سر اختفاء فصل الصيف عن الأرض!
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
الولايات المتحدة – لم يكن عام 1816 مثل غيره. تعاقبت فيه الفصول بطريقة مختلفة. مرّ العام من دون فصل الصيف. في نصف الكرة الأرضية الشمالي تبعت الأمطار تساقط الثلوج ومر “الصيف” باردا ومعتما.
في فترة الصيف في عام 1816، تساقطت الثلوج في “نيو إنجلاند” بشمال أمريكا، وهطلت أمطار باردة قاتمة في جميع أرجاء أوروبا.
هذا العام أصبح يُعرف في أوروبا وأمريكا الشمالية باسم “عام بلا صيف”. اختفت تماما أشهر الصيف الثلاثة. في يونيو بدأت الثلوج في الذوبان، ثم بدأت الأمطار في الهطول بشكل مستمر.
صحيفة “نورفولك” في فيرجينيا كتبت وقتها تقول: “إنه منتصف يوليو، ولا يوجد لدينا شهر مثل الصيف بعد… بالكاد ظهرت الشمس، والسماء مغطاة بالغيوم. كان الهواء رطبا وغير مريح، وغالبا ما يكون باردا لدرجة أن الجميع هرعوا إلى المدفأة، خلاصهم الوحيد”.
في الولايات المتحدة، كان الطقس باردا في شهري يونيو ويوليو في بعض المدن، وتساقطت الثلوج في نيويورك، وحتى منتصف الموسم بقيت الأنهار متجمدة في ولاية بنسلفانيا.
تساقطت الثلوج أيضا في القسم الشمالي من أوروبا. عانت ألمانيا من هبوب عواصف قوية وفاضت العديد من الأنهار على الضفاف. في أيرلندا، لم يتوقف المطر على مدى ثمانية أسابيع متتالية.
جون كوينسي آدامز الذي أصبح لاحقا رئيسا للولايات المتحدة، وكان وقتها سفيرا في لندن، كتب في مذكراته أنه لم يستطع مغادرة المنزل في أوائل يوليو بسبب الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرعود.
على الرغم من أن عام 1816 حصل بجدارة على لقب “عام بدون صيف”، وخاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، إلا أن درجة الحرارة في الإمبراطورية الروسية كانت أعلى من المعتاد.
في آسيا من جهة أخرى، أدى الانخفاض العالمي في درجات الحرارة إلى تعطيل موسم الرياح الموسمية، ما أدى إلى الجفاف.
لحقبة طويلة من الزمن، بقي الصقيع العالمي الحاد في عام 1816 لغزا. فقط في عام 1920، افترض العالم الأمريكي ويليام همفريز أن “عام بلا صيف” كان مرتبطا بثوران بركان جبل “تامبورا” الواقع في جزيرة “سومباوا” الإندونيسية في أبريل 1815.
كان البركان قويا للغاية وتواصل على مدى أربعة أشهر. قدّر العلماء قوته بسبع نقاط على مقياس الانفجارات البركانية. سقط نتيجة للبركان أكبر عدد من الضحايا البشرية في تاريخ هذا النوع من الكوارث الطبيعية. قُتل أكثر من 70.000 شخص.
البركان تسببت في شتاء استثنائي في نصف الكرة الأرضية الشمالي. انتشر في الغلاف الجوي 150 كيلو مترا مكعبا من الرماد البركاني، وارتفع عمود الرماد البركاني لمسافة 40 كيلو مترا. المواد البركانية التي حملتها الرياح في طبقة “ستراتوسفير”، حدّت من كمية أشعة الشمس التي تصل الأرض في الظروف العادية.
الطقس البارد غير المعتاد تسبب في تلف المحاصيل وحدوث مجاعة. علاوة على ذلك، دمرت أربع موجات من الصقيع الصيفي الاستثنائي، قسما من المحاصيل في الولايات المتحدة وكندا وشمال أوروبا.
المجاعة في العديد من البلدان أدت ايضا إلى انتشار أوبئة حمى التيفوئيد والكوليرا، بالإضافة إلى حدوث اضطرابات اجتماعية.
