هل يضع حدا لـباك صاحبي.. مرسوم ثوري للصفقات العمومية يدخل حيز التنفيذ
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية- الرباط
يعد المرسوم الجديد المتعلق بالصفقات العمومية، الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من فاتح شتنبر ، بمثابة إصلاح كبير من شأنه إحداث ثورة في الكيفية التي يتم بها تدبير الطلبيات العمومية بالمغرب، مع الكثير من المستجدات التي من شأنها تكريس مبدأي الشفافية والأفضلية الوطنية.
ويتماشى هذا الإصلاح، الذي جاء نتيجة عمل تشاركي شمل جميع الأطراف المعنية، مع توصيات النموذج التنموي الجديد، فضلا عن رؤية المغرب لمنح الأفضلية للاستثمار، باعتباره محركا لإحداث الثروة وفرص الشغل.
وبهدف تعزيز القدرة التنافسية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، والتي تعد مكونا أساسيا في النسيج المقاولاتي الوطني، يتوخى هذا المرسوم رقم 2.22.431 تسهيل الوصول إلى الصفقات العمومية لهذه الفئة من المقاولات، بما في ذلك المقاولات الناشئة، والمقاولين الذاتيين، والتعاونيات واتحادات التعاونيات.
وأكد عبد الباسط المهندس، الخبير المحاسب ومدقق الحسابات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المرسوم الجديد المتعلق بالصفقات العمومية يتضمن سلسلة من التدابير الرامية إلى تحسين شفافية الصفقات العمومية، مستشهدا، من بين أمور أخرى، بالتدابير المتعلقة بإيداع وسحب أظرفة وعروض المتنافسين والتي تتم إلكترونيا في بوابة الصفقات العمومية، وكذا إلزام مقدمي العروض بتقديم معلومات أكثر تفصيلا حول عروضهم، ولاسيما عن مؤهلاتهم وخبراتهم.
وفي هذا الصدد، توقف السيد المهندس عند مبدأ إعادة تعريف العرض الأفضل اقتصاديا، مبرزا أن الأمر يتعلق، بالنسبة لصفقات الأشغال والتوريدات والخدمات الأخرى غير المتعلقة بأعمال الدراسات، بالعرض المالي الأفضل سعرا مقارنة بالسعر المرجعي. وقال إنه بالنسبة لصفقات الخدمات المتعلقة بأعمال الدراسات، فإن الأمر يتعلق بالعرض الحاصل على أفضل تقييم تقني ومالي.
وفي المجمل، أفاد الخبير بأن هذه التدابير وغيرها، المنصوص عليها في نظام الصفقات العمومية الجديد، من شأنها أن تمكن المواطنين والمقاولات من فهم الصفقات العمومية بشكل أفضل والحرص على منحها بطريقة شفافة وعادلة.
وفي ما يتعلق بالأفضلية الوطنية في الطلبيات العمومية، فيفترض أن تعزز هذه الآلية هذا المبدأ، والذي ينص على حرص المشترين العموميين على إعطاء الأفضلية للمقاولات المغربية لدى منح الصفقات العمومية.
وأوضح السيد المهندس أن هذا المرسوم ينص عمليا على إلزام المشترين العموميين بحجز جزء من الصفقات العمومية للمقاولات المغربية. إذ يتعين على صاحب المشروع أن يخصص 30 في المئة من المبلغ المقدر للصفقات التي ينوي إطلاقها، لكل سنة مالية، لفائدة المقاولات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة القائمة بالمغرب.
وأشار أيضا إلى التزام المشترين العموميين بمنح الأفضلية للمقاولات المغربية عندما تكون على نفس مستوى السعر والجودة مع المقاولات الأجنبية، وهو تدبير يروم دعم المقاولات المغربية وتشجيع التشغيل بالمغرب.
وخلص إلى أنه من خلال مجموعة من التدابير الواعدة والفعالة، يظل تنفيذ هذا المرسوم تحديا كبيرا. إذ أنه يمثل إصلاحا أساسيا للتنمية الاقتصادية بالمغرب طبقا لتوجهاته الجديدة لفائدة تشجيع الاستثمار وإحداث الثروة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: هذا المرسوم
إقرأ أيضاً:
الفيلم المصري «سكة الموج» يحصد جائزة مهرجان السينما والبحر بالمغرب
حصد الفيلم المصري التسجيلي «سكة الموج» للمخرجة أمنية فؤاد، جائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للسينما والبحر بالمغرب.
قصة الفيلميرصد الفيلم حكاية الصياد والمراكبي أشرف أحمد، الذي تجاوز الخامسة والخمسين من عمره، وبدأ رحلته مع البحر منذ كان طفلاً في السابعة، حين ورث المهنة عن أبيه وجده.
تنقل المخرجة الكاميرا بين يديه المتعبة وملامح وجهه التي تعكس الرضا، لتبرز العلاقة الإنسانية الروحية بينه وبين البحر الذي وهبه معنى الحياة. يتنقل أشرف بين بحر النيل في كفر الزيات وبحيرة البرلس، لكن البحر يظل رفيقه الدائم ومصدر رزقه وعشقه، وكأن أمواجه تحكي قصة عمر من الكدّ والصبر والحلم.
تميز الفيلم بأسلوب تصوير بصري رشيق من توقيع مدير التصوير أحمد يحيى، الذي ركّز على التفاصيل الحسية لعلاقة الصياد بمركبه وشباكه والبحر المحيط به. امتزجت اللقطات القريبة لملامح أشرف ويديه أثناء خياطة الشباك مع لقطات واسعة للأفق والماء، لتخلق إحساسًا رمزيًا بالاتحاد بين الإنسان والطبيعة، وكأن البحر مرآة الروح.
كما لعب المونتير ضياء محمد دورًا بارزًا في تحقيق توازن بصري وإيقاعي دافئ، إذ انتقل بسلاسة بين المشاهد مانحًا الفيلم انسيابية تشبه حركة الأمواج، فيما ساهمت الموسيقى والمؤثرات الصوتية لمصطفى محمد في تكوين جو سمعي يعمق الإحساس بالمكان، فكان صوت البحر حاضرًا كشخصية خفية لا تغيب عن الكادر، وكأنه يهمس بحكاية الصيادين الذين يعيشون على حافته.
من خلال هذا العمل القصير، قدمت أمنية فؤاد تحية صادقة لمهنة الصيد ولأولئك الذين نذروا حياتهم للماء والموج، مؤكدة أن الفيلم الوثائقي يمكن أن يكون شعرًا بصريًا عن الإنسان البسيط الذي يحمل في صمته حكمة البحر وعمقه.
اقرأ أيضاًإنجاز فني جديد.. فيلم «ضي» يحصد الجائزة الكبرى بالمهرجان الدولي المغاربي
حكايات الإبداع تُضيء مسرح قصر ثقافة بورسعيد ضمن فعاليات المهرجان السينمائي الأول
للمرة الثانية.. جامعة بنها تستضيف فعاليات المهرجان الرياضي لذوي الهمم
اجتماع تنسيقي لمناقشة تطوير منظومة الدواء بالمستشفيات الجامعية بقنا