فريق علمي من جامعة عربية ينجح بتجميع أول خريطة جينية لـقمح خارق
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ توصل فريق علمي في جامعة عربية إلى إنتاج تجميع أول خريطة جينومية كاملة لحبوب قمح "خارق" بإمكانه مقاومة الظروف المناخية القاسية.
وذكر موقع "الجزيرة نت" أنه بينما تعاني أصناف النباتات المستأنسة من العجز في مواجهة الأمراض وتغيرات المناخ، ما تزال أصولها البرية صامدة في البيئة تحت ظروف ندرة المياه أو الحرارة الشديدة، إضافة لمقاومة الأمراض، مما جعل الباحثين يدركون أن هذه الأصول البرية التي نشاهدها في الصحاري ولا نعيرها اهتماما قد تكون مفتاحا لتأمين غذاء المستقبل، لا سيما "قمح الخبز".
أول خريطة جينومية
وتطور قمح الخبز على مدى آلاف السنين من التهجين بين 3 أصول برية، ليصل إلى الشكل الذي نعرفه الآن، ويعتبر قمح "مونوكوكم" أحد الأصول الثلاثة المكونة لجينوم قمح الخبز، ويعتقد أيضا أن قمح "إينكورن" أو ما يعرف بـ"القمح الوحيد الحبة" قد تطور عنه.
وقبل نحو عام، أعلن فريق بحثي من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست) السعودية، يقوده براندي فولف، أستاذ علوم النباتات المشارك بقسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية بالجامعة، عن نجاحه في نقل جين يحمي من أحد أخطر أمراض القمح، ويعرف بـ"صدأ الساق الأسود"، إلى قمح الخبز، بعد تحديده في أحد أصول القمح البرية "عشب إيجيلوبس شارونينسيس"، ومؤخرا قطع فريق بحثي آخر من الجامعة نفسها شوطا كبيرا في عمل جينوم مرجعي للقمح الوحيد الحبة.
وخلال دراسة نشرت في دورية "نيتشر" في آب/ أغسطس الماضي، أعلن الفريق البحثي، الذي يقوده 3 باحثين من برنامج علوم النبات بالجامعة، هم جيسي بولاند، ومايكل أبروك، وسيمون كراتينغر، عن نجاحهم في تجميع أول خريطة جينومية كاملة لحبوب "إينكرون"، يعود تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف عام في المناطق الخصبة في الشرق الأوسط، حيث بدأت زراعتها.
ويقول عالم وراثة ومربي نبات بالفريق البحثي لـ"جيسي بولاند" الدكتور إبراهيم البسيوني، في تصريحات عبر الهاتف لـ"الجزيرة نت"، إن "النجاح في فهم التنوع الجيني والتاريخ التطوري للقمح الوحيد الحبة سيساعد الباحثين في الاستفادة من إمكاناته الجينية في جهود التحسين الوراثي المستقبلية لتطوير أصناف قمح خارقة تكون أكثر مرونة في مواجهة الأمراض وتغيرات المناخ".
تجريف وراثي
وتعرض قمح الخبز الحديث لما أسماه البسيوني بـ"التجريف الوراثي" بسبب تركيز المزارعين القدماء ومربي النبات في العصر الحديث على أصناف محددة تحمل جينات تحقق مزايا معينة، سواء في الإنتاجية أو مقاومة الأمراض، وكان ذلك على حساب أصناف أخرى، ومع الوقت انخفض التنوع الوراثي لقمح الخبز، مما عرضه لتغيرات المناخ وتهديدات الأمراض الجديدة، فكان الحل هو اللجوء لأنواع القمح البرية مثل القمح الوحيد الحبة للحصول على مصادر جديدة للمقاومة للأمراض والتغيرات المناخية.
ويشبه البسيوني هذه الحالة بـ"أرض مجهدة" تعرضت للتجريف نتيجة زراعتها لعشرات السنين، فبدأت تفقد عناصرها الغذائية، وأرض بكر لم تزرع من قبل ولا تزال تحتفظ بعناصرها الغذائية، ويقول إن "إينكرون مثل الأرض البكر، فهو ما يزال يحافظ على تنوعه الوراثي، في حين أن قمح الخبز فقد تنوعه الوراثي مع التركيز من عام لآخر على أصناف محددة دون غيرها".
