لاشك أن حقيقة ميتة السوء لاتزال من الأسرار الخفية عن الكثيرين وفي الوقت ذاته المخيفة ، لذا ينشغل عدد كبير من الناس بالبحث عن حقيقة ميتة السوء وهل يمكن دفعها والوقاية منها، حيث إن الموت حق على الجميع ولا استثناء لأحد منه.

هل تعليق صور الميت حرام؟.. انتبه لهذا الشرط إذا كانت الصورة لأمككيفية إبطال سحر المقابر والأعمال المدفونة مع الموتى؟.

. بـ 3 أشياءعلامات حضور ملك الموت.. 7 أمور إذا رأيتها فاعلم أن روح المحتضر تفارق جسدههل العين فلقت حجر الليثي والحسد سبب موته وابنه؟.. الإفتاء تحذرحقيقة ميتة السوء

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، إن حديث: "الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء» هو حديث مقبول وحسن.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: « ما حقيقة ميتة السوء ، فقد سمعت حديث: "إن الصدقة تطفي غضب الرب وتدفع ميتة السوء" من روى هذا الحديث؟ وما المقصود بميتة السوء؟ »، أن هذا الحديث رواه الترمذي وحسنه، وقال عنه هذا حديث حسن ، ورواه ابن حبان والطبراني والبغوي في شرح السُنة.

وأضاف أن ميتة السوء تعني الموت على معصية، مثل من ذهب ليسرق، فمات أثناء قيامه بهذا الفعل أو من ذهب ليرتكب فاحشة فمات وهو يقوم بها وكذلك من شرب الخمر فمات وهو سكران.

وأشار إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم يستعيذ من هذه الميتة التي فيها يلقى العبد ربه عز وجل وهو على حال غير مرضي عنه، حال لا يُرضي الله سبحانه وتعالى.

ما هي ميتة السوء

ورد فيها أن مِيتة السُّوء بكسر الميم: هي ما تُعدُّ عاقبته غير محمودةٍ، وتأخذ طابعاً سيّئاً مؤلماً، ولها العديد من الأشكال عند الموت؛ كأن يكون الإنسان في نعمة تُنسيه شكر الله -تبارك وتعالى- وتلهيه عن القيام بما أمر الله -تعالى- به، أو موت الغفلة والفجأة، وغير ذلك.

 وقال العلماء: "ما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ـ كالهدم والتردي والغرق والحرق، وأن يتخبطه الشيطان عند الموت، وأن يقتل في سبيل الله مدبرا"، فمِيتة السُّوء هي حال الإنسان التي لا تسُّر عند قدوم أَجَله ممَّا يصيبه من الآلام والأوجاع التي تجعله غافلاً عن ذكر الله -عز وجل-، وعرّف العلماء أيضاً ميتة السُّوء بسوء الخاتمة والعاقبة.

علامات ميتة السوء

ورد عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أمية بن المغيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا عم قل لا إله إلا الله. كلمة أشهد لك بها عند الله » . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعيدان له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.

 وقد ورد أن الشيطان يحضر ابن آدم عند احتضاره وخروج روحه، ويعرض عليه كل ملة غير الإسلام، ويتمثل له بصورة الناصح الأمين كالأب، والأم، والأخ، والصديق الحميم فيقولون له: مت يهودياً فهو الدين المقبول عند الله تعالى. أو يقولون له: مت نصرانياً فإنه دين المسيح المقبول عند الله تعالى. ويذكرون له عقائد كل ملة حتى يموت على غير ملة الإسلام. وهذا غرضه لعنه الله.

 قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "حضرت وفاة أبي أحمد، وبيدي الخرقة لأشد لحييه، فكان يغرق ثم يفيق ويقول: بيده، لا بعد، لا بعد، فعل هذا مراراً، فقلت له: يا أبت أي شيء ما يبدو منك؟ فقال: عن الشيطان قائم بحذائي عاض على أنامله يقول: يا أحمد فُتنى، وأنا أقول لا بعد حتى أموت.

وقال القرطبي: وقد سمعت شيخنا الإمام أبا العباس أحمد بن عمر القرطبي يقول: "حضرت أخا شيخنا أبي جعفر أحمد بن محمّد القرطبي بقرطبة، وقد احتضر، فقيل له لا إله إلا الله، فكان يقول: لا، لا. فلما أفاق ذكرنا له ذلك، فقال: أتاني شيطانان عن يميني وعن شمالي يقول أحدهما: مت يهودياً فإنه خير الأديان. والآخر يقول: مت نصرانياً فإنه خير الأديان. فكنت أقول لهما لا.لا. إلي تقولان هذا؟".

 وقال ابن الجوزي: ورأيت بعض من تعبد مدة ثم فتر، فبلغني أنه قال: "قد عبدته عبادة ما عبده بها أحداً. قال ابن الجوزي: ما أخوفني أن تكون كلمته هذه سبباً لرد الكل". قال ابن كثير: والمقصود.. أن الذنوب والمعاصي والشهوات، تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة.

و قال الله تعالى: { وكان الشيطان للإنسان خذولاً } وسوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقداً، وظاهره عملاً، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة.

أسباب ميتة السوء

ورد أن هناك عدَّة أسباب تؤدّي بالإنسان إلى ميتة السوء، نورد منها ما يأتي:

التَّعدي على الحقوق وظلم النَّاس، والتَّسبب بإيذاء غيره.نسيان شكر الله -تبارك وتعالى- على نعمة الإيمان.ترك الصَّلاة التي تُعدّ عمود الدِّين.الانحراف في الاعتقاد؛ فإن اعتقد اعتقاداتٍ باطلةٍ وكان مُتَيقِّناً لا يشكّ فيما يعتقده، ففي سكرات الموت يظهر له الحقُّ متجلِّيا فيرى خطأ اعتقاده، والتَّوبة آنذاك لن تنفع، فيؤدي به إلى سوء العاقبة ويدخل في قول الله -تعالى-: (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)، وقوله -تعالى-: (قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا* الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا)، فلا ينفع الإنسان سوى إيمانه بالله -عزَّ وجل- واعتقاده الصَّحيح.الاستمرار على المعاصي، فإنَّ ما يفعله الإنسان ويكثر منه في حياته ويعتاد عليه قد يكون على حاله عند موته، سواءً كان من الطَّاعات أم من المعاصي، فالذي يقوم بارتكاب المعاصي ويُصرُّ عليها ولا يتوب منها حتى غلبت هذه المعاصي على طاعاته، فإنَّها تشكِّل خطراً عليه حين موته، فقد يستحضرها قلبه في سكراته وتكون سبباً لسوء عاقبته.الرُّجوع عن الاستقامة؛ فإن كان الشّخص من أهل الصَّلاح ثمَّ انقلب حاله وصار من أهل المعاصي، فإن ذلك قد يكون سبباً في سوء خاتمته.ضعف الإيمان وحبُّ الدُّنيا والإقبال عليها، فإن أقبل القلب على حبِّ الدُّنيا قلَّ إقباله على الله -تعالى-، فأقدم على المعاصي، واتَّبَعَ شهوات نفسه، وانطفأت في قلبه أنوار الإيمان، وبقِيَ على هذه الحال حتى اقترب أجله وصار في سكرات الموت، فيرى في تلك اللحظة أنَّ نجاته في الإقبال على ربِّه لكنَّ قلبه قد تعلَّق بالدُّنيا، فلا انفكاك ولا مفرَّ منها، فيموت على هذا الحال من سوء العاقبة.المماطلة في التَّوبة التي تأتي من وساوس الشيطان للإنسان، فيوهمه أنّ العمر أمامه والوقت طويلٌ، وأنَّه لو تاب الآن ثمَّ عاد إلى ارتكاب الذَّنب فلن يتقبَّل الله -عزَّ وجل- توبته مرَّةً أخرى، ثمَّ يغترُّ بصحَّتهِ وشبابه فيؤجِّل التَّوبة إلى أن يصير في سنِّ الخمسين وما بعده، ولكنَّ التَّوبة إلى الله -تبارك وتعالى- واجبةٌ وفي كلِّ لحظةٍ، عملاً بقول الله -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي غَفَرَ الله -تبارك وتعالى- له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر كان يتوب إلى الله -تعالى- في اليوم مئة مرَّة كما ورد في الحديث: (تُوبُوا إلى اللهِ، فإني أتوبُ إليهِ كلَّ يَوْمٍ مِائةَ مَرَّةٍ).طول الأمل؛ فالشَّيطان يوسوس للإنسان بأنَّ العمر أمامه ما زال طويلاً ولا بدَّ له من أن يسعى لتحقيق آماله، فينشغل بذلك وينسى الموت والآخرة، وإذا تذكَّرهما تناساهما؛ لأنَّهما يعكِّران عليه حياته، وقد حذَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذلك فقال: (لا يَزالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شابًّا في اثْنَتَيْنِ: في حُبِّ الدُّنْيا وطُولِ الأمَلِ)، مع ضرورة التَّنبيه إلى أنَّ الأمل سرُّ السَّعادة في الدُّنيا، والمذموم فيه هو الانشغال به للدرجة التي تجعل الإنسان يصل فيها إلى نسيان الآخرة، والتعلُّق الشَّديد بالدُّنيا.الإقبال على المعاصي وحبِّها والاعتياد عليها، فإنَّ حبّ الإنسان للمعصية وتعلُّقه بها يجعلها تأتيه ويستحضرها في سكرات موته، وإن أتى إليه أهله لتلقينه الشَّهادة طغت المعصية عليها فتكلّم بما يتعلَّق بها، ومعلومٌ أنَّ الإنسان يُبعث على ما مات عليه، ويموت على ما عاش عليه.الانتحار؛ فالمسلم أمره كلُّه خير إن أصابته ضراء فصبر واحتسب كان له أجرها، وإن جزع وكان اختياره أن يتخلَّص من الحياة بالانتحار فقد اختار طريق المعصية، وقد روى جندب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ به جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فأخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بهَا يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حتَّى مَاتَ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عليه الجَنَّةَ). طباعة شارك حقيقة ميتة السوء ميتة السوء ما هي ميتة السوء أسباب ميتة السوء علامات ميتة السوء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ميتة السوء صلى الله علیه وسلم تبارک وتعالى سوء الخاتمة رسول الله التی ت ر الله ل الله

