أعلنت الدنمارك، اليوم الجمعة، أنها طلبت من روسيا خفض عدد الموظفين في سفارتها في كوبنهاجن، في أعقاب الطلبات الروسية للحصول على تأشيرات لـ "ضباط المخابرات". 

 

قالت وزارة الخارجية الدنماركية إن البعثة الروسية ستحتاج إلى خفض عدد موظفيها ليتناسب مع مستوى السفارة الدنماركية في موسكو، وأنها أبلغت السفير الروسي فلاديمير باربين بذلك، حسبما أفادت وكالة فرانس برس.

 

قالت الوزارة إن هذه الخطوة جاءت بعد مفاوضات مطولة بين البلدين بشأن تأشيرات موظفي السفارة.

 

قالت الوزارة إن المفاوضات لم تسفر عن نتائج بسبب المحاولات الروسية المتكررة لإدراج طلبات التأشيرة لضباط المخابرات الروسية ضمن هذه المفاوضات.

 

ومن الناحية العملية، سيسمح للسفارة أن يكون لديها خمسة دبلوماسيين و20 موظفا إداريا وفنيا.

 

قالت الوزارة "قرار التكافؤ في حجم السفارتين يعني أن السفارة الروسية في كوبنهاجن يجب أن تخفض عدد موظفيها الحاليين"، مضيفة أن التخفيض يجب أن يكتمل بحلول 29 سبتمبر.

 

في أبريل 2022، طردت الدنمارك 15 دبلوماسيًا روسيًا اتهمتهم بأنهم ضباط مخابرات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدنمارك ضباط المخابرات روسيا

إقرأ أيضاً:

انتهت سريعا بإنجاز وحيد.. ما وراء تعثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا

كييف – بعد طول انتظار وأيام من الإعداد والترقب حبست أنفاس العالم، شهدت مدينة إسطنبول يوم الجمعة 16 مايو/أيار مفاوضات أوكرانية روسية مباشرة، لكنها انتهت سريعا ومن دون أي نتائج تذكر.

وبحسب وسائل إعلام محلية وغربية، لم تستغرق المفاوضات أكثر من ساعتين فقط، ومخرجاتها لم تتطرق إلى أي شيء يتعلق بإنهاء الحرب وإحلال السلام، أو حتى وقف مؤقت لإطلاق النار.

تبادل الأسرى

ولعل الإنجاز العملي الوحيد الذي اتفق عليه الفرقاء هو تبادل جديد للأسرى، يشمل ألف أسير من كل جانب بين جنود ومدنيين وحتى أطفال، وهو أكبر رقم يسجل في إطار عمليات التبادل منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.

إنجاز أشبه بذرّ للرماد في العيون، إذ لم يكن في حقيقته نتيجة توافق بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، بل استجابة لمقترح تركي بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، بحسب الإعلام الأوكراني أيضا.

وفي حديث مع الجزيرة نت، قال ميلان ليليتش نائب رئيس تحرير موقع "آر بي كا" الأوكراني "قد يقول البعض إنه لو كانت نتيجة الاجتماع الوحيدة هي إطلاق سراح ألف أوكراني، فإن الأمر يستحق ذلك. لكن هذا لا يلغي حقيقة أن المفاوضات فشلت بتحقيق أي نتيجة تتعلق بأي من الأهداف الرئيسة التي أقيمت من أجلها".

إعلان تبادل الشتائم

أما تبادل الشتائم والاتهامات اللاذعة والتشكيك بالنوايا والصلاحيات، فكان السمة الأبرز لما سبق أن تخلل وتلا هذه المفاوضات، وفيه تفسير تعثرها وسرعة انتهائها.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي انتظر بلا جدوى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول وصف مستوى الوفد الروسي "بالمهين"، لترد عليه المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وتصفه "بالمهرج الفاشل".

وبدورها، صعّدت أوكرانيا نبرة الخطاب، واعتبر المتحدث باسم خارجيتها هيورهي تيخي أن دور الخارجية الروسية هو "النباح من موسكو".

وفي ما يتعلق بمضمون المفاوضات نفسها، فقد وصفه وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها "بالهراء الروسي".

وعن تفاصيل ما طالبت به موسكو، قال النائب البرلماني أوليكسي هونتشارينكو للجزيرة نت "باختصار، وضع الروس مجددا على الطاولة ما يحتاجونه لتسلم أوكرانيا بالأمر الواقع، وتستسلم".

وأضاف موضحا "يريدون عودة البلاد إلى الحياد، وعدم وجود قوات أجنبية على أراضيها. ويريدون ألا نطالبهم بتعويضات عن أضرار حربهم، وأن نحفظ حقوق الناطقين بالروسية".

والأخطر من كل هذا، حسب هونتشارينكو، "إصرار موسكو اليوم على اعتراف أوكرانيا بسيطرة روسيا الشرعية والقانونية على 5 مقاطعات (لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون وشبه جزيرة القرم)، والانسحاب من كامل أراضي تلك المقاطعات كشرط لوقف إطلاق النار".

