أبوظبي (الاتحاد)
افتتح معالي الفريق الركن إبراهيم ناصر العلوي، وكيل وزارة الدفاع، أعمال الندوة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية «السيزم 2025»، التي انطلقت اليوم في العاصمة أبوظبي، وتستمر على مدى ثلاثة أيام، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، بتنظيم من وزارة الدفاع، تحت شعار «الجاهزية البدنية والمرونة في القوات المسلحة: التحديات واستشراف المستقبل»، للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وذلك بحضور أكثر من 130 مشاركاً، بينهم نخبة من كبار المسؤولين العسكريين والخبراء والأكاديميين والباحثين من 35 دولة، إلى جانب 43 متحدثاً، حيث تُشكّل الندوة منصة استراتيجية لتبادل المعارف والخبرات وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الجاهزية البدنية وتحسين اللياقة والأداء وعلوم الرياضة العسكرية.


وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور ومشاركة، خليفة راشد الهاملي، مدير مكتب سمو وزير الدفاع، واللواء الركن عبيد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لندوة «السيزم 2025»، والعقيد نيلتون جوميز فيلهو، رئيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية (السيزم)، واللواء راشد الدوسري، نائب رئيس المجلس عن قارة آسيا، والعميد الركن أيوب الفلاسي، رئيس وفد دولة الإمارات في المجلس، والعقيد البحري روبرتو ريكّيا، الأمين العام للمجلس الدولي للرياضة العسكرية.
وأكد اللواء الركن عبيد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لندوة «السيزم 2025»، في كلمته الافتتاحية لأعمال الندوة، التزام دولة الإمارات بتوظيف الرياضة كجسر للتفاهم والسلام، بما ينسجم مع رسالة المجلس الدولي للرياضة العسكرية التي تحمل مفهوم «الصداقة عبر الرياضة»، مشيراً إلى أن الجاهزية البدنية والمرونة ليست مجرد متطلبات تدريبية، بل هي أساس الثبات والقدرة على التكيّف في بيئات العمل العسكرية المتغيرة والمعقدة.
وقال المنصوري: «نسعى إلى استشراف المستقبل وتعزيز قدراتنا جميعاً من خلال الاستفادة من أحدث الدراسات والتقنيات لمواجهة كل التحديات بثقة واقتدار»، مضيفاً أن المحاور التي تتناولها الندوة، بما في ذلك تأثير تغير المناخ والطب الرياضي والرياضات القتالية والتقنيات المتقدمة، تُمثّل لبنة أساسية في بناء مستقبل القوات المسلحة عبر تعزيز قدرات منتسبيها على الصمود والتكيف في بيئات العمليات المختلفة، وتُؤكد على أهمية تبادل الخبرات والابتكارات بين الدول المشاركة لتطوير الأداء العسكري والرياضي على حد سواء».

منصة عالمية 


شهدت الجلسة الافتتاحية إشادة بدور دولة الإمارات الريادي في دعم الجهود العالمية لدمج البحث العلمي والابتكار في الحوار والتعاون الدفاعي، كما تناول كبار المسؤولين العسكريين والأكاديميين والخبراء الدوليين أهمية الاستثمار في الجاهزية البدنية، كعامل رئيسي في تعزيز القدرات العملياتية والمرونة لدى القوات المسلحة.
ونوه الحضور بتنظيم الحدث، ومراعاة أعلى معايير المرونة والتميّز في الإدارة والإشراف على تقديم فعاليات عالمية كبرى لتحقيق أفضل الأثر والبناء على مخرجات هذا الحدث الذي سيسهم في تعزيز وتطوير المنهجيات لدى مختلف الدول الأعضاء.

الدبلوماسية الناعمة


استهلّت فعاليات اليوم الأول بكلمتين رئيسيتين وضعتا الإطار العلمي والفكري لأعمال الندوة، حيث تحدّث في الجلسة الأولى البروفيسور تييري زينتز، أستاذ إدارة المنظمات الرياضية في جامعة «لوفان الكاثوليكية» في بلجيكا، تحت عنوان: «الدبلوماسية الناعمة للمنظمات الرياضية الدولية - السيزم لاعب رئيسي في بيئة مضطربة»، حيث أكد على الدور المحوري للمجلس الدولي للرياضة العسكرية كفاعل عالمي في الدبلوماسية الدفاعية وتعزيز السلام عبر التعاون في مجالات الرياضة العسكرية.
تلاه الفريق متقاعد جاني جولا، الرئيس الفخري مدى الحياة للمجلس الدولي للرياضة العسكرية «سيزم»، الذي استعرض مسيرة ثلاثين عاماً من إرث دورات الألعاب العسكرية العالمية، ودور المجلس في ترسيخ قيم الصداقة والوحدة والتفاهم بين جيوش العالم.

