سماسرة الدين.. أول تعليق من دار الإفتاء على الاستئجار في الحج والعمرة
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه من المقرَّر أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرع العبادات من فرائض ونوافل لمقاصد كبرى، منها تقريبُ العباد إليه سبحانه وتعالى، وتهذيب النفس البشرية.
. اعرف الحكاية
وأضافت دار الإفتاء، أنه لابدَّ للإنسان أن يستحضر تلك المقاصد والمعاني أثناء عبادته وتوجُّهه إلى ربه -جل وعلا-، ومن باب التيسير على الأفراد، وبخاصة المرضى وأصحاب الأعذار، نجد أنَّ الشريعة قد أجازت الإنابة في أداء بعض العبادات بشروطٍ معينة.
وتابعت: وإذا كنَّا نجد في بعض المذاهب الفقهية جواز الاستئجار على أداء بعض العبادات كالحج والعمرة، فإنَّ الفقهاء كانوا يتكلمون عن حالات فردية لم تتحول إلى ظاهرة، وكذلك لم تتحول إلى وظيفة أو تجارة للبعض يتربَّحون منها، ولم نجد على طول السنين الماضية من تفرَّغ لأداء هذه العبادات مقابل أجر، فضلًا عن أن يصبح وسيطًا (سمسارًا) بين الراغب في العمرة -مثلًا- وبين من سيؤديها عنه.
وأكدت أنه من الأمور اللازمة في الإنابة أن يختار الشخص الصالح الموثوق بأمانته، ولا يتساهل فيجعل عبادته بِيَد من لا يعرف حاله، وهذا لا يحصل بالطبع إذا كان التعامل عبر تطبيقات أو وسطاء كل شغلهم واهتمامهم تحقيق الربح، فهذا مما لا يليق مع شعائر الدين التي قال الله تعالى عنها في كتابه الكريم: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
وتابعت دار الإفتاء: وما حدث من استهجان واستنكار من عموم الناس لمثل هذه الأفكار المستحدثة لهو دليل على وعي الجمهور ورفضهم لتحويل الشعائر والعبادات إلى وظيفة أو مهنة تؤدَّى بلا روح أو استحضار خشوع، هذا الوعي الجماهيري هو جدار الوقاية الأول للمجتمعات في مواجهة كل ما هو مُستنكَر وخارج عن المألوف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء العمرة العبادات سماسرة دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الحج عن الوالدين في حجة واحدة وبأيهما أبدأ ؟.. الإفتاء توضح
ورد إلى دار الإفتاء سؤال من أحد الأشخاص مضمونه أن والديه قد توفيا دون أن يؤديا فريضة الحج، وأنه سبق له أداء الحج عن نفسه، ويرغب الآن في أداء الحج عنهما، وتساءل عن الحكم الشرعي لذلك، وهل يجوز أن يحج عن والده ووالدته في نفس العام، ومن منهما يبدأ؟
وقالت دار الإفتاء أن الحج عن المتوفى الذي لم يحج مع قدرته المادية والصحية في حياته جائز شرعًا، ويؤمل أن يُقبل منه، وذلك على رأي الإمام أبي حنيفة، ويؤيد هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن امرأة جاءت إليه وقالت: "إن أمي ماتت ولم تحج، أفأحج عنها؟"، فأجابها قائلاً: "نعم، حجي عنها" – رواه الترمذي.
وأشارت الدار إلى أن من شروط صحة الحج عن الغير أن يتم من مال الشخص الذي أوكل النائب بالحج، أي أن تشمل النفقات تكاليف السفر، والطعام، والشراب، وملابس الإحرام، والسكن، وأن ينوي النائب أداء الحج عن المتوفى بشكل صريح.
وبخصوص السؤال ، بيّنت الإفتاء أن السائل إن كان يريد الحج بنفسه عن والديه، فيجب أن يتم ذلك على عامين متتاليين، فيحج في عام عن أحدهما وفي العام التالي عن الآخر، ولا يجوز أن يؤدي الحج عنهما معًا في سنة واحدة.
أما إذا رغب في أن يُحج عنهما في عام واحد، فيمكنه أن يؤدي الحج عن أحد الوالدين، ويُنيب شخصًا آخر للحج عن الآخر، بشرط أن يتحمل نفقات الحج كاملة من ماله الخاص، وأن ينوي النائب أداء الحج عن من وكله.
وأوصت دار الإفتاء بأن يبدأ بالحج عن والدته أولًا، مستندة إلى حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سأله رجل: "يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟"، فقال: "أمك"، قال: "ثم من؟"، قال: "أمك"، قال: "ثم من؟"، قال: "أمك"، قال: "ثم من؟"، قال: "ثم أبوك" – متفق عليه.