موقع النيلين:
2025-05-28@00:54:00 GMT

كاتبة: يا بخت من جاورته مصر

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

كاتبة: يا بخت من جاورته مصر


عندما تندلع أزمة سياسية في دولة ما، من الممكن أن تكون دول الجوار دول معتدية بهدف الاستيلاء على الثروات أو التدخل السياسي أو فرض سيطرة اقتصادية، ومن الممكن أن تكون محايدة، لا تتدخل في مثل تلك الأزمات بل أنها تكتفي بتأمين حدودها فحسب.

ولكن مصر لا تترك أشقائها ولديها مسارات خاصة في التعامل مع أزمات الجوار، يظهر ذلك في زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلي مصر كأول وجهة له منذ اندلاع الأزمة، فالتعامل مع الأزمة السودانية على الطريقة المصرية اتسم بمسارات عدة  ؛ منها الدعم اللوجيستى للضيوف الأشقاء السودانيين في وقت حرج في الاقتصاد العالمي ؛ لا تتحمل دولة استيعاب أعباء دولة أخرى في مثل هذا التوقيت، وعلى الرغم من ذلك استطاعت مصر تأمين الممرات الآمنة لهم وتأمين الدعم الطبي والغذائي، وأيضا، المسار الداخلي وهو دعم المؤسسات الوطنية وتشجيع المكون الوطني على نزع فتيل الأزمة وتهدئة الأوضاع، المسار السياسي واحتضان كل أطراف الأزمة وتكوين خلية مصرية مؤلفة من وزارة الخارجية والمخابرات العامة لحل الأزمة السودانية.

أما عن المسار الخارجي والدولي  و وضع أزمة السودان على طاولة المجتمع الدولي وهي ليست المرة الأولى، فبعد نظام البشير ومصر تتحدث بحكم التزامها التاريخي والجعرافى تجاه السودان الشقيق وتطالب برفع اسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب وإسقاط الديون عنها تخفيفا، ودعوة المجتمع الدولي لتهدئة الأمور في السودان وكأنها تدعو العالم لتهدئة الأوضاع ومساعدته في إطفاء نيران تلك الأزمة حفاظا على قلب إفريقيا وحدود إفريقيا الداخلية، فمصر تعلم جيدًا ولديها رؤية تجاه الاستقرار والأمن الإفريقي.

فإذا ما اندلعت أزمة في دولة افريقية مهمة مثل السودان، يصبح ذلك بمثابة دعوة لكل الفرق والمليشيات المسلحة للتمركز بها  وهو تهديد حقيقي ومباشر لكل الدول الإفريقية، فيمكننا اليوم اعتبار إفريقيا هي البنك الدولي للعالم للموارد والمخزون الائتماني المستقبلي خاصة في ظل شُح الموارد وانعدام الأمن الغذائي العالمي، مما يجعل الحفاظ على أمن القارة واستقرارها أمر استراتيجي بل أمن قومي لجميع البلدان الإفريقية.إن معالجة مصر لقضايا دول الجوار دائما ما تكون مميزة وشاملة وكأنها بمشرط جراحي تحاول فصل النسيج الطالح من الصالح دون التدخل في الشأن الداخلي

سواء في القضية الليبية أو القضية السودانية، منذ احتضان قوي الحرية والتغيير بعد سقوط نظام البشير حتي يومنا هذا، فهي لا تكتفي بانتهاج مسار واحد أو دعم من زاوية معينة بل الشمولية وتعدد مسارات حل الأزمة هو ما يجعلها دولة متميزة وجارة حليفة وصديقة بل أمينة على جيرانها وتستحق أن تكون سفيرة إفريقيا والمتحدث الرسمي باسمها.

د. ماريان جرجس – البوابة نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

جذور الأزمة في ممارسة النشاط الحزبي في السودان

جذور الأزمة في ممارسة النشاط الحزبي في السودان
استخدم هنا المصطلح المحبوب لدى الحركات ، جذور الأزمة ، ولكن بفهم مختلف واضح وملموس.

حين تدرس تاريخ السودان من 1900م حتى 1956م وتتدرج من مرحلة نشوء الجامعة الوطنية السودانية بديلا عن الجامعة الإسلامية العثمانية ثم تأسيس الأحزاب السودانية ، ستجد أنه نظرا لطبيعة الحكم الثنائي أو المشترك Condominium فإن الأحزاب ظلت تستقوى بالخارج المصري أو البريطاني.

وحتى حركة الخريجين وبعد ممانعة تبنت الإستقواء بأحد السيدين المستقويان بالخارج.
ثقافة الإستقواء بالخارج ترسخت كسلوك طبيعي ومقبول لمغالبة المنافس الداخلي لأن الخارج المصري نفسه لم يكن في بقايا وعي الجامعة الإسلامية العثمانية يعتبر أجنبيا.
وبعد رفع العلم يوم 1 يناير 1956م لم يتوقفوا لمراجعة الذات للتوافق على مفاهيم للمرحلة الجديدة تحرم وتجرم الإستقواء بالخارج.

لم يقدموا على هذه الخطوة الضرورية لأنها لم تكن أساسا في تفكيرهم ولا خيالهم فقد تشربوها باعتبارها مقبولة وشرعية ومن لوازم القوة والمغالبة.

وعلى ذلك الصراط المنحرف المعوج سارت جميع الأحزاب القديمة والجديدة والتنظيمات الجديدة وحركات الكفاح المسلح التي ظهرت والتي سوف تأتي.

لهذا فإن الدول التي نالت إستقلالها بفضل الكفاح المسلح الذي قدمت فيه مئات الآلاف من الشهداء كانت أفضل في مرحلة مابعد الإستقلال لأن وعيهم وثقافتهم في رفض الإستقواء بالمستعمر كانت تعتبر خيانة واضحة جزاؤها الإعدام أو النفي ، مثل الجزائر التي نفت عشرات الآلاف من الحركيين ، وفي نموذجنا السوداني إنعدم في ظل الثنائية والمدافعات السياسية السلمية غالبا هذا الوضح تحت ستار من الغبش.

فترة حكم المهدية 1883م – 1898م وبكل ما يثار حولها من انتقادات بسبب القسوة والفظاعات كانت واضحة جدا في رفض الإستقواء بالخارج حتى لو أدى ذلك إلى سقوطها كدولة ، وقد كان ، سقطت الدولة وبقيت الدعوة لأن الدعوة تستند إلى عقيدة.

أما السودان الذي يسعون لتشكيله اليوم في 2025م فهو سودان بلا عقيدة ، هلامي مائع للجميع على قدم المساواة ، وعلى مر التاريخ لا تجد دولة يجد فيها الجميع أنفسهم على قدم المساواة ولكن توجد دولة يجد فيها الجميع فرصتهم في الحياة الكريمة والحماية بينما تظل القوة الممسكة بزمام الأمور قوة صلبة تستند إلى عقيدة فتكون عصية على الإختراق والإختراق (النفاق) أعدى أعداء الدول والشعوب.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: الصحة السودانية أعلنت أكثر من 170 وفاة خلال أسبوع بسبب تفشي الكوليرا
  • جذور الأزمة في ممارسة النشاط الحزبي في السودان
  • قفزة في الهواء.. مجلس النواب يتجاوز الإجماع ويخالف المسار الدولي
  • السودان وفروقات الوعي السياسي
  • “ليست حركة عسكرية تقليدية”.. العدل حين يكون عنوانًا… تكون العدل والمساواة السودانية حاضرة
  • فاتح يلدز يؤكد دعم أنقرة لحل الأزمة الإنسانية في السودان وتمتعه بالسيادة ووحدة أراضيه
  • استفزاز ودي وحميد للقوى المدنية السودانية
  • سفير أنقرة بالخرطوم: إفريقيا شريك استراتيجي وندعم السودان لحل أزمته الإنسانية
  • وزارة الإصلاح المؤسسي: ضرورة وطنية لإنقاذ الدولة السودانية
  • يجب سحب الجنسية السودانية من (عبدالمنعم بيجووو)