دينيس دريسر تنضم إلى OpenAI لتوسيع مراكز البيانات الضخمة
تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT
أعلنت شركة OpenAI الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي عن تعيين دينيس دريسر، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة Slack، في منصب الرئيسة التنفيذية الجديدة للإيرادات بالشركة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الربحية وتوسيع نطاق خدمات الذكاء الاصطناعي للشركات والمؤسسات حول العالم.
وسيكون لدريسر دور محوري في قيادة الشركة نحو تحقيق توازن بين الابتكار وتحقيق العوائد المالية، خصوصًا بعد تحول OpenAI إلى شركة ذات منفعة عامة.
ووفقًا لإعلان OpenAI، ستشرف دريسر على جميع جوانب استراتيجية الإيرادات بما يشمل نجاح العملاء والمؤسسات، وتعظيم فرص النمو، وتحقيق الاستفادة القصوى من المنتجات القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT.
وأشارت فيدجي سيمو، الرئيسة التنفيذية للمنتجات في OpenAI، إلى أن دينيس تتمتع بخبرة واسعة في تحويل الشركات إلى مؤسسات ناجحة، قائلة: "لقد قادت دينيس هذا النوع من التحول من قبل، وستساعدنا خبرتها في جعل الذكاء الاصطناعي مفيدًا وموثوقًا ومتاحًا للشركات في كل مكان".
يأتي تعيين دريسر بعد تعيين سيمو نفسها في مايو من هذا العام، بعد أن شغلت منصب الرئيسة التنفيذية لشركة Instacart، وقبل ذلك شغلت مناصب عليا في شركة Meta، بما في ذلك تأسيس قسم الإعلانات في فيسبوك، وهو ما يعكس نهج OpenAI الجديد في التركيز على التوسع التجاري ودمج الذكاء الاصطناعي في أعمال المؤسسات بشكل موسع.
ويأتي هذا التغيير في الوقت الذي تتجه فيه OpenAI نحو استثمار أكبر في مراكز البيانات الضخمة لدعم منتجاتها المتنامية، لا سيما روبوتات المحادثة مثل ChatGPT.
ومن المتوقع أن تشمل التحديات الرئيسية لدريسر إدارة النفقات المرتفعة المرتبطة بمراكز البيانات، بما في ذلك شراكات متعددة لتوفير الطاقة الحوسبية، وتكاليف بناء وشراء مكونات الخوادم، بالإضافة إلى تكاليف تشغيل الذكاء الاصطناعي نفسه لمعالجة ملايين الاستعلامات يوميًا.
كما تدرس الشركة إدخال إعلانات ضمن المحادثات في المستقبل، مستفيدة من خبرة سيمو السابقة في قطاع الإعلان الرقمي، وهو ما يعكس استراتيجية OpenAI لزيادة الإيرادات دون التأثير على تجربة المستخدم أو جودة خدماتها، ورغم ذلك، تبقى المهمة صعبة نظرًا للتكلفة العالية للحفاظ على الأداء والاستمرارية في تقديم حلول ذكاء اصطناعي متقدمة وآمنة للمستخدمين والشركات.
ويعد تعيين دينيس دريسر خطوة مهمة ضمن جهود OpenAI لتحقيق توازن بين الابتكار والربحية، مع التركيز على تزويد المؤسسات بأدوات ذكاء اصطناعي متطورة، ودعم الشركات الصغيرة والكبيرة في التحول الرقمي، مع الحفاظ على مكانتها كمبتكر رئيسي في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.
أكدت OpenAI أن التغييرات القيادية الجديدة تهدف إلى تعزيز استدامة أعمال الشركة على المدى الطويل، مع الاستمرار في تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي لتصبح أدوات عملية موثوقة تدعم الإنتاجية والابتكار في القطاعات المختلفة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز قدرة OpenAI على المنافسة عالميًا، خصوصًا في ظل زيادة الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية والتعليمية والصناعية.
وفي الوقت نفسه، يسلط هذا التعيين الضوء على الدور الحيوي للقيادة التنفيذية المتمرسة في تحقيق التكامل بين التكنولوجيا والربحية، وضمان أن يكون نمو OpenAI مستدامًا ومتوافقًا مع أهدافها الاجتماعية والتجارية، مما يعزز موقع الشركة كلاعب رئيسي في الثورة الصناعية الرابعة والتوسع السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئیسة التنفیذیة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي