قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن عقد الزواج في الشريعة الإسلامية له أركان أساسية لا يصح إلا بها، وهي: الزوجان، والولي، والشاهدان، والصيغة التي تجمع بين الإيجاب والقبول.

شرط التنازل عن الميراث في العقد


كما أوضح أن شروط صحة العقد تتضمن أن يكون الشاهدان ذكرين من أهل العدالة، وأن يتصل القبول بالإيجاب اتصالًا مباشرًا، وأن تكون الصيغة واضحة وموافقة من الطرفين.

وأضاف أن هذه الأركان والشروط إذا استوفت، فإن العقد صحيح شرعًا، وتترتب عليه كافة الحقوق والواجبات الشرعية بين الزوجين من نفقة وميراث وحقوق متبادلة.

 

الشرط باطل لأنه يُحرم الحلال

وفي معرض رده على سؤال ورد إليه من إحدى السيدات، تقول فيه إنها اشترطت على من أرادت الزواج منه ألا تطالب بإرثها منه بعد وفاته، فوافقت على ذلك، وتتساءل هل يؤثر هذا الشرط على صحة العقد؟

أكد الدكتور لاشين أن الزواج صحيح تمامًا، ما دام استوفى أركانه وشروطه، غير أن الشرط نفسه باطل، لأنه يتضمن تحريمًا لما أحلّه الله تعالى.


وأوضح أن ميراث الزوجة من زوجها حق شرعي ثابت بالقرآن الكريم، قال تعالى:"ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد، فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم" [النساء: 12].

وأشار إلى أنه لا يجوز للزوج أن يستغل رغبة الزوجة في الزواج أو ضعف موقفها، فيفرض عليها شرطًا يبطل حقها الذي أوجبه الله لها، مضيفًا أن هذا الشرط لا يُعمل به شرعًا، وعلى الزوج أن يتوب إلى الله من فرضه.

 

لا إلزام على الزوجة بالوفاء بشرط باطل

وبيّن الدكتور عطية لاشين أن الزوجة غير ملزمة بالوفاء بهذا الشرط، ويجوز لها الرجوع عنه متى شاءت، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمنون عند شروطهم إلا شرطًا أحل حرامًا أو حرّم حلالًا"(رواه الترمذي).

وأكد أن بطلان الشرط لا يؤثر على صحة عقد الزواج، لأن القاعدة الفقهية تنص على أن “العقد صحيح والشرط باطل”، طالما لم يتضمن العقد نفسه ما يخالف أحكام الشرع أو يخل بركن من أركانه.

 

الزواج قائم والحقوق ثابتة

واختتم الدكتور عطية لاشين فتواه بالتأكيد على أن الزواج صحيح وتترتب عليه جميع الآثار الشرعية من حقوق وواجبات، وأن حق الميراث للزوجة ثابت شرعًا لا يجوز إسقاطه بأي اتفاق أو شرط.

كما دعا إلى الالتزام بتعاليم الإسلام في عقود الزواج، وتجنب الشروط التي تُخل بمقاصد الشرع أو تُبطل الحقوق التي شرعها الله، مؤكدًا أن الأصل في العقود هو العدل والمودة والرحمة، لا الاستغلال أو الحرمان من الحقوق.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عقود الزواج الزواج الدكتور عطية لاشين لاشين عطية لاشين

إقرأ أيضاً:

طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم

في مختبر بجامعة كورنيل، وقف فستان أسود على دمية عرض، لكنه لم يكن "أسود" بالمعنى المعتاد، بل بدا كأنه ثقب بصري يبتلع أي ضوء يُلقى عليه، حيث لا تظهر تفاصيل القماش.

هذا ليس سحرا ولا مرشحا رقميا، بل نتيجة مادة نسيجية جديدة تصنف ضمن ما يُسمّى "السواد الفائق"، أي الأسطح التي تعكس أقل من 0.5% من الضوء الساقط عليها.

قام العلماء بتصميم فستان لإظهار دقة المادة الجديدة (جامعة كورنل)سر الرفلبِرد الرائع

وراء هذه الدرجة المتطرفة من السواد قصة "هندسة" و"فيزياء" أكثر مما هي قصة صبغة، إذ استلهم باحثو مختبر تصميم الملابس التفاعلية الفكرة من ريش طائر من طيور الجنة يُدعى "الرفلبِرد الرائع"، وهو طائر معروف بلمعان أزرق على صدره يحيط به ريش أسود مخملي يوحي بأن الضوء يختفي داخله.

