الرباط(أ ف ب)
ما إن أطلق الحكم صافرة نهاية مباراة المغرب والأرجنتين، معلناً تتويج منتخب "أشبال الأطلس" بطلاً للعالم تحت 20 عاماً، حتى خلت المقاهي والمنازل من روادها، وخرج الناس إلى الشوارع للاحتفال بهذا الإنجاز.
انطلقت الألعاب النارية وأطلق العنان لأبواق السيارات احتفالاً بالفوز "التاريخي" للمنتخب المغربي.


"إنه حدث تاريخي!" هتف الجمهور، بصوت يرتجف فخراً، من قلب الرباط "هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها منتخب مغربي بكأس العالم!".
أشرقت الوجوه، وارتفعت الهتافات، وكانت العاصمة لا تزال تعجّ بالحيوية حتى الرابعة فجراً.
في الشوارع، هتف الناس: "تهانينا! هذه مجرد البداية!" في تشيلي، حقق شباب المغرب إنجازاً مذهلاً بفوزهم 2-0 على الأرجنتين، المرشحة للفوز، في سانتياجو بفضل هدفين من ياسر الزابيري (12 و29).
أمام شاشات التلفزيون، حبس المشجعون أنفاسهم قبل أن ينفجروا فرحاً. "لا أجد كلمات"، همس شادن الموسوي (16 عاما) وعيناه تلمعان "متأثرا برؤية كل هذا الفرح" في شوارع البلاد.
وسرعان ما امتدت الأحلام نحو مونديال 2030 الذي تستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
في المقابل، أعلن ملك المغرب، محمد السادس، أنه تابع "بسعادة غامرة وفخر عميق" المسيرة "البطولية" لأسود الأطلس.
قدّم لأعضاء الفريق "تهانيه الحارة على هذا الإنجاز العالمي الجديد، الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم المغربية"، بحسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية.
وأحرز المغرب اللقب الأول في تاريخه بعد مشوار مذهل تخطى فيه منتخبات عريقة أمثال إسبانيا والبرازيل في دور المجموعات، ثم فرنسا في نصف النهائي والأرجنتين حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب في هذه البطولة (6 مرات).

أخبار ذات صلة المغرب يكتب التاريخ.. «أسود الأطلس» أبطال العالم للشباب ميسي يقترب من «الحذاء الذهبي»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مونديال الشباب منتخب المغرب الأرجنتين

إقرأ أيضاً:

عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة

وضاح اليمن الحريري

تأخذ الازمة اليمنية الحالية أكثر من بعد سياسي او عسكري، كما إنها ليست مسألة أرض يتم استعادتها او منطقة نفوذ بهذا الشكل أو ذاك، إنها تمثل أزمة تحمل في مظاهرها تصدعات المشروع الدولاتي لمنظومة الفكر السياسي العربي وأمنه القومي ببعده الجيوسياسي وهو في طور التفكيك واعادة التشكل، حقله في اليمن هو أحد النماذج للتفكيك المباشر، بخلق اسباب كافية لتطبيقه، تعود إلى سوء الادارة واخفاقات التنمية والتقدم في ظروف سابقة.

نعني بالأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة، تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا بدخول قواته الى تلك المحافظتين والسيطرة على أراضيها، متخذا أكثر من مبرر لذلك الفعل، غير مكترث بالتبعات اللاحقة وفيما قد تسفر عنه، في محاولة لفرض واقع عسكري جديد فيهما، هنا تكون المسألة واضحة في أن الانتقالي الجنوبي اتخذ قراره، مرتجلا او متأنيا، في التصعيد تجاه الشرعية التي يمثل في نفس الوقت أحد مكوناتها، مما يعني إنه لم يكن ينظر يوما لنفسه ولقواته الا باعتبارهما جزءا مؤقتا في بنية الشرعية، لارضاء أطراف من دول التحالف.

تقف في الضفة الأخرى من مجرى الأزمة واندفاعها، بقية مؤسسة الشرعية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يستند هو الاخر الى تحالفات سياسية وعسكرية حاضرة محليا وإقليميا، ترى في السلوك المنفرد للانتقالي اعتداء صارخا على مرجعيات تم التوافق عليها مسبقا، أهمها اتفاق الرياض واعلان نقل السلطة. لكن حتى هذا التحالف يقف أيضا في خانته قوى تتفاوت في مدى لؤمها السياسي واستعدادها العسكري لتفجير الموقف عسكريا، في انتظار الاشارة لذلك.

