لعل السؤال عن لماذا سمي الصحابة بهذا الاسم ؟، يأتي من جملة الأمور التي ينبغي معرفتها ، حيث ينبغي علينا الاقتداء بهم والسير على خطاهم من بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، لكن حتى وإن عرفنا الكثير عنهم فلايزال السؤال عن لماذا سمي الصحابة بهذا الاسم ؟ مطروحًا بقوة باعتباره أحد أسرارهم، خاصة وأننا جميعًا نتمنى لو عشنا عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وعاصرنا الصحابة رضوان الله تعالى عنهم ، وجلسنا بينهم حول النبي -صلى الله عليه وسلم- ، والذي أرشدنا وعلمنا كل ما فيه نفع وفلاح في الدنيا والآخرة ، ولعل من الأمور التي الخفية لماذا سمي الصحابة بهذا الاسم ؟، أو بصيغة أخرى لماذا أسمى النبي -صلى الله عليه وسلم- من حوله بالصحابة ؟.

لماذا حذر النبي من الأحلام التي ننساها عند الاستيقاظ؟.. 9 أمور تمنع شرهالماذا أمر الرسول بالاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر؟..لـ29 سببالماذا لا يجوز صيام يوم السبت في الشتاء؟.. اعرف صحة حديث النبيلماذا نصلي صلاة المغرب 3 ركعات؟.. اعرف السبب والحكمةلماذا اختصمت ملائكة الرحمة والعذاب على ميت؟.. لهذا السببلماذا سمي الصحابة بهذا الاسملماذا سمي الصحابة بهذا الاسم

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أسمى من حوله من المؤمنين بالصحابة لأنه صاحبهم ؛ صاحبهم في حضرهم وفي سفرهم في قيامهم وجلوسهم في جهادهم وسلامهم في علمهم وحياتهم فسموا بالصحابة الكرام لحسن الصحبة.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال : لماذا سمي الصحابة بهذا الاسم ؟، أنه مما أمر به سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسن الصحبة ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».

وبين أنه -صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نختار الأصحاب لأن الصاحب يؤثر في الإنسان سلبًا وإيجابا ؛ فإن كان طيبا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونصحك في نفسك وفي دينك ، وإن كان غير ذلك أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ولم ينصحك في دينك ولا دنياك .

وأضاف أن الصاحب مهمٌ في الحياة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يضرب لنا الأمثال ويقول: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك وصاحب الكير» حامل المسك هو بائع المسك وصاحب الكير هو هذا الفرن الذي يستعمله الحداد في مهنته يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «فإن صاحب المسك تشم منه رائحةً طيبة أو تبتاع منه شيئًا فينفعك في طيبك أو يحذوك» أي يعطيك «يحذوك بشيءٍ من مسكه».

وتابع: كله فوائد إما أن تشم منه الرائحة الطيبة وإما أن يعطيك شيئًا على سبيل الهدية وإما أن تبتاع منه ، وكذلك الجليس الصالح فالجليس الصالح إما أن ينصحك وإما أن تسمع منه الكلام الطيب وإما أن يأمر بمعروفٍ وينهى عن منكر ويرشد إلى الخير ولذلك فهو كحامل المسك.

وواصل: أما صاحب الكير فإما أن يحرق بدنك أو ثيابك وإما أن تشم منه رائحةً كريهة، وكذلك الجليس السوء فإنه إما أن تسمع منه الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وإما أن يأمرك بالمنكر وإما ألا يرشدك وألا ينصحك لوجه الله تعالى.

وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولعامة المسلمين وأئمتهم»، منوهًا بأن النصيحة هي الدين.

وأردف:  ولذلك يجب عليك أيها الأب في بيتك أن تراقب أبناءك وأن تراقب صحبتهم وأن تعلمهم الخير وحقائق الحياة ، تعلمهم مثل الجليس الصالح والجليس السوء أن هذا كحامل المسك وأن هذا كصاحب الكير، الولد أو البنت إذا تركناهم مع صحبتهم وكانت سيئة فإن الندم يصل إلينا ويصل إليهم قريبًا وليس بعيدا.

واستطرد: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» الصحبة مهمة ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يهتم بها ويرشد إليها جاء أحدهم وقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك».

