#سواليف

في ظل حالة الغليان الإقليمي، والمشهد الإسرائيلي الداخلي المأزوم، تتكاثف التحذيرات من انزلاق #المنطقة إلى جولة جديدة من #التصعيد الذي قد تشعله سياسات رئيس #حكومة #الاحتلال الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو.
ويعتقد خبراء ومحللون أن نتنياهو بات يعتمد على توتير الساحات المحيطة للهروب من أزماته السياسية والقضائية المتفاقمة، في وقت تخضع فيه الجبهات المختلفة – من #لبنان إلى #غزة مرورًا بالضفة الغربية – لرقابة أمريكية مشددة تحاول كبح اندفاعه نحو حرب واسعة.

وقال أستاذ حلّ النزاعات الإقليمية والدولية والخبير في الشؤون الإسرائيلية، علي الأعور، إن نتنياهو “ما زال ماضياً في سياسة التصعيد وتوسيع رقعة التوتر في المنطقة، رغم أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد #ترامب استطاعت نسبياً ضبط إيقاع #الحرب والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.

ويرى الأعور ، أن “نتنياهو لا يستطيع البقاء في منصبه إلا في ظل الحروب المستمرة، ولا يمكنه الذهاب إلى انتخابات مبكرة دون مناخ متوتر يتيح له إعلان حالة الطوارئ وتأجيل الانتخابات، هروباً من أزماته الداخلية والقضائية المتعلقة بمحاكمته”.

مقالات ذات صلة قوات الاحتلال تقتحم بلدة طمون 2025/11/26

ويؤكد الأعور أن “حزب الله لن ينجرّ إلى حرب مع إسرائيل، وفقاً لمصادر إعلامية لبنانية، ولن يوفّر لنتنياهو الذريعة التي يبحث عنها لقصف لبنان وإشعال حرب جديدة تتيح له تشتيت انتباه الجمهور الإسرائيلي عن أزماته القانونية والعسكرية والانقسامات العميقة بين الجيش والحكومة، إضافة إلى طمس ما يجري في الضفة الغربية من توسع استيطاني وعربدة للمستوطنين”.

وأوضح أن “الاغتيالات الإسرائيلية المحدودة والاستفزازية، سواء في لبنان أو باستهداف سيارات يُدّعى أنها تابعة لقيادات في حزب الله، لن تدفع الحزب إلى مواجهة مفتوحة، ولن تمنح نتنياهو المبرر المطلوب لقصف بيروت”.

فهذه السياسة ــ بحسب الأعور ــ “ممنهجة ومخطط لها وليست وليدة اللحظة، ويقودها نتنياهو شخصياً بهدف جر المنطقة إلى حرب واسعة تُبعد الأنظار عن محاكمته وتعيد ترتيب المشهد الداخلي لصالحه”.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكد الأعور أن “حركة حماس استعادت سيطرتها على نحو 50 بالمئة من القطاع، وأنها ما زالت قادرة على مواجهة إسرائيل. ومع ذلك، فإن الحركة تتجنب الرد على الخروقات الإسرائيلية، إدراكاً منها أن نتنياهو يسعى لاستغلال أي رد لإعادة إشعال الحرب في غزة”.

ويرى الأعور أن “اتفاق وقف إطلاق النار ما زال قائماً بفعل الضبط الأمريكي لإيقاع الأحداث، وأن تقديراته تشير إلى عدم اندلاع حرب لا في غزة ولا في لبنان، في ظل إدراك الأطراف الإقليمية والدولية لخطورة المضي خلف سياسة نتنياهو التصعيدية”.

أما الضفة الغربية، فيصفها الأعور بأنها “تقف على صفيح ساخن”، وقد تنفجر في أي لحظة، مشيراً إلى أن “ما يقوم به المستوطنون من اعتداءات وحرق للبيوت والسيارات وقتل للفلسطينيين لن يبقى بلا رد، وربما يكون العامل الذي يقلب المشهد بأكمله ويفشل مخططات نتنياهو”.

