نصف قرن على رحيل أم كلثوم ولا تزال المُلهمة
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
نصف قرن من الزمان، مر على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، فهل من كشف محاسبة، وهل لنا أن نتساءل: الغناء اليوم كيف حاله وإلى أين؟.. يجيء هذا التساؤل فى وقت تحتفل فيه دار الأوبرا من خلال مهرجان الموسيقى العربية الجارى بشخصية العام، وأم كلثوم هى هذه الشخصية وذلك بمناسبة مرور خمسيين عامًا على رحيلها رحمها الله، وهى لم ترحل من قلب من عمر قلبه بالجمال، والحقيقة أن الأوبرا تكاد تكون الوحيدة التى تحتفل بهذه الذكرى وفى هذه المناسبة، وسط خمول إعلامى لإحياء هذه الذكرى التى لا نحييها إلا بمجرد «بروتوكولات» وحفلة هنا وأخرى هناك، إن الاحتفال بذكرى لأم كلثوم لا بد أن يكون على قدرها، وليس على قدرنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رحيل كوكب الشرق أم كلثوم كوكب الشرق أم كلثوم أم كلثوم مهرجان الموسيقى العربية على رحیل أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
خطيب أوقاف السويس: التنمر من سوء الخلق ومن الكبائر ونهى الإسلام عنه
التنمر.. رفضت الشريعة الإسلامية الاعتداء على الآخرين والتنمر بكل صوره وأنواعه؛ إذ أنه يتنافي مع قيمتي السَّلام وحُسْن الخُلق التي أوصى بهم الإسلام، فكانت رسالته أن يكون أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة هو حُسن خُلُقِه، قال ﷺ: «أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء».
التنمر يؤثر على بالسلب على صحة الفرد وسلامته:والتنمر شكلٌ من أشكال الانتقاص والإيذاء والسُّخرية، ويؤثر بالسَّلب على صحتهم، وسلامتهم النَّفسيَّة، كما أنه سُلوكٌ مشين، ويزداد إجرامًا إذا تم التنمر على إنسانٌ لمجرد إصابته بمرض هو لم يختره؛ وإنَّما قدَّره الله عليه.
حرم الإسلام الاعتداء والتنمر بكل أشكاله:
وحرَّم الإسلامُ الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة؛ كما حرم التنمر بكل أنواع، فقال تعالى: {..وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، وقَالَ سيِّدُنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» [سنن ابن ماجه].
وعلى الرغم من أن الإسلامُ قد دعا المُسلمَ إلى الأخذ بأسباب السَّلامة، واتباع إرشادات الوقاية حين مُعَاملة مريضٍ مُصَابٍ بمرضٍ مُعدٍ وقال في ذلك ﷺ: «وفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنْ الْأَسَدِ» [مُسند أحمد]، إلا أنه دعا في الوقت نفسه إلى الحِفاظ على صِحَّة المريض النَّفسية؛ فقال ﷺ في شأن الجُذام أيضًا -وهو مرض معدٍ-: «لا تُدِيمُوا النَّظرَ إلى المَجْذُومينَ» [سنن ابن ماجه] ؛ أي لا تُطيلوا إليهم النَّظر، ولا تُّكرِّروا النَّظر لمَوَاطن المَرضِ؛ كي لا تتسببوا في إيذاء المَريضِ بنظراتكم.
خطيب أوقاف السويس: التنمر من سوء الخلق ومن الكبائر
وقال محمد أنور إمام وخطيب بمديرية أوقاف السويس، في تصريحات خاصة ل"الوفد"، إن التنمّر هو التعدّي بالقول أو الفعل أو الإشارة أو السخرية، بقصد الإيذاء أو الإهانة أو الانتقاص، وهو من سوء الخلق الذي نهى عنه الإسلام صراحة.
الحكم الشرعي للتنمّر:
وأكد أنور أن التنمّر حرام شرعًا، وهو من الكبائر إذا ترتب عليه أذى نفسي أو اجتماعي، لأنه جمع بين الظلم والاستهزاء وسوء الخلق، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ﴾ [الحجرات: 11].
وقال ﷺ: «بحسب امرئٍ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم» (رواه مسلم).
خطورة التنمّر على الفرد والمجتمع:
أوضح خطيب أوقاف السويس أن التنمر يُولّد الكراهية والانتقام،كما أنه يُدمّر الثقة بالنفس، ويزرع الخوف والعزلة في النفوس، ويهدم نسيج المجتمع القائم على المحبة والرحمة.
كيف عالج الإسلام قضية التنمّر؟
وأشار إلى أن الإسلام عالج قضية التنمّر بالقول والعمل؛ إذ دعا إلى احترام الناس وتقديرهم، فقال ﷺ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا» (رواه الترمذي).
كما أنه نهى عن السخرية واللمز والهمز، وأمر بالتواضع وحسن الظن، فضلًا عن غرس في النفوس أن التفاضل الحقيقي هو بالتقوى لا بالشكل أو اللون أو النسب، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].
وقال أنور إن الإسلام دين طهارة وعدل، جاء ليصون الأعراض والأرواح، ويقيم المجتمع على أساس الرحمة والاحترام، فمن تنمّر فقد تعدّى على حدود الله وحقوق العباد، ومن اتقى الله في الناس أحبّه الله والناس، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].
ودعا الإسلام إلى احترام بني الإنسان وإكرامهم أصحاء ومرضى، أحياءً وأمواتًا؛ فقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..} [الإسراء: 70].
ودعا كذلك إلى مُداواة المرضى، والإحسان إليهم، والتَّألم لألمهم؛ فقال ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [مُتفق عليه].
الدكتور محمد مطاوع: التنمر يقطع العلاقات ويضعف النفس
وقال الدكتور محمد مطاوع من علماء الأوقاف إن الشريعة الإسلامية دعت إلى الرفق والعطف والتسامح والرحمة، ونهت عن السخرية والتنمر والاعتداء على الآخرين سواء بالفعل أو بالقول، قال صلى الله عليه وسلم: "صل من قطعك.. وأعط من حرمك.. واعفُ عمن ظلمك وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ"، وقوله تعالى: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.
وأوضح مطاوع أن التنمر يتسبب في قطع العلاقات الاجتماعية والثقافية، كما أنه يضعف النفس ويجلب التوتر والقلق والإحباط، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
علاج التنمر وكيفية القضاء عليه
أضاف مطاوع أن علاج التنمر يتمثل في التربية الصحيحة والتنشئة على تعاليم الإسلام والتى من شأنها العفو والصفح، فضلًا عن الأحاديث التى تدعو إلى التسامح، مؤكدًا أن الإسلام ينظر إلى الناس نظرةَ مساواة من حيث أصل الخِلْقَةِ، فليس هناك جنس يُفضَّل على جنس آخر، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70].