ). [أبو داود]
ومما ذكر من آيات الذكر الحكيم، ومن أحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تتضح لنا أهمية العفو في الشرع الحنيف، وأن العفو لم يكن خاصا بالمؤمنين فحسب، بل كان لكل الخلق، وكذلك كان العفو لغير المسلمين الذين يحاربون المسلمين، فأمر الله بالعفو والصبر عليهم.