وبين في هذا الحديث لو علمناه أبناءنا وعرفوا أن خير صحبةٍ لهم الأب والأم وقام الأب والأم بما عليهما من واجب الرقابة والتربية والتوجيه والإرشاد لوصلنا إلى جيلٍ مبارك يخلو إلى كثيرٍ من المشكلات التي تكتنف عصرنا ومصرنا.

وشدد قائلاً: علينا أن نراقب أبناءنا وأن نتدخل في حسن الصحبة، النبي -صلى الله عليه وسلم- لما وصل إلى المدينة آخى بين الأنصار وبين المهاجرين آخى بينهم فجعل لكل رجلٍ من المهاجرين أخًا من الأنصار .

ولفت إلى أن هذه الأخوة جعلت غربة المهاجرين في المدينة سهلة وجعلت المدينة فيها صحبة طيبة وأخوة راقية وقلوبٌ رقيقة لذكر الله سبحانه وتعالى ، فنشأت الجماعة الإسلامية الأولى على الحب وعلى الرحمة وعلى الأخوة وعلى الصحبة الطيبة.

الصحابة رضي الله عنهم

ورد أن لأصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- مكانةً عظيمةً في قلوب المسلمين، فهم أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين، حيث إنّ حبّ الصحابة -رضي الله عنهم- من حبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولذلك فإنّ حبّهم جزءٌ لا يتجزأ من عقيدة أهل السنة والجماعة.

وقد أخبر الرسول الصادق -عليه الصلاة والسلام- بأنّهم خير القرون، حيث قال: (إن خيرَكم قرني، ثم الذين يلونَهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، بالإضافة إلى نقلهم الشريعة من رسول الله إلى الأمة من بعده، فكانوا أعلام الهدى، ومنارات العلم، ونشروا الفضيلة، والأخلاق، والأدب، والصدق.

وقد أثنى الله -تعالى- عليهم في العديد من الآيات، ومنها قوله: (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ).

وقال الله تعالى كذلك في كتابه العزيز: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا).

تعريف الصحابة

ورد عن معنى الصحابي لغةً الصحابة اسمٌ مشتقٌ من كلمة صحب، التي تُعرّف لغةً بمقارنة الشيء ومقاربته، ومنها الصاحب، وجمعها الصحب، واستصحبه بمعنى لازمه، ويُقال: صاحبه أي عاشره، والصاحب هو المعاشر، والجمع أصحاب، والصحابة هم الأصحاب.

ومن الجدير بالذكر أنّ أهل اللغة أجمعوا على أنّ كلمة صحابي مشتقةٌ من الصحبة، ولا تدلّ كلمة صحابي على قدرٍ مخصوصٍ من الصُحبة، وإنّما تُستخدم لمن صحب غيره قليلاً أو كثيراً.

فيُمكن القول: صحبت فلاناً دهراً، أو شهراً، أو سنةً، أو يوماً، أو ساعةً، فيقع اسم الصحبة بقليل ما يقع منها كثيره، فالواجب لغةً إجراء هذا الاسم على من صحب رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- ولو لساعةٍ واحدةٍ.

 ولا يُشترط لغةً لإطلاق الصحبة أن تكون الملازمة بين الشيئين طويلةً، بل تطلق على من صحب غيره بغض النظر عن مقدار الصحبة، لذلك قال السخاوي: (الصحابي لغةً يقع على من صحب أقل ما يطلق عليه اسم صحبةً، فضلاً عمّن طالت صحبته، وكثرت مجالسته).

تعريف الصحابي اصطلاحاً

بيّن ابن حجر أنّ أصحّ تعريفٍ للصحابي: أنّه من لقي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مؤمناً به، ومات على الإسلام، وبناءً على ذلك يدخل كلّ من لقي النبي عليه الصلاة والسلام، سواءً طالت مجالسته، أو قصرت، وسواءً شاهده، أم لم يشاهده، بسبب عجزٍ ما، كالعمى مثلاً، وسواءً غزا معه، أو لم يغزو، أو روى عنه الأحاديث، أو لم يروِ، ويدخل بقول: مؤمناً به، كلّ من آمن به من الإنس أو الجن.

وقد أشار ابن حزم في كتاب الأقضية من كتابه المحلى إلى صحبة من لقي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وآمن به من الجنّ، حيث قال: (من ادعى الإجماع فقد كذب على الأمة؛ فإنّ الله تعالى قد أعلمنا أن نفراً من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ فهم صحابة فضلاء؛ فمن أين للمدعي إجماع أولئك)، ويخرج من لقيه كافراً، حتى وإن أسلم فيما بعد، طالما لم يجتمع به مرةً أخرى وهو مسلم.

