بوابة الوفد:
2025-10-18@21:02:30 GMT

حرق الحرث والنسل!

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

«حرق الحرث والنسل» عبارة قرآنية جاءت فى سورة البقرة الآية (205) إذ يقول المولى عز وجل «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ» وهذه الآية الكريمة تصف أشد أنواع الفساد القائم على إساءة استخدام السلطة أو النفوذ. ويروى بعض المفسرين أن سبب نزول هذه الآية راجع إلى شخص يدعى «الأخنس» والذى تولى مسئولية قومه وكان فى خصومة مع قبيلة اسمها قبيلة ثقيف، فقام بحرق زرعهم وثمارهم وقتل وحرق نسلهم من بشر وحيوانات.

رغم أن كلامه قبل توليه كان كلاماً طيباً وحسنًا وكان واسع الصدر ويسمع كل ما يقال له، ليضرب المثل الأعلى فى النفاق الذى يعد أشد أنواع الفساد الذى يستخدم فيه الشخص كل قوته لأغراض غير مشروعة لتحقيق مكاسب غير قانونية، وينشر بسبب ذلك المحسوبية والتلاعب والتحايل على العدل والإنصاف، ويقسم الناس إلى طبقتين طبقة الفاسدين وطبقة المظلومين، طبقة تتمتع بكل شىء وطبقة محرومة من أى شىء، فينتشر السخط والإحباط بين الناس ويضيع الأمل فى حياة كريمة لهم، وتتدنى الثقة فى كل شىء داخل البلد الواحد، الأمر الذى يترتب عليه هز الثقة والانتماء فى الوطن وانتشار الإحساس بأن مصير البلد وخيراتها ليس لأفراد المجتمع بالعدل والإنصاف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلام فى الهوا حسين حلمى سورة البقرة

إقرأ أيضاً:

نصف قرن على رحيل أم كلثوم ولا تزال المُلهمة

نصف قرن من الزمان، مر على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، فهل من كشف محاسبة، وهل لنا أن نتساءل: الغناء اليوم كيف حاله وإلى أين؟.. يجيء هذا التساؤل فى وقت تحتفل فيه دار الأوبرا من خلال مهرجان الموسيقى العربية الجارى بشخصية العام، وأم كلثوم هى هذه الشخصية وذلك بمناسبة مرور خمسيين عامًا على رحيلها رحمها الله، وهى لم ترحل من قلب من عمر قلبه بالجمال، والحقيقة أن الأوبرا تكاد تكون الوحيدة التى تحتفل بهذه الذكرى وفى هذه المناسبة، وسط خمول إعلامى لإحياء هذه الذكرى التى لا نحييها إلا بمجرد «بروتوكولات» وحفلة هنا وأخرى هناك، إن الاحتفال بذكرى لأم كلثوم لا  بد أن يكون على قدرها، وليس على قدرنا. لا بد لهذه المناسبة العظيمة الأسف على رحيل أم كلثوم أن تكون حالة رسمية وشعبية عامة، نستلهم منها العبر ونتعلم فيها الدرس الذى كثيرًا ما نرسب فيه كل عام، فتجربة أم كلثوم لم تكن مجرد اجتهاد شخصى من مطربة تمتلك قدراتها، وإنما كانت مسئولية اجتماعية وحكومية، جمعت الغطاء الشعبى، ومن قبله غطاء النخب، ومعها المسئولية الإدارية للدولة، سواء كان فى عهد الملكية أو عبدالناصر، ورغم أن لدينا تجارب عديدة يمكنها أن تسد فراغ غياب أم كلثوم، إلا أننا للأسف بدلًاا من أن تحل ذكراها لتدفعنا للوقوف مع هذه التجارب، إذا بنا نتجاهلها، ونحول سيدة الغناء العربى إلى صنم لا نتجاوره، فلا نحن نحتفل بذكراها كما ينبغى، ولا نحن نقف حقًا مع الجمال الذى تجلى ربيعه، وهو فى حاجة ماسة لمن ينشره فى صحارى حياتنا، وبهذا ولهذا، انتشرت أغانى الإسفاف، وتمكن من أسماع الجماهير معدومى الموهبة، يلحون بمخرجاتهم الصياحية على الناس ليل نهار، وخرجت بذلك أجيال لا تكاد تعرف صورتها، ولا تستحضر أغنياتها العبقرية، ولا توجد جهة رسمية مسئولة تستلهم الخطاب الرسمى نفسه الذى يدفع لتقديم نماذج مسئولة حقًا وجميلة حقًا، كى لا يكون لدينا أم كلثوم واحدة، وبذلك نحن حين نحتفل بأم كلثوم بهذه الطريقة وعلى هذ النحو، فإنما نهين أنفسنا بأنفسنا، وفى هذا الصدد لابد لنا أن نعيد مادة الموسيقى لتدرس فى مراحل التعليم الأولى، ونفتح مجالاً للتذوق، ولنعلم أن الفنون الرفيعة تفرض نفسها، وإذا لم نفعل فرض النعيق نفسه علينا، وتغول حتى لا تسمع ولا ترى الأجيال غيره، وعودة لأم كلثوم التى لا تزال جبلاً عاليًا أشم، يمثل أحد قوى مصر الناعمة التى ما نزال نحيا عليها، فلا نحن نحيى ذكراها حق الذكرى، وما يوجبه الاحتفال الكبير، ولا نحن نستلهم الدرس، ونقدم لمصر والعالم نماذج أخرى تحذو حذوها الجمالى، ومن طرائف ما أذكر فى ذكرى رحيل أم كلثوم أنى أجريت حوارًا مع السيدة إحسان «لبيسة» أم كلثوم والتى حكت لى أن أم كلثوم كان غداؤها يوم الحفلة التى تحييها نصف فرخة مسلوقة، لكن العشاء يكون فنجان قهوة محلى بمعلقة عسل، وذلك قبل أن تنزل من بيتها لإحياء الحفل، وقالت لى الست «إحسان» لبيستها إن الشاعر أحمد رامى كان أكثر من يتردد على بيت أم كلثوم ويجلس معها، وكانت تبدأ عملها من الثامنة صباحًا، وقد استيقظت قبلها واستعدت للعمل، وكانت أول ما تبدأ به يومها قراءة القرآن الكريم، ومن الطرائف أيضًا ما حكاه لى أحد معارفها من الموسيقيين، أنها كانت إذا أحست بشىء من ملل أو حزن كانت تستدعى الشيخ عبدالعزيز البشرى وهو أحد علماء الأزهر الشريف الذى كان يملك روح دعابة كبيرة وكان أحد أصدقائها المقربين، وذات يوم استدعته، وأرادت أنت تثيره للدعابة، فقالت له ماذا تشرب؟ فقال: قهوة، قالت: ليس عندى، قال: شاى، قالت: ليس عندى، وأخذ يعدد المشاريب التى يمكن أن يشربها والاجابة على طلب كل مشروب.. ليس عندى.. فقال لها ماذا عندك؟ فقالت رمان.. فقال لها «فرطيلى فى عرضك» فظلت تضحك، ومرة أخرى وفى هذه المرة كان أحد فرقتها يريد أن يبيع «كرافتة» لزميله، واختلفا على السعر، فقال أحدهما لأم كلثوم إنه يريد أن يبيعها بجنيه، فقالت عجبًا، على الرغم أن عليها زيت بجنيهين، وحكايات أخرى طريفة، وأخيرًا نذكر بما بدأنا وأوسطنا الكلام به، نحن فى حاجة كبيرة لإحياء احتفالات كبيرة بأم كلثوم، وتقديم نماذج جمالية جديدة نقف بجوارها وندعمها كل الدعم، وأن نطلق اسمها المبارك على إحدى محطات المترو، وأن ندشن باسمها ميدانًا كبيرًا فى العاصمة الإدارية الجديدة، فلا جديد دون قديم.

مقالات مشابهة

  • نصف قرن على رحيل أم كلثوم ولا تزال المُلهمة
  • مصر والعرب!
  • فساد دولي..!
  • مجزرة بشرية في المزروب.. اغتيال ناظر قبيلة و12 من أعيانها بهجوم مسيّرة في شمال كردفان
  • مجلس السيادة ينعي أمير قبيلة المجانين
  • مقتل امير قبيلة المجانين مع 16 مرافق شمال كردفان
  • كله عند العرب صابون!!
  • السادس من أكتوبر.. لَحْنٌ خالِدٌ
  • نائب القائد العام يزور منطقة أم القنديل شرقي سرت ويلتقي قبيلة الحسون