في ذلك العام الذي اختفى فيه فصل الصيف ولم يأت في موعده، عزا البسطاء في أوروبا المصائب والمجاعات والبرد القارص إلى لعنة حروب نابليون التي عانت منها القارة في السنوات السابقة. هذا ما جرى على الأرض في “عام بلا صيف”!
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
كين يطمح لتجاوز آلام المونديال وتحقيق المجد الصيف القادم
يرغب هاري كين، قائد المنتخب الإنجليزي لكرة القدم، أن يمحو الذكريات المحبطة الخاصة بكأس العالم وأن يحقق المجد لإنجلترا في البطولة التي تقام الصيف القادم.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن كين ساهم في تأمين تأهل المنتخب الإنجليزي لبطولة كأس العالم 2026، التي تقام في أمريكا وكندا والمكسيك، بتسجيله هدفين في المباراة التي فاز فيها المنتخب الإنجليزي على لاتفيا بخماسية نظيفة.
ويعني هذا أن كين /32 عاما/ سيحصل على فرصة أخرى للظهور على المسرح العالمي، بعد أربعة أعوام من إهداره ركلة جزاء في مباراة دور الثمانية التي خسرها المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الفرنسي في قطر، وهو شيء طارد اللاعب لبعض الوقت.
وقال كين :”اعتقد أن ذلك كان على الأرجح أسوأ إحساس شعرت به في أي لحظة. من الواضح أنني خسرت نهائيات من قبل”.
وأضاف :”عندما تتحمل تلك المسؤولية، اشعر وكأنها تقع على عاتقي، واعتقد أن عدم قدرتي على تنفيذ شيء كنت قادرا على تنفيذه مرات عديدة في مسيرتي، كان ذلك أصعب جزء علي أن اتعامل معه واتقبله”.
وأكد :”لا أفكر في هذا كثيرا الآن. بعد بطولة كبرى أخرى، تتجاوز الأمر وتتعايش معه”.
وأكمل :”سجلت ركلة جزاء في الدور قبل النهائي ببطولة أمم أوروبا، حيث تواجه ضغوطا تعتبر من أعلى مستويات الضغط التي يمكن أن تواجهها”.
وأوضح :” بالنسبة لأن هذه هي آخر ذكرياتي في كأس العالم، نعم، اتطلع إلى النسخة القادمة لمحاولة تصحيح ذلك، ومحاولة الوصول أبعد، ومحاولة رفع الكأس كما نحلم جميعا. الفرصة دائما موجودة عندما يحين ذلك الوقت”.
وأكد :”اعتقد أن هذه اللحظات تشكلك كشخص، وكلاعب وبالتأكيد ساعدتني في أن أصبح لاعبا أفضل”.
وبالتأكيد وصل كين لمستويات أعلى منذ تلك اللحظة وأكد أنه يقدم حاليا أفضل مستويات في مسيرته.
وفي عمر 32 عاما، مازال كين يسجل الكثير من الأهداف بسرعة غير مسبوقة، حيث رفع رصيد أهدافه إلى 21 هدفا في 13 مباراة هذا الموسم مع النادي والمنتخب بفضل هدفيه في منتخب لاتفيا.
وأصبح كين في طريقه نحو الخلود بعدما وصل إلى 76 هدفا مع منتخب بلاده، ويبدو أن الوصول إلى مئة هدف بات أمرا محتملا بشكل متزايد.
وقال كين :”اعتقد أن الهدف هناك. الطريقة التي اشعر بها الآن، لا اعتقد أنني سأبطئ في أي وقت قريب”.
وأضاف: “أريد أن أبقى عند هذا المستوى لأطول فترة ممكنة. أنا الآن بلغت 76 هدفا، وهذا يعني أنه يتبقى لي 24 هدفا، ولدينا بعض المباريات بين الآن وكأس العالم، وسأسعى للاقتراب أكثر من مئة هدف”.
وأكد :”الأهداف موجودة والأرقام تتحدث عن نفسها. الطريقة التي اشعر بها في الملعب، والطريقة التي أرى بها المباراة، من الناحية البدنية وبدون الكرة، والضغط، اشعر أنني في مكان جيد جدا”.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب