رام الله - خاص صفا مع بدء موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية المحتلة، تتفاقم معاناة المزارعين الفلسطينيين، جراء تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيها ضدهم، ما يُهدد هذا الموسم، ويُكبد هؤلاء المزارعين خسائر فادحة. ويتعرض المزارعون الفلسطينيون خلال موسم الزيتون، لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، مما يحول في كثير من الأحيان دون وصولهم إلى أراضيهم، ويزيد من معاناتهم اليومية.
ويُعدّ قطف الزيتون بالنسبة لآلاف العائلات الفلسطينية في الضفة مصدر دخل رئيس، وجزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي الفلسطيني، لذلك يتعمد المستوطنون بحماية جيش الاحتلال التنغيص على قاطفي الزيتون، وحرمانهم من الوصول لأراضيهم. وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ جيش الاحتلال ومستوطنوه ما مجموعه 158 اعتداءً ضد قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم الحالي، مما أدى إلى أضرار مادية ومعنوية جسيمة. وتتراوح هذه الاعتداءات ما بين الاعتداء الجسدي العنيف، وحملات الاعتقالات وتقييد الحركة، ومنع الوصول والتخويف والترهيب بكافة أشكاله، وإطلاق النار المباشر كما حدث في محافظة طوباس، إضافة إلى 22 حالة للضرب والاعتداء بحق المزارعين. وتسببت تلك الاعتداءات بتضرر 26,278 شجرة زيتون تقريبًا، بما يشمل اقتلاع الأشجار وتدمير المحاصيل وسرقة الزيتون. وأطلق نشطاء حملة "زيتون 25"، تضامنًا مع الفلسطينيين في وجه الاعتداءات التي يتعرضون لها خلال موسم قطف الزيتون، والتي يشكل حضور المتضامنين الأجانب فيها الجزء الأهم، لدعم صمود المزارعين.
معاناة مضاعفة أحد المزارعين من بلدة ترمسعيا شمال شرقي رام الله يتحدث لوكالة "صفا"، عن معاناة المزارعين اليومية في الوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون، بسبب إجراءات الاحتلال. يقول: "نتعرض يوميًا لاعتداءات متكررة من المستوطنين، أثناء محاولتنا الوصول لأراضينا الزراعية في ترمسعيا، في محاولة لمنعنا من قطف ثمار الزيتون". ويضيف "أثناء توجهي إلى أرضي في البلدة خلال الأسبوع الماضي، تعرضتُ ومجموعة من المزارعين لهجوم من المستوطنين وإطلاق للرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة عدد من المزارعين، وحرق عدة مركبات". ويتابع "نعيش أوضاعًا معيشية صعبة، بسبب اعتداءات المستوطنين على موسم الزيتون، الذي ننتظره سنويًا، باعتباره مصدر رزقنا الوحيد، الذي نعتاش منه". ويطالب بتوفير الحماية للمزارعين الفلسطينيبن، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم، وضمان وصولهم الآمن إلى أراضيهم. ووصلت هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين إلى أعلى مستوياتها منذ عقدين على الأقل. وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وحسب "أوتشا" فإن 71 هجومًا للمستوطنين في الضفة خلال الفترة ما بين 7 و13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، نصفها مرتبط بموسم قطف الزيتون. وبين أن المستوطنين هاجموا الفلسطينيين في 27 قرية بالضفة، ما أسفر عن وقوع إصابات، وأضرار في الممتلكات.
سياسة ممنهجة الناشط في مجال الاستيطان عايد غفري يقول إن ما يجري بحق المزارعين يمثل سياسة إسرائيلية ممنهجة وإرهاب منظم يستهدف موسم الزيتون في جميع قرى وبلدات الضفة، لما لهذا الموسم من أهمية بالنسبة للمواطن الفلسطيني. ويوضح غفري في حديث لوكالة "صفا"، أن موسم الزيتون يشكل مصدر رزق أساسي لمئات العائلات في الضفة، ويُوفر آلاف فرص العمل الموسمية، لذلك فإن استمرار الاعتداءات على أشجار الزيتون يُكبد المزارعين مزيد من الخسائر ويفاقم معاناتهم. ويشير الى أن قوات الاحتلال ومستوطنيها يمنعون آلاف المزارعين من الوصول لأراضيهم الزراعية في الضفة، ويعتدون عليهم بالضرب والتنكيل، وكذلك تحطيم أشجار الزيتون، وسرقة ثماره، وتخريب مزروعاتهم وحرقها. وحسب غمري، فإن اعتداءات المستوطنين ضد المزارعين ليست غبثية، بل هي منظمة تُنفذ في وقت واحد، وتندرج تحت إرهاب الدولة المنظم، بغية السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وقتل حلم الدولة الفلسطينية. ومن أكثر البلدات الفلسطينية تعرضًا لاعتداءات المستوطنين، بلدة ترمسعيا، حيث يتم مهاجمة قاطفي الزيتون وسرقة ثماره، واحراق مركبات المزارعين ومنعهم من الوصول لأراضيهم.
صمود لا يلين ويبين غمري أن المزارعين تعرضوا لهجمة استيطانية شرسة، بوجود جيش الاحتلال في بلدة ترمسعيا، مع اشتعال عدد من مركبات الأهالي والاعتداء عليهم، مما أدى لإصابة عدد منهم. ويشير إلى أن هناك آلاف أشجار الزيتون التي تم اقتلاعها في برقا وسنجل وترمسعيا وغيرها من المناطق الفلسطينية، في مسعى واضح لترهيب الفلسطينيين، وتفريغ الأرض منهم ودفعهم للهجرة. والمطلوب، وفقًا للناشط غمري، حماية ودعم المزارع الفلسطيني وموسم الزيتون، وضمات وصوله إلى أرضه وتعزيز صموده، فضلًا عن التدخل الدولي العاجل لوقف الاعتداءات الاحتلالية ضده. ورغم تصاعد اعتداءات المستوطنين، إلا أن الفلسطينيين يُصرون على مواصلة موسم الزيتون وتحويله إلى فعل مقاومة يومي، في مشهد يعكس تمسكهم بأرضهم. وتبقى شجرة الزيتون رمزًا للصمود والبقاء والهوية، ودليل على تشبث الفلسطينيين بأرضهم، رغم كل محاولات الاقتلاع والتهجير القسري.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية:
الضفة
موسم الزيتون
هجمات المستوطنين
مزارعون
اعتداءات المستوطنین
موسم الزیتون
جیش الاحتلال
قطف الزیتون
فی الضفة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يمنع المزارعين بكوبر من قطف الزيتون للأسبوع الثاني
رام الله - صفا
تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي، للأسبوع الثاني على التوالي، منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون في بلدة كوبر شمال غرب رام الله.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال تواصل إغلاق البوابة الحديدية التي نصبتها خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي تفضي الى أراضي المواطنين، وتمنع المزارعين من الوصول الى أراضيهم.
كما قامت تلك القوات باحتجاز المسن فهد أبو الحاج، وذلك عقب مشادة كلامية جرت بينه وبين الجنود.
وكانت قوات الاحتلال قد منعت الأسبوع الماضي المواطنين من الوصول إلى أراضيهم في كوبر، وأطلقت الرصاص الحي تجاههم.
ويتعرض قاطفي الزيتون في محافظات الوطن لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال، ويمنعوهم من قطف ثمار الزيتون والوصول إلى أراضيهم في مناطق عدة.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن طواقمها رصدت ما مجموعه 158 اعتداء ضد قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم الحالي، حيث نفذ جيش الاحتلال 17 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 141.