حكاية هاجر العوضي مع فن المديح.. تواجه الإعاقة بالإنشاد
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
استعرض تقرير على شاشة «قناة dmc» لـ آية الجيار، حكاية هاجر إبراهيم عزت العوضي التي تبلغ من العمر 13 عاماً، وتمتلك صوتاً جميلاً في الإنشاد الديني ساعدها على تحدي الإعاقة.
هاجر.. تحب مدح الرسول وحفظت القرآن الكريمووفقاً للتقرير، فإنَّ «هاجر» التي لا تزال في الصف الثاني الإعدادي، تحب مدح الرسول وحفظت القرآن الكريم، وذلك رغم إصابتها بشلل نصفي إلا أنها دربت نفسها على الإنشاد من خلال الإنترنت في البداية حيث بدأت موهبتها في الظهور وهي في عامها الدراسي السادس.
تقول «هاجر»: «عايزة أوصل الأناشيد لكل الناس.. وأنا في سادسة ابتدائي بدأت أجيب الأناشيد من الإنترنت وأحفظها وأراجع عليها كتابةً.. وأشارك في الحفلات لأحصد العديد من الجوائز مثل درع التميز والإبداع لذوي الهمم 2022 عن الإنشاد في مدح رسول الله».
ساعد الإنشاد الفتاة صاحبة الـ13 ربيعاً على تخطي الإعاقة والاندماج المجتمعي، لتؤكد: «بفرح لما الناس بيقولوا لي صوتك حلو يا هاجر وبيطلبوا يتصوروا معايا، ونفسي صوتي يوصل لكل الناس، وبقول للأطفال اللي زيي يطلعوا موهبتهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإنشاد الديني مدح النبي الإنشاد ذوي الهمم
إقرأ أيضاً:
"جنازتان في يوم واحد تهزّ الترامسة.. حكاية يوسف ونوال أبكت النيل شرقا و غربا
في صباح الجمعة، لم تكن الشمس قد أشرقت بعد، حين بدأ الحزن يُلقي بظلاله الثقيلة على قرية الترامسة، غرب نيل قنا. استيقظت القرية على نبأ وفاة أحد أعمدتها، الرجل الطيب يوسف دياب (44 عامًا)، الذي قضى نحبه بعد صراع دام أسابيع مع إصابة خطيرة في الرأس، إثر حادث سير لم يشفَ منه تمامًا.
رحل يوسف فجرًا، تاركًا خلفه زوجة محبة وثلاثة أطفال في عمر الزهور، لم يعرفوا بعد ما تعنيه كلمة "يُتم"، لكنهم سيتعلمونها مبكرًا، وبأقسى الطرق.
كان يوسف أبًا هادئًا، يملأ بيته دفئًا وطمأنينة، ويملأ قلوب جيرانه محبة واحترامًا. حين أُعلن خبر وفاته، خرجت الترامسة عن بكرة أبيها، الكل حضر، من يعرفه ومن لا يعرفه، فالوجع لا يحتاج إلى دعوة.
في جنازة مهيبة، حمل الرجال جسده على الأعناق، والدموع تُبلل وجوه الرفاق، أما زوجته نوال علي (35 عامًا)، فكانت جالسة هناك، في صمتٍ موجع، تنظر إلى النعش وكأن روحها تسير معه.
لم يكن يعلم أحد في القرية الحزينة أن الجنازة ستُعاد في المساء.. بنفس المشيعين، بنفس الوجع، ولكن بجثمان هذه المرة الركن الثاني للأسرة الصغير ة
فبعد دفن يوسف، وبينما النساء يواسِين نوال في ركن العزاء، سقطت فجأة دون صوت. لا صراخ، لا عويل، فقط سكون تام، كما لو أن القلب اختار أن يودّع الحياة دون مقاومة.
تم نقلها على الفور إلى مستشفى قنا العام، وهناك لفظت أنفاسها الأخيرة. الأطباء قالوا: "أزمة قلبية مفاجئة". لكن القرية كلها كانت تعرف السبب الحقيقي: "القلب انكسر، فمات."
لم تمضِ سوى ساعات من جنازة الزوج، حتى اجتمع الناس مرة أخرى، يشيعون نوال إلى نفس القبر، إلى جوار من أحبّت وعاشت معه حلو الحياة ومرّها. خرجت الترامسة في جنازة ثانية لا تقل وجعًا عن الأولى، نساء يحملن الألم، ورجال يجرّون أقدامهم بالحزن.
في كل بيت من بيوت الترامسة، عُلّقت حكاية يوسف ونوال على الجدران، لا بالصور، بل بالدموع. "كانا مثالًا للستر والسكينة، كانا عاشقين بصمت، لا يستعرضان مشاعرهما، لكن الحياة بينهما كانت مليئة بالتفاهم والمودة. وحين اختار أحدهما الرحيل، لم يحتمل الآخر الغياب، فاجتمعا من جديد.. تحت التراب.
الزوجان رحلا في نفس اليوم، وتركوا خلفهم ثلاثة أطفال، كتب عليهم القدر أن يعرفوا قسوة الحياة مبكرًا. لكنهم في المقابل، سيحملون إرثًا لا يملكه كثيرون:
في يومٍ واحد، تغيّر شكل الحياة بالكامل في ذلك المنزل الصغير، الذي كان يومًا يعجّ بالضحك والصوت والحنان. الآن، صمت ثقيل يسكنه.. وثلاثة أيتام ينامون وحولهم دعوات الناس، وعين الله.
لم تتشح الترامسة غرب النيل بقنا وحدها بالسواد، بل امتد الحزن شرقًا وغربًا. على ضفتي النيل، بكت النساء والرجال، الشيوخ والشباب، وكأن الجميع فقد جزءًا من روحه. وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي سرادق عزاء لا ينتهي، كلماتهم واحدة: "اللهم اجمع بينهما في الجنة كما جمعتهما الحياة على الوفاء."
وعبر أحد أصحاب الصفحات بقوله بأنه لم أرَ مشهدًا كهذا في حياتي.. كأن السماء بكت معنا، وكأن الأرض ضاقت بهذا الرحيل المفاجئ."
وستظل الجمعة التي مات فيها يوسف، ثم لحقت به نوال، محفورة في ذاكرة القرية إلى الأبد.ليس لأنها مأساة فقط، بل لأنها شهادة على أن الحب الحقيقي لا ينتهي بالفقد، بل قد يبدأ به.
"عاشا معًا.. وماتا معًا" هكذا لخص أهل القرية قصتهما.
لكن القصة لم تنتهِ هنا، بل بدأت في قلوب الجميع، كأجمل ما كُتب عن الوفاء، وأصدق ما قيل عن الموت حين يصبح بابًا إلى اللقاء لا إلى الفراق.