«نحن مجتمع ذو إرادة ولسنا مجتمع ذو إعاقة»، بدأ يوسف محمود حديثه بهذه الكلمات معبرا عن معاناته من فقدان بصر جزئي، وضمور في الساق جعلته قعيدًا على كرسي متحرك، إلا أنه استطاع من خلاله تحقيق نجاحات عديدة، إذ حفظ القرآن الكريم كاملًا عن طريق السمع ومنحه الله موهبة إلقاء الشعر والخواطر، وكان من العشر الأوائل في كلية الآداب جامعة المنصورة.

قصة يوسف محمود شاب من ذوي الهمم تحدى إعاقته

التقت «الوطن» بيوسف محمود ابن محافظة الدقهلية ليكشف تفاصيل نجاحه، قائلا: «ولدت بإعاقة جزئية في البصر أي أبصر بعين واحدة فقط، بالإضافة إلى ضمور في الساق جعلني قعيدًا، لم أشعر أبدًا بأنني ذو إعاقة بفضل الله أولا ثم أهلي اللذين اهتموا بي وأشعروني بأنني شخص مثلهم تماما».

وتابع يوسف: «كنت أحاول قدر الإمكان ألا أكون عبئًا عليهما، وخلال فترتي الدراسية كنت أعتمد على السمع وتعلمت طريقة برايل، وكنت دائما من الأوائل في المراحل الدراسية، وكان أبي وأمي يوفران لي الأجواء للمذاكرة مثل أي طالب عادي، حتى دخلت كلية الآداب جامعة المنصورة، وتخصصت في علم النفس ودائما كنت أسمع من والدي عبارة (نفسي أشوفك وأنت بتناقش في الدراسات العليا) ما أعطاني حماسة وحافزًا كبيرين في إكمال حياتي التعليمية».

حفظ القرآن الكريم خلال سنة واحدة

«بينما كان يوسف ابن الـ22 عاما، منهمكًا في مذاكرته داخل غرفته الصغيرة أراد أن يثبت للعالم والمجتمع أن ذوي الهمم هم ذوي إرادة، وقرر أن يحفظ القرآن الكريم كاملًا واستمع لعدد من الشيوخ وكبار القراء حتى استطاع أن يحفظه خلال سنة واحدة في عمر الـ14 عاما بواسطة السمع فقط، ما أعطاه ثقة كبيرة وإلهامًا أكبر في تحقيق مراده وإيصال رسالة للناس بأن أمثاله لديهم القدرة في تحقيق المستحيل بنظرهم، وحلم أن يلتحق بكلية علوم القرآن الكريم ولكن كتب له أن يلتحق بكلية الآداب جامعة المنصورة قسم علم النفس ليكون من العشرة الأوائل في القسم ويتم تكريمه من قبل الجامعة في عام 2022-2023» يقول يوسف لـ«الوطن».

وتابع: «عندما التحقت بقسم علم النفس علمت بأن الخيرة فيما اختاره الله لأن هذا القسم أثر بشكل كبير في حياتي وجعلني متفتحا أكثر وزاد الرضا والقناعة بداخلي ولا أبالي بأي نقد حيث أتعامل معه بكل حكمة وروية بسبب ما تعلمته في هذا القسم العظيم كما وهبني الله عزوجل موهبة إلقاء الشعر والخواطر والذي اكتشف موهبتي تلك أحد المعلمين في مدرستي عندما كان يدخل الصف كان يصمم أن ألقي شعرا أمام الطلاب دعما منه وحتى أكسر حاجز الخجل».

وأوضح: «طريقتي لاقت إعجابًا كبيرًا من معلميني وزملائي في الصف وأكملت مسيرتي في الإذاعة المدرسية وفي الندوات، وحلمي هو أن أرسم البسمة في وجوه الناس، وأن أكون دعمًا وسندًا لمن يحتاجني وأترك أثرًا جميلا ليتذكرني الناس دائما بالخير، بجانب أنني أسعى في تحقيق حلمي أن أكون مقرئا للقرآن الكريم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدقهلية القرآن الكريم الإذاعة المدرسية القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد

الابتلاء دائما ما يكون سببا في رفع الدرجات وزيادة حسناته وهذا صحيح في أغلب الأحوال، لكن الشريعة بيّنت أن هناك حالة واحدة يأتي الابتلاء على الإنسان دون أن يُكتب له أجر أو تُرفع له درجة.. وفي هذا التقرير نوضح هذه الحالة، ونتأمل كيف يمكن أن يكون البلاء سببًا في البُعد عن الله.

حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الابتلاء ليس دائمًا سببًا للترقي، بل يعتمد على كيفية استقبال الإنسان له.

وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، في تصريحات تلفزيونية: "يقال أن العبد يترقى بالابتلاء، ولكن فى الواقع ليس كل ابتلاء يؤدى إلى الترقى، بل قد يؤدى إلى السقوط أو الضياع إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح".

وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه من المهم أن نفهم أن الابتلاء قد يرفع الإنسان أو يخفضه، حسب رد فعله تجاهه، كما ورد فى الحديث الشريف، فإن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، لكن ليس المهم فى الابتلاء ذاته، بل فى كيفية تعامل الإنسان معه، فالإيمان بالابتلاء يتطلب الصبر والرضا، وإذا استسلم العبد لله فى حال الابتلاء، فإنه يرتقى روحيًا.

وأضاف: "الله أعلم بما هو خير لنا، وإذا نظرنا إلى الابتلاء كفرصة للتقرب إلى الله، فإننا نرتقى ونحقق التوازن الروحى الذى يرضى الله سبحانه وتعالى".

أمينة الإفتاء: مستحضرات التجميل ليست عذرًا شرعيًا يبيح التيممهل ملامسة عورة الطفل أثناء تغيير ملابسه ينقض الوضوء؟.. الإفتاء تجيبهل يجوز إلقاء بقايا الطعام في القمامة؟.. الإفتاء تجيبالمفتي يبحث مع رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الارتقاء بخدمات دار الافتاءكيفية الأذان والإقامة عند الجمع بين الصلاتين.. دار الإفتاء تجيبهل الحر الشديد من علامات غضب الله؟.. الإفتاء تحسم الجدل

كيفية تعامل المسلم مع الابتلاء 

وأضاف: "الابتلاء لا يغيّر القدر، لكن الرضا والصبر يغيرانك أنت.. والجزاء على حسب الموقف"، مشيرًا إلى أن من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط، محذرًا من التذمر المستمر والجزع، فالصبر وإن كان مرًّا في طعمه إلا أن عاقبته أحلى من العسل.

وأكد أن الرضا هو السبيل الأصيل للتعامل مع الأقدار، داعيًا كل من يمر بابتلاء أن يتذكر أن "القدر واقع لا محالة، فاختر طريق الرضا وابشر بالفرج"، مستشهدا بقول الله تعالى: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"، موضحًا أن الجزاء الإلهي للصابرين ثلاثي الأبعاد: "صلوات من ربهم، ورحمة، وهدى".

هل الابتلاء يدل على محبة الله؟

من جانبه، قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن الابتلاء في حياة الإنسان ليس نقمة، بل هو أول دليل على محبة الله لعبده، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه"، مؤكدًا أن هذه اللحظات من البلاء تكشف للإنسان معادن نفسه، وتجعله يعيد النظر في علاقته بالله واحتياجاته الحقيقية.

وأوضح خلال تصريحات تلفزيونية، أن الابتلاء يفتح للعبد بابًا من الفهم والتسليم، ويكشف له من يحبونه بصدق، كما يبرز له جوانب من قوته الداخلية لم يكن يدركها، مبينًا أن "الابتلاء حب كبير من ربنا، لا يشعر به إلا من تعلقت روحه بالله وكان له رصيد إيماني قوي".

وأضاف: "الابتلاء لا يغيّر القدر، لكن الرضا والصبر يغيرانك أنت.. والجزاء على حسب الموقف"، مشيرًا إلى أن من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط، محذرًا من التذمر المستمر والجزع، فالصبر وإن كان مرًّا في طعمه إلا أن عاقبته أحلى من العسل.

وأكد الدكتور أسامة أن الرضا هو السبيل الأصيل للتعامل مع الأقدار، داعيًا كل من يمر بابتلاء أن يتذكر أن "القدر واقع لا محالة، فاختر طريق الرضا وابشر بالفرج"، مستشهدا بقول الله تعالى: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"، موضحًا أن الجزاء الإلهي للصابرين ثلاثي الأبعاد: "صلوات من ربهم، ورحمة، وهدى".

وتابع: "كل من مر بابتلاء سيكتشف لاحقًا أن في قلب كل محنة منحة عظيمة، وأن بعد الصبر فرجًا كبيرًا، لأن الله لا يبتلي إلا من أحب، ولا يترك قلبًا لجأ إليه دون أن يهديه ويواسيه".

طباعة شارك الابتلاء حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد الأزهر رفع درجات العبد كيفية تعامل المسلم مع الابتلاء محبة الله

مقالات مشابهة

  • الدريم: كان حلمي أعرف عبدالله ويزيد الراجحي وصار التوفيق من الله.. فيديو
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
  • 4 سنن مهجورة عن النبي قبل النوم.. تعرف عليها
  • ياسر بدران من أوائل الثانوية الأزهرية للمكفوفين بـ الشرقية: تفوقت بفضل الله ثم دعم والدي
  • غوميز يلفت الأنظار باستماعه وتفاعله مع القرآن الكريم.. فيديو
  • عبد الله يتحدى الظروف ويحصل على 98% في الثانوية الأزهرية بالفيوم: حلمي كلية الطب
  • مسارات السماء.. الأزهر يكشف أسرار الإعجاز البلاغي والعلمي في آيات الطير
  • فتاوى وأحكام| هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟ هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟ هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟
  • لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن؟.. 10 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • غدًا .. إذاعة القرآن الكريم من سلطنة عُمان تحتفي بالذكرى الـ19