في معظم الأقمشة، يكون السواد "سطحيا"، أي صبغة تمتص جزءا من الضوء، فيما يرتد جزء آخر إلى عينك. أما السواد الفائق فيعتمد على حيلة إضافية، وهي إجبار الضوء على الدخول في متاهة مجهرية تطيل مساره وتزيد فرص امتصاصه، بدل أن يرتد مباشرة.

وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "نيتشر كومينيكيشنز"، فإن هياكل نانوية ترفع فرص امتصاص المادة لفوتونات الضوء، ما يسمح لنا برؤية السواد الأشد على الإطلاق.

المادة الجديدة تمتص أكثر من 99% من الضوء (جامعة كورنل)حلول غير مسبوقة

طائر الرفلبرد يفعل ذلك طبيعيا، فريشه لا يعتمد على صبغة الميلانين وحدها، بل على ترتيب دقيق لشعيرات الريش يدفع الضوء للانحراف إلى الداخل. لكن هناك مشكلة: هذا السواد الطبيعي يكون غالبا اتجاهيا، أي مذهلا حين تُشاهَد الريشة من زاوية معيّنة، وأقل "سوادا" عندما تتغير زاوية الرؤية.

حل العلماء لتلك المشكلة جاء بخطوتين بسيطتين في المبدأ، أنيقتين في التنفيذ، حيث صبغ صوف ميرينو بمادة البوليدوبامين، وهو ما يصفه الباحثون بأنه "ميلانين صناعي".

إعلان

بعد ذلك يُعرَّض القماش لعملية حفر ونحت داخل حجرة بلازما  تزيل جزءا بالغ الدقة من السطح، وتترك خلفها نتوءات نانوية حادة، هذه النتوءات تعمل كمصايد ضوئية، أي يدخل الضوء بينها ويرتد مرات كثيرة حتى يفقد طريق العودة.

النتيجة ليست أسود داكنًا، بل استثناء رقميا صارما، فمتوسط انعكاس القماش الجديد عبر الطيف المرئي (400-700 نانومتر) بلغ 0.13%، وهو، بحسب الورقة العلمية، أغمق قماش مُبلّغ عنه حتى الآن.

تطبيقات مهمة

قد يبدو الأمر كترف بصري أو نزوة "موضة"، لكنه في الحقيقة يلامس تطبيقات عملية حساسة، فالسواد الفائق مهم لتقليل الانعكاسات الشاردة داخل الكاميرات والأجهزة البصرية والتلسكوبات.

ويمكن لهذا المستوى من اللون الأسود أن يساعد في بناء ألواح وتقنيات شمسية أو حرارية عبر تعظيم امتصاص الإشعاع.

كما يشير الباحثون أيضا إلى إمكانات واعدة لهذه المادة الجديدة في عمليات التمويه وتنظيم الحرارة، لأن السطح الذي يمتص الضوء بكفاءة قد يحوّل جزءا منه إلى حرارة قابلة للإدارة.

أما الفستان الذي صممه العلماء، فكان برهانا بصريا لطيفا على نجاح التجارب، وقد استُخدم لإظهار أن هذا السواد لا يتبدّل بسهولة حتى عندما تُعدَّل إعدادات الصورة، مثل التباين أو السطوع، مقارنة بأقمشة سوداء أخرى.

مقالات مشابهة

  • وفاة والدة الدكتور خالد حمدي رئيس جامعة الأهرام الكندية
  • كيف أبر زوجتى بعد موتها؟.. الإفتاء توضح الطريق
  • متى يتحول ضرب الزوجة إلى سبب قاطع للطلاق وحبس الزوج؟
  • خفت أنا كده .. محامية ردا على بلاغ طليقة سعيد مختار : دي شغلانتي
  • طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
  • جيش الاحتلال يكمل خطة بخصوص لبنان.. هجوم واسع مرهون بهذا الشرط
  • صراع قضائى بين رجل وزوجته بسبب النفقات ومسكن الزوجية
  • عادل نعمان: الإسراء والمعراج أنكرهم عدد كبير من العلماء
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور ثروت مهنا أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
  • إدارة الاتحاد تتعاقد مع الإسباني خورخي لوبيز وتمنحه كامل الصلاحيات