من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري نضال أبو زيد، إن “حكومة نتنياهو تواجه اليوم سلسلة أزمات داخلية خانقة، تبدأ بأزمة الجيش ووزارة المالية، حيث يطالب الجيش بزيادة كبيرة في ميزانية الدفاع لتعويض المصابين من الجنود، بينما يصر وزير المالية سموتريتش على خفض الميزانية، رافضًا أي مخصصات إضافية. وتتعاظم الأزمة مع اقتراب مناقشات الموازنة التي تبدأ في 12 الشهر الجاري وتنتهي بقراءتها الثالثة في شهر آذار المقبل، وهي محطة قد تُسقط الحكومة وفق القانون الإسرائيلي”.

ويضيف أبو زيد ، أن “هذه الأزمات تتقاطع مع ملف محاكمة نتنياهو وأزمة الحريديم، التي تعيد إسرائيل إلى جذور الصراع القديم بين بن غوريون وجابوتنسكي حول هوية الدولة: هل هي دولة دينية أم علمانية؟ وإدراك نتنياهو لخطورة هذه التحديات يدفعه إلى الهروب إلى الأمام عبر افتعال توتر أمني أو فتح جبهة قتال جديدة، سواء في جنوب لبنان أو في قطاع غزة، أو الذهاب إلى خيار تبكير الانتخابات إلى ما قبل يونيو 2026”.

ويرى أبو زيد أن “هذا الاتجاه يعكس سعي نتنياهو لصناعة واقع جيوسياسي جديد يسمح بتصدير أزماته الداخلية. فالتصعيد في لبنان هو محاولة لجر المنطقة إلى مواجهة عسكرية، بينما تعتمد المقاومة في الجنوب وغزة سياسة (الصبر الاستراتيجي) رغم الثمن الباهظ من تضحياتٍ واستهدافاتٍ وتدمير”.

وأشار إلى “ارتفاع ملحوظ في شدة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي ونوعية العمليات العسكرية، خاصة عمليات (البيك أب) التي تعتمد على جهد استخباري مكثف، ما يعكس رغبة نتنياهو في إشعال مواجهة عسكرية لإعادة ترتيب المشهد الداخلي”.

وأوضح أن “الحكومة الإسرائيلية الحالية تستند إلى ثلاث ركائز أيديولوجية: عدو الضرورة، لا سلام دائم، والحرب الدائمة. وبمفهوم عدو الضرورة، تُبتكر إسرائيل خصومًا غير موجودين لتبرير استمرار سياسات الحرب والتصعيد”.

وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، أكد أبو زيد أن “انفجارها سيكون الأخطر على إسرائيل نظرًا لقربها الجغرافي وتركيبتها الديموغرافية. فما يجري هناك لا يقل خطورة عما يحدث في غزة ولبنان؛ إذ يواصل الاحتلال هندسة الديموغرافيا بعد إتمام هندسة الجغرافيا، مستشهدًا بتقرير (هيومن رايتس ووتش) الذي كشف تهجير أكثر من 32 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم والفارعة”.

وأشار إلى أن “إسرائيل انتقلت إلى سياسة (الضم الجزئي) أو (الضم بالقطعة) في الضفة الغربية، وهو الأسلوب الذي يحظى بقبول إدارة ترامب، باعتباره ضمًا ناعمًا يمكن تمريره إعلاميًا دون إبراز حجم الانتهاك أو إثارة ردود فعل عربية أو غربية واسعة.”

ويختتم أبو زيد بالتحذير من أن “استمرار إسرائيل في التقدم داخل مناطق حساسة في الضفة الغربية قد يفجّر مواجهة كبرى ذات تبعات غير محسوبة على تل أبيب نفسها، وكذلك على الولايات المتحدة”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف المنطقة التصعيد حكومة الاحتلال نتنياهو لبنان غزة ترامب الحرب الضفة الغربیة المنطقة إلى أبو زید

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يلقى كلمة شاملة حول محددات الموقف المصرى من أزمات المنطقة فى غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة

شارك  د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، يوم الثلاثاء ٢٥ نوفمبر، في اجتماع غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، وذلك بحضور السيد عمر مهنا رئيس مجلس إدارة الغرفة، وعدد كبير من السياسيين والبرلمانيين والسلك الدبلوماسى الاجنبى ومجتمع الأعمال المصري الأمريكى.

القى الوزير عبد العاطي كلمة أشاد فيها بالشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة مثمنا عمق العلاقات بين البلدين فى شتى المجالات، مبرزا ما تمثله الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية من محور رئيسى فى هذه الشراكة، مؤكدا أن ملف التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأمريكية يمثل أولوية رئيسية. كما استعرض الوزير عبد العاطي الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها مصر في القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر، والبنية التحتية، والصناعة، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات، مؤكداً استعداد الحكومة المصرية بكافة مؤسساتها للتعاون مع الشركات الأمريكية وتسهيل عملها في السوق المصرية، وتقديم كافة أوجه الدعم الممكنة لتعزيز استثماراتها. وأبرز وزير الخارجية في هذا السياق الإجراءات الهيكلية والإصلاحات المؤسسية التي اتخذتها الدولة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار وتهيئة بيئة الأعمال، وفي مقدمتها تمكين القطاع الخاص وإتاحة فرص تنافسية متقدمة أمام المستثمرين.

كما استعرض الوزير عبد العاطي الموقف المصري ازاء التطورات الإقليمية الراهنة، وفي مقدمتها جهود مصر فى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، والدفع نحو تحقيق نسوية سياسية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية. كما أكد الوزير عبد العاطي أهمية بدء خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الامن الخاص بغزة وسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة للاضطلاع بمسئوليتها ومهامها، مستعرضاً الترتيبات الخاصة باستضافة مصر للمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.

وفيما يخص الأمن المائي، أكد الوزير عبد العاطي أن نهر النيل شريان الحياة للشعب المصري، وان مصر لطالما تمسكت بالتعاون مع اشقائها في دول حوض النيل لتحقيق المنفعة المشتركة والمصالح المتبادلة، مشدداً على أهمية التعاون في حوض النيل وفقاً للقانون الدولي، مع التأكيد على الرفض التام للإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، ومنوها بأن مصر ستتخذ كافة الإجراءات التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لحماية أمنها المائي.

كما تناول وزير الخارجية محددات الموقف المصري من الأزمات في السودان وليبيا والبحر الأحمر والملف النووى الايرانى، مشيراً إلى أن مصر تواصل جهودها الحثيثة لإقرار الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي، ودعم مسارات التسوية السياسية والحلول الدبلوماسية. وأشار وزير الخارجية إلى أهمية استعادة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر في ضوء ما تفرضه التطورات الأخيرة من انعكاسات مباشرة على حركة الملاحة البحرية والتجارة الدولية وسلاسل الإمداد، مؤكداً أن انتظام الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس يعد مصلحة دولية مشتركة.

وفي ختام اللقاء، شارك الوزير عبد العاطي في جلسة نقاشية تفاعلية مع أعضاء الغرفة، تناول فيها التحديات الجيو-سياسية فى الشرق الأوسط وموقف مصر منها

طباعة شارك بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة غرفة التجارة الأمريكية رئيس مجلس إدارة الغرفة عمر مهنا ملف التعاون الاقتصادي

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يدفع بتعزيزات عسكرية إلى طوباس
  • برئاسة نتنياهو.. جلسة في إسرائيل لمناقشة الوضع في لبنان
  • حملة شاملة لإزالة العشوائيات في البحر الميت
  • هآرتس: لم يخضع نتنياهو أيا من أعداء إسرائيل.. جميع التهديدات لا تزال قائمة
  • أمير القصيم يترأس اجتماع استراتيجية المنطقة ويؤكد دورها في تحقيق مستهدفات رؤية 2030
  • وزير الخارجية من لبنان: المنطقة تتجه نحو التصعيد الشامل وغطرسة القوة لن تحقق أمن إسرائيل
  • اغتيال الطبطبائي: هل يدفع المسار السياسي أو يعرقله؟
  • إيقاف محاكمة نتنياهو.. الشاباك يحذّر: قانون الإعدام يهدد الأمن الإسرائيلي
  • وزير الخارجية يلقى كلمة شاملة حول محددات الموقف المصرى من أزمات المنطقة فى غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة