الغاء اتفاقية خور عبد الله يعقد المشهد الحدودي.. والكويت متسلحة بقرار أممي - عاجل
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
مع التعقيدات المتزايدة والموقف الغامض بشأن كيفية حل مشكلة الحدود البرية والبحرية بين العراق والكويت، جاء قرار المحكمة الاتحادية العليا ليزيد من غموض المشهد، بعد ان قررت عدم دستورية اتفاقية خور عبد الله عام 2013 بين العراق والكويت.
وبررت المحكمة قرارها "لمخالفة أحكام المادة (61/ رابعا) من دستور جمهورية العراق الذي نص على أن عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية تنظم بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب".
ويعيد قرار المحكمة العراقية إلى الواجهة المشكلات الحدودية بين بغداد والكويت، التي تعهد البلدان على تجاوزها مؤخرا، بعد التحسن التدريجي في العلاقات خلال السنوات الماضية.
ووصف أستاذ العلاقات الدولية في بغداد، سعدون حسين، تلك المشكلات الحدودية بين العراق والكويت بأنها "نار تحت الرماد"، في إشارة إلى أنها قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة.
وعلى الناحية المقابلة، يرى وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سعد بن طفلة العجمي، أن قرار المحكمة العراقية "شأن داخلي عراقي ليس ذا أهمية بالنسبة للكويت".
ما هي اتفاقية خور عبد الله؟
بعد جدل سياسي طويل بين البلدين استمر لأكثر من عامين، أقر مجلس الوزراء العراقي في يناير عام 2013، اتفاقية مع الكويت تتعلق بتنظيم الملاحة في خور عبد الله المطل على مياه الخليج.
وصادق مجلس النواب العراقي على الاتفاقية الحدودية في وقت لاحق من العام ذاته لتتدخل حيز التنفيذ بصفة رسمية، رغم أنها تحظى بمعارضة واسعة لدى سياسيين عراقيين.
وتنص الاتفاقية على تقسيم مياه خور عبد الله بالمناصفة بين البلدين، انطلاقا من قرار مجلس الأمن الدولي التابعة للأمم المتحدة "833" الصادر عام 1993 الذي أعاد ترسيم الحدود في أعقاب الغزو العراقي على الكويت.
ويعترض عراقيون على هذه الاتفاقية لأنهم يعتبرون أنها تعطي الكويت أحقية في مياه إقليمية داخل العمق العراقي، مما يعيق حركة التجارة البحرية أمام الموانئ المحدودة للبلاد.
ما هو خيار الحكومة العراقية؟
وجاء إبطال المحكمة العليا في العراق بعد دعوى قدمها النائب البرلماني، سعود الساعدي، رغم أن المحكمة نفسها رفضت دعوى مماثلة في ديسمبر لعام 2014.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية حسين، أن الحكومة العراقية "ملزمة" بتنفيذ قرارات المحكمة العليا على اعتبار أن أحكامها غير قابلة للطعن أو الاستئناف.
وقال إن خيار الحكومة العراقية الوحيد يتمثل في "الذهاب للبرلمان وطلب إعادة التصويت على هذه الاتفاقية، بما يتماشى مع قرارات المحكمة".
في دعوى 2014، جاء رفض المحكمة العراقية العليا ذاتها؛ لأن الدعوى "غير مستندة على أساس من الدستور أو القانون"؛ لأن المادة "61/ رابعا" من الدستور لم تشرع خلال ذلك الوقت، بحسب أوراق المحكمة.
وقال حسين إن القرار الذي يشترط على مجلس النواب المصادقة بأغلبية الثلثين للمعاهدات والاتفاقيات الدولية صدر عام 2015.
كما رفضت المحكمة العليا في دعوى 2014 أن تكون الاتفاقية أضرت بالجانب العراقي لأن ذلك لا يدخل ضمن اختصاصها.
ومن شأن القرار الجديد أن يعيد الخلافات الحدودية إلى دائرة الضوء مجددا بين العراق والكويت رغم أن الحكومتين ملتزمتان بالمضي قدما لإنهاء هذا الملف القديم.
وفي يوليو الماضي، أكد وزيرا خارجية الكويت والعراق خلال لقائهما في بغداد، التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وبعد القرار الجديد، كتب النائب الساعدي على موقع "إكس" (تويتر سابقا): "نقول للصيادين العراقيين: مارسوا صيدكم كما تحبون فقد عاد خور عبد الله إليكم وليس من حق أحد أن يعتدي عليكم".
ويصادر خفر السواحل الكويتي أحيانا مراكب صيادين عراقيين أو يوقفهم، لدخولهم بشكل غير قانوني المياه الإقليمية الكويتية.
"شأن داخلي عراقي"
لكن الوزير الكويتي السابق العجمي، قال إنه "لا شأن للكويت" بأحكام القضاء العراقي ردا على سؤال بشأن انعكاسات قرار المحكمة على الدولة الخليجية.
وأضاف أن هذا "شأن عراقي داخلي"، مشيرا إلى أن مسألة الحدود البرية والبحرية بين البلدين "منتهية تماما" بقرار دولي للأمم المتحدة.
وأوضح أن اتفاقية 2013 لتنظيم حركة الملاحة في خور عبد الله تعود إلى قرار مجلس الأمن عام 1993، الذي وافق عليه الرئيس الأسبق، صدام حسين، والمجلس الوطني العراقي، على حد قول العجمي.
وتابع: "ما يحكم علاقاتنا مع العراق قرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن تم الاتفاق عليها.. الحكومتان تجاوزتا هذا الملف وانتهى الأمر بالنسبة للكويت ولم يعد له أهمية".
ويرى العجمي أن "مشكلة العراق" تتمثل في أنه "يعيش مرحلة انتقالية ومضطربة فيما يتعلق بحدوده وحتى وجوده.. هناك أجزاء من العراق لا تسيطر عليها الحكومة المركزية".
واستشهد بالوجود التركي شمالي البلاد، والاختراقات المتكررة من قبل إيران شرقا، بالإضافة إلى إقليم كردستان الذي أصبح بحكم الواقع دولة منفصلة عن العراق، بحسب وصفه.
"في عمق البصرة"
في المقابل، قال حسين إن مشكلة الحدود العراقية الكويتية ستبقى "كامنة دون حل" بسبب ما وصفه بـ"استقواء" الكويت بقرار دولي.
وأضاف: "إذا أرادت الكويت أن تعيش بسلام وأمان، فعليها ألا تتجاوز على حدود العراق التي أخذتها بظرف عراقي صعب.. حدودها (الكويت) الآن في عمق البصرة وهذه مشكلة فالمشرع والسياسي والمواطن العراقي يشعر بالغبن".
وقال حسين إن "أي تغيير في ميزان القوى بالخليج" يمكن أن يثير مسألة حدود البلدين مجددا، مردفا: "يمكن أن يأتي رئيس عراقي قوي يجتاح الكويت مرة أخرى"، على حد قوله.
المصدر: الحرة
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بین العراق والکویت قرار المحکمة خور عبد الله بین البلدین
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الأسبوعي العادي
ترأس سعادة الشيخ سعـود بن عبد الرحمن بن حسن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولـة لشـؤون الـدفــاع، الاجتماع العادي الذي عقده المجلس صباح اليوم بمقره في الديـوان الأميـري.
وعقب الاجتماع أدلى سعادة السيد إبراهيم بن علي المهندي، وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، بما يلي:
في بداية الاجتماع، وبمناسبة فض دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين لمجلس الشورى، ثمن مجلس الوزراء روح التعاون البناء وما اتسم به الفصل التشريعي من تفاعل مثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مما كان له بالغ الأثر فيما تحقق من إنجازات لا سيما على الصعيد التشريعي وجلسات الاستماع وإبداء الرغبات التي أثرت العمل الحكومي لما في خير هذا البلد العزيز وما يعود بالنفع على الوطن والمواطن، حيث تم إقرار العديد من مشروعات القوانين المهمة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يواكب حركة النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله" وعلى هدي رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.
وتقدم المجلس بخالص التهنئة إلى معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بمناسبة تسلمه جائزة تيبيراري الدولية للسلام، وذلك في الحفل الذي أقيم يوم أمس في جمهورية أيرلندا.
وأكد المجلس أن تكريم معاليه من خلال هذه الجائزة المرموقة التي يقدمها مؤتمر تيبيراري للسلام لمن قدموا إسهامات بارزة في مجالات السلام والعدالة وحقوق الإنسان حول العالم، يعد تقديرا وعرفانا بدور دولة قطر الفعال والمؤثر من أجل السلام العالمي، ولإنجازاتها المشهودة في حل العديد من القضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي، عن طريق الوساطة والحوار والحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، انطلاقا من السياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، وتوجيهات سموه السديدة، من أجل عالم يسوده السلام وتتحقق في ظله تطلعات الشعوب.
ورحب مجلس الوزراء باتفاق السلام بين جمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية الذي جرى التوقيع عليه في واشنطن، وبدأت أولى خطواته في الدوحة باللقاء الثلاثي الذي عقد بتاريخ 18 مارس 2025، بمشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، ورئيسي البلدين. ثم تواصلت جهود الدبلوماسية القطرية والدور البناء للولايات المتحدة الأمريكية في استكمال هذه الجهود، حتى تم التوصل للاتفاق الذي لقي ترحيبا واسعا على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإشادة عالمية بالدور القطري والأمريكي في التوصل إليه من أجل تحقيق السلام بين جمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتعزيز الأمن والاستقرار بمنطقة البحيرات الكبرى.
ومن ثم نظـر مجلس الوزراء في الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، حيث أحاط المجلس علما بإقرار مجلس الشورى لمشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الصادر بالقانون رقم (20) لسنة 2019، ومشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون المحاماة الصادر بالقانون رقم (23) لسنة 2006، ومشروع قانون بتنظيم استيراد وعبور الماس الخــام.
ووافق مجلس الوزراء – من حيث المبدأ – على مشروع قانون بإصدار قانون البيانات الوطنية والإحصاءات الرسمية، ونشره على منصة "شارك" لاستطلاع الرأي بشأنه، ويأتي هذا المشروع الذي أعده المجلس الوطني للتخطيط، استجابة للتطورات الوطنية والدولية في مجالات الإحصاء وإدارة البيانات، وليحل محل القانون رقم (2) لسنة 2011 بشأن الإحصاءات الرسمية، ويهدف مشروع القانون إلى تطوير منظومة الإحصاء والبيانات الوطنية وفق الاستراتيجيات والسياسات والخطط المعتمدة، ورفع كفاءة عمليـات إجراء الإحصاءات الرسمية وجمع البيانات وتحسين جودتها وموثوقيتها، وتمكين مركز الإحصاء الوطني وسائر الجهات الشريكة في المنظومة الإحصائية الوطنية من أداء العمليات بفاعلية قادرة على مواجهة التحديات المرتبطة بالبيانات والإحصاءات الرسمية وتعزيز نظم حوكمتها.
ووافق مجلس الوزراء أيضا على مشروع قرار مجلس الوزراء بتشكيل لجنة التسجيل العقاري وتحديد نظام عملها، وقد أعدت وزارة العدل هذا المشروع، تنفيذا لأحكام القانون رقم (5) لسنة 2024 بتنظيم التسجيل العقاري.
كما وافق المجلس على مشروع قرار مجلس الوزراء بإنشاء لجنة المشاريع الرقمية في القطاع الحكومي، في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
واطلع مجلس الوزراء على المقترحات برغبة التي أبداها مجلس الشورى بشأن آليات الدعم الزراعي المقدمة للمزارع المحلية ومدى مساهمتها في تعزيز الأمن الغذائي، واتخذ بشأنها القرار المناسب.
وقرر مجلس الوزراء اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصديق على اتفاقية النقل الجوي بين حكومة دولة قطر وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والموافقة على اقتراح وزارة التجارة والصناعة حول الانضمام إلى اتفاقية نيس بشأن التصنيف الدولي للسلع والخدمات لأغراض تسجيل العلامات لسنة 1957، واقتراح مصرف قطر المركزي بشأن الانضمام إلى بنك التسويات الدولية (BIS)، ومشروع الاتفاقية العامة لربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمشروع سكة الحديد، ومشروع اتفاقية المساهمة الأساسية لدعم الموارد العادية للوكالة الدولية للطاقة الذرية للفترة 2025 و 2026 بين صندوق قطر للتنمية في دولة قطر والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومشروع اتفاقية بين حكومة دولة قطر ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (اليونيتار) بشأن إنشاء وتمويل مكتب إقليمي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (اليونيتار) في دولة قطر، ومشروع اتفاقية المساهمة بين دولة قطر من خلال صندوق قطر للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومشروع اتفاقية للتعاون في مجال بحوث تقنيات مصايد الأسماك والاستزراع المائي بين وزارة البلدية في دولة قطر والأكاديمية الصينية لعلوم مصايد الأسماك في جمهورية الصين الشعبية.
هذا واختتم مجلس الوزراء اجتماعه باستعراض تقرير عن نتائج مشاركة وفد دولة قطر برئاسة سعادة وزير البيئة والتغير المناخي في مؤتمرات اتفاقيات بازل وروتردام واستكهولم BRS 2025، وتقرير نتائج مشاركة وفد دولة قطر برئاسة سعادة وزير التنمية الاجتماعية والأسرة في المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2025، واتخذ بشأنهما القرار المناسب.