ويخرج أيضاً من لقيه مؤمناً بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب، قبل أن يُبعث، وأمّا من لقيه منهم، وهو مؤمنٌ أنه سيُبعث، كبحيرة الراهب وغيره، فأولئك محلّ خلافٍ.

 ويخرج بقول: ومات على الإسلام، أنّ من لقيه مؤمناً، ثمّ ارتد عن الإسلام، ومات على ردته، ومنهم الذي كان زوجاً لأم حبيبة رضي الله عنها، وهاجر معها إلى الحبشة، ثمّ تنصّر هناك، ومات نصرانياً، وهو عبيد الله بن جحش، ومنهم عبد الله بن خطل، الذي ارتدّ فقُتل، وهو مُتعلّقٌ بأستار الكعبة.

وجاء منهم ربيعة بن أمية بن خلف، ويدخل فيه من ارتدّ ثمّ عاد إلى الإسلام قبل وفاته، واجتمع بالنبي -عليه الصلاة والسلام- مرةً أخرى، أم لم يجتمع، وأمّا من ارتدّ وعاد إلى الإسلام بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام.

فقد أبدى به بعض العلماء احتمالاً، ولكنّه مردودٌ، إذ إنّ أهل الحديث عدّوا الأشعث بن قيس من الصحابة رضي الله عنهم، وأخرجوا أحاديثه في الصحاح والمسانيد على الرغم من أنّه ارتدّ، وعاد إلى الإسلام بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وتجدر الإشارة إلى أنّه ثمة أقوالاً شاذةً في تعريف الصحابي، ومنها عدم الاعتداد بالصحابي، إلّا من اتصف بأحد الأوصاف الأربعة، وهي: من حفظت روايته عن النبي عليه الصلاة والسلام، أو طالت مجالسته له، أو غزا معه، أو استشهد بين يديه.

تفاوت الصحابة في الفضل

ورد أنه من المعلوم عند العلماء وأهل الإيمان أنّ الصحابة -رضي الله عنه- متفاوتون في الفضل، وذلك بحسب سبقهم للإسلام، والهجرة، والإيواء، والنصرة، والجهاد في سبيل الله، حيث إنّ أفضلهم السابقون الأولون من الأنصار والمهاجرين، الذين قاتلوا وأنفقوا في سبيل الله قبل صلح الحديبية، الذي سماه الله -تعالى- فتحاً،.

وقال تعالى : (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، ومن الجدير بالذكر أنّ الله اختصّ أهل بدر من المهاجرين والأنصار.

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لعلَّ اللَّه اطَّلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شِئتُم فقد غفرتُ لكم)،وعددهم ثلاثمئةٍ وبضعة عشر رجلاً.

طباعة شارك لماذا سمي الصحابة بهذا الاسم لماذا سمي الصحابة سمي الصحابة بهذا الاسم سمي الصحابة الصحابة رضي الله عنهم تعريف الصحابة الصحابة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصحابة رضي الله عنهم الصحابة النبی علیه الصلاة والسلام صلى الله علیه وسلم الجلیس الصالح رضی الله عنهم الله تعالى هذا الاسم وإما أن على من

إقرأ أيضاً:

تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر.. النبي حذر من القسوة أو الإساءة لـ5 مخلوقات

لاشك أن الشرع الحنيف ونصوصه بالقرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرة أولت كل أفعالك التي قد تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر اهتمامًا كبيرًا، لا يجوز معه التغافل أو الاستهانة بكل ما يمكنه أن تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر ، فهي سبيل النجاة من مصائب الدنيا التي تثقنا بها كبائر ما فعلنا من ذنوب، وكذلك عذاب الآخرة، من هنا ينبغي معرفة أي من تلك الأفعال التي تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر لتجنبها .

كيف تكفّر الذنب؟ .. علي جمعة: اتبع وصية النبي وامحُه بهذه الحسنةسبب لدخول النار.. الإفتاء تحذّر من 3 أفعال شائعة مع الكلاب والقططتدخلك جهنم أو تكفر الكبائر

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المسلم رحيم بالكون كلِّه، يتعامل معه برِقَّةٍ ولِينٍ وانسجام، لأنه يراه قائمًا بالوظيفة التي أمره الله بها، وهي "العبادة"؛ فيشعر أنه يشترك مع الكون في أخوَّة العبودية لله وحده.