وأحد الأسباب التي منحت إينكرون ميزة التنوع الوراثي هو أنه على الرغم من نكهته الفريدة وفوائده الغذائية العالية، فإنه فقد تدريجيا على مدى آلاف السنين دوره في إنتاج الغذاء العالمي، مع ارتفاع شعبية قمح الخبز، فكان التركيز على قمح الخبز سببا في فقدانه تنوعه الوراثي، وبقاء أحد الأصول البرية له متمتعا إلى الآن بالتنوعي الوراثي.
ثنائي الكروموسوم
وبينما يحمل قمح الخبز 6 نسخ من "الكروموسومات" تصعب كثيرا من مهمة إنتاج "خريطة جينومية كاملة له"، فإن إينكرون ثنائي "الكرومسوم" سهّل كثيرا من مهمة إنتاج "أول خريطة جينومية كاملة له"، كما يقول لـ"الجزيرة نت" الدكتور السيد محمد مشاحيت مدرس أمراض النبات بكلية الزراعة في جامعة دمنهور بمصر والاستشاري بمؤسسة كابي الدولية.
ويرى مشاحيت أن الفهم الواضح للنبات الذي أظهره الباحثون في الدراسة يبشر بنجاحهم لاحقا في توظيف قدراته الجينية لخدمة قمح الخبز في معركته مع تغيرات المناخ ومسببات الأمراض المختلفة.
وكان من بين ما أظهره الباحثون في دراستهم، ويكشف عن فهمهم للتنوع الجيني بهذا النبات، هو أنهم نجحوا في تحديد طفرة بأحد الجينات مسؤول عن نقص التفريع في القمح الوحيد الحبة، كما كشفوا عن أن 1% من جينوم قمح الخبز الحديث مصدره القمح الوحيد الحبة.
وشبه بيان صحفي أصدرته جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا هذا الانتقال الجيني بما يحدث في الجينوم البشري، وقال البيان "كما يحتوي الجينوم البشري على تسلسلات من أبناء عمومتنا من إنسان النياندرتال، فإن جينوم قمح الخبز الحديث مليء أيضا ببقايا الحمض النووي من القمح الوحيد الحبة".
ونقل البيان عن سيمون كراتينغر، أحد قادة الفريق البحثي، قوله إن "جينات القمح الوحيد الحبة ربما تكون قد ساعدت في الماضي قمح الخبز على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، وإذا كان للتاريخ أي مؤشر، فإن الشيء نفسه يمكن أن ينطبق على المستقبل، خاصة بمساعدة تقنيات التربية الحديثة الموجهة جزئيا".
ثلاث تقنيات
وعموما فإن التقنيات المتاحة للاستفادة من جينات نبات في نبات آخر هي التربية التقليدية "التهجين"، ونقل الجينات، والتقنية الأحدث "التحرير الجيني" المعروفة باسم "كريسبر – كاس 9".
ويقول ممثل المركز الدولي للزراعة بالمناطقة الجافة والقاحلة (إيكاردا) في مصر علاء حموية لـ"الجزيرة نت" إن الطريقة الأولى تعتمد على تهجين المحاصيل الزراعية التقليدية مثل قمح الخبز مع تلك البرية من فصيلته مثل "إينكورن" أو "إيجيلوبس شارونينسيس"، لكي نحصل على قمح مقاوم للحشرات والأمراض وتغيرات المناخ.
أما طريقة "نقل الجينات" فتتم عبر وسيلتين، أولاهما تتم باستخدام مسببات أمراض نباتية مثل البكتيريا، حيث يتم تحميل الجين المطلوب عليها بعد إضعافها، حتى لا تتسبب في إصابة النبات بالمرض، والأخرى تعتمد على "المدفع الجيني" حيث يتم إطلاق جزيئات الذهب التي تحمل الجين المطلوب إلى داخل الخلايا النباتية.
والطريقة الثالثة هي "كريسبر – كاس 9 أو 12″، وهي تقنية تمنح العلماء القدرة على تغيير الحمض النووي للكائن الحي، بإضافة صفات مرغوبة أو إزالة صفات معينة في مواقع محددة في الجينوم.
