لبنان يبدأ سادس مراحل عودة اللاجئين السوريين
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
بيروت - انطلقت المرحلة السادسة من خطة الحكومة اللبنانية لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، الخميس، بعد توجه حافلاتهم من مدينة طرابلس إلى معبر العريضة الحدودي شمالي البلاد.
وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، انطلقت المرحلة الخامسة من الخطة ذاتها، وذلك من بلدة قب الياس الحدودية (شرق) من معبر المصنع اللبناني باتجاه دمشق، وريفها، ومنطقة القلمون شمال غرب العاصمة السورية.
تأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة العودة الطوعية، التي تنظمها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، بالتعاون مع الأمن العام اللبناني.
وصباح الخميس، انطلقت من معرض رشيد كرامي الدولي في مدينة طرابلس حافلات تقل أعداداً إضافية من اللاجئين السوريين، في إطار المرحلة السادسة من خطة الحكومة اللبنانية المتعلقة بعودتهم الطوعية والمنظمة، وفق مراسل الأناضول.
وتولى الأمن العام اللبناني الإشراف على عملية الانطلاق إلى معبر مركز العريضة الحدودي، بمشاركة منظمات دولية وإنسانية، وذلك استكمالاً للمراحل السابقة التي شملت مناطق عدة في لبنان.
وبهذا الخصوص، قال مصدر بالأمن العام اللبناني للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، إن "جميع الإجراءات اللوجستية والإدارية اكتملت، وتشمل إعفاء العائدين من الرسوم ومخالفات الإقامة المتراكمة عن السنوات الماضية، في خطوة تهدف إلى تسهيل العودة وتخفيف الأعباء عنهم".
بدورها، قالت مسؤولة الإعلام في المفوضية العليا الأممية لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد: "اليوم نشهد الدفعة السادسة من عودة اللاجئين السوريين المنظمة من قبل الأمم المتحدة بالتنسيق مع الأمن العام اللبناني".
ولفتت للأناضول، إلى أن "حوالي 400 شخص غادروا اليوم (ضمن المرحلة السادسة) من معبر العريضة الحدودي ليعودوا إلى مناطق في مدينتي حمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) السوريتين".
ويقع المعبر بين قرية العريضة في محافظة عكار شمالي لبنان، ومحافظة طرطوس غربي سوريا.
ومنذ مطلع عام 2025 وحتى اليوم، بلغ عدد العائدين حوالي 300 ألف لاجئ سوري من لبنان إلى مختلف المناطق في بلادهم، وفق المسؤولة الأممية.
وتابعت: "نحن كمفوضية سنكمل تطبيق هذه الخطة بالتنسيق مع سلطات لبنان لدعم الأشخاص الذين يريدون العودة لسوريا، وسنتابع معهم بعد عودتهم من خلال تقديم الدعم اللازم لانخراطهم بمناطقهم".
وفي معرض حديثه عن رحلة العودة للوطن، قال اللاجئ السوري علي عبد الكريم العلي من مدينة حلب (شمال)، إنه متجه إلى إدلب بعد أن أمضى سنوات عديدة في لبنان، لأن الظروف هناك كانت أفضل من بلده.
وفي حديث للأناضول، شكر العلي لبنان حكومة وشعبا على استضافته لهم منذ عام 2013، وخص بالذكر أهل طرابلس.
في المقابل، أعرب عدد من اللاجئين السوريين المغادرين عن ارتياحهم للإجراءات التنظيمية للأمن العام اللبناني.
وأكدوا في أحاديث للأناضول، أن العملية جرت بسلاسة وبتعاون كامل من الأجهزة اللبنانية.
وتحصل العودة المنظمة، منذ انطلاق المرحلة الأولى للخطة في 29 يوليو/ تموز الماضي، بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، والصليب الأحمر اللبناني، وعدد من المنظمات الإنسانية المعنية.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، كشفت الحكومة اللبنانية عن خطة جديدة متعددة المراحل لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، مبينة أنها ستنقسم بين منظمة وغير منظمة يتم في الأولى تسجيل الأسماء وتأمين حافلات لنقلهم إلى الداخل السوري على أن ينال كل منهم مبلغ 100 دولار.