إقرأ أيضاً:

“كوتارد”.. رحلة بصرية داخل متلازمة الموت الوهمي

يأتي الفيلم القصير “كوتارد” للمخرج أيمن السنبختى والذى شارك فى مهرجان بورسعيد السينمائي الدولى فى دورته الأولى ونال جائزة جمعية بورسعيد للفنون الثقافية والمسرحية لشباب السينمائيين ، كواحد من الأعمال اللافتة التي تقتحم منطقة شائكة ونادرة التناول في السينما، إذ يسلط الضوء على متلازمة نفسية معقدة تُعرف بـ “كوتارد”، وهي حالة يعتقد المصاب بها أنه ميت بالفعل أو فقد بعض أعضائه الحيوية.

 

ينطلق الفيلم من لحظة فارقة في حياة طبيب نفسي، يبدأ أول يوم له في عيادته بمواجهة مريض يعاني من هذه الحالة الغريبة، ليجد نفسه في مواجهة غير متوقعة مع فكرة الموت بوصفه حضورًا دائمًا في الحياة اليومية. 

 

سرعان ما تتسع الدائرة لتشمل خطيبته ومساعدته وحتى رجلًا بسيطًا يدير كشكًا، وكلهم يتوهمون أنهم أموات أو فاقدون لأجزاء من أجسادهم. 

المدهش أن الأمر لا يظل محصورًا في نطاق المرضى، بل يأخذ بعدًا اجتماعيًا واسعًا، يتجسد في مشهد صدور بيان رسمي من وزارة الصحة يؤكد وجود هذه الظاهرة، وكأنها وباء يتفشى في المجتمع.

ومع توالي الأحداث، يصبح الطبيب نفسه جزءًا من هذه الدائرة المظلمة، حيث يبدأ في الانزلاق داخل الحالة وكأنه يعيش عدوى نفسية أو انعكاسًا لمدى هشاشته الداخلية. 

 

هنا يطرح الفيلم سؤالًا فلسفيًا جوهريًا: كيف يمكن للإنسان أن يواجه الموت كفكرة، لا كحدث بيولوجي فقط، وكيف يمكن للمرض النفسي أن يبتلع حتى من يُفترض أنهم معالجون له؟

 

على المستوى البصري، اعتمد المخرج على أسلوب تصوير يضاعف من التوتر النفسي الذي يعيشه أبطال العمل. فقد ركزت الكاميرا على ملامح الوجوه في لقطات مقربة Close-ups عميقة، تكشف عن أدق التفاصيل الانفعالية للشخصيات، وكأننا نغوص في داخلهم. 

 

هذه المعالجة البصرية منحت الفيلم صدقًا نفسيًا وشحنة وجدانية قوية، جعلت المشاهد يعيش بدوره ارتباك الشخصيات ومخاوفها.

كذلك ظهر بوضوح الانتقاء الجيد للممثلين، حيث جاءت اختيارات الشخصيات ملائمة جدًا لطبيعة القصة، سواء في ملامحهم أو في طريقة تعبيرهم، الأمر الذي عزز من واقعية العمل، وجعل التداخل بين الواقع والخيال أكثر إقناعًا.

 

 الممثل الذي جسد شخصية الطبيب عكس الحيرة والارتباك بخطوط وجهه ونظراته القلقة، بينما جاءت شخصية الرجل البسيط صاحب الكشك لتضيف بعدًا شعبيًا يعكس انتشار الفكرة خارج النطاق النخبوي أو الطبي.

من الناحية الفنية، حافظ الفيلم على إيقاع متوازن بين السرد النفسي والبعد الرمزي، دون الوقوع في فخ المباشرة أو المبالغة.

 

 الإضاءة الخافتة والألوان الباردة لعبت دورًا مهمًا في تكثيف الشعور بالعزلة والخوف من الفناء، بينما جاء المونتاج ليخدم إيقاع التوتر الداخلي المتصاعد حتى ذروة الأحداث.

يُحسب للفيلم جرأته في خوض منطقة غير مألوفة، وقدرته على تقديم رؤية بصرية وفكرية حول معنى الموت والوجود، في قالب قصير مكثف. 

 

“كوتارد” ليس مجرد فيلم قصير عن مرض نفسي، بل هو رحلة فلسفية تبحث في هشاشة الإنسان أمام فكرة العدم، وعن كيف يمكن أن تتحول العدوى النفسية إلى وباء يطال المجتمع بأسره ، العمل تمثيل مصطفى رشدى ، سالى سعيد ، كريم عادل ، يوستينا أشرف ، وائل أبو طالب ، حنان حمدى ، محمد يوسف ، أحمد محمد ، ضيف الشرف أشرف سرحان ، اكسسوار محمود طعيمه ، مساعدين مهندس ديكور سمسم ، إنجى اسحاق ، منفذين ديكور بسام خالد ، حسن هاشم ، مخرج منفذ كريم عادل .

 

مقالات مشابهة

  • لماذا أُخفي عنا زمن ووقت الموت؟
  • “كوتارد”.. رحلة بصرية داخل متلازمة الموت الوهمي
  • علي جمعة: من الأسباب التي تقوي محبة الله عز وجل عند العبد التخلية والتحلية
  • هل يمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة؟
  • معنى سمة "ذبح العلماء" الذي عرف على مر العصور.. علي جمعة يوضح
  • سنن الوضوء الصحيحة عن النبي
  • علي جمعة: الكريم إذا وهب ما سلب.. أبرز قواعد الطريق إلى الله
  • لماذا سمي الصحابة بهذا الاسم؟.. لـ8 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • ندوة توعوية لوعظ الغربية عن الأمانة والمهنية بمديرية التنظيم والإدارة