“الغماري” الفريق الركن الذي وفى
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في أعلى مستويات الوعي بخطورة المرحلة على الأمة وبحتمية المواجهة في جولات قادمة مع غزة ضد العدو الصهيوأمريكي، زفت القوات المسلحة اليمنية خبر استشهاد القائد الهُمام اللواء الركن «هاشم غماري» في مرحلة المساندة للقضية الفلسطينية ليلتحق بذلك بركاب الخالدين.
في مسار معركة مفتوحة مع تحرك ونوايا جرائم العدو الإسرائيلي، بعد حياة جهادية معطاءة، استشهد بكل عزة وإباء وشموخ منكل العدو الصهيوني، هازم العدو السعودي وضارب مطاراته وشركات نفطه، من على يديه تمت صناعة أسلحة ثقيلة وخفيفة ومنها الصواريخ الفرط صوتية والانشطارية، والطائرات المسيَّرات، المساند لجبهة غزة والضاغط على العدو الإسرائيلي بالصواريخ والمسيَّرات ومغلق البحر عليه، من أهان العدو الإسرائيلي وكاشف ضعفه وضعف الدفاعات الجوية والأمريكية لديه، هازم الأمريكي وهازم الإسرائيلي، صاحب إهانة الهيبة الأمريكية في البحر وإسقاطها بضرب حاملات الطائرات وإسقاط طائرات الـf18 وطائرات MQ9 في جولتين من الصراع مع الأمريكي، طارد حاملات الطائرات، مربي ومدرب الرجال ليصبحوا قادة بمستوى المسؤولية للمرحلة القادمة والجولة الآتية، فكان حقاً ويقيناً، قولاً وفعلاً رجل العهد الذي وفى، صاحب المهمات العظيمة بعظمة مسار حياته الجهادية الأبية.
لم يكن ممن أداروا معاركهم من خلف كراسي مناصبهم، أو من بين أثاث منازلهم، بل كان في مقدمة المجاهدين في الجبهات، ومنسق تقدمها وهجومها ومعلن نصرها وثباتها من أعالي سفوح جبال اليمن الشاهقة حتى سهولها وسواحلها، خاض الحروب بضراوة وشراسة، نكل العدو ومرتزقته في كل جبهة وميدان، حتى تُوجت اليوم مسيرته الجهادية بما يستحقه وبما خلق له وبما تمناه، كان رجل المنجزات، ورجل العمليات الكبيرة الموجعة، رجل الصناعات الحربية، ومنْجَم الاستشارات والخبرات العسكرية، ومن عِلمه ويقينه بأن هذا اليوم سيأتي؛ درَّب مئات الآلاف من الجنود على يديه، صقل ضجيج عنفوانهم ووجّه بوصلة جهادهم نحو تحرير القدس والأقصى، لم يستطع العدو إيقاف إنجازاته، وردع عنفوان مسيرته الجهادية إلا عن طريق أسلوب العجز والضعف أسلوب الخيانة والغدر، فقد كان رعبهم الذي لا يغادر توجسات أفكارهم، وكان قلعة التحدي التي تقف أمامهم، ومنارة مضيئة لمحور المقاومة بأكملها، حتى اصطفاه الله بين قافلة شهداء الفتح الموعود والجهاد المقدس.
هي معركة مصيرية، كشفت معادن القادة، وكشفت القائد المؤمن الصريح والقائد العميل والكافر الصريح، معركة ميَّزت الخبيث من الطيب، والشهيد الغماري كان قائدًا مخلصًا، وقف مع غزة وأهلها، وقدّم روحه في سبيل الله في ميادين العزّ والكرامة والعدو لا يستهدف القادة إلا من وجع عميق ألم به ووصله من هذا القائد، ولكن يبقى عزاؤنا أن دماء القادة ستكون وقود الاستمرار والثأر، فمحال أن تسقط الراية باستشهاد قائد من قاداتنا، وأن ينكسر صمودنا، أو أن تضعف عزيمتنا، فنحن أمام مسار معركة مفتوحة في جولات الصراع مع العدو الإسرائيلي، ومع التزام من القوات المسلحة اليمنية مع إخواننا في المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركة حماس، بأن راية الجهاد ستبقى خفاقة حتى تحقيق النصر الإلهي الموعود، وشهداؤنا هم نفسهم شهداء قادات المحور، وعدونا واحد، ونصرنا حتماً قادم ومؤكد.
أكثر من عامين وما يزال اليمن يقدم المواقف والشهداء في سبيل الله دفاعًا عن الأمة ومقداساتها ونصرة مستضعفيها، ومن هذا المنطلق الإيماني والديني والأخلاقي سنحمل المسار الجهادي والعملي الذي رسمه الشهيد الغماري في رئاسة هيئة الأركان العامة وعمَّده بدمه الطاهر، مع بقية رفاق الشهيد من القادة والأفراد المجاهدين في الميدان عهداً ووعداً بالوفاء للشهيد ولكل الشهداء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة يتلقى برقية من أمين عام حزب الله باستشهاد اللواء الغماري
إلى الأخ العزيز والقائد المقدام السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي (حفظه الله ورعاه) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ استشهاد القائد المجاهد اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة، الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس مع ثلة من رفاقه، إثر استهداف جبان نفّذه العدو الصهيوني المجرم.
نتقدم منكم، ومن القيادة اليمنيّة المجاهدة، والقوات المسلحة اليمنية الباسلة، والشعب اليمني الأبي، ومن عائلة الشهيد وذويه ورفاق دربه، بخالص التعازي وأنوار التبريك، سائلين المولى عزّ وجل أن يتغمّده بواسع رحمته ويرفع مقامه.
لقد نال القائد الجهادي الكبير الغماري، أشرف وسام بشهادته، بعد مسيرة جهادية عامرة بالتضحيات، وبعد أن قاد القوات المسلحة اليمنية ببسالة مساندًا غزة وأهلها في وجه الإجرام الصهيوني الأميركي، وحطّم هيبة القوات الأميركية في البحر الأحمر، وقضّ مضاجع الصهاينة بضرباته القاسمة.
إن استشهاد القادة الأطهار هو مفخرة وعزة للأمة، إذ امتزجت دماؤهم المقدسة، من اليمن إلى لبنان والعراق وإيران، بدماء الفلسطينيين في سبيل أقدس قضية وفي وجه أعتى جبابرة الأرض.
نُبارك لكم تعيين اللواء يوسف حسن المداني رئيساً لهيئة الأركان العامة، ونتمنى له التوفيق والسداد في هذه المسيرة الجهادية التي سار على خطاها الشهيد الغماري، وإنّنا على ثقة أن هذه الدماء الزكية ستثمر بإذن الله نصرًا مباركًا وعزًا للأمة، وأن هذه المسيرة ستستمر بعزم القادة الشجعان والشعب الوفي الذين يحملون راية الدفاع عن كل الأمة وقضاياها.