أما بخصوص العودة غير المنظمة فسيكون على اللاجئ أن يحدد موعد مغادرته وتأمين وسيلة التنقل وسيحصل أيضا على 100 دولار، وفق الخطة اللبنانية.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.8 مليون، منهم نحو 880 ألفا مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب تقديرات لبنانية.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، بينها 53 عاما من حكم أسرة الأسد.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: اللاجئین السوریین العام اللبنانی
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع فانس إلزام نتنياهو بعدم العودة للحرب؟
القدس المحتلة- يستمر المسؤولون الأميركيون في تكثيف جهودهم لضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع بدء التحضير للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتأتي زيارة نائب الرئيس جيه دي فانس إلى تل أبيب، اليوم الثلاثاء، في ظل تخوفات الإدارة الأميركية من أن يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، إلى خرق الاتفاق واستئناف العمليات العسكرية ضد القطاع.
وضم الوفد الأميركي إلى جانب فانس، المبعوثين الخاصين للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذين ينسقان مباشرة مع إسرائيل لضمان عدم تراجعها عن التزاماتها.
رسائل أمريكية بشأن مستقبل اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة.. التفاصيل مع مراسل الجزيرة من واشنطن أنس الصبار#الأخبار pic.twitter.com/MPt468J0LP
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 21, 2025
ضغط سياسيوتشمل المرحلة الثانية من خطة ترامب انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإدخال قوة دولية لمراقبة الوضع في القطاع، إضافة إلى متابعة ملف تبادل الأسرى.
خلال زيارته، بحث فانس مع نتنياهو آليات بدء المرحلة الثانية للاتفاق، فيما التقى نتنياهو أيضا برئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، لمناقشة تنفيذ الخطة وتعزيز التعاون الإقليمي، حسب القناة 12 الإسرائيلية.
وتبرز هذه الزيارات في سياق تحرك تل أبيب وواشنطن لتفعيل مقر مشترك في بلدة "كريات غات" عند مشارف النقب، يضم مئات الضباط والجنود من الجانبين، بهدف وضع آليات ميدانية للتعامل مع أي خرق محتمل للهدنة أو تحركات غير اعتيادية داخل غزة.
ويرى محللون سياسيون وإسرائيليون أن مشاركة فانس في الوفد الأميركي ليست مجرد زيارة رمزية، بل تمثل ضغطا سياسيا مباشرا على نتنياهو لإلزامه بتنفيذ الاتفاق.
إعلانويشير آخرون إلى أن وجود مقر تنسيق مشترك مع الجنرال الأميركي باتريك فرانك واللواء الإسرائيلي يكي دولف، يعكس مستوى غير مسبوق من التنسيق العسكري والدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويزيد من قدرة واشنطن على مراقبة تنفيذ الاتفاق والحد من أي محاولة لاستئناف الحرب.
وتتوقع القناة 11 الإسرائيلية انضمام ممثلين من مصر والإمارات وربما قطر وتركيا إلى المقر، لاحقا، في خطوة لتعزيز دور الوساطة الدولية في الحفاظ على الهدنة، وضمان الانتقال الآمن إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار في غزة.
ضغط دبلوماسيوترى القراءات الإسرائيلية أن زيارة فانس تمثل رسالة سياسية قوية لتل أبيب مفادها أن الولايات المتحدة تتابع الملف عن كثب، لكنها ليست ضمانا قانونيا لوقف أي تراجع محتمل من جانب نتنياهو، بل أداة ضغط دبلوماسية وسياسية لتعزيز الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانتقال للمرحلة الثانية.
