حين تغني الذاكرة.. بيروت تستعيد زمن الديفا في معرض يكرّم نجمات الفن العربي
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
تعيد بيروت عبر متحف سرسق، فتح نوافذ الضوء على قرن من الإبداع النسائي العربي في معرض استثنائي بعنوان "ديفا.. من أم كلثوم إلى داليدا"، حيث تتحول الجدران إلى مرايا للزمن، وتصبح الفساتين والأنغام شواهد على دور النساء في تشكيل وجدان أمة بأكملها.
المعرض الذي انطلق أمس الجمعة ووصل إلى العاصمة اللبنانية بعد محطات في باريس وأمستردام وعمّان، هو أكثر من استعادة لأسماء لامعة مثل أم كلثوم، أسمهان، فيروز، صباح، سعاد حسني، داليدا، وردة، وغيرهن.
في صالات المتحف، تمتزج الذاكرة الفنية بالحنين. من زاوية تتهادى أنغام "أنت عمري"، وفي أخرى ترتفع فيروز بهدوئها لتقول "بحبك يا لبنان"، فيما تستعيد الزائرة أمام فستان صباح جرأة تلك المرحلة التي مزجت بين الأناقة والتحرر.
لكن المعرض لا يكتفي بعرض الأزياء والأغاني، بل يسائل التاريخ نفسه: كيف تحولت هؤلاء الفنانات إلى رموز للتحرر القومي والنسوي معًا؟ وكيف عبّرن، بأصواتهن وإطلالاتهن، عن تحولات الحداثة العربية بين الاستعمار والاستقلال، بين الذكورة والأنوثة، بين الشرق والغرب؟
في إحدى لوحات المعرض نقرأ فكرة المنظمين: أن هذا التكريم لا يستحضر الماضي فقط، بل يعيد بناء "ذاكرة الفن العربي بوصفها ذاكرة للمقاومة الثقافية"، حيث كانت كل أغنية ومسرحية وإطلالة شكلًا من أشكال الوجود في مواجهة القهر والتهميش.
تقول مديرة المتحف كارينا الحلو في تصريحات صحفية: "بعد كل ما مرّ به لبنان، كان لا بدّ أن نحتفل بالحياة، بالمسرح، بالنور.. هذا المعرض ليس مجرد حنين، بل هو فعل مقاومة ثقافية ضد الخراب".
وهكذا، يتجاوز المعرض حدوده البصرية ليصبح مشهداً نقدياً في تاريخ الجمال العربي، حيث تظهر "الديفا" (لفظ من المعجم الإيطالي يرتبط بالآلهة) لا كصورة أنثوية متألقة فحسب، بل كرمزٍ لمجتمعٍ حاول أن يعيد تعريف نفسه من خلال الفن.
بيروت، المدينة التي كانت مسرحًا لصعود تلك الأصوات، تبدو اليوم وهي تحتفي بهن كمن تستعيد نبضها عبر ذاكرة المغنيات؛ ذاكرة تقول إن الفن، في لحظات الانهيار، هو ما يُبقي الشرق حيًّا.
ويستمر المعرض في متحف سرسق حتى 11 كانون الثاني/يناير 2026، كجسر بين الماضي والحاضر، وبين ما غنّته الديفات للعروبة والحرية، وما تحاول بيروت أن تغنّيه اليوم للحياة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير أخبار ثقافية تقارير معرض اللبنانية لبنان فن معرض دلالات تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض شمال الباطنة للفنون التشكيلية لعام ٢٠٢٥م
العُمانية: افتتح اليوم بولاية صحار معرض شمال الباطنة للفنون التشكيلية لعام 2025م الذي يستمر حتى الثامن عشر من ديسمبر الجاري.
ووضح خليفة بن محمد البلوشي المدير العام المساعد للثقافة والرياضة والشباب بشمال الباطنة أن المعرض يُعد منصة فنية مميّزة تجمع بين الفنانين التشكيليين لعرض أعمالهم الفنية المتنوعة، التي تعكس إبداعاتهم وروحهم التعبيرية.
ويشارك في المعرض 60 فنانًا من شمال الباطنة، يقدمون 60 عملاً فنياً في مجالات فنية متنوعة، تشمل الرسم والتصوير الزيتي، والتصميم الجرافيكي، والأعمال التركيبية (الأعمال المجسمة بالفراغ)، بالإضافة إلى الخزف والنحت، مما يوفر تجربة غنية ومتنوعة للزوار.
ويستضيف المعرض كذلك /11/ فناناً ضيوف شرف من مختلف محافظات سلطنة عُمان، كما أقيمت ضمن فعاليات المعرض أمسية شعرية وطنية بعنوان "أمسية وطن"، شهدت مشاركة عددٍ من شعراء سلطنة عُمان الذين أبدعوا في تقديم قصائد وطنية جسّدت مشاعر الانتماء والولاء، إلى جانب تكريم الفنانين الفائزين بالمراكز الأولى بمسابقة المعرض، حيث فاز بجائزة المركز الأول الفنان التشكيلي فيصل بن علي العبري، فيما حصلت على جائزة المركز الثاني الفنانة التشكيلية مريم بنت حمود الحوسنية، وفي المركز الثاني مكرر الفنانة التشكيلية رقية بنت خلفان البريكية، وفي المركز الثالث الفنانة التشكيلية ولاء بنت سالم الفزارية.