الأردن و”ميد 9″ يؤكدون دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وغزة
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
صراحة نيوز- أصدر الأردن ودول مجموعة “ميد 9″، الاثنين، بيانًا مشتركًا عقب انعقاد قمة دول جنوب أوروبا في مدينة بورتوروز السلوفينية، تناول الوضع في الشرق الأوسط وآخر التطورات في غزة.
وشارك في القمة، التي دعا إليها رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب، جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى جانب رؤساء حكومات كرواتيا وقبرص وفرنسا واليونان ومالطا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا ونائب رئيس وزراء إيطاليا.
وأكد البيان على دور الأردن المحوري كشريك موثوق وراسخ في تعزيز السلام والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مشيدًا بقيادة الملك عبدالله الثاني وجهوده المستمرة في هذا المجال.
وأشار القادة إلى التزام مشترك بين الأردن ودول “ميد 9” بتعزيز الأمن والاستقرار والسلام، مع تقديرهم لمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة وإعادة إعمار القطاع، ورفضه لخطط ضم الضفة الغربية.
ورحب البيان بانعقاد قمة شرم الشيخ للسلام، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مؤكدًا على ضرورة الالتزام الكامل بتنفيذ الاتفاق، بما يشمل الإفراج عن المعتقلين، ومنع أي أعمال قد تعرّضه للخطر.
وشدد القادة على ضرورة الدور الفلسطيني في إدارة غزة، ودعمهم لتولي اللجنة الفلسطينية الإدارية زمام الأمور وفق قرار الجامعة العربية، مع تشجيع مشاركة الاتحاد الأوروبي في مجلس السلام.
كما أعربوا عن قلقهم العميق إزاء الوضع الإنساني في غزة، داعين لضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، مؤكدين أهمية دور الأونروا في تقديم الخدمات لحوالي 5.9 مليون لاجئ فلسطيني، وتجديد دعمهم للوكالة.
وأبرز البيان أهمية الأردن كمركز إقليمي للمساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، مع الإشارة إلى أولوية الممرات البرية والجوية والبحرية لتسهيل إيصال الاحتياجات الأساسية للمدنيين.
كما أدانت دول “ميد 9” استمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وطالبت إسرائيل بوقف الاستيطان وإطلاق عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة، مع التأكيد على احترام الوضع القائم التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة والوصاية الهاشمية عليها.
وجدد القادة التزامهم بتحقيق سلام دائم ومستدام على أساس حل الدولتين، وفق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، داعين جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أفعال قد تقوّض هذا الحل.
وأعرب البيان عن دعم استقرار لبنان ودور قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، مؤكدًا احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه وتنفيذ القرار 1701.
كما شدد على دعم الشعب السوري والحكومة السورية في جهود إعادة بناء سوريا وضمان أمنها واستقرارها، مع الدعوة إلى تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين بأمان واستدامة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي يضطلع به الأردن في استضافة اللاجئين وتقديم الخدمات الأساسية.
وأكد البيان دعم خارطة الطريق لإنهاء الأزمة في السويداء وجنوب سوريا، مع تقدير الدور الأردني في تسهيل الحلول وإرساء الاستقرار في المحافظة.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط الجديد: إعلانه سهل وتحقيقه صعب
وصل الرئيس دونالد ترامب صباح يوم الاثنين 13 أكتوبر إلى مطار بن غوريون، في اللحظة نفسها التي كانت فيها حماس تُفرج عن آخر الأسرى الإسرائيليين الناجين، بعد عامين من الأسر، في الوقت الذي أوقفت إسرائيل فيه قصفها المدمر لغزة. منذ السابع من أكتوبر 2023، قُتل ألفا إسرائيلي وسبعة وستون ألف فلسطيني. وقد تحولت غزة إلى أرض يباب، لا ترى فيها إلا الفقر والخراب. وقف إطلاق النار، الذي كان من الممكن، بل كان ينبغي، أن يتم قبل وقت طويل، بدأ أخيرًا، وإن كان على نحو متعثر.