تطوير المعرفة 
وتواصلت أعمال اليوم الأول بعقد عدد من المحاضرات والجلسات العلمية وورش العمل المتخصصة التي شهدت عروضاً بحثية من نخبة الأكاديميين والخبراء من المؤسسات العسكرية والجامعات حول العالم، ركّزت على موضوعات الإنفاق الطاقي ومؤشرات الأداء والنماذج المستدامة للتغذية في البيئات الدفاعية الحديثة.
وشارك في الجلسات الدكتور باتريك مولي، باحث في علوم الصحة والتغذية العسكرية بالأكاديمية العسكرية الملكية في بلجيكا، الذي عرض منهجيات جديدة لتقييم الإنفاق الطاقي أثناء حمل المعدات العسكرية. كما تحدثت الدكتورة عائشة الظاهري، أستاذة في التغذية والصحة ورئيسة قسم التغذية في جامعة الإمارات، عن مصادر البروتين المستدامة في برامج التغذية العسكرية.
وقدّم الدكتور أمجد جرّار، أستاذ مشارك في علوم التغذية بجامعة الإمارات، بمشاركة كل من الباحثتين في قسم التغذية بالجامعة فايزة الشامسي ومريم المعمري، والدكتورة عوشة المهيري، دراسة حول توظيف التعلّم الرقمي في رفع الوعي الغذائي بين طلبة الجامعة. وشارك جييرمو بورتوغال، باحث في مدرسة التدريب البدني للقوات البحرية البرازيلية، بعرض علمي تناول مسألتي إنفاق الطاقة والتكيف البدني لدى النساء في برامج التدريب البحري.

المرونة والجاهزية التكتيكية
وفي الجلسة الختامية لليوم الأول، تركّزت المناقشات حول فسيولوجيا الأداء التكتيكي وتأثير التكيّف التدريبي في البيئات العسكرية المختلفة، بمشاركة نخبة من الخبراء من عدة دول، من بينهم الدكتور باتريك مولي الذي قدّم دراسة تحليلية تربط بين مؤشرات تكوين الجسم والنجاح في تدريبات العمليات الخاصة، ومارتن بوجالا، اختصاصي في الأداء التكتيكي والبدني في وزارة الدفاع التشيكية، الذي عرض أطر عمل جديدة لتعزيز الجاهزية التكتيكية من خلال تحسين أداء الجنود بدنياً.
وقدّم الخبيران في القوات المسلحة النمساوية ولفغانغ راوش اختصاصي في الأداء التكتيكي والبدني، وهاينس فيختنثال محلّل أول في التدريب والأداء، نظاماً تقييمياً جديداً للتخصّصات العسكرية يهدف إلى تطوير أساليب تقييم اللياقة والجاهزية العملياتية للجنود.
فيما عرض عبدالرحمن أحمد عبدالرحمن محمد، باحث في وزارة الدفاع الإماراتية، دراسة تناولت تأثير توقف التدريب على الجاهزية واللياقة البدنية لدى العسكريين. وأكدت الجلسة على أهمية الربط بين البحث الأكاديمي والتطبيقات الميدانية ودور العلوم والتكنولوجيا في تطوير مفاهيم الجاهزية العسكرية الحديثة.

منصة للتعاون العلمي
وشهد اليوم الأول تفاعلاً واسعاً بين الباحثين والعسكريين والعلماء، ضمن نقاشات علمية ركّزت على تعزيز الأداء والمرونة واللياقة البدنية في البيئات العسكرية المختلفة. كما عكست النقاشات روح شعار المجلس الدولي للرياضة العسكرية «الصداقة عبر الرياضة»، حيث مثّل الحدث ملتقى علمياً ودبلوماسياً يجمع بين المعرفة والتعاون من أجل السلام.
واختُتمت فعاليات اليوم الأول بأنشطة رياضية ترفيهية في منافسات لعبة السّهام، تلتها جلسات تواصل بين المشاركين، بما يجسّد قيم التضامن والتقارب التي تقوم عليها رسالة المجلس الدولي للرياضة العسكرية.

