لاحظ الأطباء في القرن الثامن عشر أن الراهبات اللواتي لا ينجبن كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وقد أكد العلم لاحقا صحة هذه الملاحظة، إلا أن الأسباب وراءها ظلت غير معروفة.

اكتشف فريق دولي من العلماء ظاهرة مذهلة تفيد بأن الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على تزويد الطفل بالغذاء، بل تمنح الأم أيضا حماية مناعية طويلة الأمد ضد سرطان الثدي، وقد كشفت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" الأمريكية عن الآلية التي تكمن وراء هذه الحماية، والتي يمكن أن تستمر لعقود.

وأظهرت دراسة حديثة أن السر يكمن في خلايا مناعية خاصة تنشط خلال الحمل والرضاعة، فقد تمكن العلماء، بقيادة البروفيسورة شيرين لوي من مركز بيتر ماكولوم للسرطان، من اكتشاف نوع فريد من الخلايا التائية CD8+ في أنسجة الثدي لدى النساء اللواتي أنجبن أطفالا. وتبقى هذه الخلايا في جسم الأم لأكثر من 30 عاما بعد الولادة، حيث تقوم بمراقبة الخلايا التي قد تشكل خطرا وتدميرها قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.
وشملت التجارب 260 امرأة، وأظهر التحليل أن النساء اللواتي أرضعن طبيعيا يمتلكن عددا أكبر من هذه الخلايا الواقية. كما بينت التجارب على الفئران أن الإناث المرضعات تطور لديهن الأورام بشكل أبطأ، وعند إزالة الخلايا التائية اختفى هذا التأثير الوقائي. وكانت الحماية واضحة بشكل خاص ضد سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو أحد أكثر أنواع السرطان عدوانية.

ورغم أن العلماء أكدوا أن تأثير الرضاعة الطبيعية كبير ومثبت علميا، فإنهم شددوا على أنها ليست ضمانا مطلقا ضد الإصابة بالسرطان، إذ تختلف النتائج من امرأة إلى أخرى تبعا لعوامل فردية متعددة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الراهبات سرطان الثدي الرضاعة الطبيعية خلايا مناعية الحمل الحمل والرضاعة أنسجة الثدي خلايا سرطانية

إقرأ أيضاً:

علاج مناعي موحد قد يغيّر مستقبل مرضى سرطان الثدي

علماء يطورون علاجًا مناعيًا جاهزًا لسرطان الثدي ثلاثي السلبيات، يستهدف الأورام من عدة زوايا ويخفض تكاليف العلاج بشكل كبير.

طور باحثون في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس علاجًا مناعيًا لسرطان الثدي ثلاثي السلبيات، أحد أكثر أنواع السرطان عدوانية وصعوبة في العلاج.

ويعتمد العلاج الجديد، المعروف باسم CAR-NKT cell therapy، على خلايا مناعية معدلة قادرة على مهاجمة الأورام من عدة جهات وتفكيك الحواجز الدفاعية التي تستخدمها الخلايا السرطانية.

ويفتقر سرطان الثدي ثلاثي السلبيات إلى ثلاثة أهداف رئيسية تجعل العلاجات التقليدية أقل نجاعة ما يحد من خيارات المرضى العلاجية. ويوفر العلاج الجديد خلايا CAR-NKT يمكن إنتاجها بكميات كبيرة من دم متبرع بها وتخزينها، ما يجعلها جاهزة للاستخدام على الفور وبسعر أقل بكثير يصل إلى حوالي 5 آلاف دولار للجرعة، مقارنة بمئات الآلاف المطلوبة للعلاجات المخصصة لكل مريض.

كما يعتمد العلاج على خلايا NKT النادرة والقوية، التي تُجهّز بمستقبل مستضاد كيميائي (CAR) يستهدف بروتين ميسوثيلين، الموجود بكثرة على خلايا سرطان الثدي ثلاثي السلبيات. وتتمكن هذه الخلايا من مهاجمة السرطان عبر استهداف ميسوثيلين المرتبط بالأورام العدوانية والمنتشرة، واستغلال المستقبلات القاتلة الطبيعية التي تتعرف على أكثر من 20 علامة جزيئية مما يصعب على السرطان الهروب، بالإضافة إلى إعادة تشكيل البيئة المناعية للورم بالقضاء على الخلايا المثبطة للمناعة التي تعمل كحماية للأورام.

Related دراسة: تسلل الأورام إلى الأوعية الدموية قد يكون السبب الحقيقي وراء وفاة مرضى السرطاندراسة تكشف فجوة في التجارب السريرية لعلاج السرطان.. النمو الاقتصادي ليس العامل الحاسمنصف النساء فوق الأربعين يمتلكن "ثديًا كثيفًا".. تحدٍّ كبير أمام الكشف المبكر عن السرطان

وأظهرت الاختبارات المخبرية على عينات أورام مأخوذة من مرضى في مراحل متقدمة قدرة خلايا CAR-NKT على قتل السرطان في جميع العينات، مع القضاء أيضًا على الخلايا المناعية المثبطة التي توظفها الأورام كحماية.

وقالت البروفسورة ليلي يانغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة علم الأحياء الدقيقة والمناعة وعلم الوراثة الجزيئي "طال انتظار المرضى للحصول على خيارات علاجية أفضل، وأن نكون على بعد خطوة واحدة فقط من بدء التجارب السريرية أمر جيد."

ويمتد احتمال استخدام هذا العلاج إلى أنواع أخرى من السرطان مثل المبيض والبنكرياس والرئة.

يُذكر أن العلاجات المناعية الحالية، مثل خلايا CAR-T، حققت نجاحًا ضد بعض سرطانات الدم، لكنها تواجه صعوبة كبيرة مع الأورام الصلبة مثل سرطان الثدي، الذي يستخدم آليات دفاعية معقدة ويتكيف بسرعة لتجنب العلاج. ويعد CAR-NKT بمثابة "هجوم شامل" على الأورام، إذ يستهدفها من عدة جهات في الوقت نفسه.

وأضافت يانغ: "لقد قطعنا 99 خطوة للوصول إلى هذا الإنجاز، وما زلنا نفتقد خطوة واحدة فقط لبدء التجارب السريرية وإظهار مدى فعالية هذا العلاج الواعد للمرضى."

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • صنعتها الناجيات.. وسائد طبية لدعم مريضات سرطان الثدي
  • سرطان الثدي.. أبرز عوامل الخطر وخطوات الوقاية اليومية
  • علاج مناعي موحد قد يغيّر مستقبل مرضى سرطان الثدي
  • صور | ”رسالة لأمي“.. أطفال صفوى يواجهون "سرطان الثدي" بـ 250 شتلة
  • نتائج غير متوقعة.. ماذا يحدث لجسمك عندما تشرب من 4 إلى 6 أكواب قهوة يوميا؟
  • نتائج غير متوقعة.. السعادة تحمي من أمراض القلب والسرطان
  • أفكار لدعم شهر التوعية بسرطان الثدي في مكان العمل
  • رجيم داعم لمكافحة سرطان الثدي
  • وزير الصحة يتابع تطورات منظومة دعم وصرف الألبان الصناعية لتعزيز الرضاعة الطبيعية وحوكمة الدعم