اتهمت «مؤتمري صنعاء» بالخونة.. خلافات تفتت جبهة الحوثي
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
(عدن الغد) عكاظ
كشفت مصادر موثوقة في صنعاء تفاقم الخلافات بين الحوثيين وقيادات حزب المؤتمر الشعبي الموالية لهم على خلفية موقف الكتلة البرلمانية في برلمان الحوثي غير الشرعي ومطالبتها بصرف مرتبات الموظفين وتسليم موازنة حكومة الانقلاب.
وأفادت المصادر بأن المليشيا هددت بمصادرة ما تبقى من أموال وممتلكات الحزب ومنازل قياداته، مؤكدة أن تأييد قيادات في حزب المؤتمر بينهم صادق أمين أبو راس الذي عُين رئيساً للحزب في العاصمة خلفاً للرئيس الراحل علي صالح أثار تخوفات المليشيا.
وبحسب المصادر، فإن المليشيا تتهم الموظفين الحكوميين والمعلمين المضربين عن العمل بأنهم من بقايا نظام علي صالح خصوصاً بعد أن قال أبو راس إن «من حق الموظفين المطالبة بمرتباتهم».
من جهته، أعلن رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية الانقلابية» محمد الحوثي اليوم (الأحد) عزم المليشيا بيع ممتلكات حزب المؤتمر «جناح علي صالح» والموالين لنظامه والمؤيدين للشرعية الذين نهبتهم طوال الفترة الماضية تحت مبرر إنشاء صندوق للمعلمين، متهماً إياهم بالفساد.
وقوبل إعلان الحوثي بسخرية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، ووصف نشطاء ما سرب من معلومات بأنه غباء ومحاولة لإخفاء الفشل الذريع في إدارة المؤسسات، ونهب الإيرادات والمال العام لصالح قيادات المليشيا.
بدوره، وصف رئيس قناة «الهوية» القيادي الحوثي محمد العماد قيادات حزب المؤتمر في صنعاء بـ«الخونة»، زاعماً أن شركاء مليشياته في البرلمان وحكومة الانقلاب يسربون التقارير، مهاجماً رئيس حزب المؤتمر المعين صادق أمين أبو راس.
ونشر ناشطون موالون لحزب المؤتمر الشعبي العام معلومات عن دخل المليشيا السنوي في أصغر قطاع إيرادي، مؤكدين أن دخلها من شبكة الإنترنت وحدها يقدر بنحو٩٠٠ مليار ريال يمني بما يعادل (مليار و500 ألف دولار).
وتشهد صنعاء سخطاً كبيراً في ظل قمع المليشيا احتجاجات المعلمين والمعلمات المطالبين بمرتباتهم واختطاف عدد منهم ومعاقبة آخرين، فيما يطالب ناشطون بضرورة إطلاق شرارة الانتفاضة بما يتواكب مع تأسيس النظام الجمهوري في اليمن يوم 26 سبتمبر الجاري، ما يثير مخاوف حوثية أن تلقى تلك الدعوات استجابة شعبية خصوصاً بعد تأييد غالبية جناح صنعاء بمن فيهم القيادات المؤتمرية للمطالب الشعبية التي يرون أن الهدنة فضحت أكاذيب الحوثي ومزاعمه وحججه بالاستمرار في عدم صرف المرتبات في ظل الدخل الكبير الذي تجنيه المليشيا من وراء التسهيلات التي حصلت عليها من قبل الحكومة الشرعية (براً وبحراً وجواً) مقابل رفع المعاناة عن المدنيين وصرف مرتبات الموظفين بناء على اتفاق ستوكهولم الذي خصص حسابا مصرفيا في البنك المركزي في الحديدة لصالح المرتبات.
ويرى صحفيون يمنيون أن خطاب رئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط والتلميح في اتهاماته لكتلة حزب المؤتمر في البرلمان الحوثي ووصفهم بالخونة والعملاء محاولة لتهيئة حرب جديدة تشنها المليشيا داخل صنعاء ضد الموالين لها من حزب علي صالح والقيادات الحزبية الأخرى التي ظلت تلتزم الصمت طوال السنوات الماضية. وحذر الصحفيون من أن المليشيا تسعى للقضاء على ما تبقى من الكيانات اليمنية التي يمكن أن تعود بسهولة لصف الأوفياء للوطن والدستور اليمني وللجمهورية في حال الوصول إلى تسوية سياسية لتبقى هي وحيدة تتكبد الفشل والنهاية الوخيمة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: حزب المؤتمر علی صالح
إقرأ أيضاً:
المليشيا حققت انتصارا مهما بالنسبة لها في محور كردفان
المليشيا حققت انتصارا مهما بالنسبة لها في محور كردفان باستعادة المناطق التي حررها الجيش مؤخرا؛ فهو انتصار جاء في لحظة هي في أمس الحاجة إليه بعد هزيمة أم درمان وهزائم سابقة وانحدار معنويات مقاتليها إلى الحضيض.
هذا الانتصار سيعيد إليهم بعض الثقة التي فقدوها في أنفسهم، يكسر تهيبهم لمتحرك الصياد، ويعيد ثقة المكونات الداعمة للمليشيا في المليشيا بعد أن بدأت تفقدها بسبب تقدم الجيش، وكذلك هذا الانتصار قد يؤدي إلى عودة المترددين مرة أخرى إلى القتال في صفوف المليشيا بعد أن كانوا قريبين من التسليم أو الانضمام للجيش.
كل هذه فوائد حققتها المليشيا والتي كانت مصممة على استعادة هذه المناطق كما تابعنا تصريحات عبدالرحيم دقلو قبل أسبوع.
ومع ذلك، فقد دفعت المليشيا ثمنا غاليا وتكبدت خسائر كبيرة خصوصا في محور الخوي.
وكذلك المؤكد أيضا أنها اضطرت لخوض هذه المعركة ضد الجيش في هذا المحور بدلا من الفاشر. وأهم مكسب للجيش من ذلك هو خوضه معركة في ميدان يملك فيه خطوط إمداد مفتوحة بدلا من القتال تحت الحصار في الفاشر. فالجيش قد يخسر ويتراجع في محور كردفان ولكنه يقاتل في وضعية مريحة من حيث الإمداد، أهم عامل في المعركة.
لا أعرف إن كان الجيش خسر المعارك الأخيرة بشكل حقيقي أم انسحب تكتيكيا؛ هذان احتمالان.
ولكن الجيش أصلا جاء لكي يهاجم ويقاتل المليشيا ويفترض أنه مستعد لذلك، هذا يضعف احتمال الانسحاب التكتيكي، ويعزز فرضية أن الجيش ووجه بهجوم عنيف قدر معه أن الخسائر في جانبه ستكون كبيرة مهما كانت خسائر الطرف الآخر فاختار الانسحاب وتنظيم الصفوف. هذا وارد ومرجح.
فالمليشيا مستعدة أن تخوص معركة تخسر فيها حنود وعتاد بلا حساب، الجيش لا يفعل ذلك ولا يدخل معركة خسائرها البشرية والمادية أكبر من قيمتها العسكرية في سياق المعركة الكلي.
وعلى أي حال، كردفان هي ساحة معركة، وساحة معركة من موقع مريح للجيش. وبطبيعة الحال، فالمعركة تحدث في مدى زمني معين وفي مكان معين، وما يحدث خلال هذا المدى الزمني وفي ساحة المعركة لا يأخذ معناه الكامل إلا بنهاية المعركة. بمعنى التقدم، التراجع، السرعة، الإبطاء، اكتساب الأرض، فقدان الأرض، هذه كلها وقائع لا معنى لها بمعزل عن النتيجة النهائية للمعركة.
نسأل الله أن ينصر جيشنا ويتقبل شهداءه ويشفي جرحاه.
حليم عباس