وأشار المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، إلى أن إسرائيل تعتبر هذه الزيارة خطوة حاسمة لتعزيز عمل القوة الدولية في تحديد مواقع الضحايا والمحتجزين في القطاع، واعتبرها شرطا أساسيا لأي تقدم ملموس في المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأكد آيخنر أن إرسال ثاني أهم شخصية أميركية إلى إسرائيل يعكس الأهمية التي توليها واشنطن لاستمرار تنفيذ الاتفاق ونجاح المرحلة الثانية، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة تدير الملف بكل قوتها ومتابعتها المباشرة.
ولا تقتصر زيارة فانس -وفقا له- على غزة وحدها، بل تشمل قضايا إقليمية أوسع، حيث يعقد مسؤولون أميركيون اجتماعات مستمرة مع الجانب الإسرائيلي حول إيران والأوضاع في الشرق الأوسط، ما يوضح انخراط نائب الرئيس الأميركي في السياسة الخارجية بشكل مباشر.
ويخلص آيخنر إلى أن حضور فانس بنفسه يرمز إلى قوة الضغط الأميركي واهتمامه الشخصي بوقف أي محاولات من جانب نتنياهو للانسحاب من الاتفاق أو استئناف العمليات العسكرية في غزة. لكنه أشار أيضا إلى أن قدرته على إلزام نتنياهو محدودة في الجانب التنفيذي، ويعتمد نجاحه على التنسيق المستمر بين واشنطن وتل أبيب والمجتمع الدولي لضمان الالتزام الكامل بالهدنة.
من جانبها، أفادت المراسلة السياسية لصحيفة "معاريف"، آنا بارسكي، بأن الرسالة الإسرائيلية خلال الأيام الماضية كانت واضحة تجاه واشنطن والآلية الدولية التي ترأسها الولايات المتحدة، وهي أن حماس مطالبة بالوفاء التام بالتزاماتها وإعادة جميع المحتجزين دون أي تأخير. وتعمل إسرائيل على تسريع جهود البحث عن الأسرى عبر التنسيق مع هذه الآلية الدولية.
وأوضحت أن الهدف الرئيس من زيارة فانس هو التأكد من تنفيذ التفاهم التي تم التوصل إليه بين تل أبيب وحماس ضمن إطار الترتيب الإقليمي الأميركي، إذ تعمل واشنطن على منع انهيار هذا التفاهم والحفاظ على وقف إطلاق النار، الذي شهد مؤخرا "انتهاكات من قبل حماس، أبرزها عدم إعادة جميع المحتجزين".
إعلانوتعتقد أن "المرحلة ب" في خطة ترامب تهدف إلى إنشاء آلية مدنية دولية لإدارة غزة، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية، ومنع الحركة من إعادة التسلح، وإنشاء قوة متعددة الجنسيات للإشراف على الأمن. وتناقش الاجتماعات مشاركة دول عربية مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات، بينما ترفض إسرائيل إدخال قطر وتركيا ضمن هيكل القوة.
وتسعى الزيارة -برأي بارسكي- إلى سد الفجوة بين تل أبيب والدول العربية المحيطة بشأن هيكل القوة متعددة الجنسيات، ونقل التزام أميركي بمواصلة دعم إسرائيل، مع الحفاظ على قنوات الحوار مع هذه الدول. وقالت إنها بمثابة رسالة واضحة لنتنياهو وكبار المسؤولين الإسرائيليين بأن الحفاظ على وقف إطلاق النار شرط أساسي لنجاح الخطة السياسية، وأن أي تقاعس قد يهدد المرحلة الثانية من الترتيبات الأميركية الإسرائيلية الفلسطينية.
وخلصت إلى أنها تمثل ضغطا دبلوماسيا مباشرا على إسرائيل وحماس، ورسالة إقليمية مفادها أن واشنطن تراقب تنفيذ الاتفاق عن كثب، وتربط استمرار الدعم الأميركي بالالتزام التام بوقف إطلاق النار وتنفيذ المرحلة الثانية من خطة إدارة قطاع غزة.