وأوضح " جمعة" ، أنه نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سبِّ الريح، فقال: «لا تسبُّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمِرَتْ به، ونعوذ بك من شرِّ هذه الريح وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُمِرَتْ به» [رواه الترمذي].

وأضاف أن المسلم يخاطب مخلوقات الله بهذا المشترك، وهو يتأسَّى في ذلك بنبيه  -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ يخاطب الهلال فيقول: «اللهم أهِلَّه علينا باليُمن والسلامة والإسلام، ربي وربك الله» [رواه الترمذي].

وأشار إلى أنه تجلَّت تلك الرحمة في التعامل مع الحيوان؛ فنهى  -صلى الله عليه وسلم- عن قتل العصفور، فقال: «ما من إنسان يقتل عصفورًا فما فوقها بغير حق إلا سأله الله عز وجل عنها» [رواه النسائي].

حكم الإساءة للحيوان وتعذيبه

وبيَّن أن الإساءة للحيوان وتعذيبه والقسوة معه تُدخِل الإنسانَ في عذاب الله ونار جهنم والعياذ بالله؛ فيقول النبي  -صلى الله عليه وسلم-: «دخلت امرأةٌ النارَ في هرَّةٍ حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» [رواه البخاري ومسلم].

وأفاد بأنه بيَّن رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- – في المقابل – أن الله قد يتجاوز عن السيئات، وإن كانت من الكبائر، بسبب رحمة الإنسان بحيوان لا حول له ولا قوة؛ فقال: «دخلت امرأةٌ بَغيٌّ من بني إسرائيل الجنةَ في كلبٍ وجدته عطشان فسقته»، قالوا: ألَنا في البهائم أجر يا رسول الله؟ قال: «في كلِّ كبدٍ رطبة أجر» [رواه البخاري ومسلم].

واستشهد بما ورد عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرةً - طائر صغير كالعصفور- معها فرخان، فأخذنا فرخَيْها، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تفرش - تفرش جناحها وترفرف في الأرض-، فجاء النبي  -صلى الله عليه وسلم- فقال: من فجع هذه بولدها؟ رُدُّوا ولدها إليها» [رواه أبو داود].

إرشادات الرسول واقع عملي

ولفت إلى أنه قد طبَّق المسلمون الرحمة في حضارتهم بصورة عملية في كثير من مؤسساتهِم الخيرية؛ ليس فقط في المستشفيات ودور الإيواء للإنسان، بل امتدَّت رحمتهم إلى الحيوان كما أمرهم بذلك شرعهم الحنيف؛ فأنشأوا مساقي الكلاب رأفةً بها.

واستند إلى قول النبي  -صلى الله عليه وسلم-: «في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبة أجر»، ولما علموا أنه قد دخلت امرأةٌ النارَ في هرَّةٍ حبستها، ودخلت أخرى الجنةَ في كلبٍ سَقَتْه، منوهًا بأنه في العصر المملوكي، وبالتحديد في تكية محمد بك أبو الذهب، بُنِيَت صوامعُ للغلال لتأكل منها الطير.

ونبه إلى أنه هكذا كان المسلمون يحوِّلون إرشادات رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- إلى واقعٍ عمليٍّ يعيشون فيه؛ فحازوا الشرفَ والعِزَّ وخيرَ الدنيا والآخرة. رزقنا الله الأخلاقَ الفاضلة، وجعلنا من الرحماء.

طباعة شارك تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر تدخلك جهنم تكفر الكبائر حكم الإساءة للحيوان وتعذيبه الإساءة للحيوان وتعذيبه إرشادات الرسول واقع عملي

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: حديث "لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" موضوعٌ ولا يصح عن النبي
  • تعرف على الأحاديث التي تبيّن فضل الصدق وثماره
  • أوقات يستحب فيها الصلاة على الرسول الكريم
  • من هم ورثة الأنبياء؟
  • لماذا سميت سورة النساء بهذا الإسم ؟
  • تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر.. النبي حذر من القسوة أو الإساءة لـ5 مخلوقات
  • آداب اتباع الجنائز وحكم الظهور فيها بمظاهر السعادة
  • لماذا سمي مسجد السيدة عائشة بهذا الاسم؟
  • ننشر.. نص خطبة الجمعة اليوم بعنوان توقير كبار السن وإكرامهم