وفد أميركي يبحث في إسرائيل المرحلة الثانية من "خطة ترامب"
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
يصل وفد رفيع المستوى من المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل، في محاولة لمنع انهيار خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة ، وضمان الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمّن ترتيبات ميدانية وإدارية في القطاع.
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الأحد، في مهمة تهدف إلى "التوسط في قضية جثث الأسرى القتلى"، بحسب ما أوردت صحيفة "يسرائيل هيوم"، صباح اليوم.
كما سيزور نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، إسرائيل للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، ومناقشة ما وصفته الصحيفة بـ"المرحلة الانتقالية"، التي تعني عمليًا تقسيم قطاع غزة إلى منطقتي وصاية مؤقتتين إلى حين استكمال عملية "نزع سلاح" المقاومة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الانتقادات التي وجّهها كبار المفاوضين الأميركيين إلى نتنياهو مؤخرا، المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على قطر، "تعكس نية الإدارة الأميركية ممارسة ضغط مباشر على إسرائيل".
وذكرت الصحيفة أن الضغوط الأميركية المتوقعة تهدف إلى منع إسرائيل من اتخاذ "خطوات عقابية مفرطة" ضد حماس ، مقابل ضمان التزام الوسطاء – مصر وتركيا وقطر – بتطبيق تعهّد الحركة بالتخلي عن السلطة والسلاح.
وأضافت أنّ ويتكوف سيحاول تجميد بعض الخطوات الإسرائيلية الميدانية، إلا أنّ نتنياهو أعلن قبل وصوله أنّ " معبر رفح لن يُ فتح حتى إشعار آخر"، مشددا على أنّ إعادة فتحه ستُبحث فقط بعد أن تلتزم حماس تمامًا بإعادة جثث الأسرى".
كما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الحكومة تعتزم منع دخول معدات إعادة الإعمار والآلات ومواد البناء إلى القطاع في هذه المرحلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع قوله إنّ زيارة نائب الرئيس فانس تأتي "نتيجة للخشية من توقف عمليات تنفيذ الخطة"، موضحًا أنه سيناقش تفاصيل المرحلة الثانية، بما في ذلك "تشكيل القوة الدولية متعددة الجنسيات التي ستتولى الانتشار في القطاع، وتسلم السلطة من حماس والإشراف على نزع سلاحها".
وبحسب "يسرائيل هيوم"، فإنّ المباحثات الأميركية الإسرائيلية ستتركز على "مرحلة انتقالية قصيرة ومتوسطة المدى" لا تزال ملامحها غير واضحة، خصوصًا في ما يتعلق بالجهة التي ستتولى إدارة المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل ميدانيًا.
وتتضمن المقترحات المطروحة تحويل المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية إلى "نموذج أولي لإعادة الإعمار"، تُقام فيه مدارس وعيادات ومبانٍ عامة ومخيّمات منظّمة ومساكن جاهزة، إلى جانب إعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، بتمويل خليجي.
وترجّح التقديرات الإسرائيلية أن "عددًا كبيرًا من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة حماس سينتقل إلى هذه المناطق الجديدة"، التي يُفترض أن تشكّل مناطق إنسانية مؤقتة لفترة طويلة حتى اكتمال مشاريع الإعمار.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "أعمالًا ميدانية فعلية بدأت بالفعل" في بعض المناطق الهادئة جنوبي القطاع، وأنّ "عشائر محلية من الجنوب والشمال توجهت إلى إسرائيل والإمارات بطلبات لتوسيع المشروع ليشمل مناطقها".
ووصفت الصحيفة هذا الإجراء بأنه "يعني عمليًا تقسيم غزة إلى منطقتي سيطرة على الأقل، بانتظار تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق، التي ما زالت بعيدة المنال".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية صورة: إسرائيل: تشخيص جثمان روني أنجل من نير عوز بعد تسلمه من حماس نتنياهو : الحرب على غزة ستستمر حتى تطبيق كامل الاتفاق إسرائيل تدرس فرض عقوبات أخرى على حماس في غزة الأكثر قراءة تجهيز مستشفى ناصر بخانيونس لاستقبال 1900 أسير محرر من سجون الاحتلال عامان من الحرب في غزة خسائر اقتصادية فادحة ومؤشرات كارثية دون إعلان رسمي.. إغلاق جميع مراكز "مؤسسة غزة الإنسانية" في قطاع غزة إصابة مواطن بجراح خطيرة برصاص الاحتلال شمال القدس المحتلة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
محللون: صراع الإرادات السياسية يهدد المرحلة الثانية من اتفاق غزة
على وقع الهدوء النسبي الذي أعقب وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتكشّف مشهد سياسي أكثر تعقيدا من ساحات القتال، إذ بدأت معالم صراع جديد، لا يُدار بالدبابات هذه المرة، بل بالإرادات والتفسيرات.
فبينما تسعى واشنطن إلى تثبيت اتفاقها الذي أنهى الحرب، تتجه إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) نحو مواجهة من نوع آخر، هدفها تحديد مَن يمتلك الكلمة الفصل في تنفيذ بنوده، وترتيب أولويات المرحلة التالية.
في هذا السياق، تشير التحركات الأميركية المتسارعة إلى رغبة واضحة في تحويل الهدنة إلى مسار سياسي أكثر استقرارا.
فالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يستعد لزيارة المنطقة لمتابعة إنشاء سلطة انتقالية دولية في غزة، ضمن خطة رعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وتعهدت واشنطن بتمويلها وتوفير قوات حفظ سلام عربية وأوروبية.
لكن خلف هذه الدبلوماسية النشطة، يكمن مأزق أكثر عمقا يتعلّق بمن يملك تفسير الاتفاق، ومن يحدد حدود الأمن والسيادة في غزة.