     

 

أخبار ذات صلة برعاية حمدان بن محمد.. النسخة الـ7 لـ «ألعاب دبي» من 12 إلى 15 فبراير «الاتحاد».. 56 عاماً من المسؤولية والطموح

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الرياضة أبوظبي المجلس الدولي للرياضة العسكرية حمدان بن محمد

إقرأ أيضاً:

الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية يدشن 10 مراكز للرياضيين

كتب - فهد الزهيمي / تصوير: صالح الشرجي

دشنت وزارة التربية والتعليم ممثلة في الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب مراكز إعداد مراكز الرياضيين بالمدارس في الحفل الذي أقيم بقاعة المحاضرات بالأكاديمية الأولمبية العمانية، برعاية سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، بحضور سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم رئيس الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية. واشتمل الحفل على عرض مرئي بأهمية ﻣﺮاﻛﺰ إﻋﺪاد اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ بمدارس اﻟﺤﻠﻘﺔ الأولى التي تشرف عليها الاتحادات واللجان والاندية الرياضية في سلطنة عُمان، والهدف من المشروع وتوسيع قاعدة ممارسي الرياضة التنافسية في سلطنة عُمان منذ الصغر، من خلال إقامة مراكز تدريبية في عدد من المحافظات التعليمية تتناسب مع تفعيل الأندية للرياضة المحددة لضمان استمرارها في المشاركة باللاعبين في المسابقات المحلية في الألعاب الرياضية.

وقدم يوسف بن عوض بيت سليم عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني للرياضة الذي تحدث عن دور الاتحاد في تنفيذ المشروع، وعن المسابقات التي تنفذ في البرامج والتي تتمثل في (أربعة) مسابقات رياضية وهي كرة اليد، وألعاب القوى، والهوكي، وكرة السلة، وبإجمالي (10) مراكز تدريبية، بحيث يستهدف كل مركز (25) لاعب ومشرف ومدرب، وبإجمالي يصل إلى (250) طالب.

وقال يوسف بيت سليم: تتوزع المراكز جغرافيا في المحافظات التعليمية بواقع (ثلاثة) مراكز في محافظة الداخلية في ألعاب القوى وكرة اليد وكرة السلة، وعدد (مركزين) في محافظة مسقط في لعبة الهوكي وألعاب القوى، وعدد (مركزين) في محافظة جنوب الباطنة في لعبتي كرة اليد وكرة السلة، وعدد (مركزين) لألعاب القوى في محافظة ظفار، وفي محافظة شمال الباطنة (مركز واحد) ألعاب القوى، وفي محافظة الظاهرة (مركز واحد) لكرة اليد. وفي الختام قدم سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم رئيس الاتحاد العماني للرياضة المدرسية هدية تذكارية لسعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب راعي الحفل.

مجلس جديد للاتحاد

من جانب أخر أعادت وزارة الثقافة والرياضة والشباب تشكيل مجلس إدارة الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية للفترة 2025 – 2029 برئاسة سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، ونظيرة بنت أحمد بن عبد الله الحارثية نائب الرئيس، وأسعد بن عبد الله بن سالم الحميدي أمين الصندوق، وصفاء بنت سيف بن سعيد السالمية أمين السر، وعضوية كلا من أشرف بن سعيد بن سالم الحربي ويوسف بن عوض بن نصيب بيت سليم وعبدالسلام بن سعيد بن علي القصابي وأحلام بنت راشد بن عبدالله الخميسية، ومحمد بن خميس بن محمد الصبحي.

وكان «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» قد أعلن خلال الفترة الماضية عن استراتيجيته التي تستمر حتى عام 2027، حيث هدفت الاستراتيجية إلى إيجاد منظومة متكاملة ومتسقة للرياضة المدرسية، ونظام مؤسس لاكتشاف المجيدين رياضيًا ورعايتهم، وكوادر تربوية رياضية ذات كفاءة عالية، واتحاد ممكن إداريًا وماليًا ومتمكن فنيًا، ومنظومة متقدمة للاتصال والتسويق الرياضي.

وتتكون الاستراتيجية من أربع مراحل، حيث تضمنت "المرحلة الأولى" تشخيص الوضع الراهن للاتحاد وإشراك أصحاب المصلحة من الميدان الرياضي المدرسي والشركاء، وضمت "المرحلة الثانية" وضع الرؤية والمهمة والأهداف الاستراتيجية والخطوات الإجرائية، أما "المرحلة الثالثة" فتمثلت في وضع الخطط التنفيذية وآليات تحويل الأهداف التشغيلية إلى برامج ومبادرات وأنشطة، ووضع دليل استرشادي للخطط التشغيلية المكون من أربعة عناصر أساسية، وكانت "المرحلة الرابعة" تقييم الاستراتيجية ومتابعتها، ووضع آليات واضحة لمتابعة تنفيذها. فبعد تشكيل المجلس الحالي، عمل الاتحاد على بناء استراتيجية واضحة المعالم لخمس سنوات، وبشكل احترافي وممنهج، بدءًا من معرفة واقع الرياضة المدرسية، وواقع الاتحاد نفسه في الفترة الماضية، وما أُنجز، والتحديات التي واجهها، ثم البحث عن أفضل الممارسات في مجال الرياضة المدرسية سواء داخل سلطنة عُمان أو خارجها، وكذلك الاسترشاد ببعض الوثائق الدولية، خاصة فيما يتعلق بالاتحاد الدولي للرياضة المدرسية وغيرها من الاتحادات الإقليمية والمجاورة. وبلا شك أن استراتيجية «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» ستعمل على إضفاء القيمة على حقل الرياضة المدرسية، الذي يعد نواة تأسيسية ليس فقط على مستوى تأهيل الكفاءات الرياضية في الأنشطة المختلفة، وإنما تتعدى رسالته التأثير على قيم ومبادئ المنتمين إلى الحقل التربوي، وإكسابهم المعارف والمهارات والأدوات المثلى التي تمكنهم من بناء نمط حياة صحي متزن، وترسيخ رؤية واعية للتوفيق بين التحصيل المدرسي وممارسة الرياضة والنشاط البدني.

ومنذ إشهار «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» في عام 2017، وهو يسعى عبر مجمل أنشطته وفعالياته ومبادراته إلى الارتقاء بمحيط ممارسة الرياضة المدرسية وبيئتها، والتركيز على الفاعلين الرئيسيين فيها؛ تمكينًا لقيمه أن تكون الرياضة أسلوب حياة في المجتمع التربوي، لتكون أكثر قدرة على تحقيق أهداف الاتحاد، وأكثر منهجية في قياس أثر أعماله، وأكثر دقة في تحديد أولويات الاشتغال فيه. كما أن الاستراتيجية أُسست على تشخيص دقيق ومنهجي لواقع الرياضة المدرسية، مسترشدًا بأفضل الممارسات العالمية في هذا الجانب، وصولًا إلى صوغ رؤية "اتحاد ممكن لأجيال رياضية منجزة"، ومهمة "المضي بنهج مؤسسي وفق أفضل الممارسات للدفع بالرياضة المدرسية لتكون قيمة تنموية مضافة، وتؤسس لأجيال منجزة".

التعرف على أقسام المتحف الأولمبي العُماني

بعد ختام التدشين قام سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، وسعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم رئيس الاتحاد العُماني للرياضة المدرسيةـ بزيارة للمتحف الأولمبي العُماني بمقر اللجنة الأولمبية العُمانية والاتحادات الرياضية بالغبرة. حيث تعرف الحضور على أقسام المتحف المتخصصة والتي صُمّمت بعناية لتلائم مختلف الاهتمامات، من بينها قسم يسرد تاريخ الحركة الأولمبية الدولية، مرورًا بعرض لمجموعة من الشُّعل الأولمبية التي تُعد من أبرز رموز الألعاب، إضافة إلى ركن مقتنيات اللجنة الأولمبية العُمانية، وقسم مخصص لدور المرأة العُمانية في الرياضة يُبرز نماذج مشرقة من العطاء النسائي، وأقسام تُسلّط الضوء على الرياضات البارالمبية، والعروض المرئية التي توثّق لحظات استثنائية في تاريخ الألعاب، وخُصّص متجر للهدايا التذكارية سيُقدّم مجموعة من المنتجات المرتبطة بالهُوية الأولمبية.

ويمثل المتحف الأولمبي العُماني إضافة نوعية للمشهد الرياضي الوطني، حيث يجمع بين التوثيق والتجربة التفاعلية، ليُشكّل منصة معرفية تحتفي بإنجازات الرياضيين العُمانيين في مختلف البطولات الإقليمية والدولية، ويُسهم في صون الذاكرة الرياضية وتعزيز الهُوية الوطنية من خلال استعراض محطات مشرقة من تاريخ الرياضة في سلطنة عُمان، كما يُعرّف الزائرين بقيم الحركة الأولمبية النبيلة من تفوق واحترام وصداقة، من خلال مجموعة من المعروضات التي تشمل الميداليات والمعدات الرياضية، إلى جانب عروض رقمية ومحتوى بصري يوثّق مسيرة الرياضة في سلطنة عُمان.

كما يأتي المتحف الأولمبي العُماني في سياق رؤية طموحة تسعى إلى جعل المتحف مركزًا معرفيًا مُلهمًا للأجيال، ويعكس الحضور العُماني في الساحة الأولمبية، ويُسهم في دعم الرياضيين الناشئين من خلال تقديم قصص نجاح وتجارب مُلهمة لعدد من الأسماء التي صنعت تاريخًا رياضيًا مشرّفًا لسلطنة عُمان، كما يُعزّز المتحف الانفتاح على العالم عبر تسليط الضوء على إسهامات سلطنة عُمان في الحركة الأولمبية الدولية، ويعكس الشراكة الفاعلة مع مؤسسات رياضية بارزة مثل اللجنة الأولمبية الدولية والمجلس الأولمبي الآسيوي ووزارة الثقافة والرياضة والشباب.

ويجسد المتحف الأولمبي العُماني التوجه الوطني نحو توثيق المنجزات وتعزيز الحضور الثقافي للرياضة في سلطنة عُمان، من خلال إنشاء فضاء مفتوح يُتيح للمهتمين والباحثين والرياضيين والجمهور العام التفاعل مع هذا الإرث، والتعرّف على مسيرة الرياضيين العُمانيين الذين أسهموا في رفع اسم الوطن عاليًا، كما يمثل خطوة متقدمة في إطار بناء بنية أساسية رياضية وثقافية تُعزّز من مكانة سلطنة عُمان على الساحة الدولية، وتفتح آفاقًا أوسع أمام الأجيال الصاعدة للانخراط في الرياضة بوصفها أسلوب حياة ومسارًا للتفوق والتميّز.

جابر الشبيبي: مشروع وطني طموح لبناء جيل واعد من الرياضيين العُمانيين 

الحفل استهل بكلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب قدمها جابر بن محمد الشبيبي مدير مشروع تطوير منظومة إعداد الرياضيين قال فيها: هذا المشروع الوطني الطموح يعكس تكامل الجهود بين وزارة التربية والتعليم ممثلة بالاتحاد العُماني للرياضة المدرسية، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب؛ لبناء جيل واعد من الرياضيين العُمانيين، وتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية. كما يوفر المشروع بيئة مناسبة لاكتشاف المواهب الطلابية، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم باستخدام تقنيات علمية متقدمة، والاستعانة بكوادر وطنية مؤهلة وطموحة.

وأضاف: عملنا خلال الفترة الماضية مع الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية بجهد كبير وتنسيق مستمر للتحضير لإطلاق هذا المشروع؛ ليكون رافدًا أساسيًا لمشروع مراكز إعداد الرياضيين الذي تعمل عليه الوزارة بالشراكة مع الاتحادات واللجان الرياضية. ونحن نؤمن أن المدارس هي البيئة الأولى لاكتشاف الموهبة الرياضية. وهذا المشروع سيكون حلقة أساسية في تطوير منظومة إعداد الرياضيين في سلطنة عُمان.

وتابع الشبيبي حديثه بالقول: إن وصول هذا المشروع إلى مرحلته الحالية جاء نتيجة عمل منظم، وتخطيط دقيق، وورش عمل متتابعة شارك فيها مدربون ومشرفون وإداريون مؤمنون برسالة الرياضة المدرسية وأثرها في مستقبل الرياضة العُمانية، ونحن نعلم أن المرحلة الأهم تبدأ اليوم، وهي مرحلة التنفيذ الميداني والعمل اليومي داخل المراكز مع متابعة التقييم والتطوير المستمر. وندعو جميع المدربين والمشرفين إلى بذل أقصى الجهود، والإيمان بأهمية هذا المشروع الاستراتيجي؛ لأنه يمثل حجر الأساس لمستقبل أفضل للرياضة العُمانية، ولنتائج أقوى لمنتخباتنا الوطنية في الأعوام القادمة، وخطوة راسخة في طريق استكشاف المواهب الرياضية، وصناعة الأبطال وبناء الإنسان العُماني المتكامل.

