ملتقى الصُنّاع الثاني… حين يتحوّل الإبداع إلى وطن يُصنع بالأيدي والأفكار
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
ملتقى الصُنّاع الثاني… حين يتحوّل #الإبداع إلى #وطن يُصنع بالأيدي والأفكار
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات ويغدو فيه الإبداع لغة المستقبل، يأتي #ملتقى_الصناع الثاني الذي تنظّمه مؤسسة ولي العهد ليُعيد تعريف معنى الريادة في الأردن، لا كترفٍ فكريّ أو شعارٍ عابر، بل كفعلٍ وطنيّ يُبنى بالحلم والعمل معاً.
منذ انطلاقه، حمل الملتقى رسالة واضحة بأن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع. ومن هنا جاءت فكرته لتجمع تحت سقفٍ واحد الطلبة والمبدعين وروّاد الأعمال والمبتكرين والشركات الناشئة، في نسيجٍ وطنيّ يُعيد للريادة معناها الإنساني والاجتماعي. ففي أروقة الملتقى، يلتقي الحرفيون بالتقنيين، والمصنّعون بالمبدعين، والطلبة بالمستثمرين، ليتحوّل المكان إلى ورشة وطنية تُنتج أفكاراً تلامس الواقع وتُعبّر عن طاقات الشباب الأردني وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص.
مقالات ذات صلةما يميّز هذا الحدث أنه لا يكتفي بالاحتفاء بالمواهب، بل يُوفّر البيئة التي تحتضنها. من خلال “مساحة الصنّاع” التابعة للمؤسسة، يجد الشباب الأدوات الحديثة للتصنيع الرقمي والنمذجة السريعة، ويجدون الدعم الفني واللوجستي الذي يحوّل أفكارهم إلى نماذج حقيقية قابلة للتنفيذ. هناك، يتعلّمون أن الريادة ليست مجرد مشروع تجاري، بل فكرٌ يبدأ من الإيمان بالذات وينتهي بخدمة المجتمع. فكل فكرة صغيرة يمكن أن تكون بذرة مشروع وطني، وكل موهبة يمكن أن تتحوّل إلى قيمة اقتصادية مضافة إن أُحسن توجيهها.
ولا يسعنا إلا أن نؤكد بأن الملتقى لا يخاطب فئة بعينها، بل يخاطب الأردن كلّه. فهو يوجّه رسالته إلى الطلبة ليُدركوا أن التعليم لا يقتصر على قاعات الدراسة، بل يمتدّ إلى ميادين التجربة والإبداع. ويخاطب الأدباء والمفكّرين ليذكّرهم بأن الريادة لا تُبنى فقط بالمختبرات، بل أيضاً بالكلمة الملهمة التي تُضيء طريق الفكرة. ويخاطب أصحاب الشركات الناشئة ليُحفّزهم على الإيمان بقدرة الوطن على أن يكون بيئة استثمارية خصبة. أما المبتكرون، فيجدون فيه نافذةً على العالم وفرصةً لعرض منجزاتهم أمام صُنّاع القرار والمستثمرين والمؤسسات الداعمة.
إنّ مؤسسة ولي العهد بهذا الملتقى ترسم خارطة طريق جديدة للشباب الأردني، تُعيد تعريف العلاقة بين الفكرة والعمل، وبين العلم والإنتاج. إنها تُترجم رؤية سمو ولي العهد في جعل الشباب في مقدّمة مشروع النهضة، وتؤكد أن الصناعة ليست فقط في الآلات والمعامل، بل في العقول التي تُفكّر والقلوب التي تُؤمن. فمن رحم هذا الملتقى وُلدت مشاريع تحمل توقيع شبابٍ آمنوا بأنهم قادرون على صناعة الفارق، وأنهم أبناء وطنٍ لا يكتفي بالحلم بل يسعى لتحقيقه.
كل ورشة تُقام، وكل حوارٍ يُدار، وكل ابتكارٍ يُعرض في هذا الملتقى هو خطوة في بناء مستقبلٍ أردنيّ أكثر إشراقاً. هو استثمار في الإنسان قبل المكان، وفي العزيمة قبل التمويل، وفي الحلم قبل الإنجاز. إنه تأكيدٌ على أن الأردن، رغم تحدياته، يملك أغلى ثروة يمكن أن تُصنع منها النهضة: شبابه.