في القدس، استُقبل ترامب بلوحات إعلانية وفي الكنيست باعتباره «كورش الكبير» المعاصر، وهو الحاكم الفارسي الذي سمح لليهود عام 538 قبل الميلاد بالعودة إلى الأرض المقدسة بعد نفيهم في بابل، وإعادة بناء الهيكل. وخلال خطابه في الكنيست، رفع نائبان يساريان، أوفير كاسيف (يهودي إسرائيلي)، وأيمن عودة (فلسطيني إسرائيلي)، لافتتين صغيرتين كُتب عليهما: «اعترفوا بفلسطين». فما كان من الحراس إلا أن اقتادوهما بسرعة خارج القاعة. وقد امتدح ترامب سرعة قمع هذا الاحتجاج البسيط قائلًا بابتسامة: «كان ذلك فعالًا جدًا». وفي خطاب مملوء بالإعجاب الذاتي، لم ينس ترامب أن يشكر كبير مفاوضيه ستيف ويتكوف (الذي وصفه بـ «كيسنجر لا يسرب المعلومات»)، وأحد كبار مموليه مريم أديلسون «لديها ستون مليارًا في البنك!»، ثم انتقل إلى الهجوم على جو بايدن، الذي وصفه بأنه «أسوأ رئيس في تاريخ بلادنا، دون منازع، وأوباما ليس بعيدًا عنه».
من المستحيل ألا يشعر المرء بارتياح عميق لاحتمال انتهاء هذه الحرب الطويلة والمريرة أخيرًا، لكن يصعب أيضًا تجاهل حقيقة أن قرار الرئيس بالضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يكن نابعًا من استراتيجية مدروسة، أو تعاطف، أو قناعة، بل من حسابات مصلحية. فقد كانت تصريحاته الطائشة في وقت سابق من هذا العام حول تحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» تصب الزيت على نار خيالات اليمين الإسرائيلي بإعادة توطين القطاع وضم الضفة الغربية. كما أججت غضب العالم.
اللحظة الحاسمة جاءت في التاسع من سبتمبر، حين أمر نتنياهو بتنفيذ غارة جوية على مبنى سكني في الدوحة، مستهدفًا أربعة من قادة حماس الذين كانوا يشاركون حينها في مفاوضات وقف إطلاق النار. الغارة أخطأت هدفها، لكنها أرعبت ترامب بوضوح. مثل رؤساء كُثر من قبله، دلّل ترامب نتنياهو، الذي اعتاد على اعتبار الدعم العسكري والسياسي الأمريكي أمرًا مفروغًا منه. لكن ضربة الدوحة مسّت شيئًا يتجاوز المبادئ، مست المصالح المالية. فمشاريع عائلة ترامب التجارية أصبحت متشابكة بشكل متزايد مع رؤوس الأموال القطرية والخليجية. فما كان منه إلا أن أجبر نتنياهو على تقديم اعتذار مكتوب للقطريين، إذلال أعاد إليهم ثقتهم واعتزازهم، وطمأن تركيا ومصر، ودفع هذه الدول إلى ممارسة ضغوط على حماس لقبول اتفاق وقف إطلاق النار. وبذلك، كانت أهم غارة إسرائيلية في هذه الحرب، هي التي فشلت.
يعلن الرئيس الآن عن «الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد». حين استخدم شمعون بيريز هذه العبارة خلال سنوات أوسلو المتفائلة، سخر منه كثيرون لاعتبارهم أنه واهم. أما نسخة ترامب، فهي أقرب إلى خطاب تسويق عقارات، تتبنى مبدأ «إذا صدّقت أنه حقيقي، فهو كذلك». وهو ذات المنطق الذي جعله يدّعي أن «برج ترامب» يتكوّن من 68 طابقًا، رغم أن العدد الحقيقي هو 58. وبالرغم من أن الرئيس يُفضل «رجال الصفقات» على الدبلوماسيين الرسميين، إلا أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط ليس كبيع كازينو خاسر. فالإدارة الأمريكية لا تستطيع ببساطة أن تعلن نهاية «صراع الثلاثة آلاف عام»، كما أسماه ترامب، ثم تلتفت لمهمتها الداخلية في تقويض سيادة القانون. فالتاريخ لا يسمح بالاختزال.