هشام العدواني: المراكز تولي اهتمام بالمواهب الرياضية وتعزيز الاستثمار 

ألقى هشام بن سالم العدواني نائب رئيس الاتحاد العماني للرياضة المدرسية كلمة الاتحاد قائلا: يأتي هذا المشروع تأكيدًا لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - بأهمية الاهتمام بالمواهب الرياضية، وإيجاد مسار يضمن استمراريتهم وتميّزهم. ويهدف الاتحاد من خلال ذلك إلى تعزيز البنى الأساسية الرياضية، وتطوير استخدامها بالشراكة مع القطاع الخاص، وتعزيز الاستثمار الاقتصادي الرياضي، وإطلاق برامج وطنية للتوعية، وتشجيع الممارسات الرياضية الصحية.

وأضاف: تأتي شراكة الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب - المؤطر الحقيقي للرياضة العُمانية - لتحقيق مجموعة من مرتكزات استراتيجية الاتحاد (2022–2027) التي وُضعت لتكون خارطة الطريق خلال السنوات الماضية، وقد أثمرت عن مؤشرات ونتائج ملموسة من خلال تطوّر البرامج التي ينفذها الاتحاد وجودتها، والنتائج المشرفة في المشاركات الخارجية فضلًا عن النهج السليم في علاقاته مع مختلف الشركاء، وعلى رأسهم وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحادات الرياضية.

وقال العدواني: إن مشروع مراكز إعداد الرياضيين بالمدارس سيسهم بشكل كبير في استقطاب الموهوبين رياضيًا من الفئة العمرية الصغيرة، وتدريبهم وتهيئتهم من خلال مدربين ومختصين من معلمي وأخصائي الرياضة المدرسية؛ ليكونوا روافد لمراكز الاتحادات الرياضية والأندية والمنتخبات الوطنية. ومن أبرز التحديات التي تواجه مخرجات الرياضة المدرسية غياب المسار الواضح للطالب الرياضي الموهوب بعد اكتشافه في المسابقات والبرامج الرياضية على مستوى المحافظات أو على المستوى المركزي، ليأتي هذا المشروع كأحد الحلول الفاعلة لهذا التحدي الذي طالما واجهناه لسنوات.

وأكمل حديثه بالقول: إن النجاح الذي نسعى جميعًا لتحقيقه من خلال مراكز إعداد الرياضيين بالمدارس لن يتحقق إلا بوجود جهاز إداري وفني كفء يشرف على هذه المراكز، وقد راهنا دائمًا على دور المختصين في الرياضة المدرسية من معلمين وأخصائيين ومشرفين في رفع مستوى الرياضة المدرسية بشكل خاص، والرياضة العُمانية بشكل عام؛ لذا فثقتنا بكم كبيرة، وننتظر مخرجات هذه المراكز بفارغ الصبر؛ ليكونوا نواة لأنديتنا ومنتخباتنا الوطنية؛ تحقيقًا لطموح كل مواطن عُماني بأن يرى علم سلطنة عُمان يرفرف في منصات التتويج الإقليمية والقارية والدولية.

مقالات مشابهة

  • تعزيز التعاون الدولي لـ«إزالة الألغام» في ليبيا
  • وزير الدفاع يتفقد محور تعز ويشدد على الجاهزية لإستعادة صنعاء وإنهاء الإنقلاب
  • برعاية حمدان بن محمد.. وكيل وزارة الدفاع يفتتح أعمال ندوة «السيزم الدولية 2025»
  • الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية يدشن 10 مراكز للرياضيين
  • بريطانيا تمنح جيشها صلاحيات لإسقاط الطائرات المسيّرة المهددة للمنشآت العسكرية
  • وزير الدفاع يشهد تدشين البطاقة الإلكترونية للهيئات والدوائر والمنطقة العسكرية الرابعة
  • وكيل تعليم الدقهلية يتابع انتظام الدراسة بمدارس بني عبيد
  • منتخب «القوة البدنية» يحقق 19 ميدالية في جنوب إفريقيا
  • الندوة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية تنطلق الاثنين في أبوظبي