يرى المسؤول الأميركي السابق توماس واريك في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث" أن الالتزام الأميركي قائم، لكنه يربط نجاح الاتفاق بسلوك حركة حماس، معتبرا أن أي تأخر في تسليم السلاح أو استمرار الإعدامات الميدانية سيمنح واشنطن مبررا للسماح لإسرائيل بالعودة إلى الحرب.
الأمن أم الإعمار؟غير أن هذا الطرح، وإن بدا حريصا على استقرار الهدنة، يعكس رؤية أميركية ترى أمن إسرائيل وما تراه لازما لذلك مقدما على الإعمار في قطاع غزة، وتضع "نزع سلاح" المقاومة شرطا لأي إعادة بناء، وهو ما يثير قلقا فلسطينيا واسعا بشأن نيات واشنطن الحقيقية.
في المقابل، يدرك الإسرائيليون أن اللحظة الراهنة تمثل فرصة لإعادة صياغة المشهد لمصلحتهم.
فبحسب الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، تعتبر تل أبيب أن مكاسبها بعد الحرب تفوق أي مصلحة في استئنافها، إذ حصلت على جميع أسراها الأحياء، وتحتفظ بنصف مساحة القطاع تحت سيطرتها العسكرية.
إعلانلذلك فهي تسعى إلى تثبيت هذا الواقع كأداة ضغط على حماس والوسطاء، وتحويله إلى ورقة تفاوض تمنحها اليد العليا في تفسير بنود الاتفاق.
ويرى مصطفى أن إسرائيل لا تريد عودة شاملة للحرب، لكنها في المقابل تعمل على إعادة تعريف المرحلة التالية وفق أولوياتها الأمنية.
فهي تسعى لجعل "نزع سلاح حماس" البند الأول في أي تنفيذ، وتعارض أن تبدأ الخطة بتشكيل حكومة أو لجنة فلسطينية لإدارة القطاع، لأن ذلك -من وجهة نظرها- سيخلق كيانا معترفا به دوليا يعيدها إلى ما تعتبره مأزق "6 أكتوبر" حين فُرضت عليها وقائع سياسية غير مرغوبة.
هذا المنحى الإسرائيلي في فرض التفسير الأحادي يثير تخوفات لدى الفلسطينيين.
تلكؤ إسرائيلفبحسب مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون، فإن إسرائيل تتلكأ في تنفيذ حتى المرحلة الأولى من الاتفاق، من خلال تقييد المساعدات وإغلاق المعابر واستمرار الاستهدافات المحدودة، بينما تواصل استخدام ملف الجثث ذريعة للضغط السياسي.
ويضيف أن حركة حماس، التي التزمت سريعا بإطلاق الأسرى وتنفيذ التزاماتها، تسعى الآن لدفع العملية نحو الاستقرار من خلال لجنة إسناد مجتمعي تدير غزة من مستقلين، لكن الاحتلال يحاول إفشال هذه الجهود لإبقاء القطاع في حالة "جمود منظم" تسمح له بالتحكم في التفاصيل.
في المقابل، تطرح واشنطن مشروع السلطة الانتقالية كبديل عن الحكم المحلي، في محاولة لجمع قوات دولية تمارس مهام أمنية داخل القطاع.
لكن هذا الطرح، كما ترى أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع في الجامعة العربية الأميركية الدكتورة دلال عريقات، يعيد إنتاج إشكالية "المراحل الانتقالية المستدامة"، التي تبقي الاحتلال فاعلا دون حل جذري.
وتؤكد أن الضمانات التي قدمها ترامب شخصيا لم تتحول بعد إلى التزامات عملية، وأن الضامنين الإقليميين لم يقوموا بالدور الكافي لضمان الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية.
وترى دلال عريقات أن المشكلة الجوهرية تكمن في تغييب جوهر الصراع، فالاتفاق -كما صيغ- يعالج نتائج الحرب دون أن يقترب من أسبابها، وعلى رأسها الاحتلال العسكري الإسرائيلي.
صراع الإراداتوتضيف أن استمرار الخروقات، سواء في الضفة الغربية أو داخل غزة، يؤكد أن إسرائيل تتعامل مع الاتفاق كفرصة لإعادة التموضع لا لإنهاء الصراع، وأن الإدارة الأميركية تغض الطرف عن هذه الانتهاكات تحت شعار "الأمن أولا".
ومع دخول المنطقة مرحلة "صراع الإرادات"، يبدو كل طرف عازما على اختبار مدى صلابة خصمه في تفسير نصوص الاتفاق، فإسرائيل تريد أن تبدأ المرحلة الجديدة من بوابة الأمن ونزع السلاح، بينما تسعى حماس والوسطاء العرب إلى تحويل الاتفاق إلى خطوة نحو الاستقرار والإعمار.
أما واشنطن، فتمارس دورا مزدوجا بين الضغط على الجانبين ومحاولة حفظ نفوذها السياسي في الشرق الأوسط عبر سلطة دولية قد تتحول إلى أداة جديدة لإدارة الأزمة، حسب محللين.
هذا التداخل بين الإرادات لا ينفصل عن حسابات أوسع، إذ تشير معطيات ميدانية إلى أن تل أبيب تعمل على ترسيخ وجودها العسكري في مناطق محددة جنوب وشرق القطاع، تحت مسمى "إعادة الانتشار"، بينما تتجنب استخدام مصطلح "الانسحاب الكامل"، ما يفتح الباب لتفسير مرن يسمح لها بالتحكم في إيقاع التنفيذ ومراحله.
إعلانوفي الوقت ذاته، لا تخفي حماس خشيتها من أن يتحول الاتفاق إلى غطاء لفرض "سلام هش" يحاصر غزة اقتصاديا ويمنع إعادة إعمارها.