احتقان قبلي- اجتماعي يغرق الحوثيين في مأزق الخطاب التضليلي والانفعالية

كشفت مصادر قبلية يمنية عن جهود مكثفة تبذلها مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، لامتصاص احتقان قبلي واجتماعي في أوساط سكان قبيلتي حاشد وبكيل، متأثراً بتدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار ورفض صرف مرتبات الموظفين، رغم توقف المواجهات العسكرية مع التحالف العربي. في إشارة إلى الهدنة الأممة ودخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة بكثافة.

وحسب مصادر سياسية في صنعاء تحدثت إلى (نيوزيمن)، فإن حضور الشيخ حمير عبدالله الأحمر -الذي اختير مطلع العام الجاري زعيماً لقبيلة حاشد خلفا لشقيقه الراحل صادق الأحمر- فعالية الذكرى الـ41 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام التي نظمها مؤتمر صنعاء في 24 أغسطس/آب الماضي، أثار مخاوف مليشيا الحوثي من تشكيل تحالف (سياسي- قبلي) يهدد حضور الجماعة الحوثية، التي تدير مؤسسات الدولة في صنعاء بنفس عنصري ومنهجية تدميرية انتقامة تستهدف مكتسبات الثورة اليمنية ورموزها.

حضور الشيخ حمير الأحمر، الذي ينتمي سياسياً للكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام، وهو عضو في مجلس النواب، عن الدائرة الانتخابية رقم (282) بمحافظة عمران، وحديث رئيس مؤتمر صنعاء، صادق أمين أبو راس، عن ما اعتبره انتهاءً للمواجهات العسكرية، وحديثه عن الشفافية لجهة نفقات السلطة الانقلابية في صنعاء، دفع بقيادات مليشيا الحوثي إلى التحرك ميدانياً في أوساط قبيلتي حاشد وبكيل في محافظتي عمران وصعدة.

 تودد حوثي (إعلامي) لقبيلتي حاشد وبكيل وحرمان فعلي من الغنائم 

وفي لقاء له بمشايخ ووجهاء محافظة عمران، أبدى القيادي الحوثي رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، تودداً ملحوظاً، حينما عبّر عن شعوره بالفخر والاعتزاز لأن يكون بين أبناء محافظة عمران، وقال متغزلا في أبناء محافظة عمران: "أنتم أيها الأخوة نرى في سُحنة وجوهكم أصالة العربي الذي يغار ويأبى الضيم، ويرفض الذل، ويأبى الاستسلام".

>> سياحة المحويت وذهبها يفجّران صراعاً خفياً بين محمد الحوثي والمشاط

وقال: "نتذكّر بالنظر إلى وجوهكم الفاتحين.. الفاتحين من أبناء حاشد وبكيل أمثال مالك بن نفع الحاشدي، وأمثال أبي ثمامة، الذي استشهد بين يدي الإمام الحسين، نتذكر الفاتحين لغرناطة، والأندلس هم من أبناء حاشد الأبية، أبناء همدان وكهلان". وأضاف المشاط "فأنتم القبائل الكرام الوفية التي وقفت وما زالت تقف وقفة الرجال، وقفة الأبطال"، إزاء ما وصفها بـ(الهجمة الشرسة والعدوان).

وفي محاولة تضليلية لاستمالة أبناء محافظة صعدة، والقفز بهم عن استحقاقات صرف رواتب الموظفين وتخفيض اسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، زعم المشاط في فعالية مماثلة بما قال انها مخططات عدوانية زعم انها تستهدف زعزعة الجبهة الداخلية، وما وصفها بـ(القلاع الحصينة للمسيرة القرآنية الحاضنة الوطنية للجبهة المواجهة). في اشارة الى سكان محافظة صعدة، حسب تعبيره.

 اقتطاع علني لـ(مجتمات صعدة) كحاضنة مزعومة للحوثية 

وزعم المشاط أن في مقدمة المجتمعات التي يستهدفها المخطط المزعوم "مجتمعات صعدة بالتأكيد". وقال زاعماً ومضللاً "العدو لديه هذا البرنامج بحيث يثير المشاكل ويثير الخلافات؛ حتى إذا اضطرب المجتمع وأصبح البيت يضرب البيت يصعِّد في الجبهات العسكرية، ونحن مشغولون بوضعنا الداخلي"، فيما يعد ترهيبا استباقيا لأي فعاليات احتجاجية حقوقية قد تظهر في اوساط سكان محافظة صعدة في ظل تفاقم الاوضاع المعيشية لمزارعي وسكان وموظفي المحافظة.

وفي رد له على مطالب عرض موازنة الدولة على مجلس النواب، تضمن خطاب  مهدي المشاط تضليلاً مفضوحاً بمزاعم تسريب موازنة 2019 الى لجنة العقوبات، ذلك أن مناقشة موازنات الدولة يجري علناً وفقا للدستور ولائحة مجلس النواب.

وللتملّص من استحقاقات المرحلة والاستجابة لمطالب صرف الرواتب، عاود القيادي الحوثي المشاط التّحجج باستمرار الحروب، زاعماً أنهم "في حرب قذرة على كل المستويات، الحرب في مواجهة تسع عشرة دولة"، بزيادة دولتين اثنتين عن الاحصائيات المزعومة السابقة، وقال المشاط مخاطباً ابناء صعدة بلهجة انفعالية غير مسبوقة: "لا تسمعوا للواشين، لا تسمعوا للكاذبين، لا تسمعوا للغوغائيين، لا تسمعوا للحاقدين..".

المصدر: نيوزيمن