ويقول حموية إن نجاح باحثي "كاوست" في تحديد جينات معينة في النبات البري قد يمكنهم من استخدام الطريقة الأخيرة، وهي الأحدث، والتي تتغلب على المخاوف التي تثار بشأن أضرار الهندسة الوراثية.
ويضيف "تسمح هذه الطريقة بإدخال الجينات بشكل متحكم فيه بمواضع محددة في الجينوم وليس عشوائيا، كما في طرق الهندسة الوراثية التقليدية، مما يقلل من خطر الأضرار غير المستهدفة وغير المعلومة".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي الجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
مديرية الزراعة بالإسماعيلية تواصل ندواتها الإرشادية لمحصول القمح الاستراتيجي بالقصاصين
في إطار الدور الحيوي الذي تقوم به وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في نشر الوعي الزراعي وتطبيق أحدث الممارسات الفنية، تواصل مديرية الزراعة بالإسماعيلية تنفيذ سلسلة من الندوات الإرشادية لمحصول القمح، دعمًا للمزارعين وحرصًا على الارتقاء بالإنتاجية والجودة.
تُقام هذه الندوات برعاية كريمة من الوزير علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء طيار أركان حرب أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، والدكتور أحمد عضام رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة،
والدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، والدكتورة أمل إسماعيل رئيس الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي .
وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور علاء محمد حلاوة وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، بضرورة تكثيف الندوات الإرشادية ونقل أحدث التوصيات الفنية للمزارعين، وبرعاية المهندسة رجاء السيد صالح مدير عام الإرشاد الزراعي بالإسماعيلية .
وقد تم تنفيذ ندوة حقلية على رأس الحقل الإرشادي لمحصول القمح يوم الثلاثاء الموافق ٩ ديسمبر ٢٠٢٥، بحضور: المهندسة عبير خالد عبد السلام مسئول اتحاد المجالس الزراعية، والمهندس هانى لطفي نور مدير عام الإدارة الزراعية بالقصاصين الجديدة، والمهندس حسن سليمان حسن رئيس قسم الإرشاد، والمهندس حمدى محمد حسن مسئول الإرشاد، والمهندسة أميرة إسماعيل حسن أخصائي القمح بالمحافظة.
وخلال الندوة، تم استعراض أهم التوصيات الفنية المختصرة لضمان تحقيق أعلى إنتاجية لمحصول القمح، والتي شملت: تجهيز التربة بالحرث وإضافة السماد والسوبر فوسفات، الزراعة في الميعاد المناسب من منتصف نوفمبر حتى أوائل ديسمبر.
اختيار الأصناف عالية الإنتاجية المناسبة لكل منطقة.
الالتزام بمعدل التقاوي الموصى به.
التسوية الجيدة والري على الحامي دون تغريق.
الاهتمام بالتسميد الأزوتي في مواعيده المحددة.
مكافحة الحشائش والآفات أولًا بأول. وتؤكد مديرية الزراعة بالإسماعيلية استمرار تنفيذ الندوات الإرشادية بجميع مراكز المحافظة دعمًا للمزارعين وتعزيزًا للقطاع الزراعي.
صرح بذلك امنيه عبد السلام مدير العلاقات العامة بالمديرية، وأضافت انه و في سياق آخر وبناء علي توجيهات اللواء طيار أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، وفي إطار المتابعة المستمرة لضمان انتظام منظومة صرف الأسمدة بالجمعيات الزراعية خلال الموسم الشتوي الحالي، نفذت مديرية الزراعة، برئاسة الدكتور علاء محمد حلاوة وكيل الوزارة، زيارة ميدانية لجمعية الواصفية الزراعية لمتابعة أعمال الصرف داخل الجمعية :
حيث قامت لجنة المتابعة بتفقد إجراءات صرف المقررات السمادية، والتأكد من التزام العاملين بالضوابط المنظمة للصرف، بما يضمن الحفاظ على حقوق المزارعين وتقديم أفضل خدمة لهم.
كما أوضح وكيل الوزارة أن المديرية مستمرة في تنفيذ جولات المتابعة الميدانية على مختلف الجمعيات الزراعية، بهدف ضمان انضباط منظومة الصرف ومنع أي تجاوزات .
وتأتي هذه الجهود في إطار حرص المحافظة على الارتقاء بمنظومة الخدمات الزراعية، وضمان تقديم خدمة متكاملة للمزارعين.