(1)
على تلك الشجرة يقف عصفور الصباح، يملأ المكان فرحا، ينثر أغنياته على القلوب، يسبّح بحمد ربه، ويرمق الفضاء بعين الأمل.
(2)
صباح محمل بضجيج الأشياء، وصياح الديكة،
صباحٌ محمل بضجيج الأشياء، وصياح الديكة، تخرج الشمس من مخبئها، وتتثاءب بكسل، وترسل شعاعها الأول إلى قلب شاعر ينتظر قصيدته.
(3)
حمامة بيضاء ترفرف في السماء، في هديلها كتب الشاعر أجمل أحزانه، وحملت عنه لواعج حرمانه، ووصف بها حبيبته المدللة، وكتب أبو فراس قصيدته الخالدة:
أقولُ -وقد ناحتْ- بقربي حمامةٌ
أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟
معاذَ الهوى ما ذقتِ طارقةَ النوى
وما خطرتْ منكِ الهمومُ ببالِ
(4)
تتسلل حورية البحر من بين طيّات الموج، ترمق الشاطئ بنظرة عتب، (أين ذهب فارس الأحلام الذي ترك حصانه وحيدا في الجزيرة النائية)؟.
(5)
عصفورة تنفض جناحيها من منام ليلة ساحرة، تغمض عينيها بكسل، وتملأ الساحة غناء، ورقصا.
(6)
سِفر الحياة يبدأ من هنا، من هذا الصباح المملوء بحنين الكلمات، يفرش قصيدته على سدرة القلب، ويبوح بعطره..
لم يكن لليل معنى دون جناحيك.
(7)
الصباح حلم النائمين، وصحو الحالمين.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
فيصل الصباح.. النبيل الذي حمل الأردن في قلبه حتى بعد أن غادرها
صراحة نيو- بقلم: المهندس مدحت الخطيب
في زمنٍ تزدحم فيه الألقاب وتثقلّ فيه المواقف، يبقى بعض الرجال أكبر من المناصب السياسية، وأصدق من العناوين؛ فهم من يصنعون العنوان والزمان والمكان بطيبهم
ومن بين هؤلاء، يسطع أسم معالي الشيخ فيصل الصباح، ابن الكويت الشقيقة، الطيب ذكرها، النبيل الذي عبر إلى قلوب الأردنيين لسنواتٍ بلا استئذان، وجعل من المحبة والأخوّة الصادقة جواز سفره إلى كل بيتٍ في عمّان وإربد والكرك وعجلون والبلقاء والبادية والجنوب والمخيمات ..
منذ أن حلّ سفيرًا لدولة الكويت في الأردن، وحتى غادرها، لم يكن مجرد دبلوماسيٍ يؤدي واجبًا رسميًا، بل كان نَسمةً من الوفاء تهبّ كلما احتاج الناس إلى حضورٍ طيبٍ يُعيد التوازن للروح..
شارك الأردنيين أفراحهم ومناسباتهم، وكان بين الناس لا فوقهم، قريبًا ببساطته، كبيرًا بتواضعه ودماثة أخلاقه، ثابتًا في محبته للأردن، حتى شعرنا كأردنيين كما لو كان ابنًا من أبنائها..
وحتى بعد مغادرته موقعه سفيرًا، ظلّ اسمه يتردّد في المجالس بكل خيرٍ وطيب، وظلّ وجهه حاضرًا في الذاكرة كابتسامةٍ لا تغيب عن كل من تعامل معه..
الشيخ فيصل الصباح كريمُ الأصل، عذبُ السيرة، نقيُّ السريرة، ورث المجد كابرًا عن جابر، وجعل من الأخلاق زاده، ومن الإخلاص طريقه وعنوانه..
لا يملك من يلتقيه إلا أن يحبه ، لأنه ببساطة يمثّل الإنسان كما يجب أن يكون: متواضعًا رغم المكانة والسمو ، وفيًّا رغم البُعد ومشاغل الحياة، صادقًا رغم تبدّل الوجوه والأزمان..
واليوم، وهو يمرّ بفترة علاج، نرفع الأيادي لله في الأردن والكويت معًا بالدعاء له، بأن يمنّ الله عليه بالصحة والعافية، وأن يعود سالمًا غانمًا كما عهدناه: شامخ القلب، مشرق الابتسامة، قويّ العزيمة..
فأمثاله لا يغيبون، بل يتركون في كل أرضٍ ظلًّا من طيبتهم، وفي كل قلبٍ دعاءً لا ينقطع..
فيصل الصباح..ليس مجرد رجلٍ من رجالات الكويت الشقيقة ، بل قصة ودٍّ بين شعبين ودولتين شقيقتين ، ووجهٌ كريمٌ من وجوه الأخوّة العربية الصادقة التي لا تشيخ..
سلامٌ عليه في مرضه، وسلامٌ عليه في حضوره وغيابه، وسلامٌ على من جعل من المحبة الصادقة منهجًا، ومن الإنسانية عنوانًا لا يُمحى
سلامٌ على الكويت وقيادتها وشعبها وأهلها من عمّان … عاصمة العرب والمجد والكبرياء