يجب أن ينظر الى الأزمة في شقها السياسي، لنزع فتيل الاشتعال وتنفيسها، في الاتجاه الذي ينفس من تصاعد التوتر، بعد أن تفاقمت عملية الاحتشاد عند المجموعتين، لأن الأزمة وأبعادها لا تعني الانتقالي الجنوبي وحده ولا تعني مؤسسة الشرعية وحدها، كي يتصرفا كما يشاءان، لكنها تمس وبقوة حسابات اقليمية لها وزنها وثقلها، كحسابات المملكة السعودية، بل والأهم من هذا، إنها تمس وبعمق فرص الاستقرار والعيش الآمن للناس في كامل الاتساع الجغرافي والأمني لليمن على اقل تقدير، مما يمثل رهانات غير محسوبة العواقب بدقة، على اعتبار أن الأمر الواقع سيفرض نفسه دون تحديات فعلية، رغم أن خيار الحسم بطريقة صلبة يعلن عنه ومازال قائما.

سيذهب المختلفون حول الأزمة والمتفاوتون في تقديرها الى تقديرات غير صحيحة بالمرة، اذا ظنوا إنها ستمر مرورا عابرا، على حقول النفط وموارد الثروة في شرق اليمن، مع العلم ان هذه الموارد هي فقط المرئية في الأفق، بينما ما خفي قد يكون أعظما، بالتالي فإن خيار الانتقالي الجنوبي وخيار المؤسسة الشرعية، لا يمثلانهما وحدهما، لكن ايضا يمثلان حسابات أخرى ذات ارتباط شديد الأهمية، بما سيجر خلفه من التبعات والتبدلات في القرارات والمواقف، بانعكاس كل ذلك على المواطنين اليمنيين جنوبا وشمالا بالدرجة الأولى.

لن أقول هنا إن علينا بالحكمة اليمانية،لأنها مفقودة في هذه اللحظة على اية حال، لن أقول أن علينا بالدم لأنه لغة الأبطال الذين يذهبون سدى من اجل تغيير التوازنات على أرض الواقع، سأقول أن علينا بالسياسة والمزيد من السياسة الحصيفة والمسئولة، عند التعامل مع هذه المستويات العالية من الأزمة.

تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا، فاقدا لصبره وبانيا لخياراته مستندا على حسابات الغير وتقديرهم للموقف، بينما تتصرف مؤسسة الشرعية خارج احتواء الموقف وطنيا نتيجة تشتتها وبعثرتها المرئية، المبنية على عدم قدرتها على اتخاذ القرارات في وقتها المناسب، عاجزة عن تفعيل المرجعيات المتفق عليها، المملكة أيضا تتصرف بالاستناد الى المعركة السياسية التي تخوضها على المستوى الاقليمي ووفق مصالحها، بغض النظر عن التبعات فيما سيعانيه المواطنون، إذن من يخيف من في هذه الأزمة الشرسة وغيومها تتجمع على رؤوس اليمنيين وتتفاقم جنوبا وشمالا.

سيمضي الوقت دون قرارات، لن يتمكن الانتقالي الجنوبي من اعلان دولته واذا اعلنها سيحمل الناس ما لا طاقة لهم به وسيكتفي بالبقاء على الأرض، لن تتمكن مؤسسة الشرعية الا بالبقاء كضيف دائم الاقامة في الرياض حتى اشعار آخر، لن تتمكن المملكة من اتخاذ قرارات صعبة بسهولة ولها أن تحتفظ بمصالحها، لن يتمكن المشاغبون الاقليميون من انهاء الحصة دون درس وسيجبرون على البقاء على مقاعدهم كأشقياء..السياسة ومزيدا من السياسة هي الحل المؤثر حاليا..علينا اذا بدأ الحوار أن نمضي فيه حتى آخره وله مساراته واوعيته واجراءاته واذا لم يبدأ فلابد ان ينطلق فورا..ودمتم.

مقالات مشابهة

  • فيديو مثير للجدل عن احتفالات أكراد بعد خسارة المنتخب السوري.. ما قصته؟
  • نانت في «القاع»!
  • أبرز المعلومات عن منتخب المغرب مستضيف بطولة كأس أمم إفريقيا 2025
  • الأفريقي للتنمية يقرض المغرب 316 مليون دولار لتحديث المطارات قبل المونديال
  • عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة
  • أزمة كبرى قبل المونديال.. فيفا يدرس نقل مواجهة مصر وإيران إلى مكان مفاجئ
  • قائمة المغرب النهائية لكأس أمم إفريقيا
  • مباراة المغرب وسوريا بث مباشر.. مواجهة تحد بين أسود الأطلس ونسور قاسيون
  • تطور جديد| رفض مصري إيراني وفيفا يتراجع عن مباراة الفخر بـ المونديال
  • روجليتش يرفض طواف فرنسا للتركيز على اللقب الخامس في إسبانيا