سلاح الضغط وخداع ترامب

بمجرد أن انتهى اللقاء التاريخي القصير، عاد وزير الخارجية سيبيها للتلويح بعصا العقوبات الغربية على روسيا، مؤكدا أن نتائج الاجتماع دليل على ضرورة تشديدها، وأن "استفزازات موسكو وخطط بوتين لم تمر".

ودعا إلى استمرار الضغط على روسيا، ودفع بوتين إلى اللقاء مع زيلينسكي وجها لوجه، لأن "الوفد الروسي لا يتمتع بالصلاحيات الكافية، خاصة في ما يتعلق بمبادرة وقف إطلاق النار".

إعلان

ولم يكتف الأوكرانيون بتوجيه اتهامات لروسيا تتعلق بصدق النوايا تجاه عملية السلام ومحاولة كسب الوقت والرغبة باستمرار الحرب، بل ألقوا بلوم كبير على الوسيط و"القاضي" الأميركي أيضا.

وقال الكاتب والصحفي ليليتش "يعتقد البعض أن موسكو في الأسابيع الأخيرة لم تعد طرفا مفضلا لدى القاضي ترامب الذي عين نفسه للبت في قضية الحرب الروسية الأوكرانية، لكني أعتقد أنه لم يصبح قاضيا نزيها يستوجب عبارات الإشادة والمديح التي تكررها السلطات الأوكرانية".

وأضاف "لا يزال ميّالا لمصلحة الروس. ولإقناعه أننا نريد السلام كان علينا تقديم تنازلات حقيقية، والتوقيع على اتفاقية باطن الأرض. وبالمقابل، قال إن روسيا تريد السلام، بمجرد الإشارة إلى أنها ذاهبة للمفاوضات".

"هدف الروس كان مجرد الحضور، وسقف مطالبهم تجاوز كثيرا ما طالبوا به في 2022″، حسب ليليتش الذي رأى أن "إدارة ترامب تتحمل جزءا كبيرا من أسباب فشل مفاوضات إسطنبول، لأنها تعاملت بسذاجة مع خداع الروس لترامب، ولم تمارس ضدهم ما يدفع إلى مفاوضات جادة".

سيارة محترقة وبداخلها جثة شخص مقتول إثر هجوم بطائرة من دون طيار في كوستيانتينيفكا بمنطقة دونيتسك (الفرنسية) عودة التشاؤم

نتائج المفاوضات أعادت التشاؤم سريعا إلى الشارع الأوكراني، بعد أن أحيت الأيام السابقة أملهم بنهاية قريبة للحرب، أو اتفاق يوقف إطلاق النار.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته مجموعة "ريتينج"، فإن 25% من الأوكرانيين يرون أن المفاوضات مع الروس ستقرّب السلام فعلا، بينما اعتبر 54% منهم أن "بوتين لا يريد إنهاء الحرب".

وفي محاولة لجمع آراء العامة، تحدثت الجزيرة نت إلى عدد من سكان العاصمة كييف، ومنهم أنتون الذي قال إن "بوتين يماطل. يخدعنا ويخدع الأميركيين والعالم المتحضر. نحن بحاجة إلى المفاوضات لوقف الحرب، لكننا لن نتنازل عن بلادنا وحريتنا. نحن مع مفاوضات موضوعية عادلة، ونريد أن يلتقي زيلينسكي ببوتين وجها لوجه، ليقول له كل شيء، ويصلا معا إلى حل وسط".

إعلان

وتقول الشابة كسينيا "لا أؤمن بإمكانية الوصول إلى نتائج عبر المفاوضات. أعتقد أن روسيا ستستمر بقصف المدن وقتل المدنيين. بوتين قاتل في عيون الأوكرانيين. الحرب قد تتحول إلى البرود، لكنها لن تتوقف".

أما الشاب فيكتور فيعتقد أن "الروس يتلاعبون لكسب الوقت لا أكثر. قواتهم تتحرك بلا توقف والتعبئة في بلادنا كذلك. ما من أفق واضح لنهاية الحرب. آمل أن أكون مخطئا. انتهاؤها حلم بكل بساطة، لكنه بعيد المنال كما نرى".

مقالات مشابهة

  • نائب ياباني: زيلينسكي بلا خبرة والوفد الروسي محترف والمفاوضات يجب أن تستمر
  • انتهت سريعا بإنجاز وحيد.. ما وراء تعثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا
  • مدفيديف يوجه "رسالة" إلى أعداء روسيا
  • أوكرانيا تدعو لقمة مع روسيا بعد مفاوضات إسطنبول
  • كوريا الجنوبية تطلب من الولايات المتحدة إعفاء سلعها من الرسوم الجمركية
  • الأمم المتحدة تعلق على نتائج المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول
  • بينها وقف إطلاق النار.. أبرز ما جاء في المفاوضات الروسية الأوكرانية
  • رئيس الوفد الروسي في المفاوضات مع أوكرانيا: كييف طلبت عقد اجتماع لرؤساء الدول
  • رئيس الوفد الروسي: راضون عن النتائج التي حققناها في مفاوضات إسطنبول
  • مفاوضات إسطنبول.. الوفدان الروسي والأوكراني يتواصلان باللغة الروسية