ومع نهاية هذا الملتقى، لا يعود المشاركون كما جاؤوا. بل يعودون محمّلين بإيمانٍ جديد بأن الإبداع مسؤولية، وأن الوطنية ليست فقط انتماءً جغرافيًا، بل فعلٌ يوميّ في بناء وطنٍ أقوى. ومن بين الأيدي التي تُنحت بها النماذج، والعقول التي تُخطّط، والعيون التي تلمع بالأمل، تتشكّل ملامح أردنٍ يليق بأحلام أبنائه… أردنٍ يُصنع بالإرادة، ويكبر بالعلم، ويزدهر بالإبداع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الإبداع وطن ملتقى الصناع هذا الملتقى التی ت
إقرأ أيضاً:
أمير منطقة حائل يرعى حفل افتتاح ملتقى دراية في نسخته الثانية
البلاد (حائل)
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل في متنزه المغواة الترفيهي للاحتفالات اليوم، حفل افتتاح ملتقى “دراية 2- وعي يحميك”، بتنظيم من مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، وصاحب السمو الأمير سعود بن فهد بن عبدالله بن محمد بن سعود الكبير عضو مجلس أمناء المؤسسة ونائب رئيس اللجنة التنفيذية، وسمو الأمير سلمان بن محمد بن سلمان بن سعود بن فيصل عضو مجلس الأمناء وعضو اللجنة التنفيذية، والأمين العام للمؤسسة الدكتور فهد بن حمد المغلوث، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالعمل الاجتماعي والتنموي.
وفور وصول سموه إلى مقر الحفل، تجوّل في المعرض المصاحب واطلع على أركان الجهات المشاركة، ثم بُدئ الحفل الخطابي بعرض مرئي عن ملتقى “دراية 2”.
وأكد الأمين العام لمؤسسة الجائزة أن الملتقى يجسّد التزام المؤسسة بنشر الوعي وتعزيز الثقافة المجتمعية ويقدّم تجربة معرفية وتفاعلية شاملة من خلال أجنحة توعوية، و(30) ورشة عمل تفاعلية، و(9) منصات حوارية متنوعة تستهدف جميع أفراد الأسرة، مشيرًا إلى أن الملتقى يُعد أحد برامج الجائزة في تعزيز المسؤولية المجتمعية وجودة الحياة، بمشاركة أكثر من (55) جهة حكومية وأهلية وغير ربحية، تعمل جميعها تحت مظلة واحدة لنشر الوعي وتمكين المجتمع من المعرفة والمهارة.
وبين سمو الأمير سعود بن فهد بن عبدالله أن الملتقى يأتي امتدادًا لنهج الجائزة في دعم المبادرات النوعية التي تُعزّز الوعي والمسؤولية المجتمعية، وتجسّد ما توليه القيادة الرشيدة -أيدها الله- من اهتمام ببناء الإنسان وتنمية وعيه ومعرفته، مشيرًا إلى أن شعار الملتقى “ماذا لو؟ كيف تتصرف؟” يعكس رؤية عميقة نحو مجتمع أكثر وعيًا وقدرة على اتخاذ القرار في المواقف الحرجة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي جعلت الوعي والمعرفة أساسًا للتقدّم والنهضة.
بعد ذلك أعرب رئيس وفد ضيف شرف الملتقى ممثلي منطقة القصيم نزار الحركان، خلال كلمته عن اعتزازهم بالمشاركة في الملتقى، مشيرًا إلى أن الملتقى في نسخته الثانية يتجاوز المشاركة فيه إلى الإبداع والتميز، مقدمًا شكره لسمو أمير منطقة حائل على دعمه ورعايته للملتقى.
وأكد سمو أمير منطقة حائل أن إقامة ملتقى “دراية 2” جاء لتلبية مطلب مهم وحاجة للمعرفة من خلال واقع تكويني لنشأة الخلق ومعرفته وإلى أطروحة الحياة برمتها، حيث بدأت هذه العقيدة السمحة بكلمة “اقرأ”، لتأمرنا العقيدة بالمعرفة والتعلم، مشيدًا بهذا الحراك لمجتمع واعٍ يدرك مسؤوليته تجاه نفسه ووطنه.
وقال سموه: أسعد بوجودي في مثل هذا المحفل الذي يمثل خطوات نحو التميز لأبناء هذا الوطن بدعم هذه الدولة المباركة، إذ تجد هذه المنصات حيزًا كبيرًا للتعامل والتمكين لأبناء الوطن، رافعًا الشكر للقيادة الرشيدة -حفظها الله-، مقدمًا شكره لسمو أمير منطقة القصيم وأهالي القصيم على مشاركتهم ضيف شرف للملتقى، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تجسد ترابط هذا الوطن بدعم ولاة الأمر -أيّدهم الله-، كما قدم شكره لأصحاب السمو والقائمين على الجائزة التي يُرى من خلالها مستقبل مضيء للوطن، مؤكدًا أن مثل هذه المنصات تعكس الحراك المدني والشعبي والثقافي الذي يعكس كينونة وقدرة الإنسان في هذا الوطن.
وفي ختام الحفل كرم سمو أمير منطقة حائل شركاء النجاح والجهات المشاركة في الملتقى.
يُذكر أن ملتقى “دراية 2” يستمر ثلاثة أيام، ويضم خمسة مسارات رئيسة تشمل: الصحة والسلامة، والإنسانية والمجتمع، والتقنية والإعلام، والتخطيط والاستثمار، والسياحة والثقافة والإبداع، ويتناول أكثر من (20) مجالًا توعويًا تجمع بين الفائدة والمعرفة والمتعة، مستهدفًا أكثر من (30) ألف زائر من مختلف مناطق المملكة.