في موقف لافت، كشف القيادي البارز في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية، محمد البخيتي، عن عجز المليشيا في العودة إلى الحرب والسيطرة على المناطق المحررة.

ونشر البخيتي تغريدات على منصة "إكس"، قال إنها "مكاشفة ومصارحة للشعب اليمني"، زعم فيها أن الحلّ السياسي في اليمن لم يعد ممكنًا، مدعيًا أن السبب يعود لغياب القرار لدى الشرعية.

إلا أن البخيتي أقر ضمنيًا، في ذات الوقت، بصعوبة عودة مليشيا الحوثي إلى الحرب المتوقفة منذ اتفاق الهدنة الأممية في إبريل 2022م، حيث قال إن "ما يعيب خيار الحسم العسكري في اليمن هو كلفته الباهظة، لا سيما في ظل الظروف الراهنة".

كما حاول البخيتي تبرير هذا الموقف بالزعم أن "استمرار الحروب الداخلية والإقليمية لا تزال تمثل مصلحة استراتيجية واقتصادية لأمريكا وبريطانيا"، إلا أنه قدّم بديلًا أمام عجز المليشيا عن مواصلة الحرب نحو المناطق المحررة، يتمثل في محاولة إثارة الأوضاع داخلها.

وقال إن ذلك يُمهد لما وصفه بـ"تحرك شعبي من صعدة إلى المهرة"، مؤكدًا أنه "الخيار الأنسب لتحرير اليمن من الاحتلال واستعادة ثرواته النفطية والغازية والمعدنية"، واصفًا ذلك بأنه "حرب التحرير دون تمكين العدو من تحويرها لحرب داخلية"، وختم بالقول: "ونحن سنكمل المهمة".

حديث البخيتي يُعد لافتًا وغير مسبوق، إذ يحمل إقرارًا ضمنيًا، ولأول مرة من داخل صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية، بتكلفة العودة إلى الحرب المتوقفة منذ ثلاث سنوات، ومحاولة السيطرة على المناطق المحررة.

اللافت أن هذا الإقرار يأتي بعد يوم واحد من إعلان المليشيا مصرع رئيس أركانها محمد الغماري، بعد أسابيع من استهدافه بغارات إسرائيلية شهدتها صنعاء أواخر أغسطس الماضي، وأدت أيضًا إلى مصرع رئيس حكومة المليشيا وسبعة من وزرائها.

ويُعد الغماري أرفع مسؤول عسكري في صفوف مليشيا الحوثي يتم استهدافه منذ تدشين المليشيا لتصعيدها ضد الملاحة الدولية ونحو إسرائيل تحت لافتة "إسناد غزة"، ويمثل استهدافه ضربة موجعة للمليشيا المدعومة من إيران.

كما أن إقرار المليشيا بمصرع الغماري، بعد أسابيع من التكتم وإنكار استهدافه، نسف محاولاتها في نفي حدوث اختراق استخباري لإسرائيل داخل صفوفها، بعد أن حاولت التقليل من أهمية استهداف إسرائيل لحكومتها، ووصفت الأمر بأنه استهداف لعناصر مدنية.

ليأتي الإقرار بمصرع الغماري ويؤكد تعرض المليشيا لخرق استخباري كبير أوصل تل أبيب إلى واحد من أهم العناصر العسكرية والعقائدية للمليشيا، ما يجعله حدثًا فارقًا سيلقي بتداعياته مستقبلًا على المليشيا، ويجبرها على إعادة ترتيب أوراقها وخياراتها المستقبلية، وفق مراقبين.

ويؤكد المراقبون أن مصرع الغماري كشف هشاشة المليشيا الحوثية في مواجهة القدرات الاستخبارية لإسرائيل ومن خلفها الغرب، ويفتح الباب أمام إمكانية استهداف قيادات أخرى، بما في ذلك زعيم المليشيا، التي تجد نفسها اليوم أمام معركة صعبة تُضعف قدرتها على خوض معارك شاملة في الداخل، وهو ما عبّرت عنه تصريحات البخيتي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی

إقرأ أيضاً:

طائرات مسيرة تستهدف مليشيا الانتقالي في شبوة

وذكرت تلك الوسائل أن طيرانًا مسيَّرًا، يُرجَّح أنه سعودي، هاجم تعزيزات عسكرية للانتقالي في شبوة، ما أسفر عن تدمير 7 مدرعات وطقم عسكري، فيما لم يكشف الانتقالي بعد عن عدد القتلى والجرحى.

وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الخلافات والتوترات بين الاحتلال السعودي والإماراتي، حيث تحاول السعودية الضغط على الإمارات لسحب ميليشياتها من الهضبة الشرقية لليمن، بينما تسعى الميليشيا لفرض واقع جديد داخل تلك المحافظات.

وعلى صعيد متصل، كشف الخائن رشاد العليمي عن انعكاسات اقتصادية متسارعة وصفها بـ"الخطيرة" نتيجة التصعيد في المحافظات اليمنية الجنوبية الشرقية، منوهاً إلى أن أولى هذه التداعيات تجلت بتعليق صندوق النقد الدولي لبعض أنشطته الحيوية في اليمن، في خطوة تعكس تراجع مستوى الاستقرار اللازم لعمل المؤسسات الاقتصادية، الأمر الذي يفاقم الضغوط على الوضع المالي لحكومة المرتزقة.

ويأتي هذا التحذير بعد تصريحات سابقة للعليمي أكد فيها أن التحركات العسكرية للانتقالي لا تهدد فقط أمن المناطق الخاضعة لحكومته، بل تمتد آثارها إلى الخدمات العامة وحتى انتظام مرتبات الموظفين.

واعتبر سياسيون تابعون للانتقالي التابع للإمارات أن هذه التصريحات "تسييس" للواقع الاقتصادي الذي تعيشه المناطق اليمنية المحتلة جنوب وشرق اليمن، متهمين العليمي باستخدام الظروف المعيشية كورقة ضغط سياسية.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت قبل نحو شهر عن مصادر في البنك المركزي بعدن أن حكومة المرتزقة تواجه أزمة مالية خانقة، في ظل تزايد التوترات العسكرية والسياسية.

ومع تصاعد هذه الأزمات، شهدت مدينة عدن اليوم شكاوى واسعة من المواطنين بعد ارتفاع الأسعار في عدد من السلع الأساسية والاستهلاكية، حيث وصلت الزيادة في بعضها إلى نحو 20%، ما ضاعف الأعباء المعيشية على السكان الذين يواجهون أصلاً ظروفاً اقتصادية صعبة وانعداماً للاستقرار المالي.

وتشير التطورات المتلاحقة إلى أن استمرار التصعيد بين الميليشيات الموالية لتحالف العدوان ينذر بالمزيد من الضغوط الاقتصادية، وسط غياب أي مؤشرات على انفراج قريب في الأزمة.

وفي السياق، عادت أزمة الوقود لخنق مدينتي عدن والمكلا، الخميس، مع تجدد الصراع الإقليمي بالوكالة وفشل تنفيذ اتفاقات الانسحاب في شرق اليمن.

وقالت مصادر محلية إن المواطنين في عدن والمكلا بحضرموت، اصطفوا في طوابير طويلة للحصول على أسطوانة غاز منزلي سعة 20 لترًا، فيما قفزت أسعار الوقود في السوق السوداء إلى مستويات قياسية، رغم انفراج محدود شهده الوضع مؤخرًا.

 

وتكشف العودة السريعة للأزمة عن عجز المجلس الانتقالي عن إيجاد حلول فعّالة، رغم سيطرته على منابع النفط في شبوة وحضرموت، وفشله في تلبية احتياجات السكان في عدن، على الرغم من عقد اجتماعات مع إدارة شركة بترومسيلة ومصافي عدن لمناقشة بدائل لتزويد السوق المحلية من مأرب.

مقالات مشابهة

  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان “الدعامة” إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله
  • أكبر دفعة غاز منذ سنوات.. 461 مقطورة في طريقها لعدن والمحافظات المحررة
  • تقرير دولي: تنافس حوثي على الضرائب والجبايات يدفع لانهيار القطاع الخاص
  • 339 ألف زائر في جزيرة ياس خلال سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى لـ«الفورمولا-1»
  • طائرات مسيرة تستهدف مليشيا الانتقالي في شبوة
  • منتخب مديرية عمران يتوج بكأس الشهيد الغماري لكرة القدم
  • اللواء 444: الإطاحة بآمر مليشيا في غريان
  • كامل الوزير: محافظة قنا تتميز بالمناطق الاستراتيجية المهمة
  • الحبس وغرامة 200 جنيه عقوبة إثارة الرعب بين الناس طبقا للقانون