استعرض نخبة من القادة والخبراء وصناع القرار في قطاع التعليم بدولة قطر، الدور المحوري الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والابتكار والمجتمع، وذلك خلال اجتماع مفتوح رفيع المستوى نظمته مبادرة "وايز" التابعة لمؤسسة قطر، بالتعاون مع السفارة الكندية في الدولة، مع سعادة السيد إيفان سولومون، وزير الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي في كندا.


وخلال الاجتماع سلط سعادة الوزير سولومون، الضوء على دور كندا في صياغة سياسات الذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول له على الصعيد الدولي، مؤكدا أهمية التعاون بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص لبناء مستقبل رقمي يرتكز على القيم الإنسانية.
وقال سعادته إن "حكومة بلاده تسعى إلى تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو والازدهار"، مشيرا إلى أنها ترى فرصا واعدة لتعزيز التعاون مع قطر في هذا المجال، من خلال تطوير البحوث وتحويلها إلى مشاريع تجارية ودعمها استثماريا.
من جانبه، أكد السيد يوسف النعمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، أن المؤسسة ترى في الذكاء الاصطناعي فرصا جمة، وتدرك أهمية تبنيه في ظل حضوره المتزايد وتأثيره في حياتنا اليومية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي يحتل موقعا محوريا في جهود المؤسسة بمجالات التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع.
وقال النعمة إن "مؤسسة قطر تسعى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات المتعلمين وابتكار حلول ذات أثر اجتماعي ملموس، بالإضافة إلى تطوير أدوات تراعي خصوصيتنا الثقافية وتعبر عن هويتنا، وصولا إلى استكشاف سبل الاستفادة منه في تعزيز فهمنا لديننا وتراثنا الثقافي".
وأضاف: "عند تسخيرنا الذكاء الاصطناعي بأقصى إمكاناته، علينا جميعا أن نتأمل في ما يحتاجه الذين نقدم لهم خدماتنا، وفي التحديات التي ينبغي علينا معالجتها".
بدوره، أكد السيد ستافروس يانوكا، الرئيس التنفيذي لمبادرة "وايز"، أهمية الشراكات الدولية لضمان توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة قطاع التعليم وتعزيز الشمولية.
وأشار إلى أنه "في ظل التقاطع المتسارع بين التكنولوجيا والتعليم، تتزايد الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي لضمان الابتكار في الذكاء الاصطناعي مع الالتزام بالمسؤولية والمبادئ الأخلاقية، وكذلك مع مراعاة أعلى معايير الجودة والسلامة، مؤكدا أنه "بهذه الطريقة فقط يمكننا تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي الحقيقية لخدمة أساليب التعليم والتعلم، ولا سيما في المجتمعات ذات الفرص والدخل المحدودين".
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المشتركة الرامية إلى بناء منظومات ذكاء اصطناعي أخلاقية وشاملة، وتطوير الكفاءات البشرية، واستكشاف مبادرات تعاونية في مجالي البحوث والتعليم، بما يعكس دور "وايز" ومؤسسة قطر في دعم الحوار العالمي والابتكار، وتعزيز التعاون الدولي في تشكيل مستقبل التعليم والتكنولوجيا لخدمة المجتمعات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

جلسة حوارية تناقش المواطنة الرقمية وتحديات التفاعل في المنصات الاجتماعية

ناقشت الجلسة الحوارية التي نظّمتها جمعية المرأة العُمانية بمسقط بعنوان "المواطنة الرقمية في عصر التواصل الاجتماعي"، أبعاد مفهوم المواطنة الرقمية، ودور الشباب في صناعة المحتوى الواعي، والتحديات الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بالتفاعل في المنصات الرقمية.

رعى الفعالية سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، وبحضور عددٍ من الأكاديميين والمختصين.

وقبيل بدء الجلسة، ألقت عاطفة بنت حسين اللواتية رئيسة لجنة الإثراء الثقافي والفني بالجمعية، كلمة أوضحت فيها أن التحول الرقمي يشكل أحد مرتكزات رؤية عُمان 2040، وأن تعزيز ثقافة المواطنة الرقمية أصبح ضرورة لمواكبة التسارع التقني وحماية الأفراد من ممارسات الاستخدام غير المسؤول، مشيرةً إلى أن الجمعية تخطط لتنفيذ سلسلة من الجلسات اللاحقة تمتد ستة أشهر، تتناول الجوانب القانونية والنفسية والاجتماعية للمواطنة الرقمية في إطار حملة وطنية متكاملة.

وتضمّنت الجلسة ــ التي أقيمت مساء أمس بمقر الجمعية ــ ثلاثة محاور رئيسية، أدارها حواريا الإعلامية جيهان اللمكية، التي افتتحت النقاش بالتأكيد على أهمية تعريف مفهوم المواطنة الرقمية في ظل التحول العالمي في أنماط التواصل الاجتماعي، وطرحت تساؤلات حول مدى وعي الأفراد بحقوقهم وواجباتهم في الفضاء الإلكتروني، وأهمية الربط بين المواطنة في الواقع والمواطنة في العالم الرقمي، مشيرة إلى أن الوعي بالسلوك الرقمي هو حجر الأساس في تكوين شخصية المواطن الرقمي المسؤول القادر على توظيف التكنولوجيا لخدمة مجتمعه وهويته.

وتناول المحور الأول "مفهوم المواطنة الرقمية"، عرضت فيه الدكتورة موزة بنت علي السعدية -الباحثة في شؤون المواطنة بجامعة السلطان قابوس- خلفية تاريخية لمفهوم المواطنة بوصفه علاقة قانونية وحقوقًا وواجبات، وكيف تطوّر عبر العصور حتى بات مع الثورة الرقمية انتماءً عالميًّا يتجاوز الحيز الجغرافي. وأوضحت أن استخدام الإنترنت جزء أساس من الحياة العامة، بما يفرض وعيا بالقوانين والضوابط، وتنمية التفكير الناقد ومهارات التحقق من المعلومات، وحفظ السمعة والبيانات الشخصية؛ مؤكدة أن العالم الرقمي فضاء عام تحكمه قواعد وليس ترفا سلوكيا. وبيّنت أن ضعف الإنتاج المحلي للمحتوى يضعف حضور الهوية العُمانية في المنصات، وسألت عن نسبة تمثّل الثقافة العُمانية في المحتوى المتاح اليوم وتأثير ذلك على الهوية بعد سنوات، داعية إلى نقل الثقافة والبيئة والمفردات العُمانية إلى الفضاء الرقمي وتعزيز الأمن الثقافي.

وفي المحور الثاني "الأخلاقيات والقيم والضوابط والتحديات"، تناولت الدكتورة بدرية بنت ناصر الوهيبية رئيسة صالون المواطنة الثقافية وعضوة بجمعية المرأة العمانية بمسقط، أثر المحتوى المضلِّل والحسابات الوهمية في تشكيل اتجاهات غير دقيقة قد تؤثر في الرأي العام، مشيرة إلى أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بأساليب التلاعب الرقمي ومهارات التحقق من صحة المعلومات. وبيّنت أن غياب التربية الأخلاقية والإعلامية قد يسهم في انتشار الخطاب السلبي والإساءة عبر المنصات، مؤكدة ضرورة ترسيخ أخلاقيات الحوار واحترام الرأي الآخر وتفعيل التربية الإعلامية في المدارس والجامعات لتمكين الأفراد من المشاركة الرقمية المسؤولة.

أما الدكتورة حنان بنت محمود بن أحمد، الباحثة في الهوية الوطنية والثقافية، فقد قدّمت رؤية إيجابية للمواطنة الرقمية، موضحة أن الرقمنة تمثّل فرصة لبناء جيلٍ مبدع قادر على التعبير عن هويته العُمانية في فضاء عالمي متصل. وبيّنت أن رقمنة التراث الوطني وإتاحته في قواعد البيانات والموسوعات العالمية تُمكّن الذكاء الاصطناعي من استيعاب الثقافة العُمانية ومفرداتها، وهو ما يحافظ على خصوصية الهوية ويحميها من التذويب الثقافي. وتحدثت عن أهمية تمكين صنّاع المحتوى الشباب عبر التدريب والتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة لإنتاج محتوى وطني متوازن، مؤكدةً أن المواطنة الرقمية ليست قيدًا بل مساحة للإبداع المسؤول الذي يجمع بين الحرية والالتزام.

بعد ذلك، فُتح باب النقاش أمام الحضور الذين أكدوا أهمية تكامل الجهود بين مؤسسات التعليم والإعلام والمجتمع المدني في تعزيز الوعي بالمواطنة الرقمية، وتشجيع إنتاج المحتوى العُماني الهادف في الفضاء الإلكتروني.

واختُتمت الجلسة بالتأكيد على جملة من التوصيات أبرزها: إطلاق حملات توعوية للأُسر، وتصميم برامج رقمية جاذبة للأطفال واليافعين، وتمكين صُنّاع المحتوى الشباب، وتشجيع تطوير منصات وألعاب إلكترونية عُمانية، ودعم مشاريع رقمنة التراث الوطني، والإسراع في إصدار التوضيحات الرسمية عند تداول القضايا الاجتماعية الحساسة، إلى جانب إدماج مفاهيم التربية الإعلامية والرقمية في المناهج الدراسية، وتعزيز التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية لترسيخ قيم المواطنة الرقمية وحماية الأمن. الثقافي والاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • مسؤول بالاتحاد الدولي للصحفيين: اختيار مهندسي الذكاء الاصطناعي كشخصية العام اعتراف عالمي بقوة التقنية وتأثيرها المتصاعد
  • ناصر الدين: الذكاء الاصطناعي جزء من استراتيجيتنا الشاملة للصحة الرقمية
  • تعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي..رئيس هيئة الدواء يعقد اجتماعًا افتراضيًا مع مسؤولي جيتس
  • برعاية الرئيس السيسي وحضور رئيس الوزراء.. وزير التعليم العالي يعلن نتائج مبادرة تحالف وتنمية وتوقيع الاتفاقيات الفائزة
  • وزير التعليم العالي يشهد انطلاق المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (صور)
  • وزير الذكاء الاصطناعي الكندي يفتتح اجتماعات مجموعة السبع ويعلن اتفاقيات رقمية جديدة
  • وزير التعليم العالى الأسبق يطالب بإطلاق مبادرة رئاسية للوقاية من سرطان الرئة
  • جلسة حوارية تناقش المواطنة الرقمية وتحديات التفاعل في المنصات الاجتماعية
  • وزير السياحة يُشارك كمُتحدث رئيسي في ندوة مجلسي الأعمال الكندي المصري والتعاون الدولي
  • وزيرة الابتكار في رواندا: منظومة الذكاء الاصطناعي تدعم التعاون الزراعي الدولي