رؤية «الشرق الأوسط الجديد» من منظور نتنياهو المنتشي بالنصر، هي تلك التي تتراجع فيها تهديدات حماس، وحزب الله، وسوريا، واليمن، وإيران، بفضل قيادته «التشرشلّية». أمّا عن فشله في حماية إسرائيل يوم 7 أكتوبر؟ فكل ذلك يُنسى. هذه الرؤية المتعمدة التجاهل، أو بشكل أدق برنامج إعادة انتخاب، تتجاهل الرأي العام العالمي، والانقسامات الأخلاقية والسياسية داخل إسرائيل نفسها. كما أنها تغفل الغضب المتأصل في نفوس الشباب الفلسطينيين، الذين فقدوا أسرهم وأصدقاءهم، دون أن يفقدوا إصرارهم على الكرامة والوطن. التقدم الحقيقي في المنطقة، العدالة والاستقرار الحقيقيان، يتطلبان شفاءً، وثباتًا، وخيالًا، وصبرًا... يومًا بعد يوم، عامًا بعد عام، أطول من عمر أي إدارة سياسية واحدة.
الأسئلة المطروحة الآن كثيرة: من سيدفع لإعادة إعمار غزة؟ ومن سيحكمها؟ وهل ستبقى القوات الإسرائيلية في القطاع؟ وقبل كل شيء، ما مصير «المسار الموثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة» الذي يلمّح إليه اتفاق وقف إطلاق النار بصيغة مبهمة؟ لطالما اعتُبر الحديث عن حل، سواء دولتين، أو كونفدرالية، أو أي صيغة من صيغ التعايش الآمن والحُر، إما تعبيرًا ساذجًا عن الإيمان، أو تمثيلية ساخرة، أو لفتة فارغة نحو مستقبل لا يؤمن أحد برؤيته.
لكن مثل هذا الاستسلام، رغم قابليته للفهم، غير مقبول. وأنت تراقب ترامب ونتنياهو في الكنيست، تتوق إلى مشهد أكثر إلهامًا، مثل ذلك الذي وقع في القاعة نفسها في 20 نوفمبر 1977. فبعد ثلاثين عامًا من العداء، حلّق الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس، ومد يده لمناحيم بيغن، وخاطب النواب الإسرائيليين قائلًا: «جئت إليكم كي نبني معًا سلامًا دائمًا قائمًا على العدالة، لتجنب إراقة قطرة دم واحدة من كلا الطرفين. ولهذا السبب أعلنت استعدادي للذهاب إلى أبعد ركن في العالم. وبكل صدق أقول لكم: نحن نرحب بكم بيننا بأمان وسلام».
لم يكن السادات ولا بيغن بريئين أو حمائم سلام. فالسادات كان يحتقر الاستعمار البريطاني إلى درجة أنه كتب رسالة إلى هتلر (وكأنه ما يزال حيًا)، بدأها بعبارة: «أُعجب بك من أعماق قلبي». أما بيغن، فكان من مقاتلي الجماعات الصهيونية المسلحة، ونعته دافيد بن غوريون بـالعنصري ونموذج هتلري بامتياز. ومع ذلك، وبوساطة مستمرة من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، تمكّن الرجلان من التوصل إلى اتفاق سلام لا يزال قائمًا حتى اليوم.
كانت مبادرة السادات تنتمي إلى زمن آخر، حيث كانت الشجاعة تعني تحمُّل المخاطر، لا استعراض القوة. أما ما جرى في القدس الأسبوع الماضي، فكان تكرارًا لأقدم أنماط المنطقة، وهو غرور القادة الذين يخلطون بين إعلان النصر والحل الحقيقي، وصبر الشعوب التي تتحمل العواقب. فالعدالة، كما هو الحال دائمًا، لا يصنعها أولئك الذين يعلنون «فجر التاريخ» ويمضون، بل أولئك الذين يكدحون عبر يومه الطويل والشاق.